حكايات على مائدة العشاء

المبدعات والرجل الشرقي

المبدعات والرجل الشرقي

تعاني المرأة المبدعة من مزاولة إبداعاتها وطرح أفكارها في ظل وجود بيت قائم، فما دام هناك زوج وأولاد تعطلت المرأة تماما عن ممارسة ما تحب وتهوى، فالتزاماتها نحو البيت تعوق حركتها وتسلب منها مع الوقت الشعور بالاستقلالية الفكرية، وهذا يرجع إلى جيناتها تجاه مسؤولياتها وضرورة الاهتمام بالأبناء والزوج من ناحية والحفاظ عليه وعلى قوام بيتها من جهة اخرى.
ولا يستثني صاحب هذه الكلمات نفيه من ممارسة الضغط على المرأة في وقت كانت فيه تستطيع أن تصبح علم من أعلام الصحافة لكن بدافع الغيرة أو بدوافع فطرية غير ناضجة يمارس الرجل ضغوطه ويختار للزوجة مسار عملها وتحديد خط حياتها، مع أنها تتمتع بمقومات قد تفوق الأدباء من الرجال ، أو تمتلك ريشة وحس مرهف يؤهلها لان تكون بيكاسو أو جوخ، هذا على مستوى الفكر والموهبة، أما على مستوى الرأي والكتابة والتخطيط فتجد ألف يد تشدها للأسفل ربما بدافع الغيرة من نجاحها ويظل هو في الظل، أو للفروق الفكرية بينهما، خاصة وأن بالاونة الاخيرة لاحظ أن الفتيات يتزوجن ممن أقل منهم في التحصيل التعليمي، وهذا أمر يشكل بذرة فروق فكرية، ولو حتى على نفس المستوى ويجهل احساس زوجته وتأملها في النجاح ومزاولة موهبة تعشقها ستكون النتيجة واحدة. هناك نساء يتمتعن بالموهبة ولديهن القدرة على الإبداع في شتى المجالات، ولكن تجد من يحبطها، أو يسخر من أدائها ويحولها مع الوقت لشخصية مهزوزة غير قادرة على التماسك من اهتزاز ثقتها بنفسها وسلب قدرتها على التعبير اما بالقلم أو بالرأي أو بالريشة، فالموهبة إن لم تصقل بالتجربة والخبرة وتبادل المعلومات تم تعليبها ومع الوقت تفقد الروح والحس والحياة، أما الموهبة التى تراعى بالإيجابية والتشجيع ستجد طريقها للنجاح وعائد مادي لترتقي لمنزلة الاحتراف. من العادة أن تهيئ المرأة الجو المناسب للرجل أذا كان يعمل في البيت ويكتب، وكثيرا ما تصرف عنه الأولاد وازعاجهم له لحين الانتهاء من ممارسة ما يحب من كتابة أو رسم أو حتى قراءة، المرأة تتباهى كثيرا بزوجها وتخبر القاصي والداني بعمل زوجها وموهبته، عكس الرجل تماما الذي يعاملها كما لو كانت مديرة منزل دورها يقتصر على التربية وتلبية الرغبات، وإذا ارادت أن تنفرد بنفسها لتزاول هوايتها وجدت المناخ العام غير كافي لهذا الغرض فتعرض عنه وتعود لأدراجها منكسرة بائسة ومع الوقت سترمي أحلامها خلف ظهرها بحجة بناء البيت والحفاظ على الأولاد، صحيح أن هذا العمل هو اسمى الأعمال في الكون، فتربية النشء من قواعد بناء المجتمع، ولا يستطيع غيرها بأن يقوم بهذا الدور. لكن علينا أن نسمح لها بممارسة موهبتها وتهيئة الجو المناسب لذلك، وأن ندرك أن القوامة ليست بمن يعمل ويصرف على البيت، بل علينا أن ندرك أن المرأة الغير عاملة ليست بخادمة تعيش بما يجود عليها به سيدها، ولكن الحياة تكافئ فالرجل يعمل وهذا دوره والمرأة تعمل أيضا وهذا دورها، وإذا عدنا للأصل فما يعطى للرجل من مال، فليس له وحده وانما جاء ليوزع على أفراد أسرته ومن لهم فيه نصيب من فقراء ومساكين وعابري سبيل، فلو على الفرد فيكفيه عشر ما يحصل عليه من رزق مادي. لا أعلم إذا هناك احصائيات حول عدد المبدعات وسيدات المجتمع في الشرق الأوسط أم لا، وهل كل هؤلاء يتمتعن بحياة زوجية مستقرة، وهل يزداد نشاطهن عند الانفصال أم الأمر عادي؟ أسئلة بسيطة لم يقصد منها شئ سوى أن نترك لهن مساحة للتنفس والتعبير عن الذات بأي وسيلة ما دام الأمر لا يتجاوز حدود الفكر والمساهمة في التطوع ومشاركة المجتمع في التنمية الفكرية.
 
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/