رئيس الدولة يتلقى التعازي من قادة الدول العربية والإسلامية والشقيقة والصديقة
الكلمة
للكلمة تأثير عجيب في نفوس البشر، كلمة تعكر المزاج، وكلمة تجلب السعادة، كلمة تولد التعاسة، وكلمة تغير الحال، كلمة تدهور الحال، وكلمة تزرع الثقة، كلمة تُفقدك الثقة، وأخرى تمدك بالحيوية والنشاط، كلمة تمدك بالفتور والكسل، ومع ذلك أستغرب من بعض الناس ممن لا يُعيرون للكلمة أدنى اهتمام، وعندما تسأله يقول: الذي على قلبي على لساني، فأنا لا أٌجامل!
قل خيراً أو اصمت، كم من أناس ناموا منزعجين من كلمة فلم يصحوا في الصباح الباكر، كم من أناس يتم علاجهم علاجاً نفسياً بسبب التنمر بكلمة، كم من طفل لم ينس كلمة قيلت له وهو يركض فرحاً بطفولته ولم يتعرف على سبب ومعنى الكلمة التي أصابته دون سبب.
لا أدري ما فائدة الهمز واللمز والإيذاء اللفظي سوى نفور الناس من بعضها وزيادة العداوات ومع ذلك تجد بعض الأشخاص يستمتع بهذه الأجواء وتٌفرز لديه هرمون السعادة، دائماً حاول أن تخلق للشخص الذي أمامك 100 عذر، لم يسلم عليك، لعله مستعجل أو لم ينتبه لك، لم يرد على الموبايل، لعله يستحم، وغيرها الكثير من الأعذار التي إن أحسنت الظن، أراحتك من هم العداوات.
لم أر أشخاصاً مهمومين أكثر من أولئك الذي يحملون الضغينة في نفوسهم اتجاه أشخاص آخرين، لأنهم يفورون بداخلهم اتجاه شخص عندما يُشاهدهم يبتسم ولم يلتفت إلى العداوة أو لم يظن به سوى الخير فهو لا يعرف ما في النفوس والصدور، مصداقاً لقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.
وكما قال الكاتب المسرحي الكبير عبد الرحمن الشرقاوي في الكلمة: الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاعٌ شامخة يعتصم بها النُبل البشري، الكلمة فرقان بين نبي وبغي، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور، ودليل تتبعه الأمة.
الدنيا قصيرة لا تستحق منا سوى الكلمة الطيبة، فلن يبقى إلا الأثر الطيب، ابتسم وكن كالزهرة التي تفوحُ طيباً، فلا يشُم من حولك سوى العطر الفواح ولا يسمع منك الناس سوى الكلمة الطيبة، حتى تنام بسلام ودمتم، وكل عام وأنتم بخير.
