سررت بالاهتمام الذي توليه دائرة الثقافة والسياحة في تأسيس جيل من الناشئة في الفنون الشعبية حيث قامت بتنفيذ ورشتين في الفنون الشعبية في كل من أبوظبي ومدينة العين، الورشة الأولى كانت في فن الرزفة (الحربية) بالتعاون مع جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح والثانية في فن العيالة بالتعاون مع جمعية العين للفنون الشعبية، وما أسرني أكثر الإقبال الكبير للورش والأعمار الصغيرة المقبلة على هذه الورش، فعلى الأجيال أن تستلم الرسالة، جيل يٌسلم جيل، والفن الشعبي الأصيل رسالة ثقافية عريقة.
ورش الفنون الشعبية من الوسائل المهمة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الفهم الأصيل للعادات والتقاليد، فقصائد العيالة تٌعزز من تنمية الهوية الوطنية في الجيل الناشئ والولاء للقيادة الرشيدة، هذا على سبيل القصائد أما من خلال إحتكاك هذا المتدرب الناشئ مع الجيل الأكبر سناً فسيتعلم السنع وآداب المجلس وكيفية الرد مع الأكبر منه سناً فسنجد جيل _ ابن البيئة_ ينمو بشكل مغاير عن الجيل الحالي الذين أنهكت عقولهم الآيبادات والتكنلوجيا. 
ورش الفنون الشعبية مهمة حتى وإن لم يستمر هذا المتدرب في فن العيالة أو الحربية فبمجرد أن يأخذ الورشة لابد بأنها ستنمي لديه قيم ستٌفرح أمه وتٌسر أبيه، فلا تتردد أيها الأب أيتها الأم بدخول ابنك هذه الورش ولو على سبيل الفضول.
نتمنى من المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والتراثي التكثيف من هذه الورش خلال العام والتنويع في الفنون الشعبية المقدمة في الورش، فدولة الإمارات دولة غنية بتنوع فنونها وتراثها، والمزج بين الأجيال في الفنون والعادات والتقاليد والحرف اليدوية سينتج عنه جيل ينمو بشكل مغاير ومختلف عن الجيل الحالي، جيل يذكرنا ببعض التقاليد التي بدأت بالاندثار وهذا ما لا نتمناه. التأسيس أهم من الشيء الجاهز، أن تُحضر فرقة عيالة لفعالية معينة ويرحلوا بانتهاء الفعالية فهذا سهل، أما أن تٌنشأ وتُأسس وتٌدرب جيل أعمارهم من 15 إلى 18 سنة فتجد صف العيالة كلهم من جيل الشباب وتضمن معهم الاستمرارية، إلى العشرين عاماً المقبلة فهذا هو التحدي.
الموضوع ليس بالصعب، ولكن بحاجة إلى إستراتيجية وخطة تنفيذية وبعد سنتين من بدأ التنفيذ سنجد من كان في الورش يشاركون في الفعاليات والمناسبات الرسمية والوطنية مثل مسيرة الإتحاد والاحتفال الرسمي باليوم الوطني وبقية مهرجاناتنا التراثية داخل الدولة، بل وتمثيل الدولة في الخارج من خلال التبادل الثقافي مع الدول وتنمية الدبلوماسية الثقافية.