نافذة مشرعة

القطع مع ترامب...!

القطع مع ترامب...!


   لئن لم أفكر مطلقًا في أن دونالد ترامب يمكن أن يكون الحل للعديد من مشاكل المجتمع الأمريكي، فقد كنت منذ فترة طويلة حساسًا تجاه الأمريكيين الذين يشعرون بقلّة أو عدم الإنصات إليهم، أو حتى الاحترام، من قبل الطبقة السياسية في واشنطن.

   لقد أظهر هؤلاء الأمريكيون المحبطون، الغائبون عادة عن الانتخابات، دعمهم لبيرني ساندرز ودونالد ترامب خلال الدورة الانتخابية لعام 2016. ولم أتفاجأ أيضًا من أن يدفع الإحباط أحد مؤيدي بيرني للانتقال إلى معسكر ترامب بعد فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
   يمكن لهذه الكتلة من الناخبين أن تحدث الفارق عند النجاح في تعبئتها، وقد استطاع دونالد ترامب جذب انتباههم وتخصيص أجزاء كبيرة من خطاباته لهم، مكررًا كلما اقتضت الضرورة الشعارات التي تروق لهم أكثر من غيرها.

   ولا يزال العديد من المؤيدين يأملون في عودة الرئيس الخامس والأربعين، وما زالوا يمارسون ضغوطًا على الحزب الجمهوري الذي يحتاج إلى أصواتهم في انتخابات التجديد النصفي وكذلك في انتخابات 2024 الرئاسية.
   ولجميع هؤلاء المؤيدين، تحدث حليف سابق لترامب في نص نُشر على موقع واشنطن بوست يوم الأربعاء. والكاتب المستقل غاري أبرناثي، يمثل بشكل جيد ذاك المؤيد للرئيس الذي يمكنني تفهّم دوافعه وميله.

   مدركا لأوجه القصور في الشخصية، أو نرجسيته، أو حقيقة أنه يتصرف أحيانًا مثل أحمق، دافع عنه أبيرناثي ضد كل الهجمات. عارض عزله، وشاجبا الهجوم الذي قادته وسائل إعلام أكثر تقدمية. غير ان الكاتب أوضح أنه انفصل عن الزعيم الجمهوري.
   لم يكتفِ الكاتب بشرح مقاربته الشخصية، بل اقترح أن ينأى الحزب الجمهوري بنفسه بسرعة. لماذا؟ لعدم قدرة ترامب المرضية على قبول الهزيمة، والأسوأ من ذلك، إدامة كذبة التزوير الانتخابي مع رفضه الابتعاد عن الذين اعتدوا على مبنى الكابيتول.

   يشعر أبرناثي بالقلق من أن الحزب الجمهوري يتسامح مع المعلومات المضللة، وراضٍ عن انتقاد بايدن دون اقتراح أي شيء في المقابل. ويذكر الكاتب بشكل عابر أنه لا يخالف كل ما يقترحه ترامب، لكنه يصر على أنه للمضي قدمًا يجب على الحزب التخلص منه.    على غرار إنهاء علاقة عاطفية حارقة، يشير أبيرناثي إلى أن الانفصال لن يكون سهلاً، وأن الجميع لا يسير بنفس الطريقة، لكن القطع يبدو أمرًا لا مفر منه بالنسبة له.

   ماذا نفعل لننجح في الانفصال؟ التركيز على ما دفعنا لدعم ترامب عام 2016 والبحث عن نفس الموضوعات في مرشحين أكثر ذكاءً. سواء تعلّق الأمر بالمطالبة بحماية أفضل على الحدود الجنوبية، أو التنديد بالـ “ووكيزم”، أو “الإلغاء الثقافي”، أو تفضيل “أمريكا أولاً” في السياسة الخارجية، أو المطالبة بالاستقلال الطاقي، فمن الممكن لفت انتباه العديد من السياسيين الآخرين في الحزب الجمهوري.

   ويضيف أبيرناثي، أنه إذا كان القطع ضروريًا، فلن يضطر العشاق المرتعبون إلى التسرع وامامهم مهلة جيدة قبل رئاسية 2024. وفي النهاية، تعتبر انتخابات التجديد النصفي لهذا العام استفتاء على ولاية جو بايدن، وهذا الأخير بالكاد تمكن من التّميّز.

   حتى لو بدت صحوة أبرناثي متأخرة بالنسبة لي، فقد انجذبت إلى نص الكاتب لأنه يقترب مما كنت أدافع عنه لبعض الوقت. ان حجج مؤيدي ترامب وغضبهم مشروعة... المشكلة؟ لقد وضعوا ثقتهم في أيدي شخص وقح غير صالح وعديم الخبرة.

   غليان الإحباط والغضب مستمرّ... ولئن اعترى الأمل الكثيرين في إيجاد حل لبؤسهم عند فوز ترامب عام 2016، فان وضعهم لم يتحسن كثيرًا، اذ حرص الملياردير أولاً على إرضاء أغنى الأمريكيين قبل الانغماس في التقلبات والمنعطفات التآمرية.

   هذه ليست المرة الأولى التي أقول فيها هذا، لكن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن يصبح الحزب الجمهوري مجددا حزبًا للأفكار يعيش في واقع القرن الحادي والعشرين. وإذا كان الخيار الأفضل هو الحزب الديمقراطي، فذلك لأنه الوحيد الذي يعيش في القرن الصحيح. إلا أن للديمقراطيين العديد من نقاط الضعف، ولم يعودوا يعرفون كيفية الوصول إلى هؤلاء الأمريكيين الذين، في غياب الأفضل، مالوا نحو دونالد ترامب.

   لذلك، فإن أبرناثي على حق. لا شيء يستعجل الجمهوريين عام 2022، ولا يزال عام 2024 بعيدًا تمامًا. وقبل التفكير في البرنامج الانتخابي للانتخابات الرئاسية المقبلة، عليهم أولاً النجاح في الانفصال عن ترامب... سيكون الجميع أفضل حالا.                  

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot