رغم اختلاف البشر الخالق الأعظم هو الله
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (لقمان:25)، تشير الآية إلى الذين يؤمنون بخالق السموات والأرض، وذلك أمر يحمدون عليه، ولكنهم لم يبلغوا حقيقة العلم ليتبعوا المرسلين، حيث كانوا يجادلون بعضهم البعض كأصحاب رسالات سماوية، وقد بيّن القرآن هذا المعنى بما ورد فى الآية القرآنية رقم(113) من سورة البقرة» وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ»، حيث تمادى هؤلاء وهؤلاء لينكروا نبوة الرسول ورسالته الخاتمة، التى تدعو إلى تلاقي اليهود والنصارى من خلال اتباعهم للأصل وهي ملة إبراهيم عليه السلام الذي يؤمنون به، والتي كان الرسول عليه السلام يتبعها، فذلك أمر لا يقلل من أهمية العقلاء، لوجوب اتحاد المؤمنين بالله حتى ولو اختلفت عقائدهم قليلا أو كثيرا، فالرجوع إلى الأصل أحق من خلاف يدعو إلى البغضاء والكراهية. وفي مكة كان لأصحاب الثراء من رؤساء القبائل نفوذا طاغيا على الفقراء والضعفاء والغلمان ورعاة الغنم، فصدوهم عن سبيل الله بما لهم من قوة وجاه تأثر بها أهل مكة، وعلى الجانب الآخر برز في مكة رسول كريم، يدعو إلى رب عظيم ورحيم، ولكنه كان فقيرا ومسكينا، الأمر الذي كان سببا في صعوبة ترجيح كفته، لما للمال من بريق ولمعان في حياة البشر وفي عيونهم، وجاءت الآية الكريمة تقول « لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (لقمان: 26) لتبين أنه إذا كان للمال والملك قدرة مؤثرة، فلله ملك السموات والأرض، فهو وحده سبحانه وتعالى يملك الشمس والقمر والنجوم والكواكب، والسحاب المسخر بين السماء والأرض، ويملك الأرض بجبالها ووديانها وما عليها، لأنه سبحانه حيٌّ لا يموت، فالذين يتملكون الأرض يموتون وتبقى الأرض لمن يرثها، والله خير الوارثين، وهكذا يتواجد الناس على الأرض ويظنون أنهم يملكون الأرض وما عليها، ولكنهم معرضون للموت والفناء في أي لحظة، ويعيش الناس على الأرض عمرا، ومهما عاشوا فمثواهم تراب الأرض، وتبقى الأرض كما خلقها الله لا تنقص ولا تتآكل، فخاطبت الآية الكريمة أغنياء القوم وفقراءهم بأنهم لا يملكون لأنفسهم حياة ولا نفعا ولا ضرا، والله وحده هو الغنيُّ الحميد.
www.zeinelsammak.com
www.zeinelsammak.com