نافذة مشرعة

فيروس كورونا: ثلاثة أشهر هزت العالم...!

فيروس كورونا: ثلاثة أشهر هزت العالم...!

  قد تكون الحرب على كوفيد-19 في بدايتها، لكن الكثير يتوقعون أنها ستغيّر عالمنا إلى الأبد، ومن الصعب توقع ما ستورثه هذه الأزمة للأجيال القادمة. وحتى لو كان السلام الفيروسي لا يزال بعيدًا، يمكننا رسم عواقب جيواستراتيجية.
   لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أن خضعت القوى العظمى وقادتها ودوائرها الحاكمة، بشكل جماعي، الى مثل هذا الاختبار أمام أعين الرأي العام العالمي المتخم اليوم بالمعلومات جراء العولمة الاتصالية الفورية. إنه سباق لمعرفة من سيتخطى “الذروة”، و”يسطّح منحنى الاصابات” في أسرع وقت ممكن.

   لقد تحول الوباء إلى منافسة على الزعامة العالمية، من سيهيمن من الصين أو الولايات المتحدة على عالم ما بعد فيروس كورونا؟
   في الولايات المتحدة، ثبت ان الإدارة المتهوّرة للأزمة الصحية الحالية من قبل دونالد ترامب أنها كارثية على غرار ادارة جورج دبليو بوش في أعقاب تفجير مركز التجارة العالمي، بقراره المشؤوم بغزو العراق. إن رئاسة هذين الشخصين خلال الأزمتين الكبيرتين في بداية القرن الحادي والعشرين ستمثّل في التاريخ بداية انهيار الإمبراطورية الأمريكية.
   إن الأزمة الوبائية هي اختبار لقدرات الدول وآلياتها الحكومية لتحديد أيها أفضل استعدادًا وأكثر قدرة على حماية سكانها. وتخضع البلدان لضررين متضاربين: أن يتحدوا لهزم كوفيد-19، وان يعزلوا أنفسهم لوقاية أفضل منه، على حد سواء.

    يوضح الوباء حدود العولمة: في كل مكان من العالم، ستكون على جدول الأعمال استثمارات كبرى في مجال الصحة من أجل الحصول على اكتفاء ذاتي وطني ما في إنتاج الأدوية والمعدات الصحية الحيوية، للاستجابة للتهديدات الفيروسية المستقبلية.
   وفي كل الاحوال، لقد خسر الغرب حرب فيروس كورونا. وحتى نقتنع بذلك، يكفي أن نرى الفوضى اليومية في المؤتمر الصحفي لدونالد ترامب، الذي يحاول القاء اللوم على الآخرين بسبب التطور المرعب للوباء في الولايات المتحدة، والتوترات التي ولّدها في أوروبا الانتشار المتفجر لفيروس كورونا.

   وبينما يزرع كوفيد-19 الفوضى والهلع في الغرب، فان الشرق بصدد صرع الوحش، كما هو الحال بالنسبة لليابان وكوريا وهونغ كونغ وتايوان وسنغافورة وحتى الصين، رغم انها كانت أصل الأزمة وما صاحب اندلاعها من اضطراب وأخطاء. لقد أعادت بكين تموقعها بمهارة من الجاني إلى منقذ العالم وهو ما اثار غضب الولايات المتحدة.
   ويعتقد هنري كيسنجر، وزير خارجية ريتشارد نيكسون ومؤلف كتابين حديثين، حول الصين والنظام العالمي، أنه سيكون هناك نقل هائل محتمل للتأثير العالمي من الولايات المتحدة ومن الغرب إلى الصين. ولا يبدو أن أزمة فيروس كورونا ستدفعه إلى مراجعة تحليله، حتى وان كان يعتبر أن مستقبل الحزب الشيوعي الصيني مهدد بسبب عدم أهليته في منع تطور الوباء. يقول كيسنجر، إن على القادة السياسيين الاستعداد للانتقال إلى نظام عالمي ما بعد فيروس كورونا.

   سيسرّع فيروس كورونا حركة مركز الجاذبية العالمي إلى الشرق، وليس بالضرورة تجاه الديكتاتوريات. إن كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان، التي أظهرت أنها الأكثر قدرة على إدارة الوباء من خلال ردها السريع وبنجاح على الأزمة، هي ديمقراطيات.
   إن ما أحدث الفارق هو ثقة الناس في حكوماتهم وكفاءة هاته الاخيرة. وقد تعلمت هذه البلدان الثلاثة من وباء السارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) السابقة في 2002-2004.
   وإذا خرجت الدول الآسيوية منتصرة من الأزمة، فلان ذلك مرتبط إلى حد كبير بالثقافة الشرقية... يثق الآسيويون بالدولة أكثرأ ويقبلون توجيهاتها القسرية بسهولة أكبر من الغرب في أوقات الأزمات.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot