منصور بن زايد يزور المركز الوطني للأرصاد ويطلع على أبرز مشاريعه وتقنياته المتقدمة
شوت ...
أنا في العادة لا أحب التكرار وخاصة في الإبداع، فالتكرار يجعل من الممثل أو المبدع آلة ميكانيكية ينتظر توقيت البروفة ليُنهيها في أسرع وقت ومع الأيام قد يتطاير الإحساس ويبقى الجسد دون روح وكأنه ممثل جامد، يُجامل المخرج والطاقم الفني ويقول في نفسه متى يأتي موعد العرض وأروح في حال سبيلي.
يا للأسف مازال هنالك العديد من الفرق المسرحية تعمل على بروفات تصل إلى 3 - 4 ساعات يوميا وبمعدل 3 -4 أشهر، أتذكر أننا أنجزنا عروضا ومشاريع مسرحية في غاية الروعة في ظرف أسبوعين، وأتذكر أن أحد الزملاء يقرأ قراءة الطاولة وكأنه متقمص للشخصية لا تأتأة ولا نأنأة ولو كان حافظاً لقلت له اطلع المسرح واعرض وشووووت.
ولهذا في السينما والدراما يتم اختيار ممثل محترف لأن التصوير توقيت والإنتاج مكلف فلا يستطيع المنتج تحمل تكرار وإعادات لممثل مبتدئ، البروفات المتكررة جيدة للمثلين المبتدئين مثل المهرجان الجامعي أو مهرجان الشباب لكن من وجهة نظري لا تصلح للمهرجانات المحترفة وعليهم معاملة التدريبات في المسرح كأنه شوت سينما.
تنعزل عن العالم لمدة 3 أشهر تذهب إلى الدوام وتقيل وترجع للبروفة فتنعزل عن أهلك وعن العالم وعن المجتمع وآخر شي العرض خارج المهرجان!!!
على المخرج أن تكون رؤيته جاهزة قبل أن يجتمع بالممثلين، وتكون جاهزة على الورق ويبدع في الجزء الذي بحاجة إلى نضوج، ولكن يجلس ويفكر ويسوي عمره بيتر بروك أمام الممثلين، وأنه مبدع اللحظة سيظل 3 أشهر يسوي بروفات وفي المهرجان سيقول ظلمونا.
بالإضافة إلى نوع من المخرجين يحب السيطرة والقيادة والأوامر فلا يجدها إلا عندما يكون مخرجاً فيُطيل أيام التدريبات حباً للسلطة.
كل الخدمات تم تقصيرها وتسريعها إلا بروفات المسرح، أيها المخرج قلل وانجز وابدع في أسبوعين لن أقول أسبوعين حتى لا يقول أحدهم إنني أبالغ على الأقل _شهر كامل_ على أن تكون الرؤية الإخراجية جاهزة في ذهنك بالكامل فأنت تحتاج إلى تفعيل الخشبة في ذهنك قبل أن تجتمع مع الطاقم وتدير البروفة على خشبة الواقع، قد يختلف معي الكثيرون ولكني منذ بداياتي وأنا لا أشعر بالأهمية القصوى للكم الهائل للتدريبات المسرحية والتكرارات المبالغة، لدينا مثال عملي في دولة الإمارات سمعت أن المخرج الإماراتي محمد العامري يعمل بروفات من 10 أيام إلى أسبوعين ويقتنص كل جوائز المهرجان، وشوووت، ودمتم بخير،،،