حكايات على مائدة العشاء

سيرة ذاتية

سيرة ذاتية

بعد التخرج في الجامعة مباشرة وقبل أن يحصل على الشهادة الورقية، خرج للبحث عن عمل في تخصصه الذي فضله منذ كان طفلا صغيرا تراوده الأحلام والطموحات بأن يصبح مهندسا في مجال الاتصالات، وبدأت رحلة البحث عن عمل من خلال الإعلانات المبوبة في الصحف اليومية والتليفزيون والإذاعة، استقبل الحياة بقلب يملأه الأمل وعقل يرى يخطط لمستقبل واعد، فالطموح الذي لازمه طوال عمره كاد أن يتحقق ويصبح كما أراد أن يكون.
يحمل تاج الشباب والمعرفة وقليل من الخبرة التى جاءت من المشاريع الفصلية، وتوالت المقابلات الشخصية واصطدم بمصطلح السيرة الذاتية الذي لم يفكر فيه سنوات الدراسة ولم يدرسه في أروقة الجامعة، ولما كان يجلس ليكتبه وبحماسه المعهود كتب في نصف السطر وبخط عريض سيرة ذاتية والاسم والسن والديانة والحالة الاجتماعية والمؤهل وعند خانة الخبرات توقف عن الكتابة تماما وشعر أنه لم يحصل على ما يؤهله للوظيفة، ولأنه لا يعرف اليأس ولم يعترف بخيبة الأمل، ظل يحاول ويتابع الإعلانات المبوبة ويجري مقابلات شخصية، وأصدقائه يعنفونه بشدة لعدم احترامه لقواعد اللعبة والمنظومة في البحث عن مدخل أو بطاقة من مشهور أو رجل سياسة، كان يبتسم وينصرف عنهم غير مبالي بما ينصحونه به، اعتمد في بحثه عن عمل على عدة عوامل منها اجتهاده وثقته بنفسه وجرأته في خوض المقابلات الشخصية.

تختلف المقابلات الشخصية من مكان لأخر، وكأنها علم يدرس وكل شخص يقوم بمقابلة الباحثين عن عمل له مدرسته في طرح الأسئلة والحكم على المتقدم للوظيفة بكل دقة، مع أنه لم يكن متخصص في كل الوظائف المطلوبة لكن يمتلك القدرة على اكتشاف المواهب وتحديد مهام ومسؤوليات المتقدم بمجرد الجلسة معه وقت لا يزيد عن عشرة دقائق، وبطلنا يتم رفضه في كل مقابلة والسيرة الذاتية تزيد يوما بعد يوم ويضع فيها تقدمت لشركة كذا ومصنع كذا، والشيء الذي كان يستفذه جدا هو السؤال الأخير ما هو الراتب المتوقع ، كان يبتسم ويكتب حسب الميزانية المحددة للكادر الوظيفي، اي يترك الراتب لإدارة الجهة وتحديدهم المبلغ المتفق عليه، يشعر أن هذا السؤال وضع فقط لتخفيف حدة اللقاء، لان أي شركة أو جهة محددة المبلغ حسب المهام الوظيفية المكلف بها صاحب الوظيفة، فلا داعي ابدا لهذا السؤال المستهلك للوقت والذي اجابته ان شاء الله نكلمك قريبا، وبعدها لا يتحدث معه أحد وكأن اللقاء كان في احد المواصلات وكل منهما نزل في محطته وانصرف.

الاف المقابلات الشخصية اجراها في ثلاث سنوات بعد التخرج، ومازال السؤال المطلوب ما هى الخبرات التى تمتلكها، ويرد ما زلت ابحث عن عمل فكيف لي أن اكتسب خبرة، ويمضي بالملف المصاحب له كظله أو كطفل يلازمه اينما ذهب ويده تقبض عليه، الملف يكبر مع الوقت وتزيد أوراقه وتتساقط وتزبل كورق الشجر في الخريف، فيجدد أوراقه ويستمر في البحث عن نهر الوظائف والإعلانات التى تطلب موظف بلا خبرة، ولأنه لا يعرف اليأس دخل المقابلة الأخيرة ومعه خبرة طويلة جدا على اثرها دخل المقابلة الشخصية بثقة فلما سئل عن الخبرات قال لدي خبرة طويلة في المقابلات الشخصية فتم توظيفه في شؤون الموظفين لمقابلة الباحثين عن عمل وبدأ يومه الأول في الوظيفة بوضع شهادة الهندسة خلفه على الجدار.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/