الهوية الوطنية
تعد الهوية الوطنية من أهم الركائز التي تُبنى عليها المجتمعات، إذ تُعبر عن القيم والمبادئ والثقافة التي تجمع أفراد الوطن وتوحدهم، وتتميز الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ طويل، وتقاليد غنية، وقيم أساسية تعزز من وحدة المجتمع وتماسكه، وذلك على الرغم من التحديات الكبيرة التي قد تواجه هذه الهوية في ظل العولمة والتكنلوجيا والانفتاح العالمي.
فمن أركان الهوية الوطنية في دولة الإمارات التاريخ والتراث وعليه فيعود تاريخ دولة الإمارات إلى مئات السنين، حيث قامت القبائل العربية في هذه المنطقة بتشكيل مجتمع مترابط، عاش في ظل قيم الشجاعة والكرم والتكاتف، وأما التراث فيعد التراث الإماراتي من أبرز مكونات الهوية الوطنية، بما في ذلك اللباس التقليدي، والأغاني الشعبية، والفنون الشعبية، والأمثال الشعبية، والمأكولات المحلية، بالإضافة إلى الحرف اليدوية الرجالية والنسائية مثل التلي والسدو الخوص للنساء. وفلق المحار، وصناعة القراقير والجلافة "صناعة السفن" والغوص لصيد اللؤلؤ للرجال.
تقوم الهوية الإماراتية على قيم إسلامية وعربية أصيلة، مثل الكرم، والتسامح، والاحترام، والتعاون. وتنعكس هذه القيم في تعاملات الناس اليومية، وفي الترحيب بالضيوف، وآداب المجلس، وفي مراعاة مصالح الآخرين. ويعد التسامح والتعايش من المبادئ الأساسية التي تعكس جوهر الهوية الإماراتية، خاصة في ظل وجود أكثر من 200 جنسية تعيش في الدولة بسلام وأمان.
أما اللغة العربية فتمثل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، حيث تعتبر اللغة الرسمية للدولة. وعلى الرغم من الانتشار الواسع للغات الأخرى بسبب التنوع السكاني، إلا أن اللغة العربية تحظى بمكانة خاصة في التعليم، والإعلام، وفي المؤسسات الحكومية.
ومع التطور والحداثة المتسارعة إلا أن دولة الأمارات تتميز في الحفاظ على الأصالة وبنهج فريد يجمع بين الحداثة والأصالة، إذ يشكل التطور السريع للدولة في مختلف المجالات، وخاصة في الاقتصاد، والتكنولوجيا، والبنية التحتية، دليلاً على روح الريادة والطموح لدى الإماراتيين. وفي نفس الوقت، يتمسك المجتمع بجذوره وتقاليده، ويتم تعليم الأجيال الناشئة على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل هذا التطور وهذا لم يكن ليتم إلا أن القيادة الرشيدة أولت اهتماما في تعزيز الهوية الوطنية ولعبت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها، من خلال إطلاق العديد من المبادرات الوطنية مثل “عام التسامح”، و”عام القراءة”، و”عام الهوية الوطنية”، "وعام الخير" وتسعى القيادة إلى غرس روح الانتماء والولاء للوطن في نفوس الأجيال الشابة، عبر برامج تعليمية وتثقيفية متنوعة، تهدف إلى تعريفهم بتراثهم وقيمهم الوطنية وتعميق الوعي لديهم بتاريخ وإنجازات الدولة.
نحن في دولة الإمارات منهجنا تحويل التحديات إلى فرص وعليه ففي عصر العولمة والانفتاح، تواجه الهوية الوطنية لدولة الإمارات تحديات متعددة، مثل التأثيرات الثقافية الخارجية، والعولمة الثقافية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، تمثل هذه التحديات فرصاً لتعزيز الهوية، من خلال تطوير برامج تعليمية وإعلامية وثقافية تعزز من الاعتزاز بالهوية الوطنية، وتُعزز قيم المجتمع الإماراتي الأصيل.
وعليه فإن الهوية الوطنية الإماراتية ليست مجرد شعار، بل هي تجسيد حقيقي لقيم ومبادئ تعزز من وحدة المجتمع، وتمثل مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي. إن الحفاظ على هذه الهوية في ظل التحديات الحالية يتطلب التعاون والتكاتف بين مختلف أفراد المجتمع، بدءاً من الأسرة والمدرسة، وصولاً إلى المؤسسات الحكومية والإعلامية والتعليمية.