قرارك مصيرك
اتخاذ قرار في أمر معين قد يُكلفك من الوقت جزءاً في الثانية ولكن تبعات وآثار هذا القرار قد تستمر معك طول حياتك إما إيجاباً أو سلباً، إما سعادة أو شقاء، إما غنى أو فقراً، نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن لا بد من التأني والأخذ بالأسباب، تجد بعض الأشخاص هو من يرمي بنفسه إلى التهلكة، قرار الوظيفة ، قرار التخصص الجامعي، قرار الزواج أو الطلاق، قرار البداية بمشروع، أي قرار في حياتك بحاجة إلى دراسة متأنية، ومن ثم مشورة أهل العلم والدراية والخبرة في القرار الذي ستُقبل عليه، ومن ثم صلاة الاستخارة حتى تكون أخذت بجميع الأسباب.
كنت عند استشاري البناء لأُناقشه حول تفاصيل بناء المنزل والقيام ببعض التغييرات في التصميم، وكان قبلي شخص اعتمد تصميمه من أو مشاهدة دون أي إضافة أو أي تعديل أو حتى مراجعة التصميم إن قد أعجبه من أول مرة، ولكن يريد أن يريح عقله.
جلست مع شخص وقال: سأتزوج الثانية، بالبركة، ولكن دخلك الشهري هل يسمح بفتح بيتين وثلاثة وأربعة، ونفس الوضع في خلفة الأبناء، والإجابة الجاهزة رزقهم على الله، ونعم بالله، والشرع حلل أربعاً، ولكن لا بد من دراسة القرار من كافة النواحي ومن ثم الإقبال عليه، فالأبناء تربية، والزوجات اهتمام، والحياة مكلفة، تستطيع أخذ هذا القرار إن كنت رجل أعمال مثلاً.
وآخر دخل شراكة تجارية مع شخص وقام بتوكيله واعتماد توقيعه وفجأة وجد نفسه معمماً عليه ومُطالباً بمبالغ طائلة، وليس له دخل في الموضوع سوى ثقته الزائدة وسماعه الكلام المعسول، وتجد طالباً ابتدأ دراسته الجامعية وهو يُغير من تخصص إلى تخصص ولا يعرف ما يُريد، أو موظفاً جديداً لا يستقر في وظيفته يتركها ويبحث عن غيرها.
وكم من شخص تزوج وندم، وآخر طلق وندم، إياك أن تأخذ الحياة بمزاجك وأهوائك، أدرس قراراتك، وشاور من حولك، ولا تستعجل، أستغرب من بعض الأشخاص يتصل بي لأمر معين وهو يُحادثني ولم يقفل المكالمة يقول ما رأيك - رد عليَ الآن- فأُجيبه لا يوجد شيء في القرارات اسمه الآن، أعطني مهلة ثلاثة أيام، قد يأتيك الحل والإجابة بدون تفكير وأنت في السيارة أو تمارس الرياضة أو تشرب فنجان القهوة، قرارك مصيرك، لا ترمي على أي شخص آثار قراراتك، فكر، تأنَ، تمهل، استخر، شاور، واعقلها وتوكل.