شخصيات في حياتنا
عرفناه في زمن لم تكن للتكنولوجيا الحديثة مكان يعكر صفو الألفة العائلية، في زمن كانت البيوت أبوابها مفتوحة للجميع وأسرارها مغلفة لم تخرج للعلن، غير هذا الوقت كل البيوت أبوابها مغلقة ومع ذلك شفافة كالزجاج مفضوحة بأمر الموبايل ، لم تعد هناك أسرار ولا تواصل اجتماعي، زمن الطيبين عاهدناه وتعايشنا مع تفاصيله النبيلة وخصاله الحميدة.
عبد التواب علي إبراهيم ، له محطة في حياتنا خاصة وأنها كانت من محطات الطفولة وبناء الفكر والتمسك بالحلم ومحاولة إثبات الذات والتطوير من المهارات، فارق السن ليس كبير جداً، لكنه أخ أكبر مدنا بالمعرفة وأثر فينا كقدوة نمثلها ونتخذ منها ما يطيب لنا وما يتماشى مع ميولنا، لست وحدي من تأثر به، بل أجيال كثيرة ممن تتلمذوا على يده، لكن من حظوظنا أننا رأيناه في صورة الأخ الأكبر بعيداً على ضغوط المهنة، مارسنا معه اللعب والمائدة والجلسات العائلية المطولة، رأيناه يضحك ويبتسم ابتسامة الرجال يحترم الصغير ويبجل الكبير. جميل أن نذكر أفضال الناس، ونذكر الشخصيات المؤثرة في حياتنا وأجمل أن ننسى أفضالنا على الغير، فاعتبر هذه الكلمات شهادة عرفان وتبجيل لكل من غرس فينا مبدأ ونور بصيرتنا بالعلم والمعرفة ، ولكل من دعمنا بوقته وخبرته ونصائحه، فكل إنسان يتكون من مجموعة تراكمات مكتسبة من البيئة المحيطة، فكلما صحت البيئة كلما كان النضج سليما، وذكر العرفان واجب والتسامح سمة والصفح من شيم الكبار، فكل من دعمنا فهو كبير يستحق التقدير والاحترام .