نافذة مشرعة
جو بايدن: تاريخ غامض وغير مكتمل...!
لتفسير كيف أن رجلاً فظًا وغير أمين مثل دونالد ترامب يمكنه الحفاظ على شعبيته، لا يتعين على السياسيين الأمريكيين النظر بعيدًا، يكفيهم النظر في المرآة.
لئن لم يتجاوز أي رئيس آخر الرئيس الخامس والأربعين من حيث المكر، فقد كذب الكثيرون بشأن أصولهم أو صعودهم. هناك ترومان وأيزنهاور وكارتر وأوباما لاستعادة هيبتهم، لكن كثيرين آخرين قاموا ببناء أسطورة استبدلوا بها الحقائق.
انعدام الشفافية
من بين الذين لم يخطؤوا بسبب الإفراط في الشفافية، يجب أن نحسب جو بايدن. سواء تعلق الأمر بخلافات ابنه مع القانون أو استحواذ شقيقه وأبنائه على شركة باراديغم جلوبال أدفايزرز عام 2006، عندما كان عضوًا في لجنة العلاقات الدولية، لا يُعرف سوى القليل عن أنشطة أفراد الأسرة.
أعود للموضوع اليوم لأن مجلة نيويوركر نشرت الأسبوع الماضي نتيجة تحقيق طويل أجراه آدم إنتوس حول أصول جو بايدن.
سرديّة إنتوس لن تهز رئاسة بايدن، لكنها تحطّم صورة الرئيس التي طالما اعتُمدت كرجل من الطبقة الوسطى. فلئن تكبدت عشيرة بايدن نصيبها من النكسات والمصاعب، فانها ارتبطت أيضًا بالأثرياء والأقوياء.
يتتبع الصحفي تطور عائلة الرئيس منذ بداية القرن العشرين، وثمرة العمل الرهباني للمؤلف مليء بالحكايات والإحالات للأرشيف.
بعيدًا عن الطبقة الوسطى
كان والد جو بايدن وثيق الصلة بعمه وابن عمه اللذين أصبحا من أكبر الأثرياء من خلال الاستفادة من العقود الحكومية الممنوحة خلال الحرب العالمية الثانية. لا ضمير لهما وعلى ارتباط بأحد رجالات المافيا، انخرطا في فئة الأرستقراطيين.
وعلى الرغم من أن ثروة بايدن الأب لا تتطابق مع ثروة ابن عمه، إلا أن أذواقه وهواياته لم تكن بالتأكيد من الطبقة الوسطى. وتشهد على ذلك سيارات الكاديلاك أو الخيول أو العقارات أو ممارسة البولو أو صيد الثعالب.
لم يدم أسلوب الحياة الفخم هذا إلى الأبد، وصحيح أن جو بايدن الأب مر بعد ذلك بفترة أكثر صعوبة،
كما يحب الرئيس أن يذكّر.
إن امتلاك عائلة بايدن لموارد مالية كبيرة لا يمكن لومه بأي حال من الأحوال، و “العم جو” ليس الرئيس الأول الذي يتضمن تاريخ عائلته ظلالًا كثيرة.
لكن ما أردت رفعه هو الحجاب الذي يغطي القصة الحقيقية ونفاق أو أنصاف حقائق العديد من السياسيين في واشنطن.
لا شيء في ما أكتبه يمكن أن يثبت أن جو بايدن مخادع أو مذنب بارتكاب جريمة، ولكن من خلال تهشيم الوقائع، نساهم في التقليل من شأن بعض الإيماءات وأفعال أكثر ضررًا.