بين حياة الماعز وحياة البقر مسافة فكرية طويلة، قد تتخطى المائة عام ضوئية، فحياة الماعز ورعايتها نوع من أنواع الاستثمار والتنمية، ورعيها مهنة من مهن الأنبياء التي تلهم الراعي وتجعله في خلوة فكرية وتدبر دائم، والفيلم الذي تم إنتاجه بهدف الإساءة لدولة عربية عظمى بحجم المملكة العربية السعودية لا يؤثر فيها ولا في تاريخها، فما حدث مع هذا النجيب الهندي كان من ثلاثين عاماً، فالوضع اختلف والقوانين تغيرت وباتت أكثر مرونة والدليل أن نسبة الجالية الهندية في المملكة تأتي في المرتبة الأولى قريباً
الفيلم تناول قصة فردية من بين ملايين القصص الإيجابية، وذكر أن هذا النجيب سرق من قبل شخص ليس كفيله، وما تم معه ندينه بشدة والقيادة والشعب وأجهزة الدولة ومؤسساتها ترفضه رفضا قطعياً، ومع ذلك أصر مؤلف ومخرج العمل على إنتاجه بعد مرور هذه الحقبة الزمنية علما بأن المملكة تسن القوانين الداعمة للعمالة الوافدة، وتقدم العون والمساعدة كل يوم بإجراءات جديدة ما كنا نراها في السابق، طرحت حزمة من المميزات لمن يرغب في زيارتها من خلال عدة زيارات، ومنحت المتميزين الجنسية وسهلت الإجراءات لجذب الزوار، وانفتحت على العالم، بل تخطت ما يحاول المتآمرون النيل بمكانتها وتصدير صورة غير حقيقية عن نظام الكفالة وتصريح الحج والعمرة، وهذا شأن داخلي لدولة لها سيادة ترى أن التنظيم أقرب الطرق لتحقيق الأمن والأمان للزوار والمقيمين.
ومع كل التقدم والازدهار الذي تشهده المملكة، هناك على الجانب الآخر حياة البقر التي مازالت تصدر للعالم تقديس البقر والقرود وتنتج أفلاماً من واقعها المرير تثبت فيه مدى فساد الأجهزة الأمنية من رشوة وتلفيق التهم للفقراء وحماية الأغنياء، وتجسد لنا عبر الدراما مدى انتشار الاغتصاب واعتبار النساء سلعة تباع وتشترى، فضلا عن إبادة المسلمين وهدم وتدمير دور العبادة، وهذا ليس ادعاء أو افتراء ولكن كله موجود في أفلامهم، فحياة البقر التي يعيشها الجانب الأخر تعتبر مأساة أخلاقية وفكرية لأنها تؤصل لفكرة العبودية وضرب البشر بالعصا يدل على أنهم لا يحترمون الإنسانية بل يقدسون البقر .
الدول العظمى لا يؤثر فيها عمل درامي ولا رواية ولا سلسلة كتب ولا لجان الكترونية من شأنها بث الانكسار ونشر الإشاعات لقتل الأمل في النفوس والتشكيك في الرموز الوطنية، إن شعوب الدول الكبرى تعرف أهداف حروب الجيل الخامس وتتمسك بأوطانها وتصد كل معتد أثيم، ترفض وتنبذ كل من تسول له نفسه ترويج الإشاعات لزعزعة الأمن والسلم العام.