انطلق الأسبوع المنصرم مهرجان الحصن وهو مهرجان يحتفي بتراث وثقافة وتاريخ إمارة أبوظبي حيث يُقام المهرجان في المساحة الكائنة ما بين المجمع الثقافي و قصر الحصن وهو أقدم مبنى تاريخي في العاصمة أبوظبي وكان مركزاً للحكم في الإمارة، المهرجان من تنظيم دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي ويُقدم المهرجان العديد من العروض الأدائية والتراثية، والفنون الشعبية والأعمال الفنية، والحرف اليدوية، والورش الإبداعية، والمطبخ الشعبي، وصناعة القهوة، إلا أن جديد المهرجان هذا العام هو المسرح الشعبي والذي تم تقديمه من خلال جمعية ياس للثقافة والفنون والعرض بعنوان عرس الحصن إخراج مبارك ماشي وتأليف حميد فارس وتمثيل نخبة من أعضاء جمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح.

يبدأ العرض بمشهد يُوضح الأجواء العامة للحياة التقليدية القديمة مثل الألعاب الشعبية وزحمة الناس باللباس الشعبي والنساء بالإكسسوارات والحلي، ثم يأتي المشهد الذي يليه وهو مشهد عقد قران مبارك بقماشة في خيمة شعر وبعد عقد القران نُشاهد الرزفة أو فن الحربية إحتفاءاً بالمناسبة ومن ثم يأتي مشهد الدلال وهو يدلل على اللومي اليابس، ومن ثم مشهد السوق وقيام النساء بشراء ملابس العرس(الزهبة) يليه مشهد حضور ضيف أجنبي للحصن لمشاهدة عادات وتقاليد شعب الإمارات وتم عرض فن العيالة البرية في هذا المشهد وبعدها المشهد الأخير وهو مشهد العرس وتم تقديم العيالة البحرية، في مزيج متناسق ومبرر بين المسرح والفنون الشعبية. لكل عرض مقاييس نجاح مختلفة فلا نستطيع مقارنة العروض المسرحية ببعضها دون وضع إطار محدد من شروط بمعنى عروض المهرجانات لها شروط والعروض الجماهيرية لها شروط وهكذا ،الغاية من عروض المهرجانات التراثية هو الاحتفاء بالموروث الشعبي من كلمة وملابس وإكسسوار وفنون شعبية وأكل شعبي وعادات وتقاليد، فتوضيح هذه العناصر للمتفرج هو الهدف من عرس الحصن ولهذا نجد بأن العرض ليس به حبكة درامية كعروض المهرجانات المسرحية وليس به تصاعد للأحداث وهذا أمر طبيعي فهذا مسرح تفاعلي بين الناس قد يُشارك أحد الجماهير بالحوار مع الممثل، كمشهد الدلال ويقول أشتري الومي بربيتين، وقد نجد الجمهور يقول للمعرس مبروك ما دبرت، وبالتالي فإن المشاهد متفرقة بحيث إذا شاهد المتفرج مشهد دون غيره سيكون مندمج بالحدث وكأن لم يفوته شي من العرض، لكل عرض مدرسة وقواعد وشروط وعناصر ووحدة للموضوع، إذاً عرس الحصن مسرح شعبي في مهرجان تراثي، كسر حاجز الجمهور، عير عن تفاصيل الحياة القديمة في إمارة أبوظبي، بشكل احترافي من ملابس وأداء وإكسسوار ومكياج وإخراج وتأليف وديكور، عرض جذب الجماهير بكثافة غير مسبوقة، شكرا دائرة الثقافة ، شكراً جمعية ياس للثقافة والفنون المسرح شكرا مهرجان الحصن على العرس ومبروك يا مبارك منك المال ومن قماشة العيال.