منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
في مستشفى ميدكير رويال التخصصي بدبي
ربة منزل هندية تمشي بعد ساعتين من خضوعها لجراحة روبوتية في الركبة
ساعدت جراحة الركبة الروبوتية الرائدة في مستشفى ميدكير رويال التخصصي ربة منزل هندية عمرها 49 عاماً وأم لطفل على التعافي من التهاب مفاصل ثنائي مؤلم دام عقداً من الزمن، وهو حالة موهنة تؤثر على كلتا الركبتين. حيث حقق مستشفى ميدكير رويال التخصصي في القصيص إنجازاً طبياً هاماً من خلال إجراء هذه الجراحة الروبوتية المتقدمة للركبة، بقيادة الدكتور "كارثيكراج كوبراكاني"، والتي مكّنتها من السير في غضون ساعتين من الجراحة. وتعد هذه الجراحة الروبوتية الرائدة، التي تعتمد على تقنيات طبية عصرية خاصة بالرعاية الفائقة وفائقة التخصص، الأولى من نوعها التي يجريها أخصائي جراحة عظام في مستشفى ميدكير، وساهم هذا النهج الجراحي المتطور في وقاية المريضة بالفعل من الخضوع لعملية استبدال كامل للركبة في المستقبل.
وكانت المريضة تعاني من التهاب المفاصل لأكثر من عشرة أعوام، وقد ساءت حالتها خلال الأشهر الستة الماضية إلى درجة أنه بات من الصعب بشكل متزايد عليها القيام حتى بالأنشطة العادية مثل المشي لأكثر من 15 دقيقة أو صعود الدرج، مما تسبب باضطرابات كبيرة في حياتها اليومية. واضطرت إلى الاتكاء على ساقها اليمنى معظم الوقت مما جعلها تعاني من عرج أثناء المشي لأنها كانت تضع مزيداً من الضغط على ساقها اليمنى طوال فترة قيامها بالأنشطة اليومية. وجاءت نقطة التحول بعد حادثة سقوطها في المطار، التي فاقمت حدة الألم في ركبتها اليمنى، وتسببت بحدوث تورم كبير.
وقالت المريضة: "كان الألم شديداً في بعض الأحيان. لم أستطع المشي لأكثر من بضع دقائق دون أن أشعر بالتواء في ركبتي. كانت المهام البسيطة مثل الدخول والخروج من السيارة شبه مستحيلة بالنسبة لي". وأضافت "عشت مع الألم لفترة طويلة إلى درجة أنني لم أكن أستطيع أن أتخيل حياتي بدونه، ولكن بعد الحادث الذي تعرضت له في المطار، أصبح الألم رهيباً، وحينها أدركت أنه لا بّد لي أن أجد حلاً".
وبعد استشارة طبيب، نُصحت المريضة في البداية بإجراء استبدال لركبتها اليسرى بالكامل، لكنها كانت قلقة بشأن خضوعها لعملية جراحية كبرى، فسعت للحصول على رأي ثانٍ من الدكتور "كارثيكراج" في مستشفى ميدكير رويال التخصصي.
قام د. "كارثيكراج" بتحليل حالتها بدقة خلال زيارتها لمستشفى ميدكير وأوصى بحل بديل. وفي هذا السياق، أوضح قائلاً: "نظراً لصغر سن المريضة، ارتأينا أن جراحة الركبة الروبوتية ستكون حلاً أكثر فاعلية وطويل الأجل. حيث تعتبر غرسات المفاصل أكثر متانة، كما أن جراحة العظام بمساعدة الروبوت لديها القدرة على تحسين الدقة والإتقان مقارنة بالأساليب الجراحية التقليدية. أردنا أن نضمن عودتها إلى حياتها الاعتيادية في أقرب وقت ممكن وبنتائج أكثر دقة". وبحسب د. "كارثيكراج"، فإنه "غالباً ما يُوصى بإجراء عملية الاستبدال الكامل للركبة للمرضى الذين هم في منتصف الخمسينات فما فوق. ويُفضل إجراء جراحة الركبة الروبوتية نظراً لدقتها وإمكانية تكييفها بما يتناسب مع الخصائص التشريحية المميزة للمريض. وانطوى تنفيذ الإجراء على استخدام تكنولوجيا مدعومة بالروبوت لوضع الغرسات بدقة وفي نفس الوقت تقليل الضرر للأنسجة المحيطة، وبالتالي الوقاية من ألم ما بعد الجراحة وتسريع زمن التعافي. تتميز جراحة الركبة بحساسيتها بشكل خاص للتموضع، إذ يمكن حتى لاختلال طفيف أن يؤثر على عمر الغرسة. وفي الجراحة التقليدية أو اليدوية لاستبدال الركبة، يستخدم الجرّاحون أدوات يدوية لإزالة الغضروف التالف ويعتمدون على تقديرهم ومهارتهم في وضع الغرسة استناداً إلى الخصائص التشريحية المميزة للمريض. لكن مع جراحة الركبة المدعومة بالروبوت، تدعم التكنولوجيا الطبيب في جمع بيانات شخصية حول الخصائص التشريحية لركبة المريض، مما يسمح بمزيد من الدقة والإتقان طوال فترة العملية الجراحية. وفي حال تسبب أي شيء في تغيير تموضع الركبة أثناء الجراحة، ولو بشكل طفيف، يقوم الحل المدعوم بالروبوت بتحديد التغيير وإجراء التعديل اللازم. لذا لديك زوج إضافي من العيون، إذا جاز التعبير، لضمان أن يكون الجرّاح قادراً على تنفيذ العلاج على النحو المخطط له".
واستغرقت الجراحة ساعة ونصف الساعة، وتمكنت المريضة من المشي بعد ساعتين من الإجراء، مع تراجع ملحوظ في حدة الألم. وتعليقاً على مسار المريضة نحو التعافي، قال د. كارثيكراج: "أظهرت الجراحة الروبوتية نتائج واعدة بصورة فورية. حيث تمكنت المريضة من العودة إلى أنشطتها اليومية في غضون ستة أسابيع وكانت راضية عن النتيجة. يسمح لنا استخدام الجراحة الروبوتية بتوفير أفضل رعاية ممكنة لمرضانا، مما يضمن تعافياً أسرع وتخفيفاً من حدة الألم على المدى الطويل. وشكلت قدرة المريضة على المشي بعد الجراحة بوقت قصير واستئناف مهامها اليومية نجاحاً كبيراً". وأضاف: "نتوقع أن تكون حالة المريضة ممتازة في المرحلة المقبلة. ومع نجاح جراحة الركبة الروبوتية والعلاج الطبيعي بعد العملية الجراحية، تسير المريضة على الطريق الصحيح لاستعادة الحركة الكاملة واختبار راحة طويلة الأجل من أعراض التهاب المفاصل. وهي تخضع حالياً للعلاج الطبيعي المنزلي لتقوية ركبتيها وتحسين حركتها بشكل أكبر". وأعربت المريضة عن امتنانها قائلة: "أنا ممتنة جداً للدكتور كارثيكراج وفريق ميدكير بأكمله على رعايتهم المذهلة. بعد سنوات من الألم وعدم الراحة، أستطيع الآن أن أعيش حياتي دون الشعور بألم مستمر في الركبة، وإنني أتطلع بتفاؤل للبقاء نشيطة مجدداً". وتتماثل المريضة للشفاء بشكل جيد حالياً وعادت بالفعل إلى القيام بأنشطة كان يستحيل عليها القيام بها لسنوات بسبب الألم في ركبتها. وبفضل نجاح الجراحة الروبوتية، استعادت المريضة استقلاليتها وأصبحت قادرة على الاستمتاع بالحياة اليومية دون عبء الألم المزمن.