نافذة مشرعة

مايك بنس وسافونارولا...!

مايك بنس وسافونارولا...!

طالب العاملون في "سايمون اند شوستر" -ثاني أكبر ناشر للكتب في الولايات المتحدة، خلف "بيت البطريق العشوائي" -مؤخرًا بأن تتوقف دار نشرهم عن التعامل مع مسؤولي إدارة ترامب، بدءً من نائب الرئيس السابق مايك بنس الذي ينص عقده على نشر كتابين أولهما عام 2023.

وفي رسالة مشتركة إلى مسؤولي شركة سايمون اند شوستر، قال 216 من موظفيهم وأكثر من 3500 شخص من خارج الشركة -منهم فائزون بجائزة الكتاب الوطني -إن الشركة يجب ألا تعامل رئاسة ترامب على أنها فصل عادي في التاريخ الأمريكي. وأنه من خلال نشر كتب بنس، فإن دار النشر لن تساعد إلا في "نشر أيديولوجية تفوق العرق الأبيض، وستكون متهمة بالعنصرية والتمييز على أساس الجنس ورهاب المثلية الجنسية"... هذا فقط.

جوناثان كارب، أحد رؤساء شركة سايمون اند شوستر، رد على كتّاب الرسالة إن "فرض الرقابة أو التخلي عن نشر كتاب هو القرار الأكثر تطرفاً الذي يمكن لناشر اتخاذه. وأن هذا النوع من العمل مخالف لجوهر سايمون اند شوستر، المتمثل في تقديم التنوع في الكتابة والمنظور". ثم أضاف: "لهذا السبب، سنحترم اتفاقية النشر مع نائب الرئيس مايك بنس"... نقطة وعودة الى السطر.  

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها ناشر مثل هذا الأمر في الولايات المتحدة. في مارس 2020، تخلى الناشر هاشيت، وفرعه بيت البطريق العشوائي، عن نشر السيرة الذاتية لـ "وودي الن" بعد حركة احتجاجية بين العاملين فيها. فقد اعتبر الموظفون أنه بسبب تهم الاعتداء الجنسي الموجهة لمخرج فيلم مانهاتن، ليس من حق الدار نشر مثل هذا العمل، رغم حقيقة أن ألن تمت تبرئته مرتين من خلال التحقيقات القضائية. ولكن …
لا يوجد شيء "حساس" مع كتاب مايك بنس الذي يفترض أن يستحضر سيرته واللحظات الرئيسية لولايته كنائب للرئيس خلال رئاسة ترامب، لكننا مع ذلك نقدّر هنا الموقف الصارم لسيمون اند شوستر في مواجهة هذه الحلقة الجديدة من ثقافة الإلغاء.

لأننا نستطيع محاربة الأفكار السياسية لمايك بنس -وأنا من هؤلاء -المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي نفس الوقت الاعتراف بأنه رجل نزيه. لم تُنسب إليه أية جريمة، ولم تشمله فضيحة. ان شهادة نائب رئيس الولايات المتحدة السابق مهمّة، ويجب أن تظل حريته في التعبير كاملة.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعاتبه عليه الموقعون على العريضة الموجهة إلى قادة سايمون اند شوستر، هو انه لا يقاسمهم أفكارهم أو رؤيتهم للعالم.
والقول أنّ الموقّعين على العريضة، يقدمون أنفسهم على أنهم حماة القيم الناتجة عن الثورة الأمريكية، مثل الحرية ... سأكون فضوليًا لمعرفة رد فعلهم إذا كان هناك ناشر كبير رفض اصدار مذكرات أوباما بحجة الخلافات السياسية.
ان هذه القصة المحزنة تقول الكثير عما أسميه، ولسخرية القدر، "الروح الجديدة للديمقراطية في أمريكا".
روح جديدة، مستوحاة من أتباع سافونارولا الصغار، غير المدركين لخطر إشعال المحارق.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot