آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

جستنيان الفلاح وثقافة العدل والقانون 
  كان القانون ولا يزال هو رمانة ميزان كل مجتمع، وعندما يغيب القانون تشيع الفوضى وتصبح الحياة صورة من جهنم أو هي جهنم نفسها.. ومن فضائل (جستنيان) ومناقبه أنه أعطى العالم كله نموذجًا للعبقرية الرومانية في مجال التشريع. والتشريع كما يعرفه الدكتور أحمد عبد الكريم سلامة في كتابه (مبادئ القانون) يقصد به وضع القواعد القانونية في صورة مكتوبة بواسطة سلطة مختصة بذلك، أما القواعد القانونية فهي جمع قاعدة والقاعدة في القانون عامة ومجردة تنظم سلوك الأفراد وعلاقاتهم في المجتمع وتكفل السلطة العامة احترامها وذلك بتوقيع جزاء على من يخالف حكمها عند اللزوم. 
 والقانون بما يفرضه من واجبات ويقرره من حقوق يفرض نوعًا من التوازن المنشود بين مصالح الأفراد ويعمل على المساواة بينهم ولهذا فهو يحدد لنا الشروط التي يجب توفرها حتى تكون مصالحنا جديرة بالرعاية. 
 ومن هنا تبدو لنا بوضوح تلك العلاقة الأكيدة بين الحق والقانون؛ فالقانون وهو ينظم الروابط الاجتماعية للتوفيق بين مصالح الأفراد إنما يحقق هذا المعنى عن طريق بيان حقوقهم وبهذا فإن القانون والحق كلٌ منهما يكمل الآخر؛ لأن تنظيم القانون لحياتنا إنما يكون من خلال اعترافه بحقوق البعض في مواجهة البعض الآخر. 
وقد ولد جستنيان عام 483 م في يوغوسلافيا (وهو اسم حديث نوعًا ما ومعناه قبائل السلاف، والسلاف هم الصرب والروس الذين كانوا يسمون قديمًا بالصقالبة، أما الاسم القديم لهذه المنطقة من العالم فكان “ثورسيوم”). وكان عم جستنيان هو الإمبراطور جوستين الأول، وكان جستنيان فلاحًا أميًا وبعصاميته شق طريقه في الجيش وبالطبع فقد ساعده عمه، وكان يقرأ كثيرًا ويفكر ويتعلم في دأب وصمت واستمرار، وفي عام 527م نظر جوستين في حاله وكيف أنه بلا ولد يرثه في الحكم فقرر أن يشاركه جستنيان في حكم البلاد لأنه محل ثقة ولما توفي الملك بعد سنة خلفه جستنيان وصار حاكمًا للإمبراطورية الرومانية الشرقية وعاصمتها بيزنطا أو (القسطنطينية) التي صار اسمها اسطنبول بعد فتح الأتراك لها. 
الجدير بالذكر أنه قبل ولادة جستنيان بسبع سنوات كانت قبائل همجية قد انقضت على الإمبراطورية الرومانية الغربية وجعلتها أثرًا بعد عين ولكن إمبراطورية الشرق البيزنطية سلمت منهم وبقيت وبقي معها قوة الرومان ومجدهم حتى أخذ منها العرب المسلمون بلاد الشام ومصر وليبيا وتونس وبعد ذلك أخذت تضعف تدريجيًا حتى سقطت على يد المسلمين الأتراك تمامًا في الخامس من أبريل لعام 1453م والموافق 21 جمادى الأولى سنة 857هـ . 
وكان جستنيان يعمل على الاستيلاء على أراضي الإمبراطورية الرومانية الغربية وضمها لملكه ونجح في ذلك جزئيًا حيث أخذ إيطاليا وشمال أفريقيا (الذي استولى عليه المسلمون بعد ذلك) وأخذ أيضًا جزءًا من أسبانيا. 
وفي سنة 528م وفي وقت لم يكن قد مضى على تتويجه ملكًا إلا قليلا، أدرك أن القانون هو أفضل ما يقدمه لضمان قوته كملك وقوة بلاده أيضًا فالعدل أساس الملك وأمة بلا قانون هي إلى قطعان الماشية أقرب ولا تجمعها أي صلة مع الكيانات الآدمية، ولذلك لم يألُ "جستنيان" جهدًا في هذا الأمر وشكل فورًا لجنة لوضع القانون العام وأنجزت هذه اللجنة عملها سنة 529م ثم عادت فراجعت ما صنعته وأصبح القانون ساريًا منذ عام 534 م وتم إلغاء جميع القوانين المتبعة والمدونة قبل ذلك.. والسؤال الذي يرهقني وأرجو منكم الإجابة: لماذا لا نحترم القانون ولا نهتم بالثقافة القانونية، ولماذا لا نعالج أنفسنا من أمراض الجهل والتأخر؟ وإذا كان البعض لا يرى الجهل مرضًا فهذا في حد ذاته مرض خطير.. سلام. 
حاتم السروي 


حين تهتزّ الجملة الأولى تبدأ الفلسفة 
 لم يكن السؤال يومًا ابنَ عقلٍ مطمئن ، بل كان صرخةً صغيرة تولد في المسافة الضيقة بين نبضةٍ وحيرة ، وأجمل ما في هذه الصرخة أنها لا تطلب تفسيرًا للعالم ، بقدر ما تطلب تفسيرًا للروح التي تتوه داخل هذا العالم لذلك ، كلما جلس الإنسان ليفتح بابًا جديدًا للتفكير ، شعر أن الخطوة الأولى ترتجف ، وأن الكلمات حين تخرج للعلن تشبه غريبًا يطرق باب نفسه للمرة الأولى . 
ولهذا السبب بالذات تأتي هذه السلسلة الفلسفية لا لتقدّم أحكامًا نهائية ، ولا لتعيد تكرار معزوفات سبق أن عزفتها كتب المدارس بل لتعيد الإنسان إلى نقطةٍ كان يخاف الاقتراب منها : 
الدهشة الأولى تلك اللحظة التي يكتشف فيها أن الأشياء ليست كما تبدو ، وأن الحقيقة ليست قالبًا جاهزًا ، بل ورشة بناء مفتوحة على احتمالات لا تنتهي، الفلسفة هنا ليست معطفًا ثقيلًا من المصطلحات ، ولا مصعدًا يؤدي إلى الطوابق العليا من التجريد ، بل هي نبرة خفيفة تحاول أن تضع يدها على كتف القارئ وتهمس له : دعنا نبدأ من الداخل من ذلك المكان الذي يختبئ فيه صوت صغير يقول “ أنا لست متأكدًا لكني أريد أن أعرف ". 
سنمضي معًا في هذه السلسلة نحو أسئلة تتقاطع فيها العزلة مع الوعي ، والحرية مع الخوف ، والمعنى مع الفراغ ، سنحاول أن نفهم لماذا يتغير الإنسان حين يفهم نفسه ، ولماذا يشعر بالوحشة عندما يقترب أكثر من الحقيقة ، وكأن المعرفة بابٌ يفتح على ضوءٍ مؤلم أكثر منه مطمئنًا ، هذه ليست فلسفة بملامح كلاسيكية ، إنها محاولة للعودة إلى الجوهر، أن نفكر لأن الصمت وحده لم يتحمل كل ما نحمله . 
الصحفي حيدر فليح الشمري

الحب تاج للجبين 
أعشيرتي ذي فرحة في أرضنا 
طاب النسيم وغنت الأطيار 
جئتم إلى هذي الربوع فأنعشت 
كالقفر حين تزوره الأمطار 
الحقل بارك ربه في زرعه 
تربو سنابل عنده وثمار 
وتروي ضروعا حفلا بحليبها 
ناءت بحمل ضروعها الأبقار 
والزهر أقسم أن يكلل صدركم 
والحب تاج للجبين وغار 
والبرتقال كراته من عسجد 
جاءت به تتراقص الأشجار 
الكل معترف بحسن صنيعكم 
والعم يشكر فضلكم والجار 
والله أدعو أن يوفق سعيكم 
في أرضنا فأقبل أيا ستار 
سامي سرحان : عضو اتحاد كتاب مصر 

القسط الهندي 
 سنستعرض فيما يأتي فوائد شرب القسط الهندي العامة التي قد يتم الاستفادة منها عند شربه في أي وقتٍ كان، ومنه قبل النوم، حيث لا توجد أي دراسة أو معلومة طبية تُشير إلى أن هناك فوائد لشربه عند النوم فقط، فمن فوائده المساهمة في علاج الأمعاء المُصابة بالطفيليات.
 إن جذر القسط الهندي قد يعمل بجانب دواء بيرانتيل على تقليل عدد البويضات في براز الأطفال المصابة بهذه الطفيليات، وعلميًا يُعدّ تقليل عدد البويضات هو مقياس لمدى نجاح العلاج. 
المساهمة في علاج بعض أنواع الأمراض المعوية البكتيرية والطفيلية، ومن أبرز هذه الأمراض الآتي: 
الكوليرا: هو مرض يؤدي إلى الإسهال الحاد نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريا ضمة الكوليرا التي تنتقل إلى الجسم عبر الطعام أو الماء، حيث كان مرض الكوليرا قديمًا يؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من الأشخاص، لكن بفضل المطاعيم فإنه أصبح أقل انتشارًا وخطرًا، وقد وُجد أن لشرب القسط الهندي دوراً في مقاومة هذا المرض، لكن لا يوجد أدلة علمية موثوقة على هذه الفائدة للقسط الهندي. 
الزحار: هو عدوى لها نوعان مختلفان، أحدها ناتج عن الإصابة ببكتيريا، والنوع الآخر ينتج عن طفيلي وحيد الخلية يُسمى المُتَحَوِّلَة الحَالّة للنُسُج عدوى الزحار أيًا كان نوعها عادةً تُسبب التقلصات المؤلمة في الأمعاء والقيء وارتفاع درجة الحرارة بالإضافةً إلى العرض الأبرز وهو الإسهال المخلوط مع الدم أو المخاط، وهذا المرض قد وُجد أن القسط الهندي قد يُساهم في علاجه، لكنه لتأكيد هذه المعلومة يجب إجراء العديد من الدراسات. 
 فوائد شرب القسط الهندي الأخرى: تمثلت فوائد شرب القسط الهندي قبل النوم أو في أي وقت آخر في أنه قد يُساهم في تخفيف وعلاج كل من الآتي: اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة، مثل: الانتفاخ، والبواسير، مشكلات الدورة الشهرية، مرض السكري، مشكلات الكبد، مشكلات الكلى، ألم المفاصل، السعال، والأزمات التنفسية. 
أما كيفية تحصيل فوائد القسط الهندي، يتم تحصيل فوائد شرب القسط الهندي قبل النوم وفوائده بأي وقت آخر بتحضير المشروب بأحد الطرق الآتية : خلط بودرة القسط الهندي مع الماء وغالبًا، المقادير ونسب التخفيف ستكون متوافرة على غلاف بودرة القسط الهندي، خلط مقدار من القسط الهندي مع العصير أو العسل. 
علاء رياض 

التنظير 
هل بلوغ المرء الستين، يشفع له بالتنظير وتقديم النصائح على اعتبار أنه مر بتجارب، وعنده خبرات متراكمة من أثر العمر الطويل، أم أنه عاش في قوقعة منذ المهد ولم يتغير ولا يبدل فكره واستمر على نهج واحد لا يحيد عنه، ما يمنعه من النصح أو حتى تربية نشء، خاصة وأن النصائح بالعادة تكون موجهة في صورة إيجابية، منها صلة الرحم، الصدق، الرحمة، تحمل المسؤولية، مراعاة الأبناء، بر الوالدين، احترام الزوجة ونشر العطف والمحبة بين الناس. 
هذا هو مفهوم التنظير والتربية، ودستور المعايشة السليمة، المهم أن في وسط التنظير يمر المنظّر بعدة ظواهر، يتحدث بنبرة صوت الحكيم ويميل للوراء قليلا ويستخدم اليدين في التعبير عن الكلمات وكأنه مايسترو، في لحظات التنظير نسمع ضحكات الوالدين على كلامه فمنذ فترة طويلة لم يسأل عنهما، وتتساءل إحدى محارمه عن صلة الرحم ولم يعدها، وأبناء في دهشة لعدم تربيته إياهم، وزوجة مندهشة من جراءة نصيحته وهو مهملها، كل هذه التخبطات تعيدنا إلى الآية الكريمة في سورة البقرة" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" 
فعلا ما فرط الكتاب من شيء، إذا بلوغ المرء العمر المديد لا يشفع له أن يكون حكيماً، ولا يؤهله أن يصبح واعظاً، ولا يسمح له أن يدعي العلم والتنظير، فربما عاش عمره كله على نمط واحد لا يرى فيه سوى ما أراد، لذلك لا تبنى المعرفة بمرور الزمن، فربما أحد النشء لديه من الكياسة والفطنة والمعرفة ما تجعله يتحمل المسؤولية ويعرف مكانه الطبيعي متى وأين يتكلم. 
والأمر الأكثر وعياً هو علمنا أن منافذ المعرفة متعددة، من بينها التجارب والاحتكاك والقراءة والتعلم من أخطاء الآخرين، واكتساب المهارات التي تسهم في تطوير الذات، وتحمل المرء مسؤولية الحفاظ على الموروث الثقافي الخاص به، وبذلك يصبح عمر الستين علامة فارقة في حياة البشر، وبداية لتحول جديد أكثر حماسة وأعمق فكر وأفضل تصور لنقل الخبرات الإيجابية للأجيال بهدف استمرار التنمية وكتابة التاريخ وتدوين العلوم ليستفيد منها الداني والقاصي، فلو لم تكتب هذه التجارب ما عرفنا أي معلومة عن السلف ولا تمكنا من رصد تاريخهم ولا حضارتهم. 
معاذ الطيب 

موقف غيّر حياتها 
 من الممكن أن تتغير حياة شخص من موقف إنساني، في لقاء تليفزيوني لأحد الممثلين حكى قصة إنسانية من قلب الشارع، حيث يقول: بعد ما خرج من معهد الفنون المسرحية وأوقف (تاكسي) في شارع وجد السائق سيدة منقبة سألها باستغراب: "ما الذي دفعك أن تقودي تاكسي؟" ردّت عليه بهدوء: "لا أعرف أعمل غير كده، وزوجي مات وترك لي 6 أولاد.. وربنا يبارك له" استغرب وسألها: "يبارك لمن؟" قالت: "للنجم نور الشريف". 
تقول: إنها بعد وفاة زوجها بفترة، كانت تمشي في الشارع وتفاجأ بتجمهر من الناس، ولما اقتربت من الزحام وجدت فريقاً يصور مسلسلاً، والجمهور يقف ليشاهد الممثلين والتصوير، وكان نور الشريف هو البطل والكل يحاول أن يسلم عليه، وعندما فشلت في الاقتراب منه لأن الناس حاولت منعي بقوة الدفع والزحام، لمحها من بعيد وناداها بنفسه، ولمّا عرف قصتها، سألها تعرف تعمل إيه؟ قالت: عندي رخصة قيادة، من غير تفكير اشترى لها تاكسي، وأنهى كل أوراقه على حسابه، وأعطاها إياه كمصدر رزق لها ولأسرتها. 
مجرد موقف إنساني حدث خلف الكاميرات ولم يعرف عنه أحد، ولم يخرج الفنان لكسب الترند أو يدعي البطولة، فعل ما هداه إليه ضميره بدون التفكير في أنها سيدة محتالة أو متسولة أو أي شيء من الأشياء التي تعكر صفو الإنسانية، ساعد بدون إعلان ولا إعلام وحاول أن يغير من حياة إنسانة في أمس الحاجة للمساعدة. 
إنسان تحمل مسؤولية تجاه إنسانة فقيرة تبحث عن باب رزق تكفل به أيتاماً، مجرد مشروع بسيط أنقذها من الشارع وضياع مستقبل أطفال، عمل بسيط غيّر من مسار حياتها وبدل تفكيرها وأنقذها من التسول أو المضي في طريق محرم، عمل الخير سيبقى وسيكون سراجاً لصاحبه يوم تكون الظلمة هي المكان السائد. 
حمادة الجنايني

دور المدرسة والأسرة 
 لقد أصبحت المدرسة في بعض المجتمعات النامية، تتحمل أعباءً تفوق طاقتها، حيث لم تعد مسؤوليتنا مقتصرة على التعليم فقط، بل أصبحت تشمل كذلك ما يجب أن يُغرس أولًا في البيت: الاحترام، الانضباط، المسؤولية، القيم الأخلاقية. للأسف نواجه يوميًا حالات من العنف، اللامبالاة، قلة الاحترام، ادمان الهواتف، ضعف التركيز، والانفلات السلوكي لدى فئة من الطلاب، وهي ظواهر لا يمكن للمدرسة وحدها معالجتها، بل هي نتاج مباشر لغياب التتبع الأسري، وضعف الحوار داخل البيوت، وترك الأبناء دون توجيه أو محاسبة، بفضل انتشار وإدمان الأجهزة الرقمية. 
نحن لا نعمّم، فهناك دول متقدمة تسعى جاهدة لتقديم العلم، وتنشء جيل واع متقدم يعرف معنى المعرفة، وذلك من بناء الأسر، لذلك نجد أسر مشكورة ما زالت تقوم بدورها التربوي بوعي وجهد، ونجد أثر ذلك واضحًا في سلوك أبنائهم داخل المدرسة، على مستوى مدارس جميع الدول، فالتفاوت الأسري والاجتماعي يلعب دور كبير في التأثير على الأبناء، فالأسر المتماسكة بمفهوم القيم والمبادئ تقدم جيل بناء وواع ولديه القدرة على المساهمة في التنمية والتطوير الوطن 
وعلى أولياء الأمور أن يدركوا بأن المدرسة ليست مصلحًا اجتماعيًا، ولا بديلاً عن الأسرة، ولا تكمل دورهم، ولا يمكن أن ننجح في تعليم الطلبة دون دعم حقيقي وفعّال من الأسرة، لا بالكلام، بل بالمتابعة، والمراقبة، والتواصل المستمر مع الإدارة والمعلمين، حقيقي أن الحياة صعبة، وأن الانشغالات كثيرة، ولكن من لم يجد وقتًا لتربية أبنائه، فليستعد لدفع ثمن التقصير مضاعفًا في المستقبل، فلنتعاون جميعًا من أجل تربية أولادنا، وغرس القيم النبيلة والخيال الحميدة في نفوسهم 
الدور الذي يقع على الأسرة نسبته أعلى بكثير من دور المدرسة، فإذا كانت منظومة التعليم بين الطالب والمدرسة والأسرة، فهذا يعني أن لكل من أطراف المنظومة له دور كبير، حتى ولو كان الطالب هو الهدف، إلا أن الأسرة المحرك الأساسي والداعم الحقيقي بسلوكيات الطالب، فالوالدين وأفراد الأسرة الكبيرة، يشكلون المرآة الحقيقية لتكوين شخصية الأجيال، من خلال اظهار الحلال والحرام في مجال التعاملات التجارية البسيطة، والتعامل مع الجيران والبقالة، والتصرف بأمانة أمام الأبناء والالتزام بالأخلاقيات ومراعاة وجود رب يرى ويحاسب، ونشر ثقافة الصدق والمحبة والتعاون، ييسر الأمر على المدرسة في متابعة الأنشطة العلمية والمعرفية للطلاب، وبهذه الطريقة يكون مثلث المنظومة مكتمل وكل منهم يعرف دوره. 
خالد سالم

راحة الجسد 
 أجسادنا تحاول أن تحدثنا برسالة من خلال الإحساس، فتقول على سبيل المثال: اهدأ، ركز على نفسك، لأنك أرهقتني، فالقولون العصبي مثلا ليس مجرد ألم في البطن، لكنه إنذار من الجسد يقول: إن أعصابك ومشاعرك محتاجة لاهتمام، كل توتر، كل قلق، كل غضب مخبيّه داخلك يزيد من الألم ويجعل الوضع أصعب، ولراحتك النفسية أولوية، فلست بحاجة أهم من تهدئة دماغك وضبط أعصابك، لذلك حافظ على القولون ولا تجعل أي حد أو موقف يسرق هدوءك أو يزود توترك. 
علينا أن نتذكر كل لحظة غضب أو قلق بداخلك، كلها تدون في جسمك وتجعل القولون العصبي يشتكي أكتر، حيث أن التفكير المفرط في المشاكل والذكريات المؤلمة يستنزف طاقتك ويزيد الألم، فاجعل لنفسك مساحة توقف فيها وتحسّن راحتك النفسية، القي حمولك على ربنا، ما لا تحمل نفسك أكتر من طاقتها، وثق إنه مع كل هم انفراجه، والعلاقات والمواقف اللي تزيد توترك، اتركها تمشي، ركّز على من يقدرك ويهدّي أعصابك، لأن صحتك النفسية والجسدية أهم من أي حد شيء. 
أسامة البطة