نظمت جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح "ورشة إعداد الممثل" والتي استمرت لمدة شهرين وضمت (20) منتسباً من المواطنين والمقيمين بإشراف الفنان التونسي د.عبد الحكيم صويد، ومساعد مشرف الورشة الكاتب الإماراتي عبدالله السعد، وتم إبداع عرض مسرحي في اليوم الأخير وهو عرض من نتاج الورشة، فاجأني إبهار الصورة والأداء، دائماً تجارب الممثلين الأولى تكون تجارب راسخة في ذهن الممثل نفسه وفي ذهن الجمهور، فكيف لممثل يقف للوهلة الأولى على الخشبة تأدية دور بحرفية هنا تأتي الموهبة، وهنالك فرق بين الموهوب والموهوم، الموهوب الذي يتطور يوماً بعد يوم بشكل مخيف وكأنه طفلا فأصبح شاباً ثم كهلاً، أمام الموهوم الي صارله 20 سنة لاصق في الشغلة ( وان كاركتر) ونفس الأداء ولولا الشللية ما أعطيه حتى دور (رجل يمر).
تم العمل في الورشة على تدريبات الصوت والإلقاء ومخارج الحروف والتعبير الجسدي ويقظة الإحساس وتم دمج التدريبات كلها في اليوم الأخير للورشة، إلا أن تركيز الورشة كان على فن الارتجال وما أدراك ما الارتجال؟
الارتجال يعتمد على إبداع الممثلين وتفاعلهم الفوري دون الاعتماد على النص المكتوب، هذا النوع من الفنون يستلزم مهارات عالية في التفكير السريع والتواصل الفعال والتركيز والتطور في الحكاية، فيجب على الممثل أن يعي تصاعد الأحداث وأن لا يصيغ حوار يخفض إيقاع وتدفق الأحداث بل عليه أن يتدرب على كيفية تصعيده إلى أن يفور كالماء المغلي، ومن ثم تأتي النهاية لتطفئ هذا الغليان ، من وجهة نظري أنه من أصعب الفنون هو فن الارتجال لأنه يلزم الممثل على استخدام كافة أدواته الداخلية والخارجية من التركيز إلى الإحساس إلى الثقافة إلى الفكر إلى الشخوص إلى التعبير الجسدي والصوت والحركة، فإن أصبح محترفاً في فن الارتجال سيسهل عليه التمثيل في نصوص المؤلفين الجاهزة .
تفاجأت من حرفية فريق العمل ومن العرض المسرحي للورشة ففريق عمل الورشة قرر المشاركة في مهرجان دبي لمسرح الشباب، وهذا ما نأمله من الورش المسرحية وهي الاستمرارية لإنتاج عروض أكبر وأبدع وأبهى وعدم الاكتفاء بالورشة ونسيان منتسبيها.
جمعية أبو ظبي للفنون الشعبية والمسرح من الجمعيات النشطة ثقافياً في إمارة أبوظبي فهي تسعى للمساهمة بتحقيق الأجندة الثقافية لإمارة أبوظبي من خلال رؤيتها وهي استدامة الفنون الشعبية والفنون المسرحية في إمارة أبوظبي وذلك من خلال إستراتيجية واضحة تدعم القطاعين (الفنون الشعبية- الفنون المسرحية)، شكراً رئيس مجلس الإدارة السيد أحمد سبران القبيسي، على الاهتمام والدعم المتواصل لفرز شباب في المجتمع مثقفين مسرحياً وتراثياً.