غارديان: أزمة الغذاء لم تبدأ بعد الحرب في أوكرانيا

غارديان: أزمة الغذاء لم تبدأ بعد الحرب في أوكرانيا


قالت صحيفة “غارديان” البريطانية، أمس الأول إن أزمة الغذاء العالمية الحالية ليست سوى البداية، وأن القضاء على الجوع بحلول 2030، أصبح بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى.

وقالت الصحيفة ، إن “زعماء العالم منذ 7 سنوات التزموا بهدف طموح للغاية وهو القضاء على الجوع بحلول 2030”، مشيرةً إلى أن “هذا الهدف أصبح الآن بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى». وأضافت “تقدر الأمم المتحدة أن عدد الذين بينهم وبين المجاعة خطوة واحدة، قفز من 135 مليونا في 2019 إلى 345 مليوناً».

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة التي قال فيها إن “المجاعة على الأبواب في الصومال، ويوجد في منطقة القرن الأفريقي التي دمرها الجفاف، 22 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة، وما يقرب من ثلث باكستان تحت الماء، أما الجفاف وموجة الحر في جنوب الصين، فأديا إلى تعريض المحاصيل للخطر”، وجاء ذلك في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت على إمدادات من المصدرين الرئيسيين للحبوب، روسيا وأوكرانيا، ما أدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار الطاقة، والأسمدة.

ونقلت الصحيفة عن كبير الاقتصاديين في برنامج الغذاء العالمي عارف حسين، أن “الحرب في أوكرانيا لم تخلق أزمة، بل صبت الكثير من الزيت على نار مشتعلة بالفعل، ورغم أن آثارها على إنتاج الغذاء لم تكن شديدة كما كان يخشى الكثيرون، فإنها استنزفت الاحتياطيات”، مرجحةً أن يكون “2023 أسوء».

وأضافت أن “هذه الأزمة كشفت عن النظام الغذائي المعطل، والذي يعاني فيه المستهلكون والمنتجون، فيما يحقق أخرون أرباحاً ضخمة”، مشيرةً إلى أن تداول الحبوب يتركز في أيدي 4 شركات فقط، تحقق أرباحًا قياسية من المواد الغذائية الأساسية، التي تشتد الحاجة إليها. وتابعت الصحيفة أن “استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية رغم الحاجة الماسة إليها، لا يمكن أن يصلح الأمر حتى لو استمر دون توقف”، مشيرة إلى إمكانية إقرار ضريبة طارئة على الشركات التي استفادت بشكل كبير من وباء كورونا للمساعدة في إطعام البشر، وفق ما اقترحته المنظمة الإنسانية البريطانية “أوكسفام».

وأردفت الصحيفة أن “أي حل طويل الأجل لأزمة الغذاء سيتطلب الحد من انبعاثات الكربون ،وتكيف المحاصيل في ظل استمرار أزمة المناخ، وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، وتحدي هيمنة عدد صغير من اللاعبين، في أسواق الغذاء.» وترى الصحيفة في ختام التقرير، أن فشل الحكومات في معالجة المشاكل الحقيقية، فتح الطريق أمام الشركات لاستغلال الأسعار المرتفعة لتحقيق أرباح كبيرة.