نافذة مشرعة
رائحة فضيحة تفوح من حياة السود مهمّة...!
ولدت الحركة السياسية "حياة السود مهمّة" داخل المجتمع الأسود عام 2013، وهي تقوم بحملات ضد العنصرية المنهجية في الولايات المتحدة، ويدين العديد من أعضائها وحشية الشرطة، والتنميط، وعدم المساواة في نظام العدالة.
مكشوفة أكثر من أي وقت مضى منذ وفاة جورج فلويد، تسعى الحركة الى تحقيق أهداف نبيلة، والانتهاكات المستنكرة حقيقية للغاية.
خصوصية المنظمة، انها لامركزية. لئن تلتزم كل منظمة محلية بمبادئ وقيم المنظمة المركزية، فإن هذه اللامركزية تؤدي أحيانًا إلى ارتباك في الرسالة والأفعال.
في الأيام الاخيرة، تجذب "حياة السود مهمّة" انتباه وسائل الإعلام لسبب في غاية السوء. يتم تمويل جميع أنشطة الحركة، كليًا أو جزئيًا، من قبل مؤسسة "شبكة حياة السود مهمة العالمية"، وهي مؤسسة منفصلة عن الحركة، ومع ذلك تتلقى مساهمات مالية سخية بسبب شعبية القضية.
في 4 أبريل، كشفت مجلة نيويورك النقاب عن عملية شراء سرية قامت بها المؤسسة لمنزل تبلغ قيمته ستة ملايين دولار في كاليفورنيا. ووفقًا للصحفي شون كامبل، تم استخدام كل شيء لتغطية مسارات الصفقة وإدارة الممتلكات.
شراء قانوني، ولكن أخرق
لئن لم يُعثر على أي شيء غير قانوني في الوقت الحالي، يُجمع النقاد ويتساءلون لماذا يكتنف شراء العقار كل هذا الغموض. بالإضافة إلى ذلك، ألا تستفيد مؤسسة خيرية تتمتّع بإعفاءات ضريبية من عملية إظهار المزيد من الشفافية؟
يمكن التساؤل أيضًا حول تقييم الادارة للاستثمار في عقار فاخر بينما تعاني فروع محلية من حركة "حياة السود مهمّة" من نقص التمويل.
يقول مسيّرو الحركة الذين تمت مقابلتهم، إنهم يريدون جعله مركزًا إبداعيًا لدعم طلاب من "بلاك جوي كرييتورز". هذا التفسير ليس خاطئًا فقط -المنزل فارغ -ولكن حتى حلفاء حياة السود مهمّة لا يصدقون ذلك.
وتجدر الإشارة، الى أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها السؤال عن الشؤون المالية للمؤسسة. إن وسائل الإعلام المتنوعة، مثل سي ان ان وواشنطن بوست أو نيويورك بوست، تشكك في أمانة أو سوء تقدير المسؤولين. فهذه الصفقة العقارية ليست الأولى التي أثارت الشكوك. وسبق ان سخّرت صحيفة نيويورك بوست مقالا لهذا الموضوع عام 2021.
سمعة ملوثة
وسواء كانت إدارة المؤسسة إشكالية أم لا، وسواء كانت معاملاتها قانونية أم لا، فهذه قضايا تحتاج إلى توضيح، والى مزيد تسليط الأضواء عليها. ومع ذلك، الضرر قد حصل.
ان الاكتشافات الأخيرة لا تؤدي إلى تقليص نطاق عمل النشطاء فحسب، بل إن العديد من الحلفاء الذين جرفتهم العاصفة سيميلون إلى التوقف عن المساهمة مالياً. وإذا تم تضخيم هذه الفضيحة من قبل منتقدي الحركة، فإن الشعور بالضيق مبرر ومثير للقلق.
سيكون أعظم ضحايا سلوك المؤسسة مرة أخرى، وللأسف، النشطاء الصادقين والمتحمّسين، وأولئك الذين أُريد مساعدتهم في البداية