نافذة مشرعة

دونالد ترامب: قاع سحيق من الابتذال...!

دونالد ترامب: قاع سحيق من الابتذال...!


   تم نشر كتاب جديد عن رئاسة ترامب. نعم، كتاب آخر. لا يقدم “السيد ترامب رجل الثقة” لماجي هابرمان منظورًا جديدًا أو إيجابيًا عن الرئيس الخامس والأربعين، لكن لا ينبغي تجاهله تمامًا، حتى لو كان ذلك فقط بسبب الخبرة والكفاءة المهنية لمراسلة نيويورك تايمز.
   تقدم لنا الفائزة بجائزة بوليتزر لجودة تغطيتها للسياسة، المزيد من الحقائق حول التعامل مع الأرشيف من قبل الرئيس ترامب وفريقه. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسليط الضوء على هذه المشكلة، وسبق ان كتبت في الموضوع في ديسمبر 2020.
   لم يستطع المؤرخ في داخلي أن يتحاشى العودة إلى الموضوع مجددا، لأن المعلومات التي شاركتها هابرمان تكشف عن فحش فاضح لآخر رئيس جمهوري وان حاشيته من الهواة.

   هل تدمير وحتى تنظيم تدمير الأرشيف الرئاسي يشكل خطرا؟ نعم... حرق الملاحظات، ورميها في المرحاض، وتمزيقها، أو حتى ابتلاعها، هو أمر مخالف لقانون الأرشيف الرئاسي لعام 1978. ربما يتذكر هواة التاريخ أن هذا القانون قد تم تمريره بعد رئاسة أخرى حساسة، ريتشارد نيكسون. في هذا القانون ثغرة كبيرة: لا توجد “شرطة” لتطبيقه. ومرة أخرى، يعوّل على شهامة وشرف رئيس الجهاز التنفيذي ...
   هل دونالد ترامب هو الرئيس الوحيد الذي لم يحتفظ بجميع أرشيفاته؟ لا، لكن يجب أن نتذكر أنه قبل قانون 1978، لم تكن هذه الوثائق عمومية، بل كانت تعتبر شخصية، وكان حفظها من اختصاص رئيس الجمهورية.

   ما يلفت الانتباه مجددا، مع هذا الظهور الجديد للخداع، هو المعاملة المتعجرفة بشكل خاص للأرشيف. حتى أن ترامب أحضر معه وثائق إلى مارالاغو بعد رئاسته. ومن بين الوثائق التي تم البحث عنها كانت “رسائل الحب” الشهيرة من الزعيم الكوري الشمالي. لقد أعاد فريق الرئيس الآن الصناديق المذكورة إلى الأرشيف، لكن لا أحد في وضع يسمح له بمعرفة ما تم فعله بمحتوياتها طيلة عدة أسابيع.
   قد تتذكرون الجدل الذي دار حول البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون خلال حملة عام 2016. وقد ساعدت تصريحات مدير مكتب التحقيقات الفدرالي آنذاك جيمس كومي في خفض شعبية الديمقراطيين في استطلاعات الرأي. ولم يتأخر ترامب في استغلال الموقف مكررًا بمتعة مع أنصاره شعار “اسجنوها».

   هل يتذكر أي شخص ما إذا قد وجّه للسيدة كلينتون اتهامًا رسميًا أو حوكمت في هذه القضية؟ لا لم يحدث. ومع ذلك، مثل كومي، اعتبرت أنّ سلوك الثنائي كلينتون افتقر إلى الشفافية، أن السيدة هيلاري تستحق ان تدان للإهمال الذي وصفه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه متطرف.    وما يزيد صرامتي مع الثنائي كلينتون، هو ملاحظتي أنهما لم يتحرّجا، سواء أثناء رئاسة بيل أو أثناء حملة هيلاري، باللعب على حافة المتاح والمسموح، مستمتعين أحيانًا بإزاحتها أو تفسيرها لصالحهما... وبذلك، مهدا الطريق أمام الوغد.

   أتخيل أن القراء من أنصار ترامب منزعجون، ويتخيلون سيل إهاناتهم أو تهديداتهم القادمة لي. ماذا يا سيد لاليبيرتيه؟ الا يواجه بايدن والديمقراطيون ما يكفي من صعوبات لتزويدك بمادة بشكل منتظم؟ تعود لترامب مرة أخرى؟
   نعم، أعود إليه، حتى لو كانت غالبية نصوصي تتعامل الآن مع الإدارة الحالية. أفعل ذلك لسببين. في البداية، لا يزال السيد ترامب يتمتع بنفوذ كبير على العديد من مواطنيه وعلى العديد من الجمهوريين المنتخبين.
   بل إن نفوذه يتجاوز حدود بلاده، كما يتضح من الملصقات التي شوهدت في أيدي بعض المتظاهرين في أوتاوا وكيبيك. بالطبع، لا نضع كل المتظاهرين في سلة واحدة، لكن نفوذ ترامب لم تعد طرفة عندنا.

   السبب الآخر الذي يجعلني أكتب دائمًا زوايا عن الرئيس السابق هو واجب الذاكرة. لا يخلو التاريخ الأمريكي من سياسيين مخادعين من كلا الحزبين الرئيسيين، غير ان رئاسة ترامب كانت تاريخية في هذا الصدد. ما الذي يمكن أن يُلام على رئيس الآن، بعد كل السخاء الذي تمتع به ترامب؟
   كان هناك رؤساء أضعف من دونالد ترامب. وفيما يتعلق بالمهارات والكفاءة، كان هناك ما هو أسوأ، خاصة في القرن التاسع عشر. لكن لا أحد منهم حاول عن قصد تشويه سمعة النظام بأكمله في كثير من الأحيان، حتى أنه حاول دون تردد، نقض نتائج الانتخابات.

   عندما نكتب تاريخ رئاسته، تاريخ غير مكتمل بسبب كمية الارشيف المدمر، فسيتعين علينا وخز أنفسنا للتأكد من أن كل هذا حدث فعلا.
   إذا كان من الممكن انتخاب مثل هذا الكائن، فذلك يرجع إلى حد كبير إلى غضب وإحباط جزء كبير من الشعب الأمريكي جراء عدم قدرة الديمقراطيين على احترام هذا الغضب، وتقديم ما هو أفضل ويشفي غليل الذين يعانون من التهميش والاقصاء. كما أنني أستاء من انتهازية الجمهوريين الذين يضحون بأسس نظامهم من أجل مكاسب قصيرة المدى.
   ليس مستحيلا أن يعود ترامب عام 2024، لكني أخشى أكثر نسخة محسنة منه... يمكن لسياسي أكثر دهاءً، وتنظيماً، ومحاطًا بشكل أفضل، أن يطيح بكل شيء في طريقه.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot