لا تشلون هم

لا تشلون هم

قبل عام ونصف العام تناقلت الأخبار ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الصين ثم في خلال ساعات تتضاعف الحالات وتتزايد الأعداد ، أيام قليلة ونسمع عن حالات أخرى في دول وأماكن أخرى من العالم ، الحالات تزيد وشيئا فشيئا تنتشر، وما كنا نسمع عنه في أقصى الشرق من العالم صار قريبا منا ، هاجمت كورونا أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا ، لم ينتظر الفيروس طويلا حتى يمنح العالم فرصة الاستعداد لمواجهته ، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطواريء وعلى العالم الاستعداد لمواجهة وباء عالمي قد يصيب نصف سكان الكرة الأرضية في أقل التقديرات ،، أغلقت الموانيء وتوقفت حركة الطائرات وأصاب الشلل التجارة العالمية ، جلسنا جميعا أمام شاشات التلفاز نتابع البيانات اليومية عن ذلك الوضع المأساوي الذي أحاط بنا ، الإصابات في تزايد ومعدل الوفيات يرتفع .. والوضع يزداد سوءا، حالة من الخوف والهلع تجتاح العالم ، رأينا عبر الشاشات كيف أن الأسواق خلت من بعض البضائع والسلع ، وصار الناس في بعض البلدان قلقون حتى على رغيف الخبز الذي ربما لن يجدوه على مائدة إفطارهم فضلا عن الأدوية والمستلزمات الطبية التي تساعدهم في مواجهة ذلك الخطر ، ارتفعت الأسعار على السلع إن وجدت ، نقلت لنا الشاشات عبر العالم ازدحام الناس في المولات والأسواق لتخزين ما قد يواجهون به ذلك الغد الذي يجهلون ماذا يحمل لهم.

سارعت كل دول العالم بالبحث عن سبل وحلول لمواجهة ذلك الخطر كل في حدود أرضه وإقليمه ،، ارتفعت وتيرة القلق والخوف عند الناس، ووسط كل هذه الأجواء الملبدة بحالة من الفزع والهلع يخرج ذلك الأب على المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات برسالة أعادت الأمن والطمأنينة إلى قلوب الجميع في دولة الإمارات.

لم تكن رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة
( لا تشلون هم) مجرد كلمات، لكنها كانت باعث الأمل من جديد في نفوس يحتمل أن يصيبها بعض اليأس جراء ما تسمعه وتشاهده عبر المواقع والشاشات، يخرج الشيخ محمد بن زايد برسالته الأقوى والأهم في ذلك الوقت بثلاث كلمات ليتحرك كل في مساره ، الحكومة بأكملها مدعومة بتوجيهات قيادتها وفق خطة موضوعة ومدروسة لضبط الشارع والأسواق وتوفير حاجات الناس من غذاء ودواء وتجهيز أماكن للعزل ورفع كفاءة المستشفيات والمراكز الطبية، الناس أـحيانا كانت تصفق من شرفات المنازل لذلك الانضباط الذي يرونه في الشارع ، والرعاية التي يجدونها في المراكز الطبية ، والاهتمام الذي يبصرونه في عيون المسؤولين ، كل من كان على أرض دولة الإمارات لمس كيف تخاف تلك الدولة على الإنسان ، هذه الكلمة التي كانت فاصلاً مشتركاً مع كل صديق أحادثه عبر الهاتف إذ كنا ممنوعين من اللقاءات بفعل الحظر وتنفيذا للتعليمات ، كان يقول مندهشا إن ما نراه هو من أبرز مظاهر خوف الدولة على الإنسان ، (لا تشلون هم) كانت تعني الكثير .. تعني اطمئنوا ، نحن معكم وبكم سنعبر تلك الأزمة ، لم نرَ ازدحاماً في مول أو سوق ولم نلحظ غياب سلعة ولا ارتفاع سعرها .. سارت الأمور كما كانت قبل كورونا وكما هي الآن .. توافرت المستلزمات الطبية بالسعر العادي وأحيانا بالمجان.

يحكي لي صديق سوداني عن طفله الذي كان يصرخ ألما وبكاء لا يتوقف جراء آلام الأسنان التي يشعر بها وكلنا يعرف مدى الألم الذي يكابده طفل حينما تبدأ أسنانه في شق اللثة في مرحلة تكوينها ، يحكي صديقنا ويقول إنه في وقت ذروة الكورونا وأثناء الحظر حيث لا خروج مؤكد أن كل المقيمين يعلمون عواقب مخالفة التعليمات الاحترازية وخرق الحظر ، يحكي أن ابنه أخذ في البكاء والصراخ دون توقف ، لا يعلم صديقي ماذا يفعل ليساعد ابنه ، وقف عاجزا عن فعل شيء ابنه يتألم ويصرخ وزوجته تبكي لبكاء ابنها .. موقف صعب كما يحكيه صاحبي .. في لحظة تغلبت عنده مشاعر الأبوة على الالتزام بتعليمات الحظر ، انهارت كل عواقب خرق الحظر أمام تلك الدموع التي لا تتوقف ، يقرر الأب أن يذهب بطفله إلى مركز طبي يحمله على كتفه ويضعه بالسيارة وما أن أضاءت السيارة أنوارها معلنة التحرك إذا بسيارة الشرطة تقف خلفه وكأنها كانت تعلم أن هناك في هذا المكان من سيحاول خرق الحظر .. يخرج من السيارة شرطي مرتديا كمامته ليسأل ذلك الأب عن وجهته وما سبب نزوله ليحكي صديقي له عن ذلك السبب القهري الذي أجبره على فعلته ويرى الشرطي الطفل بصحبة والده متألما باكيا ، يحكي صديقي أن الشرطي شرح له أن ذلك مخالف وأنه لا يجب أن يخالف التعليمات لكنه سيساعده ويحل له مشكلته ، يقوم الشرطة بالاتصال بالجهة الطبية المسؤولة ويشرح الحالة ويعطي الهاتف للأب يكمل الشرح والوصف ليرد الطبيب على الشرطي أن حالة الطفل كذا وكذا وتحتاج علاج كذا وكذا وأن الدواء موجود لديه، فقط يلزم من يمكنه توصيله ، يأخذ الشرطي سيارته ويذهب بنفسه حيث الطبيب يحضر معه الدواء ويعود بعد دقائق يقدم الدواء إلى الأب مصحوبا بدعوات الشفاء .. يقول صديقي السوداني لقد عجزت عن شكر ذلك الشرطي وطلبت منه فاتورة الدواء لأسدد قيمتها ليكون رد الشرطي بكلمتين (ما عليك) الدواء للطفل وندعو له بالشفاء وتلك لعبة صغيرة هدية لابنك يلهو بها أما أنت وأم الطفل فقد أحضرت لكما عصيراً يهدىء أعصابكما ولولا خوفي من التأخير لأتيت لكما بعشاء معي.

وقف صديقي ممتناً أمام هذا الموقف وحاول أن يسدد حتى القيمة لكن الشرطي يقول له (عفا عليك) نحن معكم وفي خدمتكم ، ... (لا تشلون هم)
عام ونصف العام وزيادة ولا زالت دولة الإمارات قيادة وحكومة تضرب أروع الأمثلة والنماذج في الاهتمام بالبشر والإنسان والإنسانية كعهدها دائما منذ تأسست .
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/