محمد بن راشد يعتمد دورة الموازنة العامة لحكومة دبي للأعوام 2026-2028 بإجمالي نفقات 302.7 مليار درهم
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
الدعم الأسري
عندما يعتقد الشخص أن دعم الأهل المستمر له سيساعده على تجاوز محنته التي قد تعصف به، وتتركه جسداً واهناً لا يستطيع أخذ أي قرار مهم، لكن تقديم العون يسهم في تغلبه على الصعوبات وتجاوز رؤية المجتمع، ولعل ما قدمه أحد الفنانين المصريين في حياته الشخصية، نموذج يبرهن على هذا الدعم، لدعم الأهل في تحقيق الدرجات النهائية أو منح المال لدخول كلية قمة يعتبر من المعجزات، ولكن الدعم غالبا ما يكون في المواقف الصعبة التي تتطلب من الأهل تحمل العواقب وصد أي اتهام يوجه لأحد أفراد الأسرة.
فهذا الفنان تحدى تقاليد المجتمع ودعم ابنه الذي قرر أن يعيش حياته الحقيقية، حيث اكشف أن ابنه الذي كان يعيش كفتاة، قرر أن يتحول لجنسه الحقيقي ويعيش كرجل، هذه الحالة ليست سهلة على الابن، الذي واجه صراعا داخليا طويلاً حتى عمر 18 سنة، وشعر أنه يعيش في جسد ليس جسده، وصارت رغبة البنت أن تخلع عباءة الأنثى لترتدي عباءة الذكورة، وبين الفنان في تصريح له، أن الأسرة من يوم ولادته لديهم إحساس إنه ولد، وهذا ما دفع الأسرة لتقدم الدعم القوي، وتقف معه أمام كل التحديات الاجتماعية والقانونية.
تم الدعم بعد أن شاركوا الشخص أصعب اللحظات التي مر بها، والتى جعلت حياته شبه مستحيلة ومن أصعب المواقف تغيير أوراقه الرسمية لأن القانون لا يعترف إلا بالأنثى أو الذكر، لكن دعم والده كان نقطة التحول التي أعادت له الثقة بنفسه وبدأ يعيش حياته بحرية، ويتلاشى التنمر والهمز واللمز.
قد يواجه هذا الدعم جدلا كبيرا في المجتمع وبين بعض الأهل، لكن هناك أشخاص أشادوا بالشجاعة والدعم الأسري وبين آخرين انتقدوا القرار لكن بلا شك فتح الباب للنقاش عن حقوق الإنسان وحرية اختيار الهوية وأثبت أن الحب والدعم العائلي أقوى من أي صدمة مجتمعية، خاصة وأن التدخل الطبي أثبت أن التشريح الجسدي في تكوينه يميل للذكر أكثر، وما دام المتخصصون من أهل العلم ذهب رأيهم لوجوب التصحيح فلا غبار عليه. فالدعم الأسري مهم في تلك الأمور الصعبة ويحتاج للوقوف مع أفراد الأسرة، فكثرت في هذه الأونة الإشاعات التي قد تودي بمصير الفتيات والسيدات بسبب تلفيق التهم المتعلقة بالشرف، وما تتدخل فيها التقنيات الحديثة، فهذه الموضوعات تتطلب من الأهل الدعم الكبير والقوي لإثبات الحق والدفاع عن أفراد الأسرة، والدعم لا يقوم على اللوم والسخرية وإنما يكون الهدف منه الدفاع عن الشخص وتفعيل ثقته في نفسه والوقوف معهم ضد كل الصعاب، والأمثلة كثيرة ومتعددة للدعم والمساعدة.
علاء رياض
نهر الحب
كلنا شاهد فيلم (نهر الحب)، ولمن لم يعرف قصته فهي تعد من القصص التي تتناول الخيانة الزوجية ككل القصص تقريبا، قصة نهر الحب تحكي عن (نوال) فاتن حمامة الشابة الجميلة التي اضطرت إلى الاقتران بزوج يكبرها بأكثر من ٢٠ عاماً لكي تنقذ أخاها ( عمر الحريري) من السجن بعد تلاعبه في مصالح طاهر باشا (زكي رستم) من هنا تحاول نوال على مدار السنين أن تقترب من طاهر وتوصلت لاتفاق ما بينهم خصوصاً أن ما بينهم ابن ( هاني) وجدي العربي وهو صغيرها، ولكن دائماً وأبدا تصطدم ببرود وجفاء من طاهر باشا وفي خضم ذلك تقابل (خالد) عمر الشريف الفارس في مدرسة الفرسان والتي تحلم به أي فتاة في سن نوال وتقع في حبه.
ولكن مرة أخرى تحاول نوال التقرب لطاهر باشا ومع ذلك قابلت نفس الجفاء المعهود عنه ومن أجل ذلك تقرر الطلاق منه ولكن بعد الانتخابات وفي هذه الفترة نوال ترافق خالد في رحلة علاجية بعد سقوطه من فوق الحصان وفي تلك الأثناء يستأجر طاهر باشا أحد المصورين المحترفين لتتبع نوال والتقاط صور مثيرة لنوال وخالد وفعلاً يحدث بينها وبين زوجها شجار يسفر عن اختيارها لعشيقها، ويبدأ طاهر باشا في ابتزاز نوال ويخبرها أنه لن يتركها تنعم مع رجل آخر وحتى ابنها ستحرم منه.
ومع الأحداث يأتي مشهد نعتبره سقطة كبرى للقيم، عندما اجتمع طاهر مع نوار وأخيها للوصول لحل، ومع إصرار طاهر على الرفض، قال الأخ لأخته إنه سعيد بعلاقتها مع عشيقها وسوف يدعمها للزواج منه، وابتز الزوج بأنه سيفضحه بصور زوجته مع عشيقها ما يؤثر على الانتخابات، وتمر الأحداث بعد أن ينصاع طاهر لرغبات نوال وأخيها، بمرور الوقت يموت خالد في الحرب لتعود نوال نادمة إلى بيتها ولتضم ابنها لحضنها بعد أن تركته لمصيره انتصارا لقلبها وعشقها لرجل غير زوجها، ليخبرها طاهر بأنها عاصية ولا تستحق لقب أم.
الغريب أن القائمين على صناعة الفيلم أوهموا الجمهور أن حب نوال لخالد حب طاهر وشريف، وصور الزوج على أنه متجبر ومتسلط ولا يستحق الحياة، حتى اختيار فريق العمل جاء ليدافع عن وجهة النظر، فالزوج زكي رستم الذي علق بأذهان الجمهور على أنه شرير، وعمر الحريري الشاب الطيب المثالي، وفاتن حمامة الفتاة الملتزمة في أفلامها الشريفة العفيفة، وعمر الشريف بصوته الهادئ وصورته الإيجابية وتعاطف الجمهور معه ومع أم تركت ابنها وبيتها بحثا عن عشيق يعوضها عن قسوة الزوج، هذه النوعية من الأفلام لا يجب أن تروج بهذه الصورة، فللأسف هدمت الأسرة وفتحت بابا لتغيير المسميات بأسماء أخرى.
معاذ الطيب : مخرج
البود كاست
تنتشر هذه الأيام برامج البود كاست بشكل كبير، ولم تعد مقتصرة على التكتوكرز أو محترفي صناعة المحتوى، لكن أصبحنا نرى العديد من المشاهير خصوصاً مقدمي البرامج وبعض المخرجين يتنافسون على تقديم محتوى على البود كاست وكأنه إعلام الساعة، وفي الحقيقة أن هذا الإعلام يلاقي استحسان المتابعين والمشاهدين.
وفي مشهد عبقري من مسلسل يبث حاليا على الفضائيات، عندما تستضيف البطل والبطلة ليتحدثا عن الكارثة الطبيعية التي حلت عليهما بسبب إنجابهما سبعة توائم، وللأسف كان المشهد يجسد الأجندة التي تتبعها برامج التوك شو، وهذا اتضح عندما بدأ البطل يتحدث بصدق عن المعاناة الاقتصادية التى حلت عليه فجأة، والمشروع والمدهش أن المذيعة في كلام مغاير تماماً، تأمره أن يقول ما تمليه عليه وعلى البطلة من كلام وإجابات لا تمت له بصلة، رضخ لرأيها بعد محاولات مضنية أن تعدل عن أسلوبها وأسئلتها، وتلبي له رغبته بعرض حالته لكي يجد من يساعده، لكن لم تبالي وضغطت عليه أن يقول ما يُملى عليه فقط، بمقابل أن بعد التسجيل ستساعده.
وضحت له أن البرنامج مبهج ونحتاج الترند، وما ستحكيه عن نفسك لا يخص المشاهد ولا يهتم به، وبالفعل أمر المخرج الحضور داخل الاستوديو بالتصفيق، وبدأ البطل يقول ما يملى عليه حرفيا، حتى أن قرار استبعاد مذيعتين عن المشهد الإعلامي والظهور التليفزيوني لمدة ثلاثة شهور لم يفرق مع الجمهور لأن المحتوى عادي بل أقل من عادي، في حين ظهر الدكتور مجدي يعقوب واللاعب العالمي محمد صلاح في برنامج بودكاست بسيط جدا صارت له مشاهدات عالية كان اللقاء بين شخصين كل منهما يجيب على سؤال من الآخر، ماذا يمثل لهما النجاح، وغيرها من الأسئلة الحيوية التى جذبت الجمهور وقربت وجهات النظر ومنحت الشباب فرصة للتعلم والتقاط الخبرات من هؤلاء المتميزين، لذلك على الجمهور أن يحدد المنتج الذي يشاهده، ويجبر صناع المحتوى على التجديد ونبذ السلبيات والتمسك بالإيجابية في جميع أنحاء الحياة.
حمادة الجنايني
ابو العريف
الشخص الناجح دائما هو الشخص الذي يستشير، نعم إنه الشخص الطبيعي ويعلم أنه لا يعرف كل شيء، وأن هناك من هم أكثر منه علما في أمور معروضه عليه .. لذلك ضربت به العديد من الأمثلة منها المثل الذي يقول (ما خاب من استشار)، والله عز وجل يقول: (أمرهم شورى بينهم)، فمن الواجب أن تستشير.
من يعرف لو كنت لا تعلم، فإذا تعرضت لمرض اذهب لطبيب، وإن كنت شغوفا بالسيارات استشر أحداً من أبناء المهنة، ولا تكن مدعيا بالعلم، فتكون من يطلق عليهم أبو العريف، وهو من يدعي علمه بكل شيء من الإبرة إلى الصاروخ.. فاذا سألك رئيسك في العمل لا تدهش فهذا سلوك العقلاء ولو كانوا في أعلى المناصب والسؤال ليس محرماَ وليس هناك من يحتكر الحقيقة فابحث عنها عند أصحابها ولا تخجل من سؤال من هم أصغر منك سناً طالما لديهم العلم الذي تحتاجه وأعلم أن رؤيتك ليست بالضرورة هي الأصوب فقد تكون هناك رؤيه أخرى هي الأصوب وإذا كنت تخاف أن يتهمك أحد بالجهل ابعد واختف، فهذا أفضل لك وأفضل لنا ولا تكن أبو العريف.
سامي سرحان: عضو اتحاد كتاب مصر
قصيدة نثرية
قتلا قتلا
من رفسة أتان في ضحى المدقات الساخنة لطعنة الغدر في قيلولة الأيام
كانت القرى تكنس الثرى وتعجن التراب بالدم في عصر يوم هزه انفلاق الأرض أسفل قدم أبي وهو يلوح بعصاه في وجوه قراء الآيات
كنساً كنسا
الصبية يصنعون المحاريث والبنادق ويشدون سياجا حول الأرض التي تتمايل مع صوت أبي وهو يتلو قصص الماضي السحيق
صنعاً صنعا
والفلاحات يشكلن من الطين جنودا مدججين كاظمين
يحيكن لهم سترات من نار وخوذات كأقبية أفران حرق
شكلاً شكلا
وكان أبي يزرع السحب في الحقل وهو يتلو أوراد الصباح ربما تحجب البراكين التي نمت على صدور الرجال في غفوة من الزمن
أو تملأ أرحام النساء بالماء فينتفخن كغيوم يفتتها الهواء
زرعاً زرعا
من نطحة الثور في المدار الساكن لطلقة الثأر في الليل القتيل
كان أبي يتلو أيات الحرب وهو ينثر حبوب الكتان على رؤوس عيال الكُتاب فتتمايل عيدان القصب مع ابتهالات الفجر ومع تلاوة العيال الصادحة
نثراً نثرا
فينمو العشب حول أبي و على جلود المصاحف وبين أحبار ألواح الماضي المكتوب
وكان الأطفال يحشون ظل الأشجار و ظل العابرين وهم يُسمِعون أبي الماضي السحيق
حشاً حشا
وكانت القرى تلم ظلال القوافل العابرة وتدق الخيمات على ناصية الأرض
لماً لما
وكانت بيوت القرية تبلع خائنيها في قيلولة نائمة أو في ليل قتيل
محمد عكاشة : كاتب
حين يصمت العالم… ويتكلم الداخل
لا يبدأ التفكير حين نفتح كتابًا ، ولا حين نصغي لمحاضرة طويلة ، بل حين ينسحب العالم من حولنا فجأة ، كأن الضجيج خاف أن يكشف سرَّه الأخير ، في تلك اللحظة ، لحظة الصمت التي لا تُخطَّط ، يشعر الإنسان بأن عقله يبدأ بقول ما لم يجرؤ على قوله وهو محاط بالآخرين ، كأن الداخل ينتظر هذه المساحة الخالية ليعلن حضوره ، ويطرح أول سؤال يخصّه وحده :
إلى أين أذهب بكل هذا الذي فيّ ؟
إن أعظم ما في الفلسفة أنها لا تعطي الإنسان طريقًا جاهزًا ، بل تمنحه " مرآة " ، مرآة لا تعكس وجهه فقط ، بل تعكس تلك الطبقات المطمورة التي عاش سنين يحاول تجاهلها ، وحين ينظر جيدًا ، يدرك أن حياته ليست مجرد أحداث متتابعة ، بل سلسلة من المعاني التي لم يستطع تفسيرها بعد .
هنا يبدأ التحوّل، فالفلسفة ليست ساحةً للمجادلة ، ولا حلبةً للأفكار المتصارعة إنها " محاولة لترويض الفوضى الداخلية ، الفوضى التي تجعل الإنسان يخاف من الحقيقة حين تكون قريبة ، ويشتاق إليها حين تغيب ، فما معنى أن يعرف الإنسان كل شيء عن العالم ، ولا يعرف شيئًا عن نفسه ؟
وما قيمة أن يربح النقاش مع الآخرين ، وهو يخسر الصمت مع ذاته ؟
ستأخذنا هذه السلسلة "عبر حلقاتها القادمة " إلى مفهوم الزمن كما يشعر به القلب ، إلى الخوف كمعلم ، إلى الحرية كاختبار ، وإلى المعنى كنداء لا يتوقف ، لكن قبل كل ذلك ، يجب أن يتعرّف الإنسان على مساحةٍ داخل نفسه… تلك التي لا تُفتح إلا بالصمت، ولا يكشف الصمت أسرار العالم ، لكنه يكشف سرّ الإنسان حين يقف وجهًا لوجه أمام روحه دون قناع .
الصحفي حيدر فليح الشمري
نفسية الطلاب خلال فترة الامتحانات
فترة الامتحانات من أكثر الفترات حساسية في حياة الطلاب لذلك ترتفع فيها مستويات القلق والتوتر نتيجة الضغط الدراسي وتوقعات الأسرة والمجتمع ويشير اختصاصيون تربويون إلى أن الطالب يربط في كثير من الأحيان بين نتيجة الامتحان وقيمته الذاتية ما يجعل التجربة أكثر تعقيدًا من مجرد اختبار للمعرفة ومع اقتراب موعد الامتحان تظهر على الكثير من الطلاب علامات تعب نفسي مثل صعوبة التركيز واضطرابات النوم وفقدان الشهية وألم بالمعدة وغثيان وهي مؤشرات طبيعية لكنها قد تتحول إلى عائق حقيقي عند غياب الدعم المناسب.
ويلعب دور الأسرة دورًا محوريًا في تشكيل توازن الطالب النفسي خلال هذه الفترة فالكلمات المشجعة توفير بيئة هادئة وتخفيف الضغط أساليب تساعد على استقرار الطالب وتحسين أدائه وفي المقابل تشكل المبالغة في التوقعات أو المقارنة المستمرة مصدراً إضافيًا للتوتر كما تحظى المدرسة بدور لا يقل أهمية حيث يساهم المعلمون والإرشاد النفسي في طمأنة الطلاب وتقديم مراجعات منظمة تعزز ثقتهم بأنفسهم بعيدًا عن أساليب التخويف التقليدية التي تزيد من الشعور بالرهبة.
ورغم أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسياً من عملية التعلم فإن استخدامها غير المنظم في هذه الفترة قد يشتت تركيز الطلاب ويزيد من الضغط النفسي لذلك ينصح خبراء التعليم بضرورة تنظيم الوقت الحصول على فترات راحة كافية النوم الجيد واتباع طرق فعالة للمذاكرة تعتمد على الفهم وليس الحفظ وتبقى الرسالة الأهم أن الامتحان مرحلة عابرة وأن نجاح الطالب الحقيقي يقاس بإصراره وثقته بنفسه و قدرته على فهم المعلومة ومعرفة مهاراته الحقيقية و ليس بمجرد رقم على ورقة.
إن الاعتناء بنفسية الطلاب خلال فترة الامتحانات ليس رفاهية و لكنها ضرورة أساسية لضمان نجاح العملية التعليمية بأكملها فحين يواجه الطالب امتحاناته بهدوء وثقة يصبح أكثر قدرة على التفكير المنطقي و التحليل واستدعاء المعلومات، كما أن نتيجة أبنائنا ليست مقياسًا لقيمتهم و لكنها تعتبر خطوة في طريق طويل يصنع بمجهوداتهم وثقتهم بأنفسهم.
د. إيمان فؤاد