الليلة الثالثة من «الكلمة المغنّاة» تحتفي بشاعر العين «عوض بن السبع الكتبي» في قصر المويجعي

الليلة الثالثة من «الكلمة المغنّاة» تحتفي بشاعر العين «عوض بن السبع الكتبي» في قصر المويجعي

احتفت الليلة الثالثة من برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغنّاة"، في إطار "مهرجان العين للكتاب 2023"، الذي ينظّمه مركز أبوظبي للغة العربية،  بالشاعر الإماراتي عوض بن السبع الكتبي. جاء ذلك ضمن احتفائها بشعراء العين الذين أثروا الساحة الأدبية عبر قصائدهم التي تركت بصماتها في ذاكرة الأجيال. 
 حملت ليلة الشاعر عوض بن السبع الكتبي عنوان "يا عود وينه الي سكن فيك"، المستمدّ من أشهر أبيات قصائده. وقد شارك فيها الشاعر شخصياً وحاورته الدكتورة الشاعرة الإماراتية عائشة الشامسي، بحضور الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي، والمطرب خالد محمد، وعازفي الإيقاع عبد الله عبد الكريم وعلي البلوشي.  
اعتبرت محاورة الجلسة أن هذه الأمسية مختلفة، فهي تستضيف الشاعر للمرة الأولى، وأضافت أن الشاعر الكتبي مميّز وذو بصمة متميّزة. ولد في منطقة "هيلي" في مدينة العين، وهو شاعر مخضرم عاصر روّاد الشعر القديم، كما أنه من مؤسّسي الشعر الشعبي في دولة الإمارات وفي مدينة العين تحديداً.
وحول حكاية البداية  في مجال الشعر سرد الكتبي مسيرته،  وبيّن أن الشعر والشعراء منذ زمن الجاهلية إلى يومنا هذا عانوا وتألّموا من تجارب الهجر، والبعد، والحرمان، والمسافات، وكلها محاور لعبت دوراً كبيراً في ولادة قصائد عظيمة.  وأوضح أنه بدأ مبكّراً في كتابة الشعر في الثانية عشرة من عمره. وكانت المرحلة من العام 1967 إلى 1969 هي الأكثر شغفاً، وفيها أنتج العديد من القصائد بعد انتقاله من منطقة المويجعي إلى جزيرة "داس"، التي تقع شمال غرب العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وأشار إلى أنه في العام 1975  كتب قصيدة قرأها على مسامع الحضور وهي : 
- ونيت من كثر التصاويب .. بي من وداده في الحشاء صاب 
- يا شيب عيني قبل المشيب .. شاب العقل والراس ما شاب 
- عليك يا حلو التساليب .. لي ناهيتي وأنت الأسباب 
- لمذوب حالي تذويب .. وازم عليك القلب منذاب 
- اثنا سلامه والتراحيب .. بيني وبينه خدر وأحباب 
- تليني غصباً بلا طيب .. يا روح للأرواح نهاب 
- لاكن ويلي وصلك تعيب .. أخاف من دورات الانشاب 
- كتب الموده تنقرا غيب .. حرف بلياء سرد وأعراب 
- بالله واشهود مراقيب .. إن مت لأنه منك الأسباب 
وتابعت محاورة الجلسة نقاشها عن الفترة التي عاصرها الكتبي، والتي تألّق خلالها العديد من الشعراء الروّاد في الشعر الشعبي. وأوضحت أن لذلك أسباباً كثيرة منها اهتمام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان "طيّب الله ثراه"، كقائد وشاعر. وعن ذكريات الشاعر عوض الكتبي مع الشيخ زايد بالمشاكاة والردود الشعرية التي حدثت في الماضي، بيّن أن الشيخ زايد قائد وشاعر قال النصيحة والحكمة في الشعر وغيره.  وعن المواقف التي يذكرها مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان، أوضح أن الناس تسمع عن مواقف الشيخ زايد والتاريخ كتب له بحروف من ذهب وفيه قال : 
 
- لو تنجمع قول الصحافة دواوين ..
 كان ألفوها بعشرة الالف ديوان 
- وأنا يعجز لساني والقلم ..
 ثم ذي الأيدين أحصي فعاليكم  يا مرفوع الأركان 
وتابع بأن الراحل الشيخ زايد آل نهيان كان محباً للشعر والإنسانية والتسامح والخير ويوصي دائماً وينصح بالتاريخ والعادات والتقاليد، كما أن مواقفه كثيرة ويهتم بنوعية الشعر.  وبيّن المطرب الإماراتي محمد خالد بأنه قد تغنّى بقصيدة للشاعر عوض بن السبع الكتبي، وهي " عذبت حالي"، إذ وصلت إليه هذه القصيدة بين العامين 1988 و1989 في مدينة العين، عن طريق أحد الزملاء، وهو حمد المري الشامسي.  فعرّفه ذلك على الكتبي الذي قرأ قصائده منذ كان طفلاً، وسجّلت الأغنية في القاهرة آنذاك بتوزيع موسيقي ونجحت على مستوى دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، لأن كلماتها حسّاسة أبدع فيها الشاعر عوض الكتبي، وتغنّى بها أمام حضور الأمسية.  وقدّم الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي مجموعة من قصائد الكتبي بطريقة "الونة" و"التغرودة" الإماراتية.