سعر البيت الأبيض؟ ثلاثة مليارات دولار!

سعر البيت الأبيض؟ ثلاثة مليارات دولار!

    ثلاثة مليارات دولار هو المبلغ الذي سينفقه دونالد ترامب وجو بايدن في 3 نوفمبر القادم. ثلاثة مليارات دولار لجذب 130 مليون ناخب، أي سيصل السعر إلى 23 دولارًا لكل صوت... من قال إن البيت الأبيض ليس للبيع؟
   أصبح المال شريان الحياة في الانتخابات الرئاسية الى درجة أن المرشحين يقضون وقتهم في التسول. سبق ان نظم دونالد ترامب أكثر من مائتي جلسة ضخمة لجمع التبرعات. وفي الشهر الماضي، جمع جو بايدن أكثر من 350 مليون دولار ... في 31 يومًا! رقم قياسي.
   لقد تحول هذا السباق على الدولارات إلى دوامة جهنّميّة. يحتاج المرشحون دائمًا إلى المزيد من المال، وهم على استعداد لفعل أي شيء لتكديسه، حتى لو كان ذلك يعني هسترة المناظرات، لأنهم يدركون: كلما زاد منسوب إثارتهم لحماس قاعدتهم الانتخابية، ازدادت محفظتهم انتفاخا. فعندما أعلن دونالد ترامب أنه يترشّح للدفاع عن حق حمل الأسلحة النارية، فإنه جمع 25 مليون دولار في 24 ساعة، وعندما عيّن جو بايدن أمريكية من أصل أفريقي في منصب نائب الرئيس في صورة فوزه، كسب ما يقرب من 50 مليون في يومين.
   بالطبع، لا دونالد ترامب ولا جو بايدن مسؤولان عن هذا الانحراف. بدأ تسويق الشأن العام قبلهما بوقت طويل. والسبب: طريقة تمويل الحياة السياسية. فمن خلال السماح للمواطنين (والشركات) بتقديم مساهمات غير محدودة لتمويل الحملات الانتخابية، فإن الهيئة التشريعية -وقضاة المحكمة العليا -قد عرضوا الديمقراطية الأمريكية للبيع.      اليوم يمكن لأي أمريكي -وأي شركة تجارية -إيداع ملايين الدولارات في حسابات المرشحين أو حلفائهم. وقع كازينو ماجنا شيلدون أديلسون في الأيام الاخيرة شيكًا بمبلغ 50 مليونًا لحملة دونالد ترامب. وتعهد الملياردير مايكل بلومبرغ بإنفاق 100 مليون دولار لانتخاب جو بايدن، وسبق ان ساهم ما يقرب من 135 مليارديرًا في حملة الديمقراطيين.
   أدى هذا الانحراف إلى تغيير السياسة الأمريكية. وأصبح المرشحون منتجات تسويقية هدفها الوحيد هو زيادة قدرة أحزابهم على جمع الأموال، وتبخرت قيمة البرامج فيها.
   وليست الانتخابات الرئاسية وحدها الملوثة. اليوم، يجب على عضو الكونغرس جمع 1.6 مليون دولار على الأقل ليتم انتخابه. ينتخب لعامين، وهذا يعادل جمع 6 الاف دولار... في اليوم! ويحتاج أعضاء مجلس الشيوخ إلى جمع 11 مليون دولار ليكونوا قادرين على المنافسة. وهذا مجرد معدل. وسبق ان أنفق زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ أكثر من 40 مليون دولار لإعادة انتخابه، وتجاوز منافسه الديموقراطي الـ 50 مليون!
   لماذا هذا السباق على الدولارات؟ لأن الحياة السياسية الأمريكية اليوم تحكمها بديهية: المرشح الذي ينفق أكبر قدر من المال يفوز في الانتخابات، وهذه الفرضية صحيحة في 95 بالمائة من الانتخابات!
   لقد ابتلع المال السياسة الأمريكية... ولا علاقة لدونالد ترامب وجو بايدن بذلك. ولهذا السبب تبدو هذه الحملة الرئاسية معزولة تمامًا عن حقائق البلاد. «
ترجمة خيرة الشيباني


Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot