الصحة والناس
تغير نمط واتجاه الأورام السرطانية «1»
لا تزال السرطانات تمثل إحدى أهم المعضلات الصحية الرئيسية في جميع أنحاء العالم مع أزدياد وتيرة حدوثها خاصة بأزدياد الحداثة العصرية والتطور الصناعي وزيادة التعرض للكثير من مختلف أنواع الإشعاعات بالإضافة الي الاستعداد الوراثي لدى البعض لعدد كبير من العوامل المؤهبة للسرطانات.
وتتمثل أهمية هذه المشكلة الصحية في العبء الحقيقي للسرطانات بين الأفراد وفي المجتمعات من خلال أهمية توفير المعلومات الكافية لتحديد المجموعات المعرضة لزيادة خطر الإصابة بالسرطان وذلك من خلال دراسة الحجم والنمط اللذان قد يكون لهما آثار مهمة في توليد الفرضيات والتخطيط لبرامج المكافحة المناسبة مستقبلا. فمنظمة الصحة العالمية تبلغ من وقت لأخر عن ملايين الحالات الجديدة للأصابة بأنواع مختلفة من السرطانات وملايين حالات الوفاة الاخرى في جميع أنحاء العالم سنويا مع ملاحظة اختلاف معدلات الإصابة بالسرطان ونمط الأورام الخبيثة بشكل كبير من منطقة إلى أخرى. فبينما نجد أكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم اليوم هو سرطان الرئة حيث يمثل ما يقارب من خمس السرطانات لدى الرجال في جميع أنحاء العالم و ما يقارب من ربع السرطانات لدى الرجال في البلدان المتقدمة فإن سرطان المعدة يأتي في المرتبة الثانية من حيث التكرار من بين جميع السرطانات الجديدة ويليه سرطان الثدي الذي يعد أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء في المرتبة الثالثة.
ومن الملاحظ أن هناك اختلافات كبيرة في التكرار النسبي لأنواع السرطانات المختلفة حسب المنطقة العالمية فالسرطانات الرئيسية على سبيل المثال في البلدان المتقدمة بخلاف الثلاثة المذكورة سابقا هي سرطانات القولون والمستقيم والبروستات بينما في البلدان النامية هي سرطانات عنق الرحم والمريء. و بشكل عام فأن تداعيات هذه الأنماط المختلفة على مكافحة السرطان والوقاية منه على وجه التحديد تكشف أن تدخين التبغ ومضغه يكاد يكون من الأسباب الرئيسية المؤكدة للأصابة بالسرطان والتي يمكن الوقاية منها اليوم من خلال إجراءات وتدابير شخصية ومؤسسية ممكنة.
و وفقا لبيانات وتقديرات منظمة الصحة العالمية فقد ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالسرطان في عام 2000 إلى ما يقارب الضعف في عام 2020 كما يتوقع أن يتضاعف العدد كذلك في عام 2030 مما يكشف عن أن الارتفاع في حجم الوفيات المرتبطة بالسرطان في ازدياد مستمر وعلاقة طردية مع أزدياد كافة العوامل المؤهبة والمسببة للأصابة بالسرطان والتي ترتبط في جزء كبير منها بالنواحي السلبية للتقدم الحضاري. ويلاحظ أن نسبة أعلى تدريجيا من الوفيات المرتبطة بالسرطان تحدث في البلدان النامية وتقدر تقريبا في حدود 70% من مجمل الوفيات في هذه البلدان بينما يقدر ما يقارب من نصف الحالات الجديدة سنويا من حالات السرطان التي تحدث في الدول المتطورة. وتشير بعض التقديرات الي أن معدل الوفيات المرتبطة بالأصابة بالسرطانات قد يرتفع الي ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 في هذه المناطق.
وقد كشفت النتائج في كثير من دول العالم أن معدلات الإصابة بالسرطان ترتفع بسبب ارتفاع عوامل الخطر الفردية والبيئية وكذلك بسبب التطور في نظام التسجيل الصحي وزيادة الوصول إلى مختلف الخدمات الصحية.
وعلى المستوى العالمي يفرض السرطان عبئا مرضيا كبيرا في جميع دول العالم مع وجود اختلافات جغرافية كبيرة في نسبة حدوثه ومعدل الوفيات المرتبط به ونسبة الحياة للمرضى المصابين وعبء المرض العام على النواحي الاجتماعية للمريض وأسرته ومحيطه والاقتصادية للدول والحياتية بالمجمل بالإضافة الي العوامل البيئية الأخرى المسببة ويختلط كل ذلك مع نوعية وطبيعة برامج الوقاية والكشف والعلاج والتسكين التي تشكل استراتيجية مكافحة السرطان في مختلف دول العالم. من المتعارف عليه أنه مالم تقلل تدخلات الوقاية من السرطان والفحوص الأستباقية المبكرة بشكل فعال من الإصابة بالسرطان فإن عدد حالات السرطان الجديدة سيستمر في الأرتفاع وسيكون القسم الأكبر من نصيب البلدان النامية. ويتوقع الكثير من خبراء الصحة العامة بحلول عام 2050 أن يصل عبء انتشار السرطان إلى حدود 24 مليون حالة سنويا في جميع أنحاء العالم مع حدوث 17 مليون حالة منها في البلدان النامية اي ما يقارب ثلثي الحالات.
وقد بذل الباحثون جهودا كبيرة على مدى سنوات عديدة لتحديد العبء العالمي للسرطان وتقدير نسبة الوفيات وأنتشار المرض في مواقع معينة من العالم.
وتشير تقارير من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) الي تقديرات مستمرة لحدوث السرطان بأنماط و وتيرة مختلفة في دول كثيرة حسب موقعها وظروفها الديموغرافية المختلفة. وبشكل عام فإن البيانات المتعلقة بحدوث السرطان وانتشاره ووفياته أقل اكتمالا وأقل دقة في البلدان النامية منها في البلدان المتقدمة لأن هذه الأخيرة لديها الكثير من الموارد للأستثمار في سجلات السرطان القائمة على قاعدة بيانات السكان والبنية التحتية للحفاظ على هذه السجلات وتطويرها مع الوقت. وعلى الرغم من محدودية البيانات الحالية لبعض البلدان النامية تبعا لمواردها فإن وبائيات السرطان في هذه البلدان تختلف بوضوح عن تلك الموجودة في البلدان المتقدمة في بعض الجوانب الهامة.
فغالبا ما يكون لدى البلدان المتقدمة معدلات عالية نسبيا من سرطان الرئة والقولون والمستقيم والثدي والبروستات بسبب التعرض المبكر لوباء التبغ والتعرض المبكر للمسرطنات المهنية والنظام الغذائي الغربي بالأضافة الي نمط الحياة في مثل هذه البلدان في مقابل ذلك لدى البلدان النامية والذي يشير الي ما يصل إلى ربع هذه السرطانات والتي غالبا ما ترتبط بالعدوى المزمنة لأمرض أخرى. فغالبا ما يرتبط سرطان الكبد سببيا بالعدوى المزمنة لألتهاب الكبد الفيروسي B و يرتبط سرطان عنق الرحم بالعدوى المزمنة لأنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري HPV كما يرتبط سرطان المعدة بالعدوى المزمنة لجرثومة المعدة هيليكوباكتر بيلوري. وتفرض سبعة أنواع من السرطانات وهي سرطان عنق الرحم وسرطان الكبد وسرطان المعدة وسرطان المريء وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي عبئا ثقيلا من تبعات المرض على البلدان النامية على كافة المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وغيرها. وحتى الماضي القريب شكلت هذه الأنواع السبعة من السرطان ما يقرب من 60% من جميع حالات السرطان التي تم تشخيصها حديثا و وفيات السرطان في البلدان النامية.
وكانت أربعة أنواع منها هي سرطانات عنق الرحم والكبد والمعدة والمريء ذات معدلات حدوث ومعدلات وفيات مرتفعة في البلدان النامية على عكس السرطانات الثلاثة الأخرى وهي الرئة والقولون والمستقيم والثدي والتي اضحى لديها معدلات حدوث ووفيات أقل من السرطانات الأربعة السابقة ولكنها في مجموعها تفرض عبئا ثقيلا من المرض وتتزايد بسبب التحولات الديموغرافية والصناعية المستمرة. يتوضح من كل ذلك بأن هناك أنماط مختلفة من الإصابة بالسرطان في البلدان النامية والمتقدمة. فنجد في البلدان النامية إن أعلى خمسة سرطانات بين النساء حسب ترتيب الإصابة هو سرطان الثدي وعنق الرحم والمعدة والرئة وسرطان القولون والمستقيم ومع ذلك لا يزال سرطان عنق الرحم مسؤولا عن الوفيات أكثر من سرطان الثدي في البلدان النامية.
وعند الحديث عن سرطانات الرجال فإن سرطان الرئة والمعدة والكبد والمريء وسرطان القولون والمستقيم تعد أهم خمسة أنواع من السرطانات المنتشرة بين الذكور مع الأخذ بعين الأعتبار أن معدل الإصابة بسرطان الرئة والثدي مرتفع نسبيا من بين الأنواع الأخرى في كل من البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. ويمثل سرطان القولون والمستقيم حصة أقل من العبء في البلدان النامية مقارنة بغيرها من الدول المتقدمة ولكن نصيب سرطان المعدة منها يمثل الحصة الأكبر. في واقع الأمر ترتبط بعض السرطانات الأكثر شيوعا في البلدان النامية عنها في البلدان المتقدمة بما في ذلك سرطان المعدة والكبد وعنق الرحم بغياب البنية التحتية المتطورة للصحة العامة للسيطرة على العوامل المعدية والملوثات المسببة للسرطان ونقص الرعاية الصحية الوقائية الأساسية بالأضافة الي خدمات الفحص المبكر لكثير من أفراد المجتمع والأنظمة الغذائية ذات الجودة الرديئة المتاحة لأفراد المجتمع الأكثر حرمانا اقتصاديا في العديد من البلدان النامية.
قد يعكس سرطان المريء وهو شائع نسبيا أيضا في البلدان النامية بشكل جزئي استهلاك المشروبات التقليدية في درجات حرارة عالية كما قد تعكس بعض السرطانات التي تزداد شيوعا في البلدان النامية بما فيها سرطان الرئة والثدي والقولون والمستقيم زيادة التغريب في أنماط الحياة اليومية وطول العمر المتوقع وعولمة أسواق منتجات التبغ. كما قد تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة لمجموعة من السرطانات كسرطان المريء والكبد والرئة والبنكرياس قليلا بين البلدان النامية والمتقدمة. في حين لم يتم إثبات أن الطرق المتاحة حاليا للكشف المبكر والعلاج فعالة لبعض أنواع السرطان على عكس أنواع أخرى لذلك تظل الوقاية الأولية هي التدخل الأكثر عملية للسيطرة ضد الإصابة بالمرض. وبالنسبة لمجموعة ثانية من السرطانات بما في ذلك سرطان الأمعاء الغليظة والثدي والمبيض وعنق الرحم تتوافر طرق مجربة ومثبتة طبيا للكشف المبكر والتشخيص والعلاج والتي يمكن من حيث المبدأ تقديمها من خلال مرافق الرعاية الصحية. واما بالنسبة لمعدلات البقاء على قيد الحياة لهذه السرطانات فإنها تختلف بين البلدان النامية والمتقدمة ككل وبين بلدان محددة داخل كل مجموعة من هذه المجموعات لأختلاف خصائص كل بلد عن الأخر.
اما بالنسبة لمجموعة ثالثة من السرطانات بما في ذلك سرطان الخصية وسرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية فإن التباين في البقاء على قيد الحياة بين البلدان النامية والمتقدمة أمر هائل. على الرغم من توافر علاجات فعالة نسبيا لهذه السرطانات إلا أنها علاجات متعددة الوسائط تتطلب مستوى مرتفعا نسبيا من الموارد الطبية والبنية التحتية الجيدة للرعاية الصحية ومستوى من المعرفة المتطورة والتي قد لا تمتلكها بعض البلدان النامية منخفضة ومتوسطة الدخل.
وتتمثل أهمية هذه المشكلة الصحية في العبء الحقيقي للسرطانات بين الأفراد وفي المجتمعات من خلال أهمية توفير المعلومات الكافية لتحديد المجموعات المعرضة لزيادة خطر الإصابة بالسرطان وذلك من خلال دراسة الحجم والنمط اللذان قد يكون لهما آثار مهمة في توليد الفرضيات والتخطيط لبرامج المكافحة المناسبة مستقبلا. فمنظمة الصحة العالمية تبلغ من وقت لأخر عن ملايين الحالات الجديدة للأصابة بأنواع مختلفة من السرطانات وملايين حالات الوفاة الاخرى في جميع أنحاء العالم سنويا مع ملاحظة اختلاف معدلات الإصابة بالسرطان ونمط الأورام الخبيثة بشكل كبير من منطقة إلى أخرى. فبينما نجد أكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم اليوم هو سرطان الرئة حيث يمثل ما يقارب من خمس السرطانات لدى الرجال في جميع أنحاء العالم و ما يقارب من ربع السرطانات لدى الرجال في البلدان المتقدمة فإن سرطان المعدة يأتي في المرتبة الثانية من حيث التكرار من بين جميع السرطانات الجديدة ويليه سرطان الثدي الذي يعد أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء في المرتبة الثالثة.
ومن الملاحظ أن هناك اختلافات كبيرة في التكرار النسبي لأنواع السرطانات المختلفة حسب المنطقة العالمية فالسرطانات الرئيسية على سبيل المثال في البلدان المتقدمة بخلاف الثلاثة المذكورة سابقا هي سرطانات القولون والمستقيم والبروستات بينما في البلدان النامية هي سرطانات عنق الرحم والمريء. و بشكل عام فأن تداعيات هذه الأنماط المختلفة على مكافحة السرطان والوقاية منه على وجه التحديد تكشف أن تدخين التبغ ومضغه يكاد يكون من الأسباب الرئيسية المؤكدة للأصابة بالسرطان والتي يمكن الوقاية منها اليوم من خلال إجراءات وتدابير شخصية ومؤسسية ممكنة.
و وفقا لبيانات وتقديرات منظمة الصحة العالمية فقد ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالسرطان في عام 2000 إلى ما يقارب الضعف في عام 2020 كما يتوقع أن يتضاعف العدد كذلك في عام 2030 مما يكشف عن أن الارتفاع في حجم الوفيات المرتبطة بالسرطان في ازدياد مستمر وعلاقة طردية مع أزدياد كافة العوامل المؤهبة والمسببة للأصابة بالسرطان والتي ترتبط في جزء كبير منها بالنواحي السلبية للتقدم الحضاري. ويلاحظ أن نسبة أعلى تدريجيا من الوفيات المرتبطة بالسرطان تحدث في البلدان النامية وتقدر تقريبا في حدود 70% من مجمل الوفيات في هذه البلدان بينما يقدر ما يقارب من نصف الحالات الجديدة سنويا من حالات السرطان التي تحدث في الدول المتطورة. وتشير بعض التقديرات الي أن معدل الوفيات المرتبطة بالأصابة بالسرطانات قد يرتفع الي ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 في هذه المناطق.
وقد كشفت النتائج في كثير من دول العالم أن معدلات الإصابة بالسرطان ترتفع بسبب ارتفاع عوامل الخطر الفردية والبيئية وكذلك بسبب التطور في نظام التسجيل الصحي وزيادة الوصول إلى مختلف الخدمات الصحية.
وعلى المستوى العالمي يفرض السرطان عبئا مرضيا كبيرا في جميع دول العالم مع وجود اختلافات جغرافية كبيرة في نسبة حدوثه ومعدل الوفيات المرتبط به ونسبة الحياة للمرضى المصابين وعبء المرض العام على النواحي الاجتماعية للمريض وأسرته ومحيطه والاقتصادية للدول والحياتية بالمجمل بالإضافة الي العوامل البيئية الأخرى المسببة ويختلط كل ذلك مع نوعية وطبيعة برامج الوقاية والكشف والعلاج والتسكين التي تشكل استراتيجية مكافحة السرطان في مختلف دول العالم. من المتعارف عليه أنه مالم تقلل تدخلات الوقاية من السرطان والفحوص الأستباقية المبكرة بشكل فعال من الإصابة بالسرطان فإن عدد حالات السرطان الجديدة سيستمر في الأرتفاع وسيكون القسم الأكبر من نصيب البلدان النامية. ويتوقع الكثير من خبراء الصحة العامة بحلول عام 2050 أن يصل عبء انتشار السرطان إلى حدود 24 مليون حالة سنويا في جميع أنحاء العالم مع حدوث 17 مليون حالة منها في البلدان النامية اي ما يقارب ثلثي الحالات.
وقد بذل الباحثون جهودا كبيرة على مدى سنوات عديدة لتحديد العبء العالمي للسرطان وتقدير نسبة الوفيات وأنتشار المرض في مواقع معينة من العالم.
وتشير تقارير من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) الي تقديرات مستمرة لحدوث السرطان بأنماط و وتيرة مختلفة في دول كثيرة حسب موقعها وظروفها الديموغرافية المختلفة. وبشكل عام فإن البيانات المتعلقة بحدوث السرطان وانتشاره ووفياته أقل اكتمالا وأقل دقة في البلدان النامية منها في البلدان المتقدمة لأن هذه الأخيرة لديها الكثير من الموارد للأستثمار في سجلات السرطان القائمة على قاعدة بيانات السكان والبنية التحتية للحفاظ على هذه السجلات وتطويرها مع الوقت. وعلى الرغم من محدودية البيانات الحالية لبعض البلدان النامية تبعا لمواردها فإن وبائيات السرطان في هذه البلدان تختلف بوضوح عن تلك الموجودة في البلدان المتقدمة في بعض الجوانب الهامة.
فغالبا ما يكون لدى البلدان المتقدمة معدلات عالية نسبيا من سرطان الرئة والقولون والمستقيم والثدي والبروستات بسبب التعرض المبكر لوباء التبغ والتعرض المبكر للمسرطنات المهنية والنظام الغذائي الغربي بالأضافة الي نمط الحياة في مثل هذه البلدان في مقابل ذلك لدى البلدان النامية والذي يشير الي ما يصل إلى ربع هذه السرطانات والتي غالبا ما ترتبط بالعدوى المزمنة لأمرض أخرى. فغالبا ما يرتبط سرطان الكبد سببيا بالعدوى المزمنة لألتهاب الكبد الفيروسي B و يرتبط سرطان عنق الرحم بالعدوى المزمنة لأنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري HPV كما يرتبط سرطان المعدة بالعدوى المزمنة لجرثومة المعدة هيليكوباكتر بيلوري. وتفرض سبعة أنواع من السرطانات وهي سرطان عنق الرحم وسرطان الكبد وسرطان المعدة وسرطان المريء وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي عبئا ثقيلا من تبعات المرض على البلدان النامية على كافة المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وغيرها. وحتى الماضي القريب شكلت هذه الأنواع السبعة من السرطان ما يقرب من 60% من جميع حالات السرطان التي تم تشخيصها حديثا و وفيات السرطان في البلدان النامية.
وكانت أربعة أنواع منها هي سرطانات عنق الرحم والكبد والمعدة والمريء ذات معدلات حدوث ومعدلات وفيات مرتفعة في البلدان النامية على عكس السرطانات الثلاثة الأخرى وهي الرئة والقولون والمستقيم والثدي والتي اضحى لديها معدلات حدوث ووفيات أقل من السرطانات الأربعة السابقة ولكنها في مجموعها تفرض عبئا ثقيلا من المرض وتتزايد بسبب التحولات الديموغرافية والصناعية المستمرة. يتوضح من كل ذلك بأن هناك أنماط مختلفة من الإصابة بالسرطان في البلدان النامية والمتقدمة. فنجد في البلدان النامية إن أعلى خمسة سرطانات بين النساء حسب ترتيب الإصابة هو سرطان الثدي وعنق الرحم والمعدة والرئة وسرطان القولون والمستقيم ومع ذلك لا يزال سرطان عنق الرحم مسؤولا عن الوفيات أكثر من سرطان الثدي في البلدان النامية.
وعند الحديث عن سرطانات الرجال فإن سرطان الرئة والمعدة والكبد والمريء وسرطان القولون والمستقيم تعد أهم خمسة أنواع من السرطانات المنتشرة بين الذكور مع الأخذ بعين الأعتبار أن معدل الإصابة بسرطان الرئة والثدي مرتفع نسبيا من بين الأنواع الأخرى في كل من البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. ويمثل سرطان القولون والمستقيم حصة أقل من العبء في البلدان النامية مقارنة بغيرها من الدول المتقدمة ولكن نصيب سرطان المعدة منها يمثل الحصة الأكبر. في واقع الأمر ترتبط بعض السرطانات الأكثر شيوعا في البلدان النامية عنها في البلدان المتقدمة بما في ذلك سرطان المعدة والكبد وعنق الرحم بغياب البنية التحتية المتطورة للصحة العامة للسيطرة على العوامل المعدية والملوثات المسببة للسرطان ونقص الرعاية الصحية الوقائية الأساسية بالأضافة الي خدمات الفحص المبكر لكثير من أفراد المجتمع والأنظمة الغذائية ذات الجودة الرديئة المتاحة لأفراد المجتمع الأكثر حرمانا اقتصاديا في العديد من البلدان النامية.
قد يعكس سرطان المريء وهو شائع نسبيا أيضا في البلدان النامية بشكل جزئي استهلاك المشروبات التقليدية في درجات حرارة عالية كما قد تعكس بعض السرطانات التي تزداد شيوعا في البلدان النامية بما فيها سرطان الرئة والثدي والقولون والمستقيم زيادة التغريب في أنماط الحياة اليومية وطول العمر المتوقع وعولمة أسواق منتجات التبغ. كما قد تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة لمجموعة من السرطانات كسرطان المريء والكبد والرئة والبنكرياس قليلا بين البلدان النامية والمتقدمة. في حين لم يتم إثبات أن الطرق المتاحة حاليا للكشف المبكر والعلاج فعالة لبعض أنواع السرطان على عكس أنواع أخرى لذلك تظل الوقاية الأولية هي التدخل الأكثر عملية للسيطرة ضد الإصابة بالمرض. وبالنسبة لمجموعة ثانية من السرطانات بما في ذلك سرطان الأمعاء الغليظة والثدي والمبيض وعنق الرحم تتوافر طرق مجربة ومثبتة طبيا للكشف المبكر والتشخيص والعلاج والتي يمكن من حيث المبدأ تقديمها من خلال مرافق الرعاية الصحية. واما بالنسبة لمعدلات البقاء على قيد الحياة لهذه السرطانات فإنها تختلف بين البلدان النامية والمتقدمة ككل وبين بلدان محددة داخل كل مجموعة من هذه المجموعات لأختلاف خصائص كل بلد عن الأخر.
اما بالنسبة لمجموعة ثالثة من السرطانات بما في ذلك سرطان الخصية وسرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية فإن التباين في البقاء على قيد الحياة بين البلدان النامية والمتقدمة أمر هائل. على الرغم من توافر علاجات فعالة نسبيا لهذه السرطانات إلا أنها علاجات متعددة الوسائط تتطلب مستوى مرتفعا نسبيا من الموارد الطبية والبنية التحتية الجيدة للرعاية الصحية ومستوى من المعرفة المتطورة والتي قد لا تمتلكها بعض البلدان النامية منخفضة ومتوسطة الدخل.