لم أتوقع مطلقا أن يقع علي الاختيار لأكون ضمن ثلث أعضاء مجلس الشيوخ الذين يتم تعيينهم من قبل فخامة الرئيس، ولم أتوقع أبدا أن الرئاسة كانت تطلع على تأييدي المطلق للسيادة المصرية، وكثيرا ما قلت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يكفيه في مشواره النضالي أنه خلص مصر من الجماعة، ولم أكن على دراية بأن هناك من يتابع كتاباتي وأحاديثي العامة، بأن المشروعات الوطنية في البناء والتعمير والتنمية جاءت في وقت مثالي لكي تستوعب العمالة المصرية العائدة من ليبيا ودول الجوار التى تأثرت بالخريف العربي.

لا أنكر سعادتي بعضوية مجلس الشيوخ، خاصة وأنها جاءت بلا تملق لأهالي دائرتي الانتخابية، وبدون لقاءات وندوات مزيفة واحاديث منمقة، وتقبيل الفقراء ومسح رؤوس الأطفال وبدون الابتسامة العريضة في وجه المؤيد والمعارض، بدون اللجوء لمصور يختار لي صورة تتناسب مع الحدث، أو الانضمام لأي حزب من الأحزاب التى لا يعرف عددها المواطن ولا يحفظ منها إلا اسم أو اثنين ارتبطا في ذهنه بالمعونات الرمضانية، اختياري قصر مسافة طويلة جدا خاصة وانني لا أملك الأموال لإنفاقها على الحملة الانتخابية في سبيل خدمة مصر، كما وفر الاختيار على  حضور أفراح ومأتم خارج نطاق العائلة والاصدقاء.

 جاءت العضوية بعد جهد ونضال في حب الوطن، وبدون النظر لمقابل، أيدت الدولة ودافعت عنها لإيماني بأن الوطن هو الكيان والنفس والروح، ومن دون وطن نصبح عرايا بلا مأوى، أيدت مشروع قناة السويس لسببين الأول لإعادة الوحدة الوطنية حول مشروع وطني، والثاني لمخاطبة الخارج بأننا قادرين على صناعة التاريخ، ايدت مشروع المحاور والكباري لأني كتب عن محور التنمية للعالم فاروق الباز، وشعرت انه خطوة لتحقيق حلم ربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، ايدت من استكمل منظومة التموين ولم يتردد، لانها كانت فكرة باسم عودة وزير التموين في حكومة الاخوان، وبكل جراءة نفذتها الحكومة الوطنية دون الرجوع لهدمها، وهذا أمر رشيد أن ننفذ ما نجده مناسب للشعب.

بمجرد حملي لبطاقة العضوية، سأمارس عملي بكل شفافية وكأنني منتخب، سوف أضع كل خبراني رهن المجلس، ولم التفت لأي عضو يتنمر بي وينعتني بأني معين ولم أتي برغبة الشعب، ولم أرد عليه بأنه مثلي تماما، فلقد جاء ضمن قائمة لا يعرف الشعب فيها سوى عضو واحد، لم اهتم إلا بما كلفني به الوطن، سأستفيد من وجودي بالمجلس واتواصل مع كل فئات المجتمع، سوف انقل الصورة المشرفة لما ينفذه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وابلغ أهل الدائرة أن المشروعات القائمة لم تكن وليدة اللحظة وإنما هى خطة تبناها الرئيس وسعى لتنفيذها، سوف احكي للشعب أن مصر قلب العالم، بلد عظيمة لها فلسفة في طرد ولفظ كل من يسئ إليها، وتفتح ذراعيها لكل مسالم ومتعايش معها، شعبها فيه روح لم تجدها في شعوب العالم.

اعرف أن أصدقائي سيرسلون لي التهاني والتبريكات على اختياري لعضوية مجلس الشيوخ، لكن اقولها بعلو صوتي، يا سادة هذا مجرد حلم لم يتحقق في هذه الدورة، لربما يتحقق في الدورات القادمة، فأشكركم على الثناء والاهتمام ويكفينا حب الوطن وتأييد السيادة المصرية وسياستها.