شخصيات في حياتنا

شخصيات في حياتنا

دخول مبنى الإذاعة والتليفزيون بالقاهرة، حلم كل من يبغي العمل في الحقل الإعلامي، والمرور من أمامه يومياً يغرس روح التحدي للوصول لتحقيق الحلم، وبعد زمن طويل من العمل في الصحافة، تأتي مكالمة من المذيعة المتألقة غادة كمال التي تقدم أكثر من برنامج في شبكة صوت العرب، بهدف التنسيق لإجراء حوار معي عبر الهاتف، ونال هذا اللقاء استحسان الجميع، وبعد فترة من الحوار التقينا لأول مرة في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، إنسانة مبدعة تعشق عملها، على خلق، محبة للجميع. 
وفي أول زيارة لمصر كنت في ستوديو صوت العرب لمقابلة معها لمدة ساعة تقريباً، ودخلت مبنى ماسبيرو لأول مرة وتحقق حلم كنت قد نسيته تماماً، وفي نفس اليوم وبعد الحوار جاءني تليفون من المعدة المتألقة إيمان الحسيني لتنسق حوار تليفزيوني مع مقدم البرامج المتميز عمرو أحمد من إخراج المخرجة القديرة فاتن عبد العزيز، ودخلت للمرة الثانية في يومين متتاليين المبنى لأكون ضيفاً على قناة النيل للثقافة، وتوالت زياراتي للمبنى والتسجيل الإذاعي والتليفزيوني، وصرت أسير في أروقته وأنا على علم بدون سؤال أو مساعدة من أحد 
وفي أحد اللقاءات بصوت العرب طلبت من غادة كمال اصطحاب ابنتي مريم وبالفعل دخلت المبنى وهي بنت الثانية عشرة من عمرها، أردت أن أحقق لها هدفاً حققته في سنوات طويلة، وفي لقاء تليفزيوني من إخراج فاتن عبد العزيز كانت معي ابنتي سماء أخذتها لنفس السبب لتكون ذكرى كلما مروا على المبنى تذكروا أول مرة كانا في ماسبيرو، أردت أن أوصل لهما رسالة أن نجتهد ونطور من أنفسنا والنجاح سيكون حليفنا بالتعب والجهد والجلد وتطوير الذات، فشكراً لكل من جعلنا نتذكر أول مرة ندخل فيها المبنى ومن كان السبب وراء تحقيق الحلم. 
أي بذرة لابد لها من راع، والفكرة والحلم والموهبة هم البذرة التي تحتاج منا الاهتمام بها ورعايتها، فبمجرد تحولها لنبتة وجذع وتنتج أوراقاً وتثمر تكون الهواية صارت احترافاً، والحلم أصبح حقيقة، والفكرة تحولت لواقع، فقط نحن في احتياج لبعض الشخوص في حياتنا ينيرونها ويمدون يد العون لاكتمال الصورة، لكن المهم حفظ الجميل، وذكر المعروف، وتبني العرفان، ومساعدة الأخرين كما ساعونا الأولون.