نافذة مشرعة
هل يستطيع ترامب أن يعفو عن نفسه؟ مسألة دلالية...!
بينما كنت أتصفح الأخبار الصباحية، أدهشني نص للبروفيسور إريك إل مولر من جامعة نورث كارولينا. في كلية الحقوق، يتخصص مولر في الفقه والاتيقا.
عندما أصدر الرئيس عفوه عن الديك الرومي، من التقاليد القليلة التي يحترمها، منح دونالد ترامب بالتوازي العفو الرئاسي لمستشاره السابق مايك فلين ويستعد لمنحه لأعضاء آخرين من حزامه المقرب
وكما هو الحال مع مجموعة من الصلاحيات الرئاسية الأخرى، يستخدم هذا الرئيس سلطته خارج الممارسة المالوفة. عادة، يسبق العفو إجراء كاملا. ومنذ ما يقرب من أربع سنوات، لدينا انطباع بأننا نشهد حلقة سيئة من مسلسل 24، حيث يطلب جاك بويور اتخاذ إجراء فوري لأن أمن الأمة يتوقّف عليه!
رمز آخر للطبيعة غير العادية للعديد من حركة هذه الإدارة، التساؤل اليوم عما إذا كان بإمكان دونالد ترامب، قبل مغادرته البيت الأبيض، تحدي التشريعات مرة أخرى بمنح نفسه عفوًا رئاسيًا.
حتى الآن، لم يتخذ الرئيس أي إجراء في هذا الاتجاه، لكنه سبق ان أثار هذا الاحتمال، وقال إنه بالتأكيد يملك حق القيام بذلك. ومجرد ذكر هذا الاحتمال يجعله يدخل التاريخ إلى جانب ريتشارد نيكسون. فضل هذا الأخير المغادرة بعد دراسة المسألة.
قبل رئاسة ترامب، لم أفكر ابدا بجدية في هذا الاحتمال، ولم يكن لدى أي رئيس مزيج من الغطرسة والجرأة لتجربته. علاوة على ذلك، بدا لي أنه من غير الطبيعي أن تكون قاضيًا وخصما.
يسير تفكير البروفيسور مولر في هذا الاتجاه، باستثناء أنه يصر على مسألة دلالية. إذا كان معنى الكلمات وتعريفها مهمّا، وهما كذلك عند تحليل الدستور، فإن الكلمة المستخدمة في النص الدستوري تحد بوضوح من نطاق العفو الرئاسي.
ينص النص الدستوري على ما يلي: “يتمتع بصلاحية منح العفو ووقف تنفيذ العقوبات عن الجرائم المرتكبة ضد الولايات المتحدة باستثناء القضايا المتعلقة بالإقالة”. ومن بين جميع الأفعال في اللغة الإنجليزية، اختار الآباء المؤسسون كلمة “منح”، منح العفو.
قد يكون الفارق بسيطا، لكنه حقيقي للغاية. لن يعفو ترامب على نفسه، لكن سيعمل للحصول على عفو. الآن، كما يشير مولر، يمكن منح العفو للآخرين، ولكن ليس لذاته. ولا يعتقد الخبير في الايتيقا فقط أن الفعل المستخدم مثقل بالمعنى، وانما يطرح بأن باقي النص الدستوري يجعل من الممكن تحديد معالمه بشكل أفضل.
كلما يتم ذكر الفعل “منح” في الدستور، لا يسع المرء إلا أن يتخيل معنى واحدًا. يتم منح شيء لشخص آخر، سواء كان ذلك في الألقاب أو السلطات أو القوانين أو...العفو.
ويبدو لي موقف مولر في هذه المسألة يضيء أكثر، لأنه عندما يشكك الخبراء أو القضاة في معنى وحدود الدستور، فإنهم يتصرفون بنفس الطريقة التي يعمل بها أستاذ الاتيقا هذا. وإذا ما تحدى الرئيس التاريخ والأعراف ليمنح نفسه العفو، فسوف يتم درس النص التأسيسي بالكامل لمحاولة إيجاد المعنى الذي يريده المحررون.
أختم بتكرار القول مرة أخرى إن هذه الرئاسة كانت رائعة بالنسبة لي. لم يسبق لي مطلقًا، خلال الثلاثين عامًا الماضية، أن أقرأ وأعيد قراءة النصوص التأسيسية لأتأكد من حدود السلطة الرئاسية.
وقد كشفت السنوات الأربع الماضية عن المناطق الرمادية، والقواعد الغامضة، وحقيقة أن الآباء المؤسسين لم يتصوروا أبدًا أن يصبح دونالد ترامب رئيسًا.
عندما أصدر الرئيس عفوه عن الديك الرومي، من التقاليد القليلة التي يحترمها، منح دونالد ترامب بالتوازي العفو الرئاسي لمستشاره السابق مايك فلين ويستعد لمنحه لأعضاء آخرين من حزامه المقرب
وكما هو الحال مع مجموعة من الصلاحيات الرئاسية الأخرى، يستخدم هذا الرئيس سلطته خارج الممارسة المالوفة. عادة، يسبق العفو إجراء كاملا. ومنذ ما يقرب من أربع سنوات، لدينا انطباع بأننا نشهد حلقة سيئة من مسلسل 24، حيث يطلب جاك بويور اتخاذ إجراء فوري لأن أمن الأمة يتوقّف عليه!
رمز آخر للطبيعة غير العادية للعديد من حركة هذه الإدارة، التساؤل اليوم عما إذا كان بإمكان دونالد ترامب، قبل مغادرته البيت الأبيض، تحدي التشريعات مرة أخرى بمنح نفسه عفوًا رئاسيًا.
حتى الآن، لم يتخذ الرئيس أي إجراء في هذا الاتجاه، لكنه سبق ان أثار هذا الاحتمال، وقال إنه بالتأكيد يملك حق القيام بذلك. ومجرد ذكر هذا الاحتمال يجعله يدخل التاريخ إلى جانب ريتشارد نيكسون. فضل هذا الأخير المغادرة بعد دراسة المسألة.
قبل رئاسة ترامب، لم أفكر ابدا بجدية في هذا الاحتمال، ولم يكن لدى أي رئيس مزيج من الغطرسة والجرأة لتجربته. علاوة على ذلك، بدا لي أنه من غير الطبيعي أن تكون قاضيًا وخصما.
يسير تفكير البروفيسور مولر في هذا الاتجاه، باستثناء أنه يصر على مسألة دلالية. إذا كان معنى الكلمات وتعريفها مهمّا، وهما كذلك عند تحليل الدستور، فإن الكلمة المستخدمة في النص الدستوري تحد بوضوح من نطاق العفو الرئاسي.
ينص النص الدستوري على ما يلي: “يتمتع بصلاحية منح العفو ووقف تنفيذ العقوبات عن الجرائم المرتكبة ضد الولايات المتحدة باستثناء القضايا المتعلقة بالإقالة”. ومن بين جميع الأفعال في اللغة الإنجليزية، اختار الآباء المؤسسون كلمة “منح”، منح العفو.
قد يكون الفارق بسيطا، لكنه حقيقي للغاية. لن يعفو ترامب على نفسه، لكن سيعمل للحصول على عفو. الآن، كما يشير مولر، يمكن منح العفو للآخرين، ولكن ليس لذاته. ولا يعتقد الخبير في الايتيقا فقط أن الفعل المستخدم مثقل بالمعنى، وانما يطرح بأن باقي النص الدستوري يجعل من الممكن تحديد معالمه بشكل أفضل.
كلما يتم ذكر الفعل “منح” في الدستور، لا يسع المرء إلا أن يتخيل معنى واحدًا. يتم منح شيء لشخص آخر، سواء كان ذلك في الألقاب أو السلطات أو القوانين أو...العفو.
ويبدو لي موقف مولر في هذه المسألة يضيء أكثر، لأنه عندما يشكك الخبراء أو القضاة في معنى وحدود الدستور، فإنهم يتصرفون بنفس الطريقة التي يعمل بها أستاذ الاتيقا هذا. وإذا ما تحدى الرئيس التاريخ والأعراف ليمنح نفسه العفو، فسوف يتم درس النص التأسيسي بالكامل لمحاولة إيجاد المعنى الذي يريده المحررون.
أختم بتكرار القول مرة أخرى إن هذه الرئاسة كانت رائعة بالنسبة لي. لم يسبق لي مطلقًا، خلال الثلاثين عامًا الماضية، أن أقرأ وأعيد قراءة النصوص التأسيسية لأتأكد من حدود السلطة الرئاسية.
وقد كشفت السنوات الأربع الماضية عن المناطق الرمادية، والقواعد الغامضة، وحقيقة أن الآباء المؤسسين لم يتصوروا أبدًا أن يصبح دونالد ترامب رئيسًا.