حق الليلة
من بعد صلاة العصر إلى قبل أذان المغرب وفي ليلة النصف من شعبان، يجتمع مجموعة من الصبيان والفتيات الصغار، بالزي الإماراتي الشعبي التراثي، البنات يلبسن المخور وبعض الإكسسوارات والحلي والصبيان يلبسون الكندورة والحمدانية وبعضهم يضع الخزام على الحمدانية، وفي أيديهم الخريطة (كيس من القطن) والتي كانت تُصنع سابقاً يدوياً من خلال خياطة الجدة.
يطرقون الأطفال أبواب بيوت الفريج في ليلة النصف من شعبان، في منظر مبهج يُسِر النفوس، ويرددون بعض الأهازيج الشعبية (عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، عطونا حق الليلة) وتبدأ كبيرة المنزل سواء كانت الأم أو الجدة بغرف بعض الحلويات والمكسرات بيدها المعبرة عن تقاسيم الزمن وعليها الحناء المزركش، مرتدية المخور وعليها الشيلة، مرتدية البرقع، والكحل في عينيها يظهر من فراغات البرقع، وجميع الأبناء والأحفاد مجتمعين في منزلها.
كانت حلويات الليلة سابقاً عبارة عن تشكيلة من المكسرات والحلويات صغيرة الحجم، كنا أطفالاً ولا نستطيع كسر مكسرات الجوز بأيدينا فكنا نكسرها إما بالملاس (ملعقة كبيرة الحجم للطبخ)، وإن كان الملاس مشغولا في الطبخ، كنا نستخدم حذاء كعب لدق الجوز.
كان يوم حق الليلة بالنسبة لجيل الطيبين يوم عيد، كنا نحسب الأيام والليالي ونستعد قبلها بأيام من تجهيز الكندورة والغترة والخريطة. ونتفق مع أصدقاء الفريج بأي من البيوت التي سنذهب لها بناء على كمية الحلويات فالبيت الذي يُعطي حلويات أكثر له أولوية الزيارة، فأصبحت لدينا خبرة من الأعوام الماضية.
في السابق كنا نتسابق بمن سيملأ كيس حق الليلة أسرع ومن سيكون لديه أكثر من كيس للحلويات والمكسرات، وبعد انتهاء الليلة يضع كل منا كيسه في مخبئه السري من المنزل ليأكل كل يوم قطعة حلاوة أو مجموعة مكسرات، وأتذكر مرة عندما كنت طفلاً كنت آكل كل يوم قطعة حلاوة وبعد فترة اكتشفت بأنها منتهية الصلاحية بسبب طول فترة التخزين في مخبئي السري، ولله الحمد لم يصبني أذى من الحلويات المنتهية الصلاحية والتي أصبحت في خبر بطني.
حق الليلة مناسبة تراثية وشعبية لها مسميات مختلفة في دول الخليج ، في دولة الإمارات تُسمى حق الليلة، ما زالت بعض الفرجان إلى الآن تُحافظ على هذه المناسبة الشعبية، اختلفت بعض الشيء عن الزمن القديم مثل تقديم الحلويات، أصبح هنالك البطاطس المقلية (الشبس) وبعض الحلويات المعاصرة، ولكن طقوس جمع الحلويات ما زالت موجودة وإن اختلف المحتوى بعض الشي.
كل عام وأنتم وأطفالنا بخير، وتنعاد علينا هذه المناسبة الشعبية التراثية الجميلة كل سنة.
يطرقون الأطفال أبواب بيوت الفريج في ليلة النصف من شعبان، في منظر مبهج يُسِر النفوس، ويرددون بعض الأهازيج الشعبية (عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، عطونا حق الليلة) وتبدأ كبيرة المنزل سواء كانت الأم أو الجدة بغرف بعض الحلويات والمكسرات بيدها المعبرة عن تقاسيم الزمن وعليها الحناء المزركش، مرتدية المخور وعليها الشيلة، مرتدية البرقع، والكحل في عينيها يظهر من فراغات البرقع، وجميع الأبناء والأحفاد مجتمعين في منزلها.
كانت حلويات الليلة سابقاً عبارة عن تشكيلة من المكسرات والحلويات صغيرة الحجم، كنا أطفالاً ولا نستطيع كسر مكسرات الجوز بأيدينا فكنا نكسرها إما بالملاس (ملعقة كبيرة الحجم للطبخ)، وإن كان الملاس مشغولا في الطبخ، كنا نستخدم حذاء كعب لدق الجوز.
كان يوم حق الليلة بالنسبة لجيل الطيبين يوم عيد، كنا نحسب الأيام والليالي ونستعد قبلها بأيام من تجهيز الكندورة والغترة والخريطة. ونتفق مع أصدقاء الفريج بأي من البيوت التي سنذهب لها بناء على كمية الحلويات فالبيت الذي يُعطي حلويات أكثر له أولوية الزيارة، فأصبحت لدينا خبرة من الأعوام الماضية.
في السابق كنا نتسابق بمن سيملأ كيس حق الليلة أسرع ومن سيكون لديه أكثر من كيس للحلويات والمكسرات، وبعد انتهاء الليلة يضع كل منا كيسه في مخبئه السري من المنزل ليأكل كل يوم قطعة حلاوة أو مجموعة مكسرات، وأتذكر مرة عندما كنت طفلاً كنت آكل كل يوم قطعة حلاوة وبعد فترة اكتشفت بأنها منتهية الصلاحية بسبب طول فترة التخزين في مخبئي السري، ولله الحمد لم يصبني أذى من الحلويات المنتهية الصلاحية والتي أصبحت في خبر بطني.
حق الليلة مناسبة تراثية وشعبية لها مسميات مختلفة في دول الخليج ، في دولة الإمارات تُسمى حق الليلة، ما زالت بعض الفرجان إلى الآن تُحافظ على هذه المناسبة الشعبية، اختلفت بعض الشيء عن الزمن القديم مثل تقديم الحلويات، أصبح هنالك البطاطس المقلية (الشبس) وبعض الحلويات المعاصرة، ولكن طقوس جمع الحلويات ما زالت موجودة وإن اختلف المحتوى بعض الشي.
كل عام وأنتم وأطفالنا بخير، وتنعاد علينا هذه المناسبة الشعبية التراثية الجميلة كل سنة.