بالقراءة والمعرفة وتبادل الخبرات، تبنى الأمم وتتقدم الشعوب وترتقي، بل وتصبح ملهمة للكثير من الدول، فالعلوم المتنوعة في شتى المجالات لها الأثر الطيب في تأسيس مجتمع واع ومدرك لما يحاك به، وعلم النفس من هذه العلوم التي ساهمت في وضع النقاط ورسم خارطة الطريق الإنساني، وهذا ما ظهر جليا في تفسير قول الله عز وجل (إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت) حيث جاءت التفاسير على أن تكوين البناء الشكلي كان ضعيفا بينما أثبت علم النفس أن الموضوع يخص التركيبة الحياتية لأفراد الأسرة، فالأم تتخلص من الأب بعد التلقيح وبناء المسكن ، ثم تأكل من البيض قبل الفقس وعندما تخرج العناكب يأكل القوي منها الضعيف، إذا المضمون يكمن في السلوك المجتمعي الذي يسعى الكاتب المبدع خليفة المحرزي من وضع أسس متينة لمفهوم السلوك الأسري من خلال مؤلفاته 
 

وتأتي عناوين كتب خليفة المحرزي مواكبة لمعضلات العصر، ومرشدة للأسرة ولمن يفكر في تأسيس بيت زوجية جديد، وفي رأي أن نوعية هذه الكتب تمثل روشتة طبية لتحقيق المسار السليم، فأسلوب الكاتب يجبر القارئ على استكمال القراءة بأسلوبه المتميز والسهل الممتنع، واختيار الموضوع يأتي من قضايا المجتمع العربي ككل، فالكتب لم توجه لبقعة جغرافية دون الأخرى، فالمجتمعات العربية تشترك في نفس المحاور والمشكلات الأسرية، ولأن المحرزي من الخبراء الكبار في هذا المجال فنجده يختار موضوعات كتبه بعناية فائقة، وبما يتماشى مع المتغيرات الاجتماعية والنفسية كما يراعي في تناوله للمشكلة وضع الحلول لتجنبها من الأساس.
 

 فهناك موضوعات مهمة وضعها في عناوين مثل، خواطر لها احساس، النجاح ليس حظا، وهذا الموضوع تناوله بأن النجاح يتطلب مقومات وقدرات وإصراراً واسترشد بالدوافع الناتجة لهذا التفوق، وكتاب خطوات صغيرة تصنع السعادة الذاتية، من المؤلفات التي تمنح القارئ جرعة تفاؤل ونشر البهجة، ومن اطلع على كتاب القواعد العشرون لنجاح العلاقة الزوجية، ونفذ ما به من معلومات وخبرات سيكتشف ذاته ويضبط أسلوب حياته، كما وضع نماذج في كتاب كن هؤلاء، بهدف التحفيز والاستشراق للمستقبل، ولم يغفل خليفة المحرزي دور الحب في بناء المجتمع فعرض كتاب للحب ثلاث اركان، وفن اختيار شريك الحياة وشهر عسل أبدي، وقدم للقارئ نصيحة في عنوان كتابه لا تكن صفرا، فكل هذه العناوين اضافة كبيرة للمكتبة العربية  والتي انصح بأن تكون في كل بيت، ومن مؤلفاته أيضا ما حس المجتمع على الانتباه للأبناء وحذر من التحرش الجسدي للأطفال ووضع الحلول وتجنب المخاطر.
 

اهتم خليفة المحرزي مبكرا بقضايا المجتمع العربي، ووضع يده على أسباب ارتفاع نسبة الطلاق، وبدورة كمستشار أسري كرس حياته لهذا المجال ودعم الكثير بالحفاظ على كيان الأسرة ومحاولة تصحيح مسار العديد ممن شرعوا في الانفصال، كما ينادي بتوخي الحذر في اخذ القرارات عند الغضب، كما ينشر ثقافة فن الاختلاف والإحساس بالمسؤولية، خاصة وأن المجتمع أصبح مفتوح على العالم والتأثير الخارجي صار محرك اساسي في الحياة العامة للمجتمعات، وينبه في أغلب كتبه على التمسك الأسري وتحكم العقل وايجاد نقاط اتفاق واللجوء للحوار الهادئ المبني على العتاب والحب بعيدا عن اصطياد الأخطاء ومحاولة الانتصار من جانب طرف على الأخر، فالنصح السائد في كتاباته لو اتبعها الأزواج في معاملة الآخر ستكون الحياة الطف وأكثر استقرارا.