القرآن يوجه حملة ثقافية

القرآن يوجه حملة ثقافية

يتحدث القرآن في آياته المباركة عن علم الغيب فيقول " وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ  إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (النحل:77)، فعِلمُ الغيب هو المرحلة التالية لعلم الشهادة الذي يقوم على الاستنباط العقلي، كالقياس والاستدلال والملاحظة من خلال الحواس، مثل السمع والبصر واللمس والتذوق والشم وذلك كله مما منّ به الله على الإنسان، أما علم الغيب فهو كل ما يغيب عن العقل في حدائق العلوم الغيبية في الأرض أو في السماء، يزهو مثلما تزهو الأزهار والأشجار، وذلك بما وهبه الله للرسل والأنبياء وعباده الصالحين، مثل الرؤيا الصادقة، والمشاهدة اليقينية، والإلهام القلبي، والهاتف الروحي، والإشارات المبيّنة، والوحي الذي يملأ القلب ولا علاقة له بالأذن، ومن أدوات علم الغيب الدعاء المستجاب وأسرار التمكين، وذلك كله بعض من علم الله الموهوب من أجل تحقيق المعرفة الحقة بين الإنسان والله حسبما أراد الله من أجل أن يُعرف، وقمة علم الغيب تبدو فى أسرار التمكين مثل كن فيكون وأقلها أمر إحياء أجساد الموتى وإحياء القلوب التي ماتت وغرقت في بحر الشهوات وحياة الظلم والطغيان، ومعرفة الأمور في الساعة واللحظة، ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب، والله على كل شئ قدير، وهكذا تُشير الآية القرآنية إلى مستودع العلوم الربانية التي تجلى بها الله على قلب رسوله وعلماء أمته بما أكده خاتم المرسلين بقوله "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، ولعل المدقق والمحقق يتابع معجزات الرسل والأنبياء في القرآن الكريم والتي أُنزلت على قلب الرسول بالإضافة إلى ما خصه الله به من علم الغيب وما ارتضاه وأظهره ووهبه سبحانه علام الغيوب، ويعاود القرآن حملته الثقافية ويلقى بضوئه نورا كاشفا حول مفهوم كلمة "الله" فتقول الآية الكريمة " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون (النحل:78)، وتلك مخاطبة واضحة ودائمة وحقيقية لما يحدث من توالد مستمر للجنس البشري، وفي العصور الحديثة تتألق ما تستهدفه الآية أكثر وأكثر فيما تشهده الأجيال الحالية من تصنيع وإنتاج السيارات التى تنشأ قطعة قطعة داخل المصنع، فلماذا لا تنشأ السيارة من تكاثر مثلما تتوالد الكائنات والمخلوقات التي خلقها الله من ذكر وأنثى وهذا ما يردده القرآن بقوله " يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل" (الحجرات:13)، فهل يستطيع الإنسان أن يصنع سيارة ذكرا وأخرى أنثى مثلما خَلقَ الله؟، ثم إن الله خلق العقل المفكر والحكيم للإنسان والذي هو وراء كل المخترعات الحديثة، فهل يسارع الإنسان نحو العبادة الحقة والمثلى لله سبحانه وتعالى؟، وتذكّر الآية 78 من سورة النحل الإنسان بخالقه الذي جعل للبشر السمع والأبصار والأفئدة، فالإنسان يسمع ويفكر ويبصر ويحب بقلبه، وتلك قيم لا تقدر بثمن، فشكر الله أكبر من أي ثمن ومع ذلك يقول القرآن لعلكم تشكرون!

www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot