القرآن يُزكي العقل

القرآن يُزكي العقل

يلفت القرآن النظر إلى ضرورة تعقب نعم الله التي لا تحصى ولا تعد وذلك بالمزيد من الشكر فى مقابل كل نعمة أنعمها الله على خلقه، حيث قالت آية “ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل:18)، وتلك هي العبادة الحقة القائمة على الشكر والتي يترتب عليها أنه من لا يشكر الله فقد يكفر به، ومن أبرز نعم الله على الإنسان العقل الحكيم والقلب السليم وتلك نعمة تفوّق بها الإنسان على سائر المخلوقات بما فيهم الملائكة الكرام، والآية الكريمة في ختام حديثها تشير إلى النعم الإلهية الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد والقائمة على مغفرة الله ورحمته “إن الله لغفور رحيم”، وتلك من صفات الله الكريمة، فالمغفرة تعنى ستر العيوب حتى لا يطّلع عليها مخلوق وأما الرحمة فهي رباط مقدس بين العبد وخالقه وبها يتراحم الناس فيما بينهم ويتسامحون، فيتعاملون ويتذوقون ويتزوجون ويتصالحون، والراحمون يرحمهم الرحمن وارحموا من في الأرض يرحمكم من السماء، وتستهدف التوجهات القرآنية من خلال آياتها المباركة توسيع آفاق المعرفة وذلك من خلال الحديث عن تعدد نعم الله ثم التدرج نحو المزيد من النقاء والصفاء تهيئة للإعداد الروحي والإيماني فيما يعلمه الله سواء أكان فى السر أو فى العلن كما تشير الآية “وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (النحل:19)، وفى ذلك مغزى عظيم يدعو إلى الكمال الخلقي فى الإنسان حينما تحدث المساواة بين ما يخفيه وما يبديه ويظهره، فينتج عن ذلك شفافية متألقة دون أدنى حجب حيث لا يفرق بين ما يظهره المؤمن وما يبطنه، ومن لايكون على هذا النسق فإنه يكون منافقا يُظهر خلاف ما يبطن، فهي آية تُجنّب المؤمنين شر الوقوع في النفاق وتؤكد لهم أن الله يعلم ما يبدون وما يسرون، وهكذا تبنّت المدرسة القرآنية تربية الأجيال المؤمنة سواء من كانوا من صحابة الرسول أو من التابعين، وتلك هي صفات وأحوال من أسلم قلبه لله ليبعثه مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين وحسن أولئك رفيقا. ويوالي القرآن دوره الرائد فى إذكاء العقول التي تتجه نحو التعرف على الله، وقد يتصادف الوقوع في براثن مدعي الألوهية بما ينسبون قولهم من هالة مقدسة مع أنهار زائفة وقد برع في ذلك مدعي الدين الذين ليس لهم عمل ووظيفة، حينما تقول الآية الكريمة “ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (النحل:20)، فتراهم يتكسبون قوتهم ويحصلون على المزيد من الأموال من السذج وغيرهم بما يشاع عن قداستهم ومظهرهم الديني الخادع فوضع القرآن المعايير والقواعد الواضحة التي تُعين الناس نحو العبادة المثلى للخالق العظيم، فبينت الآية القرآنية في يسر وسهولة موقف الذين يُدعون من دون الله فهؤلاء لا يُقدّسون ولا يُؤلّهون لأنهم لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، بدليل أنهم الآن أموات وغير أحياء وليس لديهم مجرد مشاعر أو أحاسيس يعتمدون عليها ليتعرفوا على مصيرهم في البعث فمتى؟ وأين يبعث هؤلاء الأموات ؟”أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ” (النحل:21)، وعلى ضوء ذلك تصحح العبادات الخطأ التي تؤله الموتى من البشر وفي الوقت نفسه لا تؤمن بالله الواحد.


www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot