آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
![](/userfiles/images/1(55).jpg)
بين الواقع والخيال " الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام "
نتابع الدراما الرمضانية عن كثب هذا العام، ونجد فيها أسلوبا جديدا في التعاون بين النجوم في عمل واحد، فالفنان عمر سعد ومصطفى شعبان يقدمان عملا واحدا مع أن كل واحد فيهم كان يقدم مسلسلا لوحده، الجديد أن الأثنين لم يخافا من الفشل أو مقارنة الجمهور لهما من الناحية الفنية، لكن الوضع غير لأن كلاً منهما تمكن من الأداء وقدم كل ما لديه من قدرات فنية عالية، وهناك وجه آخر للعمل، الذي جاء اسمه مغايراً تماما للأفعال التى تمارس على الشاشة، فحرامي الحرامي جدع وبطل، وهذه قضية شائكة وقد تناولتها الدراما بشكل كبير.
في الحقيقية أن المسلسل من الناحية التربوية والتوعوية قد أخفق، فالعبارات وأسلوب الحوار فيه بلغة منحدرة جدا وتميل للعنف والسخرية، بل تحث الشباب على الانحراف الفكري وإيجاد المبرر للأفعال المنافية للآداب والقانون، ودائما الفقر هو البوابة الرئيسية لتلك المبررات، وقد غفل المؤلف أن الرزق سيأتي لكن نحن من نحوله من حلال إلى حرام بتصرفاتنا، فضلا عن وجود التدخين في جميع المشاهد بلا استثناء، فلا يخلو أي مشهد من التدخين، الاكشن سمة في الدراما هذا العام، حيث أن مسلسل نسل الأغراب ضم مجموعة من الفنانين الكبار، احمد السقا وأمير كرارة ودياب وإدوار، والحق يقال كل منهم يقوم بدور ممتاز واللغة ولو كانت بعيدة عن الصعيدي إلا أنها تحمل الطابع الأدبي والمرادفات الجميلة، وبعيدا عن تفوقهم جميعا على أنفسهم في العمل، إلا أن المحتوى فاق الإحساس بالأمان.
يقدم نسل الأغراب وجبة فنية رائعة في فن التمثيل، ولكن يعكس الخطورة ويرسخ في وجدان النشء الانتقام وعدم احترام القانون وفكرة الكبير، مع أن الكبير لابد أن يكون نموذجاً مشرفاً وبه سمات العدل والغيرة والنخوة، لكن في المسلسل الكبير هو من له قوة وعزوة وناس تحمل أسلحة كثيرة، ويسأل المشاهد نفسه أهناك مناطق في المجتمع بهذا الشكل المرعب الذي يمتلك ترسانة من الأسلحة أمام رجال القانون، أن تكون هناك حرباً طاحنة بين أبناء العم على البطلة، التي تظهر في كل مشهد بصورة جميلة مع اختيار الخلفية والملابس بعناية حتى ترتقي بهذه الحرب الدائرة عليها، وإن كانت لم تقنع الجمهور بأنها أم لشابين بالعشرينات.
الجميل هو التعاون بين الكبار، لكن الغير جميل هو تأصيل فكرة القوة والانتقام ، وترك بصمة في عقول الشباب تحثهم على العنف وممارسة القوة باسم الشهامة والرجولة، فتغيير المسمى أمر خطير للغاية، فعلى المجتمع أن ينتبه جيدا لمثل هذه الأعمال التي تجذب الشباب لتغيير السلوك العام وعدم احترام الكبير.
![](/userfiles/images/2(56).jpg)
صناعة الأفلام " معاذ الطيب /مخرج "
صناعة الأفلام مثل صناعة الموسيقى والأغاني تعبير عن المشاعر والعواطف والأحلام والمشاكل المجتمعية، ومن فيلم يضم الحقائق العلمية إلى آخر يتطرق إلى أكثر الخيالات والأحلام جموحًا تتنوع أهداف وكواليس صناعة الأفلام، حيث تختبئ وراء هذه الدقائق المعدودة للفيلم أيام وشهور وسنوات من العمل الجاد والمجهود الفكري.
والفيلم عبارة عن مجموعة متتالية من الصور الثابتة ، أو مقاطع (فيديو) صغيرة ، حيث يتم التقاط هذه الصور أو مقاطع الفيديو بشكل احترافي ، ثم يتم ترتيبها بطريقة متسلسلة ومحترفة ، من خلال استخدام معدات خاصة ، وعرضها بسرعة عالية ، واعتمادًا حول ظاهرة الوهم البصري ، سيظهر الفيلم للمشاهد كطلقة واحدة.
ويرجع تاريخ صناعة الأفلام إلى عام 1894، حيث تمكن الأخوان لومبير، من صنع أول جهاز لعرض الأفلام وهو جهاز السينما غراف، وكانت تعتمد فكرته على عرض عدد من الصور الفوتوغرافية الثابتة، بشكل متتالٍ، وبسرعة عالية، على شاشة عرض كبيرة، مما يُوهم المشاهد بأن التصوير متحرك، وكان أول فيلم عرضه الأخوان هو عبارة عن لقطات لعمال يخرجون من المصنع دون صوت، وكان إنتاجه في عام 1895، وتم عرض الفيلم في أحد المقاهي، وفي نفس العام أنتج الأخوان لوميير فيلمهم الثاني وكان فيلم روائي طويل كوميدي مدته 36 ثانية، وهو عبارة عن مشهد لبستاني وفتى صغير يمنعه من القيام بعمله، ثم تبعها عدد من الأفلام الأخرى حتى جاء العبقري جورج ميليس ليضيف لمسة جديدة على صناعة الأفلام ساهمت في تطورها وازدهارها، حيث اكتشف في عام 1896 خدعة التوقف أو الاستبدال في الأفلام وغيرها من الخدع السنيمائية، مما جعله من رواد المونتاج الفني والخدع السينمائية، ثم أنتج جورج فيلم الخيال العلمي الأول "رحلة إلى القمر" عام 1902 ومدته 15 دقيقة، واستمرت صناعة الأفلام في التطور والازدهار خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، واشتمل التطور على الصوت والصورة، وصارت هوليوود هي الوجهة الأولى لصناع الأفلام لطبيعتها الخلابة .
![](/userfiles/images/3(57).jpg)
نبضات/عندما تستفيق الأنثى " ميرا علي/كاتبة "
الأنثى كائن مرتبط وكيان مستقل، هي الضد ونقيضُه في نفس الوقت، وهي الوقت ونفسه الذي تستنشق الحياة منها حياتها لتحيا، إنها المرأة التي تحاربها المناسبات والهيئات وغيرها من المؤسسات النسوية التي أطَّرَتْها في خانة المشروعات العنصرية دون وعي وإدراك، ثم استفزوا عواطفها لتؤمن بالعزلة في محيط المحيط فقط دون المشاركات الحقيقية، ودون الرضى أو السماح لها بمطالباتها على الأقل، فضلا عن إعطائها مايسمى بالحقوق! عندما تختزل النساء في مجتمعات لا يسمح للرجال الذين يفترض بهم أن يردوا الحقوق المسلوبة من المرأة كالحريات وفق ما هو متاح وميسر، وأن تكون المشاورات ليس فقط للمنتفعين ممن يدعون بمناصري قضايا المرأة، وهم ليس لديهم الجرأة بأن يشارك في مشاركاتهم زوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم، فهم كمن يصفق لأم كلثوم وهي امرأة وأنثى ومن النساء، ويستشيط كمداً وغيظا إذا دندنت زوجته أو إحدى نساء محيطه ولو بدندنات القلب يعشق كل جميل من كلمات بيرم التونسي في قصيدةٍ صوفية يقصد بها الله! ناهيكم عن الأطلال، أو خذني في حنانك.
المرأة اليوم لا تكف عن القيام في محراب منصات التواصل تناغي أشباه الأشباه من الرجال، وأقول ذلك لأن الرجل لا يناغي محارم الآخرين، إلا إذا كان هدف تحرير النساء لديه ولدى أمثاله هن اللائي على شاكلته، ولكل ساقطة حينها لاقطة، أقول قولي هذا وأقول استحوا من الله.
حبر الألم
عندما تعزف الأوركسترا لحناً ليس مألوفاً، وتتمايل الأجساد طرباً لدى سماعه، هنا يكمن الإنسان المبدع الذي أبدع أذواقاً وآذانا تصفق، ولم يقدم ما تطلبه ذاكرة الجماهير بل قدم ما ينقلهم إلى عوالم أخرى غير مألوفة، لأن الأذواق لا تتعود، ولكنه القهر الذي يمارسه البعض في عدم الجرأة المطلوبة في كشف غطاء العادة، ثم التجرد من تقاليد الممارسات التقليدية في أروقة المواريث فقط، دون الانطلاق إلى إبداع تراث يحكي ويتغنى بعزه الأحفاد الذين سيلون بعد البعد من الآباء الذين أبدعوا ويفترض بأنهم نحن، آثار الأجداد دلت عليهم، وجل ما أخشاه أن تطمس آثارهم على خطواتنا ثم لا تكون لنا آثار تدل علينا. فإن كانت أقلامنا خير موثق على تاريخ الأجداد وإرثهم، فإنها كانت أقلام أمل داعية إلى ذكر أمجادهم لنسموا بها ونرتقي بأمجادنا فنحن لانكتب اليوم إلا بحبر من نور ووعي، فأقلامنا هي حبر العمل، لا مجرد حبر ألم، وكفى.
![](/userfiles/images/4(48).jpg)
عناقيد " نسمة عودة "
قناع
ما أتعبني ليس سقوط القناع عن بعض الأشخاص الذين قابلتهم في الحياة، ما أتعبني حقا هي كثرة الأقنعة، هي عدم قدرتي على استيعاب كثرة عددها في هذا الزمن، كنت أتمني أن أكون إنسانة غبية بالقدر الذي يجعلني أصدق من يمثلون الحب، أن أكون ساذجة بالقدر الذي يجعلني أصدق من يقومون بإيذائي هم الذين يقومون بحمايتي في الحياة.
الكلمات
لم أقتنع يوماً بأن الحب اهتمام، بالنسبة لي كثرة الاتصالات لا تعني الحب، الكلمات الرائعة لا تعني الحب، الحب بالنسبة لي أفعال، ما هو إلا مجرد أفعال، فماذا استفيد بالكلمات والاتصالات والهدايا والمفاجآت الرائعة إذا لم يكن أحد بجانبي عندما أحتاج، وماذا يفيد كل هذا عندما لا يكتمل للنهاية بحجة الظروف والنصيب واختلاف الحجج التي لا تنتهي، الحب بالنسبة لي أشخاص بجانبي في الحياة حتى آخر أنفاسي بها، لا شيء يمنعهم من الوقوف بجانبي سوى أن روحي انتهى وقت وجودها في الحياة وذهبت للعالم الآخر.
![](/userfiles/images/5(46).jpg)
رمضان في الإمارات " مازن تميم /كاتب صحفي "
أولا: رمضان ما بين الأمس واليوم.. يأتي شهر رمضان في كل عام حاملاً معه الخير والثواب وتتواصل في كل رمضان عادات وتقاليد وطقوس معينة يتوارثها الأبناء عن الأجداد.وهذه الطقوس لا تزال تتجدد إلى يومنا هذا سواء تلك المتعلقة بتبادل الزيارات أو اجتماع الأقارب والأصدقاء على مائدة الإفطار أو السحور وغيرها الكثير, ولكن دعونا نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً لنتعرف على مدى التطور والتغير الذي طرأ على شهر رمضان من حياة الأجداد إلى اليوم حيث تبقى الذكريات الرمضانية العريقة هي الحصن الوحيد الذي يتحصن فيها الأبناء ويواصلون عبرها نقل مسيرة التراث الأصيل لأبناء المستقبل، وبالطبع الحديث عن شهر رمضان في الماضي لا يمكن أن يتم إلا بمعرفة كل شيء عن رمضان سابقاً عبر الحياة البسيطة القاسية وسط الصحراء وبجوار البحر .الذي كان ملاذ الأجداد لكسب لقمة العيش فعانوا من أهوال الجو.
كان رمضان عندما يهل بروحانيته يستعد الجميع له أجمل الاستعداد كونه شهر مميز بخصوصية لا مثيل لها، الكل كان يسعد به وبهذه الخصوصية الصغار قبل الكبار والنساء والرجال متزوجين وعزاب فالكل يهيئ نفسه لهذا الشهر الفضيل.ورغم حرارة الجو وعدم وجود مكيفات أو مراوح أيامها وأحياناً يكون النهار طويلاً رغم كل هذا تجد الجميع وكل من يستطيع يلتزم بالصوم رغم قسوة الحياة والجو ورغم العطش في أيام الصيف الحارة.رغم كل هذا لم يشعر بكل ما يحدث لم يشعروا لا بالحر ولا بالعطش ولا غيره لأن الصيام كان ملاذهم والصيام متعهم وأصبغ عليهم صبغة روحانية, كانوا يترقبون لحظة الإفطار بعدد من الوجبات الخاصة الشهية كالهريس والثريد والخبيص والعصيد والرقاق والعيش, كانوا يجتمعون سوية كل اسرة تجتمع حول مائدتها ليفطروا وليشبعوا أو يرووا عطشهم بالماء الحار وكان الطعام يعد على نار الحطب الذي يقوم بجمعه إما الأب أو الأبناء لعدم توفر الخزانات والصنابير وقتها.
بعد تناول الفطور يترقبون موعد التراويح لم تكن هناك مساجد آنذاك مثل اليوم وكانوا يصلون في بيت من الحصير, وبعد التراويح تتجمع النساء في بيت أحداهن للحديث والسمر, أما الرجال فيتجمعون في المجلس المخصص لأبناء الفريج يتسامرون معاً حتى الحادية عشر تقريباً ثم يعود الجميع لبيوتهم لإعداد الطعام السحور المكون غالباً من العيش واللبن وأحياناً السمك, وبعد السحور يأتي موعد النوم استعداداً لصلاة الفجر وتلاوة القرآن الكريم.
وبعد صلاة الفجر لا ينام أحد فالكل يخرج ليكسب قوت رزقه والنساء يعملن بجد واجتهاد في المنزل, أما الصغار فيتوجهون إلى المطوع يومياً .يتلقون دروساً دينية ويحفظون آيات من القران الكريم وبعض الدروس الأخرى كالرياضيات والعلوم,وهكذا توالت الأيام والسنوات.
يعتبرون رمضان أيضاً من أجمل المناسبات لتهذيب النفوس والأخلاق ففي الماضي كان رمضان مثل العيد يفرح الجميع بقدومه ويسعد الصغار به قبل الكبارويتناولون الحلوى والأكلات الأصيلة فيه, وكان الجيران يتبادلون الأطباق الرمضانية المختلفة ويسمى هذا"الغريف" بحيث تكون الموائد مشتركة من حيث أصنافها بين الجيران فتشاهد الأطفال يتلاقون في الطرقات قبل مدفع الإفطار بقليل حاملين معهم الأطباق ولا يتوقف هذا المنظر حتى انتهاء شهر رمضان, وكثيراً ما تجد أهل الخير في الفريج يقدمون المساعدات للأسر التي لا يعيلها أحد بإرسال الطعام اليومي لهم بالإضافة لبعض التبرعات.
واليوم كل شيء قد تغير وأصبحت الأمور ميسرة إلى أبعد مدى وأصبح تناول أصنافاً من الأطعمة الجاهز شائعاً ولكن يفتقدون صلة الرحم، فقد قلت الزيارات التي لم تعد كالسابق فالطعام موجود يومياً على الموائد ولكن لا يتناوله غير أفراد الأسرة والآن يفتقدون تلك اللحظات التي يجتمعون فيها يومياً في المجلس الرجالي وكذلك تجمع النسوة وتتناول أطعامهن معاً للفطور أو السحور في رمضان.
ويقول الكبار أيضا أن الماضي ما زال حاضراً في قلوبهم بدخولهم شهر رمضان الكريم حيث يتذكرون حتى اليوم تلك اللحظات التي تجتمع فيها الأسرة لتناول طعام الإفطار الذي كان تعده النسوة على الحطب وكانوا يشعرون بسعادة وبلذة هذا الطعام. أما اليوم فالنكهة اختلفت كثيراً و تدخلت الأيدي الأسيوية في أعداد الفطور والسحور و أصبح همهم اليوم هو ملئ المعدة بالطعام فقط بدون الإحساس بلذته. فرغم أن الطعام في الماضي قليل لكنه كان ألذ من الأصنام الكثيرة التي تحتويها الموائد هذه الأيام وعزاؤهم الوحيد وأنهم لا يزالون يحيوا بذكريات رمضان عن طريق الأطباق الشعبية كالهريس والثريد وللقيمات بالزعفران بها يشعرون أن الماضي لا يزال حاضراً في قلوبهم. ومع اقتراب موعد العيد كانوا في السابق يترقبون شراء ملابس جديدة للعيد كما يحدث الآن ولكن ليس بنكهة أيام زمان حيث كانت الأمهات تخيط الثياب بأيديهن, أما بالنسبة للصلاة في السابق فقد كان الجميع يحرص على أدائها فروضاً ونوافل وكذلك كانت دور الصلاة في السابق تمتلئ بالذاكرين مما يشجع الكثير على المكوث فيها حتى بعد صلاة الفجر, ولكن هذه الأيام المساجد شبه خالية لسرعة خروج المصلين رغبة في استكمال النوم.
عادات رمضان كما يقول الكبار ورثوها من الأجداد، عادات جيدة تتعلق برمضان وعلموها لأبنائهم فهي امتدادات الأجداد وهم يوعون أبنائهم بضرورة المحافظة عليها خاصة وأنهم اليوم في نعمة واستقرار بفضل دعم ورعاية الدولة ومساندتها لكل ما يهمهم كأفراد مما يجعلهم يشعرون بالفضل للقيادات. أيام زمان كانوا يصومون وسط الحر الشديد والعطش الشديد وشظف العيش وكان رمضان بالنسبة لهم دائماً حافزاً للإخلاص في العمل إلى جانب العبادة أيضاً لا يهملون أياً منهما قيد أنملة. أما اليوم والحمد لله كل شيء متوفر والحياة أصبحت أكثر راحة وهدوء وسلام وسط هذه التكنولوجيا ,ولكن مرة أخرى ليست بنكهة ولذة وروحانية رمضان أيام زمان أيام الزمن الجميل الماضي الذي بقيت ذكرياته داخل قلوبهم لا تمحى ولا تزول رغم التطور والحداثة التي سادت هذه الأيام والانفتاح على العالم ورغبة الناس في التواصل مع علاقات جديدة من خارج الدولة وتوطيدها ونسيان الأهل والجيرة.
![](/userfiles/images/6(48).jpg)
استثمار رمضان " محمد أبو السعود "
جاء في الموروث الثقافي لدى العرب والمسلمين، أن العمل عبادة، وتأيدا للأحاديث النبوية الدالة على اتقان العمل والتفاني في الجهد لإخراج المطلوب على أكمل وجه من وصايا الرسول الكريم، وغالبا ما ينتظر الكثير منا شهر رمضان لما له من خصوصية وروحانيات تملأ القلوب وتسمو بالوجدان، فالشهر الفضيل تكثر فيه أعمال الخير وتنو فيه الصدقات والبهجة وصلة الرحم مع وجود ظروف استثنائية، إلا أنها لم تمنع زيارات العائلة الممتدة وتبادل العزائم.
وبما اننا في رمضان شهر الصوم، فهناك من يفهم العبادة على أنها ممارسة الطقوس الدينية من صلاة وصيام وكف الأذى عن الآخر، ويعتبر العمل في هذا الشهر تحصيل حاصل بحجة التعب ومزاولة العبادات والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، والبعض غفل تأدية الواجب وانصرف بتلك العبادات عن العبادة الحقيقية في تسيير امور الخلق، وقضاء حوائج الناس، والتيسير لتخفيف الاعباء عن المحتاجين، فالعمل هنا سيكون له الأثر الطيب في نفوس المجتمع، فالشهر الفضيل لا ينقسم لصوم وصلاة والعبس في وجه السائلين عن أعمالهم وقضاء مصالحهم، فالازدواجية في العبادة موجودة ومنتشرة في هذه الفترة بكثافة شديدة.
هذا على مستوى الموظف الذي يجلس خلف مكتب، أما الوجه الآخر لمن يتهم الصيام بقلة ساعات العمل والتعب والإرهاق من عمال الأشغال اليومية المرتبطة بالتجهيزات والمهن التي تتم في جو صعب وتحت ظروف قهرية، فهناك من يسعى دائما لعمل التوازن بين الصيام وتأدية الواجب نحو المجتمع، فمجال المقاولات على سبيل المثال شاق جدا في التنفيذ، لذا يحاول اصحاب هذه المهن أن يراعي صيام العمال وتفانيهم في العمل، ومحاولة التخفيف تنهم ودعمهم معنويا وتحفيزهم بالطاقة الإيجابية باستمرار، كما يراعى توقيت العمل وتغييره لمتطلبات الصيام من جهة والعمل واتقانه من جهة أخرى.
المهن كثيرة جدا التي يمارسها البعض، ولأن تلك المهن ترتبط بتلبية احتياجات المجتمع مثل الفران، والطهاة الذين يتعاملون مع الحرارة الناتجة عن لهيب الفرن، ما تتطلبه الوظيفة أو المهنة بالاحتكاك المباشر بالظروف الاستثنائية للشهر الفضيل، وعلى المجتمع أن يتروى بعض الشيء على هؤلاء الذين يقدمون الخدمات الشاقة وهم في صيام، فالعمل عبادة وسيظل كذلك ما دمنا نحرص على التقدم وضرب النماذج المشرفة التى تعكس روح الإسلام السمحة في المعاملات والعبادات.
![](/userfiles/images/7(41).jpg)
التخلي " منال الحبال /إعلامية "
من أوائل النوايا التي يجب التركيز عليها في رحلة تطوير الوعي الذاتي يكون بالتخلي عن القيود التي كبلت نفسك بها، سواء بإرادتك أو بغير إرادتك بتأثير المجتمع والعادات والتقاليد المفروضة، وبالعودة إلى الفطرة التي فطرنا الله عليها وبالتخلي عن الأشخاص والأشياء دون التعلق بها قبل أن تصبح مجبراَ على التخلي وتقع في دوامة من المعاناة التي تنتظرك بل توقع الرحيل دوماَ وتوقع أن تفقد الأشياء بأية لحظة.
يكون التخلي أيضاَ بأن تمحي الأثر المزعج من الماضي وليس الماضي نفسه لدرجة أنك عندما تستحضره تبقى محافظاَ على هدوءك وتوازنك النفسي. ومن أهم المشاعر لتعزيز القدرة على التخلي هي الإحساس بالقيمة بأن تعزز قيمة نفسك أكثر من أي شخص ومن أي شيء.
ويجب أن ينبع الإحساس بالقيمة من داخلك أنت فكرة وإيماناَ وتصديقاَ فالله خلقنا من جسد ونفس ووهبنا العقل للتحكم بالأفكار والنوايا والمشاعر وشحننا بالروح كنفحة إلهية فيها من قدرات الخالق وصفاته بقدرٍ، ونحن نستطيع تحويل هذه المفاتيح لكنز عندما نربط قيمتنا بالخالق وليس بأي شيء قابل للزيادة والنقصان والزوال والفناء.
فالتعلق يكون بالله فقط وبذلك أنت تدرك بقوة أن الله سيعوضك ويختار لك الأفضل والأجمل وتملك القدرة لمنح نفسك الأولوية فأنت محور هذا الكون والكون كله بداخلك فلا يجب أن تلخص حياتك بأي شخص أو أمر بل تعلّم أنه في التخلي تجلي، فأنت عندما تتخلى لا يعني أنك تستغني بل أنت تتوقف عن التعلق الذي يولد باستمرار مشاعر سلبية كالتوتر والقلق والخوف من الفقد والتي تجذب مثيلاتها وتبعده عنك بل على العكس عند فك ارتباطك يتفعل قانون الجذب وتحصل عليه عندما تتوقف عن التعلق والمطاردة وتعمل كل ما بخطتك للحصول على هذا الشخص أو الشيء دون انتظار أو ترقب وبسلام داخلي وصفاء ذهني وثقة عالية بالنفس وحسن ظن بالله بأنه سيتجلى في حياتك في الوقت المناسب، تخلى عن كل ما يؤذي قلبك وروحك مهما تألمت في البداية واصنع النسخة الأفضل التي تتمنى أن ترى نفسك بها، وبذكائك كن أنت العطار الذي يصلح ما أفسده الدهر.
![](/userfiles/images/8(45).jpg)
معانٍ موسيقية " سعيد عبد الله /موسيقي "
ما من كلمات تقال إلا ويصحبها لحن ونغم، والموسيقي الجاد والماهر يستطيع أن يلحن دفتر المديونات عند البقال، وكلنا يسمع المقامات المختلفة مع تداول الأصوات، فالكلام الملحن يدخل القلب حتى ولو لم يكن معه موسيقى، كالآذان حين ينادي المؤذن بصوت عذب يرق له القلب ويجذب الأذن لسماع الصوت الجميل، غير سماعها من صاحب صوت منفر، والفرق بينهما هو اللحن والالتزام بالمقام واختيار ما يناسب طبقة الصوت عند المد والإيقاف.
حتى أن قراء القرآن الكريم يلتزمون بطبقات الصوت والمقامات لتصل الكلمة للقلب وتلمس الوجدان، ومن هنا يتحقق (ورتلوه ترتيلا)، والقرآن حين يقرأ بالتجويد أو الترتيل يكون القارئ على علم بالمقامات الصوتية التى تمارس في الغناء، وهذا يتضح جليا عندما يقرأ القرآن بطريقة قراءة الكتب والمقالات، فلا نشعر بمعاني الكلمات ولا بالإحساس المطلوب من السمو، فالمد والإدغام والوقوف والوصل والتنوين، تسمح للمستمع بالمتعة الروحية والشعور بالمعنى.
فالموسيقى حاضرة في الأذهان بأشكالها المختلفة، فالأناشيد الدينية ننشدها بدون آلات موسيقية كالتواشيح وفيها اللحن خفي لكن الاستمتاع من السلم الموسيقي والمقامات، فالحجازي والنهاوند والبياتي وغيرها يستعين بها المنشد، ولعل من أشهر الموشحات الملحنة "أقف على بابك" للنقشبندي، خير دليل على أن الموسيقى تساعد على رقة القلوب وإحساسها المرهف، حتى ولو لم يكن بليغ حمدي لحن له هذه الكلمات فهى ملحنة بجمالها، لكن الموسيقى أضافت للكلمة إحساساً وكأن كل آلة تنطق بلسان حالها معبرة عن المضمون المراد توصيله، وكما توقع ملحن الموشح باستمراره لسنوات طويلة جدا، وقد كان بالفعل لدرجة أن الكثير وضعه نغمة على الهاتف لفترات طويلة.
abdalmaqsud@hotmail.com
![](/userfiles/images/1(55).jpg)
بين الواقع والخيال " الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام "
نتابع الدراما الرمضانية عن كثب هذا العام، ونجد فيها أسلوبا جديدا في التعاون بين النجوم في عمل واحد، فالفنان عمر سعد ومصطفى شعبان يقدمان عملا واحدا مع أن كل واحد فيهم كان يقدم مسلسلا لوحده، الجديد أن الأثنين لم يخافا من الفشل أو مقارنة الجمهور لهما من الناحية الفنية، لكن الوضع غير لأن كلاً منهما تمكن من الأداء وقدم كل ما لديه من قدرات فنية عالية، وهناك وجه آخر للعمل، الذي جاء اسمه مغايراً تماما للأفعال التى تمارس على الشاشة، فحرامي الحرامي جدع وبطل، وهذه قضية شائكة وقد تناولتها الدراما بشكل كبير.
في الحقيقية أن المسلسل من الناحية التربوية والتوعوية قد أخفق، فالعبارات وأسلوب الحوار فيه بلغة منحدرة جدا وتميل للعنف والسخرية، بل تحث الشباب على الانحراف الفكري وإيجاد المبرر للأفعال المنافية للآداب والقانون، ودائما الفقر هو البوابة الرئيسية لتلك المبررات، وقد غفل المؤلف أن الرزق سيأتي لكن نحن من نحوله من حلال إلى حرام بتصرفاتنا، فضلا عن وجود التدخين في جميع المشاهد بلا استثناء، فلا يخلو أي مشهد من التدخين، الاكشن سمة في الدراما هذا العام، حيث أن مسلسل نسل الأغراب ضم مجموعة من الفنانين الكبار، احمد السقا وأمير كرارة ودياب وإدوار، والحق يقال كل منهم يقوم بدور ممتاز واللغة ولو كانت بعيدة عن الصعيدي إلا أنها تحمل الطابع الأدبي والمرادفات الجميلة، وبعيدا عن تفوقهم جميعا على أنفسهم في العمل، إلا أن المحتوى فاق الإحساس بالأمان.
يقدم نسل الأغراب وجبة فنية رائعة في فن التمثيل، ولكن يعكس الخطورة ويرسخ في وجدان النشء الانتقام وعدم احترام القانون وفكرة الكبير، مع أن الكبير لابد أن يكون نموذجاً مشرفاً وبه سمات العدل والغيرة والنخوة، لكن في المسلسل الكبير هو من له قوة وعزوة وناس تحمل أسلحة كثيرة، ويسأل المشاهد نفسه أهناك مناطق في المجتمع بهذا الشكل المرعب الذي يمتلك ترسانة من الأسلحة أمام رجال القانون، أن تكون هناك حرباً طاحنة بين أبناء العم على البطلة، التي تظهر في كل مشهد بصورة جميلة مع اختيار الخلفية والملابس بعناية حتى ترتقي بهذه الحرب الدائرة عليها، وإن كانت لم تقنع الجمهور بأنها أم لشابين بالعشرينات.
الجميل هو التعاون بين الكبار، لكن الغير جميل هو تأصيل فكرة القوة والانتقام ، وترك بصمة في عقول الشباب تحثهم على العنف وممارسة القوة باسم الشهامة والرجولة، فتغيير المسمى أمر خطير للغاية، فعلى المجتمع أن ينتبه جيدا لمثل هذه الأعمال التي تجذب الشباب لتغيير السلوك العام وعدم احترام الكبير.
![](/userfiles/images/2(56).jpg)
صناعة الأفلام " معاذ الطيب /مخرج "
صناعة الأفلام مثل صناعة الموسيقى والأغاني تعبير عن المشاعر والعواطف والأحلام والمشاكل المجتمعية، ومن فيلم يضم الحقائق العلمية إلى آخر يتطرق إلى أكثر الخيالات والأحلام جموحًا تتنوع أهداف وكواليس صناعة الأفلام، حيث تختبئ وراء هذه الدقائق المعدودة للفيلم أيام وشهور وسنوات من العمل الجاد والمجهود الفكري.
والفيلم عبارة عن مجموعة متتالية من الصور الثابتة ، أو مقاطع (فيديو) صغيرة ، حيث يتم التقاط هذه الصور أو مقاطع الفيديو بشكل احترافي ، ثم يتم ترتيبها بطريقة متسلسلة ومحترفة ، من خلال استخدام معدات خاصة ، وعرضها بسرعة عالية ، واعتمادًا حول ظاهرة الوهم البصري ، سيظهر الفيلم للمشاهد كطلقة واحدة.
ويرجع تاريخ صناعة الأفلام إلى عام 1894، حيث تمكن الأخوان لومبير، من صنع أول جهاز لعرض الأفلام وهو جهاز السينما غراف، وكانت تعتمد فكرته على عرض عدد من الصور الفوتوغرافية الثابتة، بشكل متتالٍ، وبسرعة عالية، على شاشة عرض كبيرة، مما يُوهم المشاهد بأن التصوير متحرك، وكان أول فيلم عرضه الأخوان هو عبارة عن لقطات لعمال يخرجون من المصنع دون صوت، وكان إنتاجه في عام 1895، وتم عرض الفيلم في أحد المقاهي، وفي نفس العام أنتج الأخوان لوميير فيلمهم الثاني وكان فيلم روائي طويل كوميدي مدته 36 ثانية، وهو عبارة عن مشهد لبستاني وفتى صغير يمنعه من القيام بعمله، ثم تبعها عدد من الأفلام الأخرى حتى جاء العبقري جورج ميليس ليضيف لمسة جديدة على صناعة الأفلام ساهمت في تطورها وازدهارها، حيث اكتشف في عام 1896 خدعة التوقف أو الاستبدال في الأفلام وغيرها من الخدع السنيمائية، مما جعله من رواد المونتاج الفني والخدع السينمائية، ثم أنتج جورج فيلم الخيال العلمي الأول "رحلة إلى القمر" عام 1902 ومدته 15 دقيقة، واستمرت صناعة الأفلام في التطور والازدهار خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، واشتمل التطور على الصوت والصورة، وصارت هوليوود هي الوجهة الأولى لصناع الأفلام لطبيعتها الخلابة .
![](/userfiles/images/3(57).jpg)
نبضات/عندما تستفيق الأنثى " ميرا علي/كاتبة "
الأنثى كائن مرتبط وكيان مستقل، هي الضد ونقيضُه في نفس الوقت، وهي الوقت ونفسه الذي تستنشق الحياة منها حياتها لتحيا، إنها المرأة التي تحاربها المناسبات والهيئات وغيرها من المؤسسات النسوية التي أطَّرَتْها في خانة المشروعات العنصرية دون وعي وإدراك، ثم استفزوا عواطفها لتؤمن بالعزلة في محيط المحيط فقط دون المشاركات الحقيقية، ودون الرضى أو السماح لها بمطالباتها على الأقل، فضلا عن إعطائها مايسمى بالحقوق! عندما تختزل النساء في مجتمعات لا يسمح للرجال الذين يفترض بهم أن يردوا الحقوق المسلوبة من المرأة كالحريات وفق ما هو متاح وميسر، وأن تكون المشاورات ليس فقط للمنتفعين ممن يدعون بمناصري قضايا المرأة، وهم ليس لديهم الجرأة بأن يشارك في مشاركاتهم زوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم، فهم كمن يصفق لأم كلثوم وهي امرأة وأنثى ومن النساء، ويستشيط كمداً وغيظا إذا دندنت زوجته أو إحدى نساء محيطه ولو بدندنات القلب يعشق كل جميل من كلمات بيرم التونسي في قصيدةٍ صوفية يقصد بها الله! ناهيكم عن الأطلال، أو خذني في حنانك.
المرأة اليوم لا تكف عن القيام في محراب منصات التواصل تناغي أشباه الأشباه من الرجال، وأقول ذلك لأن الرجل لا يناغي محارم الآخرين، إلا إذا كان هدف تحرير النساء لديه ولدى أمثاله هن اللائي على شاكلته، ولكل ساقطة حينها لاقطة، أقول قولي هذا وأقول استحوا من الله.
حبر الألم
عندما تعزف الأوركسترا لحناً ليس مألوفاً، وتتمايل الأجساد طرباً لدى سماعه، هنا يكمن الإنسان المبدع الذي أبدع أذواقاً وآذانا تصفق، ولم يقدم ما تطلبه ذاكرة الجماهير بل قدم ما ينقلهم إلى عوالم أخرى غير مألوفة، لأن الأذواق لا تتعود، ولكنه القهر الذي يمارسه البعض في عدم الجرأة المطلوبة في كشف غطاء العادة، ثم التجرد من تقاليد الممارسات التقليدية في أروقة المواريث فقط، دون الانطلاق إلى إبداع تراث يحكي ويتغنى بعزه الأحفاد الذين سيلون بعد البعد من الآباء الذين أبدعوا ويفترض بأنهم نحن، آثار الأجداد دلت عليهم، وجل ما أخشاه أن تطمس آثارهم على خطواتنا ثم لا تكون لنا آثار تدل علينا. فإن كانت أقلامنا خير موثق على تاريخ الأجداد وإرثهم، فإنها كانت أقلام أمل داعية إلى ذكر أمجادهم لنسموا بها ونرتقي بأمجادنا فنحن لانكتب اليوم إلا بحبر من نور ووعي، فأقلامنا هي حبر العمل، لا مجرد حبر ألم، وكفى.
![](/userfiles/images/4(48).jpg)
عناقيد " نسمة عودة "
قناع
ما أتعبني ليس سقوط القناع عن بعض الأشخاص الذين قابلتهم في الحياة، ما أتعبني حقا هي كثرة الأقنعة، هي عدم قدرتي على استيعاب كثرة عددها في هذا الزمن، كنت أتمني أن أكون إنسانة غبية بالقدر الذي يجعلني أصدق من يمثلون الحب، أن أكون ساذجة بالقدر الذي يجعلني أصدق من يقومون بإيذائي هم الذين يقومون بحمايتي في الحياة.
الكلمات
لم أقتنع يوماً بأن الحب اهتمام، بالنسبة لي كثرة الاتصالات لا تعني الحب، الكلمات الرائعة لا تعني الحب، الحب بالنسبة لي أفعال، ما هو إلا مجرد أفعال، فماذا استفيد بالكلمات والاتصالات والهدايا والمفاجآت الرائعة إذا لم يكن أحد بجانبي عندما أحتاج، وماذا يفيد كل هذا عندما لا يكتمل للنهاية بحجة الظروف والنصيب واختلاف الحجج التي لا تنتهي، الحب بالنسبة لي أشخاص بجانبي في الحياة حتى آخر أنفاسي بها، لا شيء يمنعهم من الوقوف بجانبي سوى أن روحي انتهى وقت وجودها في الحياة وذهبت للعالم الآخر.
![](/userfiles/images/5(46).jpg)
رمضان في الإمارات " مازن تميم /كاتب صحفي "
أولا: رمضان ما بين الأمس واليوم.. يأتي شهر رمضان في كل عام حاملاً معه الخير والثواب وتتواصل في كل رمضان عادات وتقاليد وطقوس معينة يتوارثها الأبناء عن الأجداد.وهذه الطقوس لا تزال تتجدد إلى يومنا هذا سواء تلك المتعلقة بتبادل الزيارات أو اجتماع الأقارب والأصدقاء على مائدة الإفطار أو السحور وغيرها الكثير, ولكن دعونا نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً لنتعرف على مدى التطور والتغير الذي طرأ على شهر رمضان من حياة الأجداد إلى اليوم حيث تبقى الذكريات الرمضانية العريقة هي الحصن الوحيد الذي يتحصن فيها الأبناء ويواصلون عبرها نقل مسيرة التراث الأصيل لأبناء المستقبل، وبالطبع الحديث عن شهر رمضان في الماضي لا يمكن أن يتم إلا بمعرفة كل شيء عن رمضان سابقاً عبر الحياة البسيطة القاسية وسط الصحراء وبجوار البحر .الذي كان ملاذ الأجداد لكسب لقمة العيش فعانوا من أهوال الجو.
كان رمضان عندما يهل بروحانيته يستعد الجميع له أجمل الاستعداد كونه شهر مميز بخصوصية لا مثيل لها، الكل كان يسعد به وبهذه الخصوصية الصغار قبل الكبار والنساء والرجال متزوجين وعزاب فالكل يهيئ نفسه لهذا الشهر الفضيل.ورغم حرارة الجو وعدم وجود مكيفات أو مراوح أيامها وأحياناً يكون النهار طويلاً رغم كل هذا تجد الجميع وكل من يستطيع يلتزم بالصوم رغم قسوة الحياة والجو ورغم العطش في أيام الصيف الحارة.رغم كل هذا لم يشعر بكل ما يحدث لم يشعروا لا بالحر ولا بالعطش ولا غيره لأن الصيام كان ملاذهم والصيام متعهم وأصبغ عليهم صبغة روحانية, كانوا يترقبون لحظة الإفطار بعدد من الوجبات الخاصة الشهية كالهريس والثريد والخبيص والعصيد والرقاق والعيش, كانوا يجتمعون سوية كل اسرة تجتمع حول مائدتها ليفطروا وليشبعوا أو يرووا عطشهم بالماء الحار وكان الطعام يعد على نار الحطب الذي يقوم بجمعه إما الأب أو الأبناء لعدم توفر الخزانات والصنابير وقتها.
بعد تناول الفطور يترقبون موعد التراويح لم تكن هناك مساجد آنذاك مثل اليوم وكانوا يصلون في بيت من الحصير, وبعد التراويح تتجمع النساء في بيت أحداهن للحديث والسمر, أما الرجال فيتجمعون في المجلس المخصص لأبناء الفريج يتسامرون معاً حتى الحادية عشر تقريباً ثم يعود الجميع لبيوتهم لإعداد الطعام السحور المكون غالباً من العيش واللبن وأحياناً السمك, وبعد السحور يأتي موعد النوم استعداداً لصلاة الفجر وتلاوة القرآن الكريم.
وبعد صلاة الفجر لا ينام أحد فالكل يخرج ليكسب قوت رزقه والنساء يعملن بجد واجتهاد في المنزل, أما الصغار فيتوجهون إلى المطوع يومياً .يتلقون دروساً دينية ويحفظون آيات من القران الكريم وبعض الدروس الأخرى كالرياضيات والعلوم,وهكذا توالت الأيام والسنوات.
يعتبرون رمضان أيضاً من أجمل المناسبات لتهذيب النفوس والأخلاق ففي الماضي كان رمضان مثل العيد يفرح الجميع بقدومه ويسعد الصغار به قبل الكبارويتناولون الحلوى والأكلات الأصيلة فيه, وكان الجيران يتبادلون الأطباق الرمضانية المختلفة ويسمى هذا"الغريف" بحيث تكون الموائد مشتركة من حيث أصنافها بين الجيران فتشاهد الأطفال يتلاقون في الطرقات قبل مدفع الإفطار بقليل حاملين معهم الأطباق ولا يتوقف هذا المنظر حتى انتهاء شهر رمضان, وكثيراً ما تجد أهل الخير في الفريج يقدمون المساعدات للأسر التي لا يعيلها أحد بإرسال الطعام اليومي لهم بالإضافة لبعض التبرعات.
واليوم كل شيء قد تغير وأصبحت الأمور ميسرة إلى أبعد مدى وأصبح تناول أصنافاً من الأطعمة الجاهز شائعاً ولكن يفتقدون صلة الرحم، فقد قلت الزيارات التي لم تعد كالسابق فالطعام موجود يومياً على الموائد ولكن لا يتناوله غير أفراد الأسرة والآن يفتقدون تلك اللحظات التي يجتمعون فيها يومياً في المجلس الرجالي وكذلك تجمع النسوة وتتناول أطعامهن معاً للفطور أو السحور في رمضان.
ويقول الكبار أيضا أن الماضي ما زال حاضراً في قلوبهم بدخولهم شهر رمضان الكريم حيث يتذكرون حتى اليوم تلك اللحظات التي تجتمع فيها الأسرة لتناول طعام الإفطار الذي كان تعده النسوة على الحطب وكانوا يشعرون بسعادة وبلذة هذا الطعام. أما اليوم فالنكهة اختلفت كثيراً و تدخلت الأيدي الأسيوية في أعداد الفطور والسحور و أصبح همهم اليوم هو ملئ المعدة بالطعام فقط بدون الإحساس بلذته. فرغم أن الطعام في الماضي قليل لكنه كان ألذ من الأصنام الكثيرة التي تحتويها الموائد هذه الأيام وعزاؤهم الوحيد وأنهم لا يزالون يحيوا بذكريات رمضان عن طريق الأطباق الشعبية كالهريس والثريد وللقيمات بالزعفران بها يشعرون أن الماضي لا يزال حاضراً في قلوبهم. ومع اقتراب موعد العيد كانوا في السابق يترقبون شراء ملابس جديدة للعيد كما يحدث الآن ولكن ليس بنكهة أيام زمان حيث كانت الأمهات تخيط الثياب بأيديهن, أما بالنسبة للصلاة في السابق فقد كان الجميع يحرص على أدائها فروضاً ونوافل وكذلك كانت دور الصلاة في السابق تمتلئ بالذاكرين مما يشجع الكثير على المكوث فيها حتى بعد صلاة الفجر, ولكن هذه الأيام المساجد شبه خالية لسرعة خروج المصلين رغبة في استكمال النوم.
عادات رمضان كما يقول الكبار ورثوها من الأجداد، عادات جيدة تتعلق برمضان وعلموها لأبنائهم فهي امتدادات الأجداد وهم يوعون أبنائهم بضرورة المحافظة عليها خاصة وأنهم اليوم في نعمة واستقرار بفضل دعم ورعاية الدولة ومساندتها لكل ما يهمهم كأفراد مما يجعلهم يشعرون بالفضل للقيادات. أيام زمان كانوا يصومون وسط الحر الشديد والعطش الشديد وشظف العيش وكان رمضان بالنسبة لهم دائماً حافزاً للإخلاص في العمل إلى جانب العبادة أيضاً لا يهملون أياً منهما قيد أنملة. أما اليوم والحمد لله كل شيء متوفر والحياة أصبحت أكثر راحة وهدوء وسلام وسط هذه التكنولوجيا ,ولكن مرة أخرى ليست بنكهة ولذة وروحانية رمضان أيام زمان أيام الزمن الجميل الماضي الذي بقيت ذكرياته داخل قلوبهم لا تمحى ولا تزول رغم التطور والحداثة التي سادت هذه الأيام والانفتاح على العالم ورغبة الناس في التواصل مع علاقات جديدة من خارج الدولة وتوطيدها ونسيان الأهل والجيرة.
![](/userfiles/images/6(48).jpg)
استثمار رمضان " محمد أبو السعود "
جاء في الموروث الثقافي لدى العرب والمسلمين، أن العمل عبادة، وتأيدا للأحاديث النبوية الدالة على اتقان العمل والتفاني في الجهد لإخراج المطلوب على أكمل وجه من وصايا الرسول الكريم، وغالبا ما ينتظر الكثير منا شهر رمضان لما له من خصوصية وروحانيات تملأ القلوب وتسمو بالوجدان، فالشهر الفضيل تكثر فيه أعمال الخير وتنو فيه الصدقات والبهجة وصلة الرحم مع وجود ظروف استثنائية، إلا أنها لم تمنع زيارات العائلة الممتدة وتبادل العزائم.
وبما اننا في رمضان شهر الصوم، فهناك من يفهم العبادة على أنها ممارسة الطقوس الدينية من صلاة وصيام وكف الأذى عن الآخر، ويعتبر العمل في هذا الشهر تحصيل حاصل بحجة التعب ومزاولة العبادات والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، والبعض غفل تأدية الواجب وانصرف بتلك العبادات عن العبادة الحقيقية في تسيير امور الخلق، وقضاء حوائج الناس، والتيسير لتخفيف الاعباء عن المحتاجين، فالعمل هنا سيكون له الأثر الطيب في نفوس المجتمع، فالشهر الفضيل لا ينقسم لصوم وصلاة والعبس في وجه السائلين عن أعمالهم وقضاء مصالحهم، فالازدواجية في العبادة موجودة ومنتشرة في هذه الفترة بكثافة شديدة.
هذا على مستوى الموظف الذي يجلس خلف مكتب، أما الوجه الآخر لمن يتهم الصيام بقلة ساعات العمل والتعب والإرهاق من عمال الأشغال اليومية المرتبطة بالتجهيزات والمهن التي تتم في جو صعب وتحت ظروف قهرية، فهناك من يسعى دائما لعمل التوازن بين الصيام وتأدية الواجب نحو المجتمع، فمجال المقاولات على سبيل المثال شاق جدا في التنفيذ، لذا يحاول اصحاب هذه المهن أن يراعي صيام العمال وتفانيهم في العمل، ومحاولة التخفيف تنهم ودعمهم معنويا وتحفيزهم بالطاقة الإيجابية باستمرار، كما يراعى توقيت العمل وتغييره لمتطلبات الصيام من جهة والعمل واتقانه من جهة أخرى.
المهن كثيرة جدا التي يمارسها البعض، ولأن تلك المهن ترتبط بتلبية احتياجات المجتمع مثل الفران، والطهاة الذين يتعاملون مع الحرارة الناتجة عن لهيب الفرن، ما تتطلبه الوظيفة أو المهنة بالاحتكاك المباشر بالظروف الاستثنائية للشهر الفضيل، وعلى المجتمع أن يتروى بعض الشيء على هؤلاء الذين يقدمون الخدمات الشاقة وهم في صيام، فالعمل عبادة وسيظل كذلك ما دمنا نحرص على التقدم وضرب النماذج المشرفة التى تعكس روح الإسلام السمحة في المعاملات والعبادات.
![](/userfiles/images/7(41).jpg)
التخلي " منال الحبال /إعلامية "
من أوائل النوايا التي يجب التركيز عليها في رحلة تطوير الوعي الذاتي يكون بالتخلي عن القيود التي كبلت نفسك بها، سواء بإرادتك أو بغير إرادتك بتأثير المجتمع والعادات والتقاليد المفروضة، وبالعودة إلى الفطرة التي فطرنا الله عليها وبالتخلي عن الأشخاص والأشياء دون التعلق بها قبل أن تصبح مجبراَ على التخلي وتقع في دوامة من المعاناة التي تنتظرك بل توقع الرحيل دوماَ وتوقع أن تفقد الأشياء بأية لحظة.
يكون التخلي أيضاَ بأن تمحي الأثر المزعج من الماضي وليس الماضي نفسه لدرجة أنك عندما تستحضره تبقى محافظاَ على هدوءك وتوازنك النفسي. ومن أهم المشاعر لتعزيز القدرة على التخلي هي الإحساس بالقيمة بأن تعزز قيمة نفسك أكثر من أي شخص ومن أي شيء.
ويجب أن ينبع الإحساس بالقيمة من داخلك أنت فكرة وإيماناَ وتصديقاَ فالله خلقنا من جسد ونفس ووهبنا العقل للتحكم بالأفكار والنوايا والمشاعر وشحننا بالروح كنفحة إلهية فيها من قدرات الخالق وصفاته بقدرٍ، ونحن نستطيع تحويل هذه المفاتيح لكنز عندما نربط قيمتنا بالخالق وليس بأي شيء قابل للزيادة والنقصان والزوال والفناء.
فالتعلق يكون بالله فقط وبذلك أنت تدرك بقوة أن الله سيعوضك ويختار لك الأفضل والأجمل وتملك القدرة لمنح نفسك الأولوية فأنت محور هذا الكون والكون كله بداخلك فلا يجب أن تلخص حياتك بأي شخص أو أمر بل تعلّم أنه في التخلي تجلي، فأنت عندما تتخلى لا يعني أنك تستغني بل أنت تتوقف عن التعلق الذي يولد باستمرار مشاعر سلبية كالتوتر والقلق والخوف من الفقد والتي تجذب مثيلاتها وتبعده عنك بل على العكس عند فك ارتباطك يتفعل قانون الجذب وتحصل عليه عندما تتوقف عن التعلق والمطاردة وتعمل كل ما بخطتك للحصول على هذا الشخص أو الشيء دون انتظار أو ترقب وبسلام داخلي وصفاء ذهني وثقة عالية بالنفس وحسن ظن بالله بأنه سيتجلى في حياتك في الوقت المناسب، تخلى عن كل ما يؤذي قلبك وروحك مهما تألمت في البداية واصنع النسخة الأفضل التي تتمنى أن ترى نفسك بها، وبذكائك كن أنت العطار الذي يصلح ما أفسده الدهر.
![](/userfiles/images/8(45).jpg)
معانٍ موسيقية " سعيد عبد الله /موسيقي "
ما من كلمات تقال إلا ويصحبها لحن ونغم، والموسيقي الجاد والماهر يستطيع أن يلحن دفتر المديونات عند البقال، وكلنا يسمع المقامات المختلفة مع تداول الأصوات، فالكلام الملحن يدخل القلب حتى ولو لم يكن معه موسيقى، كالآذان حين ينادي المؤذن بصوت عذب يرق له القلب ويجذب الأذن لسماع الصوت الجميل، غير سماعها من صاحب صوت منفر، والفرق بينهما هو اللحن والالتزام بالمقام واختيار ما يناسب طبقة الصوت عند المد والإيقاف.
حتى أن قراء القرآن الكريم يلتزمون بطبقات الصوت والمقامات لتصل الكلمة للقلب وتلمس الوجدان، ومن هنا يتحقق (ورتلوه ترتيلا)، والقرآن حين يقرأ بالتجويد أو الترتيل يكون القارئ على علم بالمقامات الصوتية التى تمارس في الغناء، وهذا يتضح جليا عندما يقرأ القرآن بطريقة قراءة الكتب والمقالات، فلا نشعر بمعاني الكلمات ولا بالإحساس المطلوب من السمو، فالمد والإدغام والوقوف والوصل والتنوين، تسمح للمستمع بالمتعة الروحية والشعور بالمعنى.
فالموسيقى حاضرة في الأذهان بأشكالها المختلفة، فالأناشيد الدينية ننشدها بدون آلات موسيقية كالتواشيح وفيها اللحن خفي لكن الاستمتاع من السلم الموسيقي والمقامات، فالحجازي والنهاوند والبياتي وغيرها يستعين بها المنشد، ولعل من أشهر الموشحات الملحنة "أقف على بابك" للنقشبندي، خير دليل على أن الموسيقى تساعد على رقة القلوب وإحساسها المرهف، حتى ولو لم يكن بليغ حمدي لحن له هذه الكلمات فهى ملحنة بجمالها، لكن الموسيقى أضافت للكلمة إحساساً وكأن كل آلة تنطق بلسان حالها معبرة عن المضمون المراد توصيله، وكما توقع ملحن الموشح باستمراره لسنوات طويلة جدا، وقد كان بالفعل لدرجة أن الكثير وضعه نغمة على الهاتف لفترات طويلة.