حكايات على مائدة العشاء بعلم الوصول

حكايات على مائدة العشاء بعلم الوصول

يقف المسافرون على جانبي الطرقات، يتابعون نزولي من سيارة فارهة أمام مطار الشارقة الدولي، وفي استقبالي لفيف من الشخصيات، بعضهم حمل الحقائب وأخرون رفعوني على الأعناق، ومنهم من يفسح الطريق باهتمام لم أعهده، يتوجه الجميع نحو بوابة كبار الزوار تلك البوابة التى حلمت أن أدخلها منذ وفودي لهذا البلد.

 كنت أتحسس مشوار حياتي نحو المجد، وقتها لم أتصور أن أصل لتلك المرتبة الرفيعة والاهتمام الجم والود النابع من قلوب رحيمة وعقول مستنيرة، وشخصيات مهمة عرفتهم على مر السنين، ولما كانت أولى خطواتي تتحرك على استحياء لدخول مجال الكتابة وعلم الأدب والأبحاث، استوقفتني أقلام لها تاريخ طويل في الصحافة والإعلام، خضت التجربة وصار مطار الشارقة النافذة التى أطل على العالم من خلالها، تعلمت فيه دفء المشاعر ورصدت بداخله أحضان تعمها الفرحة للقاء منتظر منذ وقت طويل، وأخرى تنبض من حزن دفين في الوجدان لفراق يدوم طويلا.

فيما سبق كنت أحمل حقائبي وأدفع العربة ويساعدني العمال في وضعها على السير لتفتيشها واكتشاف ما بداخلها، ثم أسير إلى موظفي شركة الطيران وأقف في صف طويل يتحرك ببطء لأقف أمامه وأعطيه جواز السفر والتذكرة وابتسامة تكسر حدة الموقف، وأتابع بحرص شديد الحقائب وهي تمر على السير المؤدي إلى سيارات حمل الحقائب.

في الاستراحة بالطابق العلوي أتأمل الطائرات أثناء الهبوط والإقلاع وأعيش مع العمال وسائقي الدرج وعملية دخول الحقائب في جوف الطائرة، وأتساءل عن كيفية ربط هذه الحقائب والحفاظ عليها من الاهتزاز، لم أتصور أن أكون ضمن هذه الحقائب في يوم من الأيام، لم أتخيل قط وجودي على سير الشحن وأن موظف شركة الطيران لم يختر لي مقعدا مناسبا بل يصدق على شحني في تابوت خشبي بعلم الوصول، لم أتصور أن جسدي انفصل تماما عني وصرت شخصا أحلق في سماء المكان وأتابع وجودي ومراحل شحني إلى وطني.

 ألاحظ المشيعين وهم ينظفون أيديهم وأكتافهم من الأتربة العالقة بثوبهم من التابوت، لأول مرة في سفري لم أقرأ دعاء السفر ولا أشعر بالخوف عند الإقلاع، أتابع التابوت الملفوف بعلم مصر وهو على السير يدخل بطن الطائرة منفردا، لأول مرة أسافر ولم أر المضيفات الحسناوات وهن يقدمن الوجبات السريعة والمشروبات الدافئة والباردة، أسافر بدون ربط الحزام أو فتح النوافذ وضبط المكيف والاستمتاع بمنظر السحب القطنية وهي تلامس أشعة الشمس في الصباح الباكر، لا أسمع آخر نداء على الرحلة المتوجهة إلى مطار القاهرة.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot