أمام رئيس الدولة وبحضور محمد بن راشد .. حمدان بن محمد والوزراء الجدد يؤدون اليمين الدستورية
حكايات على مائدة العشاء
ملف مغلق
الفرق بين الملفات المغلقة والمفتوحة كالمسافة بين المشرق والمغرب، فالمغلق غالبا ما يتبع فكرا أحاديا وعنصرا واحداً ينقاد خلفه وقد يكون العنصر متمثلاً في شخص أو جماعة أو طائفة، فكل هذه المسميات تصب في عنصرية الفكر، ومن سمات التابع أنه لا يجيد قيادة الدفة وعلى طول الخط إمعة لا يقدر على شيء، يسمع فيطيع ولا يناقش ولا يعطي لنفسه فرصة للتفكير وإعادة ترتيب الأفكار، وبمجرد أن يخرج من الاجتماع يغلق عقله ويتوقف، ويصير ببغاء لا يردد إلا بما سمع، ومهما حاول الآخرون تغيير ما فيه من أخطاء فشلوا فشلاً ذريعا، فالقادر على إعادة فتحه هو من أغلقه على هذا الشكل. كارثة الملف المغلق أنه أحيانا يغلق على مفهوم خاطئ لنظرية كونية واضحة، ويصر على أن ناتج اثنين في اثنين سبعة، ومهما حاولت تصحيح هذه النظرية رفض رفضا قطعيا ورفع صوته ليبرهن على صحة كلامه وعن الناتج المغاير للواقع، ومن يناقشه يقف في حيرة من أمره لا يعرف معنى تمسكه بالخطأ، لا يكتشف أنه ملف مغلق إلا عندما يضيق به صدره فيجد نفسه يقول سلاما، فالجدال لا يرتقي يوما لمكانة ومنزلة النقاش والحوار، فمن صفات الملفات المغلقة الجدال باستماته لتمرير رأيه الذي نشأ عليه. ليس المطلوب من الملف المغلق أن يغير من الثوابت والعقائد والفكر وإنما الكارثة تكمن في ترديده أفكار غيره دون تصحيح أو مراجعة، وكونه للقراءة فقط فهذا مؤلم جدا لأنه بالعادة يتبع إرادة غيره وقد يضطر للهلاك في سبيله، لذلك تجنب الجدال معهم أسلم وادعى للتعايش السلمي.