مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com



درس في الوطنية
كنتُ أقول لطلابي: إن احتفال أبناء الإمارات بيوم بلادهم الوطنيّ لا يشبه أيّ احتفال وطنيّ في أيّ بلاد أخرى، فالاحتفالات التي تصدرُ عن مناسبة سياسية تتشابه في العالم، إذ تأخذ طابعاً رسمياً وإعلامياً، وقد تتخللها فعاليات شعبية محدودة هنا وهناك، أما أبناء الإمارات فتربطهم بالمناسبة علاقةٌ أخرى تماماً؛ فهم ينظرون إلى يومهم الوطني الرسميّ المجيد هذا نظرتهم إلى أيامهم الشخصية البهيجة ذاتها، وهم إذ يحتفلون بالذكرى التاسعة والأربعين لميلاد بلادهم، فإنما ينيرون الشمعة التاسعة والأربعين لميلاد كلّ فرد منهم! حاكماً كان أو غير حاكم، كبروا بكل هذه السنين، أطفالاً وفتية وفتيات وشابات وشباناً ورجالاً ونساء من كلّ الأعمار والأقاليم والفئات.
ولأن الحال كذلك فعلاً، فتجد الشوارع متألقة على نحو غير عادي، والمدارس والمصانع والمؤسسات الرسمية والخاصة والمحال التجارية والمباني والفيلات والبيوت الواسعة والشقق الصغرى وسيارات الأفراد، تراها جميعاً وقد ارتفع في ذُراها علمُ الإمارات عزيزاً خفاقاً، تقرأ في المشهد الحافل بآلاف الصور لفعاليات البهجة وتعبيرات الاحتفال الآمالَ العريضةَ التي تراودهم بغد أجمل وأمان نبيل متّصل وازدهار أثرى وأخصب، وتقرأ في الجمهرة الرائعة، والتلاحم غير المسبوق وغير القابل للنسخ والتقليد، وفي التعبير الجماعي الفريد هذا حبَّهم الغامرَ لبلادهم واعتزازَهم بمُنجزاتها وأحلامها ودرجة مواكبتها للعصر وللعالم، إنه احتفالٌ بشريٌّ واسع، احتفالٌ وطنيٌّ حقيقي، وطنيٌّ إلى درجة التتلمذ في جامعته ومعهده، وحقيقيٌّ إلى درجة تهجّي الوطنية الحقيقية الأصيلة في كُتّابه ومدرسته.
خالد حاج بكري



معانى العشق
 *للعشق وجوه متعددة الملامح ، كثيرة المعاني تنبثق من المشاعر الروحانية تستنهض أرواحا و تلامس قلوبا انتظرت و تنتظر مع مرور الوقت من يبادلها شعورا و أحاسيس جميلة لتصلح حركة تدفق حقلها المغناطيسي المحيط بذاتها فتتوازن بذلك هالتها و تتناغم ، فتهتم بزرع قيم الحب في قلوب و عقول المحبين.
 إن العشق هو درجة من درجات السلام الداخلي و السعادة الذاتية يسعد به الشخص مع نفسه و محبوبه ويسعد من حوله و هو مقام الاتزان عند الحكماء حيث تستوي فيه عنده الاشياء و تتحلل الرغبات و ترقى المبادئ و تسمو السلوك  ويعود هذا السلوك ليرتاح القلب و تصفو البصيرة و تشمخ الروح.
للعشق طاقة كامنة تشحن النفوس، جرعة معنويات وأمانٍ و آمال يقطف بها العاشق نفحات السعادة و يعمل جاهدا يحفظ به ذلك العشق ، و يبدأ مشوارا من المغامرة النفسية و التدرج في مدارج الحكماء باكتساب خبرات هذه الحياة  ويرتشف من نسائمها رغم مزازة بعض اللحظات إلا أنها ليست مارة و تظهر تجليات الدعوة المستجابه المختفيه بين ملامحها بين ثنايا الفرح والحزن والرغبة والخوف.
 للعشق قوة جلية تظهر في تقديم العطاء والتسامح و التغافل في كل وقت ولأي شخص مهما كان وبغض النظر عن حيثياته و اعتبارا لمواقف حدثت سابقا بينه و بين المحب ، و للعشق حلاوة يغيب معها الكدر و الضنك و تتسامى فيه النفوس و لا تفتر في إسداء الخير و العمل الصالح الذي تراه ضرورة ، بل يستمر العاشق في نشر طاقة السعادة و الدعم المعنوي لمن حوله و يداوي جروح أرواح تحتاج إليه.
للعشق نورانية تتعامل مع أرواح ترغب في السمو وتبذل نفوسا كادت أن تصير حجارة ، فتخترق هذه النورانية كل قلب محب ، فتتربع عليه مع بصمة خاصة كلما مر طيفها على عقل قلبه ، فيتذكر المحبوب عشق المحب و كلما تذكره ذكره و كلما ذكره دعا له بينه وبين ربه استمر ، تلك النورانية التي تعطي دافعا في تقديم ما تراه جميلا ،  فتمسح دمعة الحزين و تربث على رأس اليتيم ، فيتذوق المحب و المحبوب معاني الجمال و الجلال و ترقى في عالم الجود و الوجود.
د. محمد طاوسي



عالم الكتابة
الكاتب الحقيقي من يجيد التعبير والوضوح ويطرح الافكار بكل صورها وتفاصيلها ويسترسل ليخرج كل مشاعره على الورق ويحول الفكرة والسطور والكلمات الى مقطوعة موسيقية منبعثة من جمال روحه وليست حسب قواعد مدروسة فهو يضرب بعرض الحايط كل القوانين والدراسات لتسبق أحاسيسه القلم في سرد ما يمتلكه من افكار ليعرضها في صورة معبرة يصيغها قلمه لتصل الى القاري في سهولة ويسر الكاتب ليس له وقت محدد للكتابة وهو دايما تطارده الافكار والتفاصيل اينما ذهب.
فربما وهو جالس داخل مقهى يحتسي قهوة الصباح تلفت انتباهه صوره طفلة تلعب بضفايرها وروية فرحتها العارمة وبريق اعينها حين تقدم لها الحلوي المفضلة لديها.
ومن الممكن  ان يثير فضوله روية رجل عجوز وهو يجلس يتصفح الصحيفة اليومية وامامه زوجته وقد اختارت زاوية ناعمة مفضلة امامها لترسم لوحة بيديها بالوان الباستيل .
لا يوجد كاتب اصبح مشهورا بين ليلة وضحاها فكل كاتب بدا صغيرا بافكار ربما لم تكن جيده نوعا ما ولكن مع الوقت وممارسة الكتابة المستمرة اتقنها ووصل الى قمة الابداع ، الكتابة موهبة رايعة لن يتقنها الا من كان عنده الشغف الحقيقي ولكن الموهبة وحدها لا تكفي فلابد من صقلها وقراءة العديد من الكتب لكبار الكتاب وكيف بداوا حياتهم في الكتابة وكيف تاثروا بها حتي وصلوا مرحلة الثراء الإبداعي.
سأل احدهم ( ليو  تولستوي ) ذات مرة : ( كيف يستطيع احدهم ان يكتب بشكل جيد )؟
فقدم له الكاتب نصيحتين أولا على الكاتب ان لا يكتب مطلقا عّن موضوع غير شائق بالنسبة له شخصيا، وثانيا اذا اراد الكاتب ان يكتب عملا إبداعيا ما ولكن كان بوسعه ألا يكتبه فمن الممكن ان يتخلى عّن فكرته.
نهلة خرستوفيدس /كاتبة



حكايات إماراتية - الدكة
 الدكة أو الدجة ارتبطت بقيمة كبيرة في جميع مجالات الحياة التقليدية بالمجتمع الخليجي، فالدكة لها جذور تاريخية ترجع إلى مئات السنين من تاريخ الجزيرة العربية، فقد استخدم العرب مصطلحًا يرمز إلى مفهوم الدكة الحالي وبالتحديد في الإحساء، وهو مصطلح "الدشّه" والتي تعتبر امتدادًا لبعض "الدهاليز" في المجالس، وفي كثير من مناطق الخليج تستخدم الدكة للجلوس وعليها يناقش كبار رجال القبيلة القضايا ذات العلاقة بالأفراد وشؤون القضايا العامة، فالدكة تعتبر أحد العناصر المعمارية العربية الإسلامية.
استمر استخدام الدكة في البيئات الساحلية والريفية والجبلية، وكان صاحب المنزل هو المسئول المباشر عن دكّته ويقوم بتقديم الشاي والقهوة لزائريه، وتقتصر معظم نشاطات الدكة على المناقشة والحوار وكذلك القيام بمشاهدة السفن القادمة من رحلتي السفر والغوص بالإضافة إلى ممارسة بعض الألعاب القديمة مثل "الصبّة" و "المصيدة"، وجلسات السمر بعد الغروب سواء بالحديث أو بالاستماع للراديو.
وازدادت أهمية الدكة في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، حيث كانت مركزًا للقيادة السياسية وزعماء القبائل، يتناقشون في العديد من الموضوعات المهمة التي تتعلق بمصلحة المنطقة مثل قضايا التجارة الغير مشروعة وتجارة المواد الغذائية والأقمشة واللؤلؤ وظواهر التطبيب والتعليم كما كانت تستخدم أحيانًا للراحة والاستجمام وبخاصة بعد غروب الشمس.
وبعد استقرار الأوضاع في المجتمع الخليجي بخاصة عندما أعلنت بريطانيا انسحابها من الخليج في العام في النصف الثاني من القرن الماضي، قامت بعض الفئات من التجار بإقامة دككهم الخاصة لمناقشة القضايا المتعلقة بالتجارة والاقتصاد بين المنطقة الخليجية والهند وفارس والعراق، وازدادت القيمة المادية للدكة وكثرت اللقاءات نتيجة تحول النظام السياسي من النظام القبلي إلى نظام الدولة، وبشكل خاص في دولة الإمارات لم يعد دور الدكة بعد ذلك محصورًا في أفراد أو قطاعات معينة تناقش القضايا المتعلقة بمصالحها فقط بل تعدى ذلك إلى ظهور وظائف جديدة لها تتفق مع الواقع الجديد.
 كانت الدكة عبارة عن فضاء تراثي عبّر عنه ما أخذته ذاكرة كبار السن بمهارة عن حياة الآباء والأجداد التي تزخر بالصور الشعبية والفلكلورية التي تدل على أنشطة الحياة في الحل والترحال من أغاني ورقصات وأشعار وزواج وطلاق وتعليم وغيرها لا سيما وأن حياة البحر في تلك الحقبة تختلف عن الحياة البحرية الحالية التي كسرت قاعدة العمل التقليدي الذي كان يسمح لجميع الطواويش بالإبحار والغوص بالسفن الشراعية التي لم تكن تخلو من الدكة في موقع عليه مظلة.
 وفي دولة الإمارات حاليًا الكثير من الدكك تقوم بأدوار ووظائف مختلفة تمثل جميع قطاعات المجتمع الإماراتي المعاصر، وعلى الرغم من اقتلاع المباني والبيوت القديمة سواء في الأحياء الشعبية أو الأماكن العامة إلا أن البعض قام ببناء دكك بعضها على شكل كراسي من الإسمنت أو الحديد أو الخشب وأهم ما يميزها هى المساحة المحدودة التي أقيمت عليها.
يمكن تصنيف الدكّك إلى أنواع عدة وهي، الدكك الثقافية ويقوم أصحابها بدعوة بعض أساتذة الجامعة والمفكرين الذين يتمتعون بخبرة ميدانية في التدريس وشؤون الثقافة والفكر في الخليج، كما تمد هذه الدكك جسور العلاقة بين جيل الشباب وجيل الكبار لكسر الحاجز النفسي قبل الانخراط في الاجتماعات العامة، الدكك الترفيهية ويقوم روادها بمشاهدة التليفزيون ومتابعة الأخبار الرياضية والأمور الهامشية مثل أسعار البضائع والموضوعات المتعلقة بقروض البنوك والتقاعد والتدريس.
الدكك الاقتصادية ويناقض روداها القضايا الاقتصادية وعادة ما يكونوا من الطبقة الاجتماعية العليا المعروفة في المجتمع، ولأصحاب هذه الدكك تأثير كبير على كثير من النشاطات الاقتصادية الموزعة في الدولة سواء أكان قطاع البناء أم الأسهم والعقارات أو الصناعات المختلفة.
مازن تميم /كاتب صحفي



بين الثقافات
فتحت الإمارات ذراعيها لكل الأوطان، وأصبح العالم في قرية واحدة كلها أمن وأمان، القرية الاماراتية، والمنطقة التراثية، وجناح الصناعة في قلب واجهة عملاقة  تفوح منها رائحة الصندل و خلطات البخور و اللبان، و أنواع التمور والعطور الملكية، بالقرية السعودية جيران،  للمغرب بلد القفطان ودم الغزال و زيت الأركان، والفواكه المجففة و السجاد الفاخر في ايران ومن أم الدنيا جاء الجناح المصري بحضارة منقوشة على الجدران، تأخذك في رحلة إلى الزمن الجميل مطلة على افريقيا المرصعة بتماثيل العاج والودع والعقيق والمرجان، وتتدفق من اليمن انهار العسل الحر و الحجر الكريم و خيوط الزعفران، ومراوح هفهافة من شرق اسيا توزع ظلها على الصين والتايلاند واليابان ودفء الفراء الاصلي من افغانستان والبوسنة والبلقان وزخارف جذابة و جودة الحرير ومهد الحضارات القديمة بالهند وباكستان، والاردن المليحة بفساتين الاحلام، وفلسطين المطرزة بالألوان وسحر الشام يدخلك لباب الحارة ونبض الدبكة في سوريا ولبنان، وبشهقة العباءات المنسدلة و رائحة الطيب والمسك واريج العود الكويت وبجمال البحرين ولهان، ورقي العطور الباريسية و القبعات الكلاسيكية والإكسسوار الانيقة بأوروبا والامريكيتان، والورود المتفتحة التي ازهرت على حقائب و مناديل شقراوات روسيا الحسان،  ومن الجناح التركي ترفرف حضارة الازمان واجهات وبوابات عملاقة البنيان تخبرك انه مر من هنا فنان، وفي الارجاء عازفات فنزويلا حاضنات الكمان سمفونيات وموسيقى على ايقاع خرير المياه بنافورة راقصة تنسيك الاحزان، وفي رحاب الفضاء بائعو قصب السكر و التمر الهندي والرمان، والمسرح الكبير صندوق من حلي يهديك في كل لحظة رقصات وعروض ساحرة وفرق فلكلورية تخاطب كل زائر بلوحة من لوحات وطنه، و أضواء ملونة ودخان.
في كل ركن مطاعم تخفي وراء اكلاتها اللذيذة ثقافة تميزها عن باقي البلدان، والعاب واقنعة و وشهب اصطناعية تملاء النفوس بالبهجة تنفجر في السماء براكين فرحة و شظايا نيران، تتعدد ملامح الاشخاص لتعدد جنسياتهم في مساحة يستوعب محيطها العالم بأسره.
اسماء العروسي



المتعة والمزواج
تحدثت فى المقال السابق عن الرجل المزواج، دارت النقاشات حول هذا الموضوع وكان هناك اختلاف في الأراء ولكن أمور الاختلاف واردة وقد نصل لحلول مهما طال النقاش، لكن من بداية الأمر وأنا ضد الرجل المزواج وأفكاره، وأعتبره مريض نفسيًا، إلا أن يكون في زواجه مبرر على سبيل المثال سفره إلى الخارج ويريد أن يعف نفسه إلى آخره من المبررات الشرعية، حيثُ أنَّ الزواج ميثاق غليظ وهذا لعظمته وقوته وامتزاج بين طرفين وهو العهد الذي أُخذ للزوجة على زوجها، وإن تم دون مقاصده الشرعية فلا يجوز.
ومن مقاصد الزواج، الاستمرار والانجاب وتعمير الأرض، أما الزواج بنية الطلاق يفتقد الاستمرارية، وهذا غير أنه قام بغش الزوجة، وهذا فى حد ذاته إبطان في النفس الذى لو علمته الزوجة ما أقدمت على الزواج منه، وإن أقدمت عليه بتحديد مدة الزواج أصبح زواج متعة، وهذا حال المزواج كما قلت سابقا، فكان هناك من الأراء سؤال: هل تعلم نيته؟ وكان هناك أيضًا رأي جاء في رسالة خاصة، قائلا: فيما معناها، أنَّ النبى صلى الله عليه وسلم تزوج من النساء كثيرًا.
نعلمُ جيدًا أنَّ النية محلها القلب والإخلاص في النية هو أمر بين العبد وربه، لا يتدخل فيه حتى الملائكة حيثُ أنَّ الملائكة لا تكتب إلا الظاهر، فكل نية يجب أن يتبعها أهداف وإلا تبقى أُمنية، ولا يمكن اعتبار الرغبات نية، ومن رأى الشخصي، أنه إذا تكرر الأمر ظهرت نية فاعله ونية المزواج واضحة.
أما أمر الرسالة بأنَّ النبى صلى الله عليه وسلم تزوج من عدة نساء، يحتاج إلى شرح طويل ولابد أن يكون على لسان أهل الذكر، ولكني فى مختصرٍ بسيط أوجه رسالة أن هناك أموراً وخصائص اختص الله سبحانه وتعالى بها النبى صلى الله عليه وسلم لايجوز لأحد من المسلمين أن يقتدي بها.
أما الأثرياء في السابق كان تعدد نسائهم أمر دنيوي وأنهم لا يتزوجون إلا بالأبكار، أما النبى صلى الله عليه وسلم كان أول زواجه بامرأة ثيب وهي السيدة خديجة رضي الله عنها التى تكبره بخمسة عشر عاماً واستمر معها حتى تجاوز الخمسين، ولم يتزوج بكراً إلا السيدة عائشة رضي الله عنها، فهل من المعقول أن يشبهونه بمن لا يتزوجون إلا أبكاراً، فلا يجوز لنا نحن المسلمين أن نردد شائعات الجهلاء والمستشرقين، ولا بد نترك الأمر لأهل الخبرة الدينية الكافية، ولأهل العلم والفقهاء.
احمد سلام /روائي



مناهضة العنف ضد المرأة
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي أقرته الأمم المتحدة وصادقت عليه كافة الدول وخاصة العربية منه ،فما زالت العدالة منقوصة لبعض النساء حول العالم ،فقد تتعرض بعض النساء للعنف النفسي في بيتها وفي موقع عملها من قبل المجتمع الذكوري أو من البيئة المحيطة بها ،لا سيما وأن بعضهن حظين باهتمام المجتمع الذكوري دون الالتفات لثقافتها أو تعليمها أو حتى شهادتها ،وقد تحظى بعضهن بالرضي والقبول لتعين في بعض المواقع التي قد لا تستحقها لكن صاحب العمل أراد ذلك لاعتبارات كثيرة يصعب ذكرها هنا ، لا سيما وأن كان أسمها مقترن باسم عائلة ما ذات جاه وموقع إستراتيجي معين أو تنتسب لعشيرة معينة أو أن لها صلة بشخصية لها نفوذ لدى صاحب قرار .
عرفت كثيرات وضعن في أماكن لا تناسب مؤهلاتهن التي تطابق الوظيفة في بعض المواقع لكن المسؤول أرادها هي لشخصها وهو أرادها لتوصية من أعلى فقد قال لي أحدهم "هذه عينت بتوصية من فوق "فأجبته ليس فوق إلا الله  سبحانه وهذا رزقها ونصيبها .
أعرف واحدة أوكلت لها مهام لا تفقه بها شيئا ولكنها تعتمد في عملها على فريق يعمل ضمن سلطتها ينفذ أفكارا مبتكرة تعجب المسئول ظنا منه أنها منها وقد وصلت إلى موقعها دون جهود ودون إنجازات ملموسة وهن كثيرات وحدث ولا حرج .
قيل ذات مرة أن فلانة لديها نفوذ وسند وظهر تستند عليه ،فمن وراءك أنت فلا مال لديك ولا منصب ولا سند يذكر فكان الصمت حليف اللواتي اعترضن و فعلا كن بمواصفات عادية  ليس لديهن  قوام ممشوق وهن لسن بعمر الفرافير فقد انعكست نقوش الزمن عليهن  رغم خبراتهن  لكنهن يصمتن وهن يشاهدن أخريات وضعن   بمناصب عليا و أصبحت كل واحدة منهن بموقع لا تحسد عليه .
قالت أمي رحمها الله كل شيء في الدنيا قسمة ونصيب وقدر مكتوب وما علينا سوى الرضا والقبول بما قسم لنا ، علما أن بعض المسؤولين يدركون دور الكثيرات اللواتي يبذلن الجهود ويذهب عملهن لغيرهن.
أذكر أن أحد المدراء عاقب موظفة لأنها صرحت برأيها الرافض لبعض القرارات وعبرت عن رأيها لوضع معين فيه ظلم وتجني على إحداهن في موقع معين ، وقد أوصى هو بإصرار وتسلط  بإنهاء خدماتها وحرمها من الكثير الذي كانت تتوقعه من صاحب الأمر لكن القاضي والجلاد كان واحداً فلزمت الصمت وغادرت بسلام .
وحين غادرت تفقدها البعض لكن البعض الآخر لزم الصمت كي لا يكون مصيره مثلها ،تجاهل تهميش إهمال ثم إنهاء خدمة دون سابق إنذار وهذا ما يحصل مع الرجل المتزوج من أكثر من امرأة يبقى يبحث وينتقي ويطلق ويتزوج كما أحل له بالقانون ،وما جاء في التشريعات و المشرع الذي يضع القانون غير المنصف أحيانا لبعض النساء لأنه غير راغب بإحداهن لأنها متفوقة عليه بخبراتها وسرعة إنجازها ، وينسى أن الظلم للمرأة المتميزة الفاعلة سينقلب عليه ليكون  ظلمات يوم القيامة وأن الآخرة أقرب إليه من حبل الوريد لكنه لأن يضع بباله هذه الأمور ولا يكترث  لما تحصده تلك التي تم إيذائها نفسيا بحجة وذرائع غير مقنعة .
قبل أيام احتفل العالم  باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ،لكن هل عرف البعض أن العنف ليس ضربا مبرحا وليس أذى جسديا فحسب ،بل هو أذى نفسي يقتل المرأة كما حدث مع جدتي رحمها الله في غابر الزمان حين ماتت قهرا بالكبد لزواج جدي عليها من أخرى رغم صبرها الطويل عليه وحبه له وإنجابها البنين والبنات لكنه كفاءها بالزواج بأخرى بحجج واهية رحمهما الله .
ترى هل العدالة التي يفهمها بعض الرجال تكون بالخنوع والخضوع لهم والصمت على تعنتهم بظلم المرأة ، والعدل عندهم بعدم التمرد على قراراتهم غير المنصفة للمرأة ،زوجة وابنة وأخت وأحيانا موظفة لديهم ،هذه نماذج لبعض أنواع العنف الذي يمارس ضد النساء الصامدات اللواتي ينتظرن الفرج من الله لينصفهن في يوم يكون العدل قائم للرجل والمرأة في يوم الحساب الأعظم للجميع على الأرض.
سحر حمزة/إعلامية



بدأت أهاجر
وها  أنا أعيش التعود  
بدأت  اعتاد  على انصراف  بعض الوجوه  
ومحكمة الغياب فتحت أبوابها
ويؤسفني ما حدث
لكنني تعرفت على وجهي الجديد
وتعلمت كيف أكون أكثر نضوجا  
فالاستماع للروح واجب على القلب
فكم تغربت عن وحدتي  
وقدمت وقتي هدية للحنين
وانتظرت إعدام ظلالهم كي لا أطالب بالسلام
يغتابني الوقت وتحاسبني أيامي  
وتحاصرني آلام طيبتي  
وأبحث عن عقوباتي لعلها ترفع  قضيتي  
وتسجن حقائب اهتمامي بمن لا يستحق
فكفى... كفى انتهاكات للمشاعر  
وإلى النسيان بدأت أهاجر  
فالقلب لم  يعد قلبا
والنبض ضيف عابر
عايده حسن عيد