سمعت عن أن القط بو سبع أرواح، يقفز من المرتفعات فلا يتأثر، تلاقي ذيله محروق وأموره طيبه، يمشي على الجدار وهو أعور، ولتأكيد أن القط بو سبع أرواح إليكم هذه القصة:
بين الحين والآخر أشعر بأنني أريد أن آكل من كنتاكي ولو أنه ثاني يوم الصباح أشعر بالندم وتعرفون السبب، فلن أقوله حتى لا أُلوع بجبودكم، المهم في ليلة من ليالي العشاء الكنتاكي الأخير، طلبت الوجبة ومعها بيبسي المكينة، أكلت الوجبة ولم أشرب البيبسي لأن بيبسي المكينة خالٍ من الغازات وبلا طعم، وكان البيبسي من الحجم الكبير، وأنا في السيارة قررت رمي البيبسي _ بالحجم الكبير_ في درام الزبالة القريب من منزلي وإنتوا بكرامة ، وماهي إلا لحظة حتى سمعت شي يخمس داخل الدرام، ليقفز القط قفزة سينمائية من قفزات أحمد السقا في فيلم تيمور وشفيقة ويخرج القط من الدرام وهو يجولع من فلعة البيبسي الي على راسه، من كثر ما هو مدوخ ركض على طريقة الزجزاج وكأنه في مهارة الميدان، قلت في خاطري لو بني آدام جان ياه ارتجاج في المخ، صدق إنه بو سبع أرواح .
قال لي صديق إن بعض الحريم يفخمون التفاصيل الصغيرة ولم أٌصدقه إلى أن شاهدت هذا الموقف بأم عيني، كنت في الصيدلية لانتظار الدواء وعندي موعد مهم لا أستطيع أن أنتظر في الازدحام، فذهبت للكونتر ورأيت صيدلانية (امرأة) قلت لها إنني في عجلة من أمري ولا أستطيع الانتظار فهلَا ساعدتني وصرفتي لي الدواء دون انتظار ومددت يدي لأُعطيها الوصفة الطبية، فأبت وقالت لازم تكلم المدير والسنير والسوبر فايزر، قلت لها هما الثلاثة في واحد، اختصري وخلاص، ولا عشان تبينين لي بأنكِ ضليعة في اللغة الإنجليزية، شعرت بأن الموضوع كبير جداً بعد أن مزجت الكلمات العربية بالإنجليزية مع ترتيب المناصب الإدارية من مفهومها، قلت لها شكرا دام الموضوع فيه سنير، في المقابل ذهبت للكونتر الذي بجوارها وإذا به رجل ، شرحت له الأمر، قال لي هات الهوية وماهي إلا دقائق معدودة حتى صرف لي الدواء، فقلت له شكرا يا عمدة الصيدلية وسنير الصيدلية وسوبر فايز الصيدلية حتى تسمع التي بجواره وهي تراني بطرف عينيها، فيا معشر النساء _البعض منهن_ يسروا ولا تعسروا.
في أحد الأيام ذهبت لزيارة قبر والدي، فمررت بجوار مقبرة الأطفال وإذا القبور كلها صغيرة_ حجم نص متر_ بحجم أجساد الأطفال الرُضع، منهم من توفي بعد شهر من الولادة ومنهم من مات وهو في بطن أمه ومنهم من أتم أياما قليلة وتوفي، فسألت نفسي سؤالاً كيف لطفل رضيع يصارع الموت؟ كم هي صعبة!
فأجبت نفسي: إنه لطف الله، فمن لم يرَ الدنيا من المستحيل أن يرى سكرات الموت. أطال الله في أعماركم ورحم الله موتانا وموتى المسلمين... ودمتم.