ترامب وتمويل منظمة الصحة العالمية:

قرار التجميد ليس في الوقت المناسب...!

 قرار التجميد ليس في الوقت المناسب...!


    يتهم دونالد ترامب منظمة الصحة العالمية بأنها نقلت معلومات خطأ عن كوفيد-19. كما يزعم أن منظمة الأمم المتحدة فضلت مراعاة حساسيات الصين بدلاً من إعطاء الأولوية للصحة العالمية.
    إن دونالد ترامب ليس أول سياسي يشكك في عمل منظمة الصحة العالمية، وقد تدخل العلماء أيضًا لانتقاد تعاملها مع الأزمات السابقة. كان هذا هو الحال خلال مكافحة أش 1 إن 1. وبالتالي، فإن تصريحات الرئيس الامريكي لا تخلو من أساس، وسيتعين على المنظمة أن تشرح أكثر عند انتهاء أسوأ أزمة.
   وكما هو الحال في كثير من الأحيان، يبالغ الرئيس الأمريكي في هجماته ويضيف بعض التأويل الشخصي. إذا “غفرنا” انحرافاتها في الأمور الأقل حساسية، سيصبحون غير مسؤولين في أوقات الأزمات.
   أكثر من مجرد تشويه للحقائق، أعتقد أن القرار المعلن ينطوي على العديد من المخاطر وليس له مزايا. قد يلوّح دونالد ترامب بخطر قطع المساهمة المالية، ولكن القيام بذلك الآن يؤدي إلى نتائج عكسية.
   عند مراجعتي للأخبار، لاحظت أن العديد من خبراء الصحة طعنوا في صواب قرار الرئيس الأمريكي اذ من الخطورة سحب الدعم المالي خلال الأزمة. وحتى مجموعة محافظة، مثل مؤسسة “التراث” الامريكية، تعتقد أن هذا غير حكيم.
   يمكن أن نتفهم المكسب السياسي الذي يعتقد دونالد ترامب أنه سيجنيه من قراره. لقد كان يخضع لضغط الأسئلة، ولم يتمكن من تبرير تقاعس إدارته في بداية الأزمة، وباستثناء الحظر الجزئي لدخول الولايات المتحدة للقادمين من الصين، لم يتمكن من تبرير إنكاره لخطورة الوباء وتصريحاته المثيرة للجدل.
   لذلك يمكننا أن نستنتج بسهولة أن الرئيس يرى في منظمة الصحة العالمية كبش فداء مثالي. فهي التي تنشر ادعاءات كاذبة، وتبدد أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. إنه منطق تبسيطي، خاصة عندما نعتبر أن الرئيس تجاهل العديد من الإجراءات التي اقترحتها الوكالة، وهي إجراءات كان من شأنها إبطاء انتشار الفيروس وعدد الوفيات.
   وحتى لو كان علينا، بسخرية، دعم تحويل الوجهة هذا، يجب أن نتفق أيضًا على أن الاستراتيجية خرقاء. بعد إدارة غير مسؤولة لـ كوفيد-19 في بداية الأزمة، تحاول الصين استعادة عذريتها من خلال تقديم الخبرة والمساعدة المادية للعديد من البلدان. إنها تمارس زعامة عادة ما كانت حكرا على الولايات المتحدة، وقرار ترامب تعليق الدعم المالي في خضم الأزمة، يساعد على تشويه صورة الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت المساهمة في استراتيجية الصين.
   أكرر نفسي، ولكن إذا كان صحيحًا أنه لا بد من مراجعة دور منظمة الصحة العالمية، وأنه سيتعين مطالبة مسؤوليها بوضوح أكبر ووضع جميع الاوراق على الطاولة من خلال الإجابة على الأسئلة بطريقة شفافة، فان قطع المؤونة عن المنظمة، بينما نحن في خضم أزمة، يمثل خطرًا لا يمكن، بشكل جماعي، السماح به وتحمّله. لنسجّل الانحرافات أو الأخطاء الحقيقية أو المشتبه بها ولنأجّل المحاكمة.
   ان الوقت غير مناسب ليذكرنا الرئيس بحدود شعاره “أمريكا أولاً”.
للتغلب على هذا الوباء، يجب على البلدان والخبراء تبادل مجموع البيانات ومقارنة مناهجها المختلفة. والمطلوب ليس فقط التضامن ورص الصفوف داخل البلد الواحد، فالتهديد الذي يواجهنا يتطلب أيضًا التضامن العابر للحدود.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot