نافذة مشرعة

مع ميلينشون ولوبان، كلاكيت النهاية لليبرالية...!

مع ميلينشون ولوبان، كلاكيت النهاية لليبرالية...!


  وقّع انتصار الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد، والجبهة الوطنية، على هزيمة الفكرة الليبرالية في صندوق الاقتراع، والتي أصبح إيمانويل ماكرون شعارًا لها. فهل هي فرصة لإعادة اختراعها؟
   تم التعليق على الانقلاب الذي جرى يوم الأحد 19 يونيو في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، ووضع وجها لوجه أغلبية منقوصة ومعارضة مزدوجة من اليسار واليمين الراديكاليين، من وجهة نظر مؤسسية. باختصار، عبّر الفرنسيون عن عدم رضاهم عن السلطة، وأرادوا إضافة نكهة إلى أزيز مؤسسات الجمهورية الخامسة التي أصيبت بالتصلب منذ بضع سنوات.
   من ناحية أخرى، كان هناك في المقابل، نقاش أقل حول الأهمية الأيديولوجية لهذا الخيار الانتخابي أو عدم الاختيار. ومع ذلك، وعلى الرغم من كل ما يفصل بين الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد والتجمع الوطني، فإن هاتين الحركتين، اللتين تمثلان الآن قوة معادلة لقوة الماكرونية في البرلمان، تلتقيان في كراهيتهما لليبرالية.
   لا يفوّت ميلينشون أي فرصة لانتقاد هذا التيار الأيديولوجي والسياسي: قبل الانتخابات التشريعية، كان قد وصف إليزابيث بورن، بأنها “ليبرالية حتى النخاع”، منتقدًا، خلال البرنامج الأسبوعي “لوغران جوري” لقناة “إل سي إ- إر تي إل -لوفيغارو، “سجلها المشحون جدا في الإساءة الاجتماعية».
   مارين لوبان، التي كانت أكثر التباسا وغموضا في المراحل الأولى من حياتها السياسية، أصبحت الآن، وبكل وضوح، مع تدخل الدولة ومعارضة للتجارة الحرة، ولا تتردد في التحدث عن “الرعب الليبرالي المتطرف” عندما تسنح لها الفرصة.
   ستزعم مارين لوبان الدفاع عن الحرية في إطار وطني؛ وسيشرح ميلينشون من جانبه، أنه يمقتها عندما تكون اقتصادية، ولكنه يقدّرها عندما تكون مهاجرة أو اجتماعية. لكن هذه الفروق الدقيقة لا تمسّ حقيقة أن كلاهما، مخلصًا لروح فرنسية ما، يمقت أحد المكونات الأساسية للعالم الغربي. وميلينشون في هذا الصدد، هو أكثر انعداما للتماسك بين الاثنين، لأنه بالنظر الى تاريخ الغرب، الحصول على الحريات العامة سهّل الحريات الاقتصادية... فلماذا إذن يدافع بشدة، كما يفعل، من أجل الأولى، إذا كان يكره الثانية كثيرًا؟

«مغادرة وسطك وبيئتك»
  أن تتولى مصير فرنسا “دولة قوية” بحسب أحدهما، و “الجماعية” في رأي الآخر، هي مقترحات جذابة في مواجهة الشدائد. في هذا السياق، بما انه يتم تعريف المشــــــترك دون الإشارة إلى المساهمات والمســـــؤوليات الفرديــة ولكن فقط إلى الفوائــــــد التي يمكن الحصول عليها منه، يبدو ان الخزينــــة العامة لا تنضب وتصرّف الدولة دون عوائق.
   لا يهم أن الجماعية تصطدم بشكل منهجي بواقع المواهب الفردية، ولاعقلانية تخطيط الدولة، وتعقيد خلق الثروة، ناهيك عن أن الانتهاك الاجتماعي للاشتراكية، على نطاق التاريخ والعالم، يتفوق على انتهاكات الليبرالية، ولا يهم أخيرًا أن تكون أكثر أنظمة دولة الرفاهية سخاء هي خاصيّة المجتمعات الحرة، فالمعتقدات غير الليبرالية تواصل إغراء المخيلة الفرنسية.
   عادة ما يتم تلطيف اللاليبرالية بثلاثة عوامل: ابراز أن “النخب” الاقتصادية تساهم في الصالح العام، وإضفاء الطابع النسبي على نجاحها -على سبيل المثال عندما ينسبون الصدفة أو الحظ لهم وليس الكفاءة والاهلية -أخيرًا الصعود الاجتماعي من خلال الجدارة. ويبدو أن هذه الظروف، اليوم، لم تعد صالحة أو كافية: يتم رفض الأولى أو اعتبارها شتيمة؛ وتنقلب الثانية على أصحاب الامتيازات الذين يعتبر نجاحهم أكثر ظلمًا؛ ولا تزال الأخيرة موجودة ولكنها تصطدم بالكبرياء الشعبي لأنها تشير إلى أنه لتحقيق النجاح، يجب على المرء “هجر بيئته ووسطه”، وبعبارة الباحث البريطاني ديفيد جودهارت، من “مكان ما” “شخص متجذر”، يصبح “ من أي مكان “”شخص بلا رابطة بسبب ماله وتعليمه»،

النخبة تغضب لمجرّد وجودها
  في القرنين التاسع عشر والعشرين، كانت النخبة الاقتصادية مكروهة لأنه كان يُعتقد أنها غير شرعية واستغلالية، وسعت الماركسية والاشتراكية جاهدة لتفكيك أسس الرأسمالية. وفي زمن الشعبوية، كانت مزعجة لأنها غالبًا ما تستحق مكانتها، بل وتريد أن تكون فاضلة، وفي الواقع انها تعكس للآخرين صورة فشلهم.

    شارحا لماذا لا يحب الفقراء البيض في الولايات المتحدة باراك أوباما، الكاتب -والآن المرشح الجمهوري في أوهايو -جيه دي فانس أشار في هيلبيلي إليجي، وفي سرد رائع لخلفيته الأصلية، عن باراك أوباما: “إنه أب جيد ومعظمنا ليس كذلك، إنه يرتدي بدلات في حين نرتدي نحن ازياء العمل الزرقاء -عندما نكون محظوظين بما يكفي للحصول على وظيفة. وتقول لنا زوجته ما يجب علينا تجنبه عند إطعام أطفالنا ونحن نكرهها لذلك -ليس لأننا نعتقد أنها مخطئة، ولكن لأننا نعلم أنها على حق”. وبعبارة أخرى، فإن النخبة لا تزعجهم بسبب عيوبها ولكن بسبب وجودها فقط.
   إن الرهان الكامل لليبرالية الفرنسية، إذا أرادت البقاء على قيد الحياة دون أن تغرق في بحر من الاستياء، هو إذن أن تأخذ هذا الوضع الجديد في الاعتبار، ليس من خلال التباهي بوجود انها من يقود، ويعطي الزخم لمن يمسك بزمام المبادرة، أو من خلال التلويح لأي شخص بمستقبل ملياردير، ولكن بالسماح للجميع، بان تؤتي مواهبهم الخاصة ثمارها، وأن يفتخروا بإنجازاتهم... باختصار ليبرالية شعبية.


*كاتبة، ورئيسة تحرير في مجلة لاكسبريس، مسؤولة عن صفحات المناظرات والأفكار. من أبرز مؤلفاتها: “محافظ قلتم؟”، وكتاب “من فرنسا” وهو صورة فلسفية وسياسية رئيسية لفرنسا.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/