آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com





بين الواقع والخيال " الشيماء محمد ‏/خبير صحافة وإعلام ‏ "
نتابع الدراما الرمضانية عن كثب هذا العام، ونجد فيها أسلوبا جديدا في التعاون بين النجوم في عمل واحد، ‏فالفنان عمر سعد ومصطفى شعبان يقدمان عملا واحدا مع أن كل واحد فيهم كان يقدم مسلسلا لوحده، الجديد ‏أن الأثنين لم يخافا من الفشل أو مقارنة الجمهور لهما من الناحية الفنية، لكن الوضع غير لأن كلاً منهما ‏تمكن من الأداء وقدم كل ما لديه من قدرات فنية عالية، وهناك وجه آخر للعمل، الذي جاء اسمه مغايراً تماما ‏للأفعال التى تمارس على الشاشة، فحرامي الحرامي جدع وبطل، وهذه قضية شائكة وقد تناولتها الدراما ‏بشكل كبير.‏
في الحقيقية أن المسلسل من الناحية التربوية والتوعوية قد أخفق، فالعبارات وأسلوب الحوار فيه بلغة ‏منحدرة جدا وتميل للعنف والسخرية، بل تحث الشباب على الانحراف الفكري وإيجاد المبرر للأفعال ‏المنافية للآداب والقانون، ودائما الفقر هو البوابة الرئيسية لتلك المبررات، وقد غفل المؤلف أن الرزق ‏سيأتي لكن نحن من نحوله من حلال إلى حرام بتصرفاتنا، فضلا عن وجود التدخين في جميع المشاهد بلا ‏استثناء، فلا يخلو أي مشهد من التدخين، الاكشن سمة في الدراما هذا العام، حيث أن مسلسل نسل الأغراب ‏ضم مجموعة من الفنانين الكبار، احمد السقا وأمير كرارة ودياب وإدوار، والحق يقال كل منهم يقوم بدور ‏ممتاز واللغة ولو كانت بعيدة عن الصعيدي إلا أنها تحمل الطابع الأدبي والمرادفات الجميلة، وبعيدا عن ‏تفوقهم جميعا على أنفسهم في العمل، إلا أن المحتوى فاق الإحساس بالأمان.‏
يقدم نسل الأغراب وجبة فنية رائعة في فن التمثيل، ولكن يعكس الخطورة ويرسخ في وجدان النشء ‏الانتقام وعدم احترام القانون وفكرة الكبير، مع أن الكبير لابد أن يكون نموذجاً مشرفاً وبه سمات العدل ‏والغيرة والنخوة، لكن في المسلسل الكبير هو من له قوة وعزوة وناس تحمل أسلحة كثيرة، ويسأل ‏المشاهد نفسه أهناك مناطق في المجتمع بهذا الشكل المرعب الذي يمتلك ترسانة من الأسلحة أمام رجال ‏القانون، أن تكون هناك حرباً طاحنة بين أبناء العم على البطلة، التي تظهر في كل مشهد بصورة جميلة مع ‏اختيار الخلفية والملابس بعناية حتى ترتقي بهذه الحرب الدائرة عليها، وإن كانت لم تقنع الجمهور بأنها أم ‏لشابين بالعشرينات.‏
الجميل هو التعاون بين الكبار، لكن الغير جميل هو تأصيل فكرة القوة والانتقام ، وترك بصمة في عقول ‏الشباب تحثهم على العنف وممارسة القوة باسم الشهامة والرجولة، فتغيير المسمى أمر خطير للغاية، فعلى ‏المجتمع أن ينتبه جيدا لمثل هذه الأعمال التي تجذب الشباب لتغيير السلوك العام وعدم احترام الكبير.‏



صناعة الأفلام ‏" معاذ الطيب ‏/مخرج ‏ "
صناعة الأفلام مثل صناعة الموسيقى والأغاني تعبير عن المشاعر والعواطف والأحلام والمشاكل ‏المجتمعية، ومن فيلم يضم الحقائق العلمية إلى آخر يتطرق إلى أكثر الخيالات والأحلام جموحًا تتنوع ‏أهداف وكواليس صناعة الأفلام، حيث تختبئ وراء هذه الدقائق المعدودة للفيلم أيام وشهور وسنوات من ‏العمل الجاد والمجهود الفكري.
والفيلم عبارة عن مجموعة متتالية من الصور الثابتة ، أو مقاطع (فيديو) صغيرة ، حيث يتم التقاط هذه ‏الصور أو مقاطع الفيديو بشكل احترافي ، ثم يتم ترتيبها بطريقة متسلسلة ومحترفة ، من خلال استخدام ‏معدات خاصة ، وعرضها بسرعة عالية ، واعتمادًا حول ظاهرة الوهم البصري ، سيظهر الفيلم للمشاهد ‏كطلقة واحدة.‏
ويرجع تاريخ صناعة الأفلام إلى عام 1894، حيث تمكن الأخوان لومبير، من صنع أول جهاز لعرض ‏الأفلام وهو جهاز السينما غراف، وكانت تعتمد فكرته على عرض عدد من الصور الفوتوغرافية الثابتة، ‏بشكل متتالٍ، وبسرعة عالية، على شاشة عرض كبيرة، مما يُوهم المشاهد بأن التصوير متحرك، وكان أول ‏فيلم عرضه الأخوان هو عبارة عن لقطات لعمال يخرجون من المصنع دون صوت، وكان إنتاجه في عام ‏‏1895، وتم عرض الفيلم في أحد المقاهي، وفي نفس العام أنتج الأخوان لوميير فيلمهم الثاني وكان فيلم ‏روائي طويل كوميدي مدته 36 ثانية، وهو عبارة عن مشهد لبستاني وفتى صغير يمنعه من القيام بعمله، ثم ‏تبعها عدد من الأفلام الأخرى حتى جاء العبقري جورج ميليس ليضيف لمسة جديدة على صناعة الأفلام ‏ساهمت في تطورها وازدهارها، حيث اكتشف في عام 1896 خدعة التوقف أو الاستبدال في الأفلام ‏وغيرها من الخدع السنيمائية، مما جعله من رواد المونتاج الفني والخدع السينمائية، ثم أنتج جورج فيلم ‏الخيال العلمي الأول "رحلة إلى القمر" عام 1902 ومدته 15 دقيقة، واستمرت صناعة الأفلام في التطور ‏والازدهار خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، واشتمل التطور على الصوت والصورة، وصارت هوليوود ‏هي الوجهة الأولى لصناع الأفلام لطبيعتها الخلابة .‏



نبضات/عندما تستفيق الأنثى " ‏ ميرا علي/كاتبة "
الأنثى كائن مرتبط وكيان مستقل، هي الضد ونقيضُه في نفس الوقت، وهي الوقت ونفسه الذي تستنشق ‏الحياة منها حياتها لتحيا، إنها المرأة التي تحاربها المناسبات والهيئات وغيرها من المؤسسات النسوية التي ‏أطَّرَتْها في خانة المشروعات العنصرية دون وعي وإدراك، ثم استفزوا عواطفها لتؤمن بالعزلة في محيط ‏المحيط فقط دون المشاركات الحقيقية، ودون الرضى أو السماح لها بمطالباتها على الأقل، فضلا عن ‏إعطائها مايسمى بالحقوق! عندما تختزل النساء في مجتمعات لا يسمح للرجال الذين يفترض بهم أن يردوا ‏الحقوق المسلوبة من المرأة كالحريات وفق ما هو متاح وميسر، وأن تكون المشاورات ليس فقط للمنتفعين ‏ممن يدعون بمناصري قضايا المرأة، وهم ليس لديهم الجرأة بأن يشارك في مشاركاتهم زوجاتهم أو بناتهم أو ‏أخواتهم، فهم كمن يصفق لأم كلثوم وهي امرأة وأنثى ومن النساء، ويستشيط كمداً وغيظا إذا دندنت زوجته ‏أو إحدى نساء محيطه ولو بدندنات القلب يعشق كل جميل من كلمات بيرم التونسي في قصيدةٍ صوفية ‏يقصد بها الله! ناهيكم عن الأطلال، أو خذني في حنانك.‏
المرأة اليوم لا تكف عن القيام في محراب منصات التواصل تناغي أشباه الأشباه من الرجال، وأقول ذلك ‏لأن الرجل لا يناغي محارم الآخرين، إلا إذا كان هدف تحرير النساء لديه ولدى أمثاله هن اللائي على ‏شاكلته، ولكل ساقطة حينها لاقطة، أقول قولي هذا وأقول استحوا من الله. ‏
حبر الألم
‏ عندما تعزف الأوركسترا لحناً ليس مألوفاً، وتتمايل الأجساد طرباً لدى سماعه، هنا يكمن الإنسان المبدع ‏الذي أبدع أذواقاً وآذانا تصفق، ولم يقدم ما تطلبه ذاكرة الجماهير بل قدم ما ينقلهم إلى عوالم أخرى غير ‏مألوفة، لأن الأذواق لا تتعود، ولكنه القهر الذي يمارسه البعض في عدم الجرأة المطلوبة في كشف غطاء ‏العادة، ثم التجرد من تقاليد الممارسات التقليدية في أروقة المواريث فقط، دون الانطلاق إلى إبداع تراث ‏يحكي ويتغنى بعزه الأحفاد الذين سيلون بعد البعد من الآباء الذين أبدعوا ويفترض بأنهم نحن، آثار الأجداد ‏دلت عليهم، وجل ما أخشاه أن تطمس آثارهم على خطواتنا ثم لا تكون لنا آثار تدل علينا.‏ فإن كانت أقلامنا خير موثق على تاريخ الأجداد وإرثهم، فإنها كانت أقلام أمل داعية إلى ذكر أمجادهم ‏لنسموا بها ونرتقي بأمجادنا فنحن لانكتب اليوم إلا بحبر من نور ووعي، فأقلامنا هي حبر العمل، لا مجرد ‏حبر ألم، وكفى.‏



عناقيد ‏" نسمة عودة ‏ "
قناع
ما أتعبني ليس سقوط القناع عن بعض الأشخاص الذين قابلتهم في الحياة، ما أتعبني حقا هي كثرة الأقنعة، هي عدم قدرتي على ‏استيعاب كثرة عددها في هذا الزمن، كنت أتمني أن أكون إنسانة غبية بالقدر الذي يجعلني أصدق من يمثلون الحب، أن أكون ‏ساذجة بالقدر الذي يجعلني أصدق من يقومون بإيذائي هم الذين يقومون بحمايتي في الحياة.‏

الكلمات
‏ لم أقتنع يوماً بأن الحب اهتمام، بالنسبة لي كثرة الاتصالات لا تعني الحب، الكلمات الرائعة لا تعني الحب، الحب بالنسبة لي ‏أفعال، ما هو إلا مجرد أفعال، فماذا استفيد بالكلمات والاتصالات والهدايا والمفاجآت الرائعة إذا لم يكن أحد بجانبي عندما ‏أحتاج، وماذا يفيد كل هذا عندما لا يكتمل للنهاية بحجة الظروف والنصيب واختلاف الحجج التي لا تنتهي، الحب بالنسبة لي ‏أشخاص بجانبي في الحياة حتى آخر أنفاسي بها، لا شيء يمنعهم من الوقوف بجانبي سوى أن روحي انتهى وقت وجودها في ‏الحياة وذهبت للعالم الآخر.



رمضان في الإمارات " مازن تميم ‏/كاتب صحفي ‏ "
 ‏أولا: رمضان ما بين الأمس واليوم.. يأتي شهر رمضان في كل عام حاملاً معه الخير والثواب وتتواصل ‏في كل رمضان عادات وتقاليد وطقوس معينة يتوارثها الأبناء عن الأجداد.وهذه الطقوس لا تزال تتجدد إلى ‏يومنا هذا سواء تلك المتعلقة بتبادل الزيارات أو اجتماع الأقارب والأصدقاء على مائدة الإفطار أو السحور ‏وغيرها الكثير, ولكن دعونا نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً لنتعرف على مدى التطور والتغير الذي طرأ ‏على شهر رمضان من حياة الأجداد إلى اليوم حيث تبقى الذكريات الرمضانية العريقة هي الحصن الوحيد ‏الذي يتحصن فيها الأبناء ويواصلون عبرها نقل مسيرة التراث الأصيل لأبناء المستقبل، وبالطبع الحديث ‏عن شهر رمضان في الماضي لا يمكن أن يتم إلا بمعرفة كل شيء عن رمضان سابقاً عبر الحياة البسيطة ‏القاسية وسط الصحراء وبجوار البحر .الذي كان ملاذ الأجداد لكسب لقمة العيش فعانوا من أهوال الجو.‏
‏كان رمضان عندما يهل بروحانيته يستعد الجميع له أجمل الاستعداد كونه شهر مميز بخصوصية لا ‏مثيل لها، الكل كان يسعد به وبهذه الخصوصية الصغار قبل الكبار والنساء والرجال متزوجين وعزاب ‏فالكل يهيئ نفسه لهذا الشهر الفضيل.ورغم حرارة الجو وعدم وجود مكيفات أو مراوح أيامها وأحياناً يكون ‏النهار طويلاً رغم كل هذا تجد الجميع وكل من يستطيع يلتزم بالصوم رغم قسوة الحياة والجو ورغم ‏العطش في أيام الصيف الحارة.رغم كل هذا لم يشعر بكل ما يحدث لم يشعروا لا بالحر ولا بالعطش ولا ‏غيره لأن الصيام كان ملاذهم والصيام متعهم وأصبغ عليهم صبغة روحانية, كانوا يترقبون لحظة الإفطار ‏بعدد من الوجبات الخاصة الشهية كالهريس والثريد والخبيص والعصيد والرقاق والعيش, كانوا يجتمعون ‏سوية كل اسرة تجتمع حول مائدتها ليفطروا وليشبعوا أو يرووا عطشهم بالماء الحار وكان الطعام يعد على ‏نار الحطب الذي يقوم بجمعه إما الأب أو الأبناء لعدم توفر الخزانات والصنابير وقتها.‏
‏بعد تناول الفطور يترقبون موعد التراويح لم تكن هناك مساجد آنذاك مثل اليوم وكانوا يصلون في بيت ‏من الحصير, وبعد التراويح تتجمع النساء في بيت أحداهن للحديث والسمر, أما الرجال فيتجمعون في ‏المجلس المخصص لأبناء الفريج يتسامرون معاً حتى الحادية عشر تقريباً ثم يعود الجميع لبيوتهم لإعداد ‏الطعام السحور المكون غالباً من العيش واللبن وأحياناً السمك, وبعد السحور يأتي موعد النوم استعداداً ‏لصلاة الفجر وتلاوة القرآن الكريم.‏
‏ وبعد صلاة الفجر لا ينام أحد فالكل يخرج ليكسب قوت رزقه والنساء يعملن بجد واجتهاد في المنزل, أما ‏الصغار فيتوجهون إلى المطوع يومياً .يتلقون دروساً دينية ويحفظون آيات من القران الكريم وبعض ‏الدروس الأخرى كالرياضيات والعلوم,وهكذا توالت الأيام والسنوات.‏
‏يعتبرون رمضان أيضاً من أجمل المناسبات لتهذيب النفوس والأخلاق ففي الماضي كان رمضان مثل ‏العيد يفرح الجميع بقدومه ويسعد الصغار به قبل الكبارويتناولون الحلوى والأكلات الأصيلة فيه, وكان ‏الجيران يتبادلون الأطباق الرمضانية المختلفة ويسمى هذا"الغريف" بحيث تكون الموائد مشتركة من حيث ‏أصنافها بين الجيران فتشاهد الأطفال يتلاقون في الطرقات قبل مدفع الإفطار بقليل حاملين معهم الأطباق ‏ولا يتوقف هذا المنظر حتى انتهاء شهر رمضان, وكثيراً ما تجد أهل الخير في الفريج يقدمون المساعدات ‏للأسر التي لا يعيلها أحد بإرسال الطعام اليومي لهم بالإضافة لبعض التبرعات.‏
‏واليوم كل شيء قد تغير وأصبحت الأمور ميسرة إلى أبعد مدى وأصبح تناول أصنافاً من الأطعمة ‏الجاهز شائعاً ولكن يفتقدون صلة الرحم، فقد قلت الزيارات التي لم تعد كالسابق فالطعام موجود يومياً على ‏الموائد ولكن لا يتناوله غير أفراد الأسرة والآن يفتقدون تلك اللحظات التي يجتمعون فيها يومياً في المجلس ‏الرجالي وكذلك تجمع النسوة وتتناول أطعامهن معاً للفطور أو السحور في رمضان.‏
‏ويقول الكبار أيضا أن الماضي ما زال حاضراً في قلوبهم بدخولهم شهر رمضان الكريم حيث يتذكرون ‏حتى اليوم تلك اللحظات التي تجتمع فيها الأسرة لتناول طعام الإفطار الذي كان تعده النسوة على ‏الحطب  وكانوا يشعرون بسعادة وبلذة هذا الطعام. أما اليوم فالنكهة اختلفت كثيراً و تدخلت الأيدي الأسيوية ‏في أعداد الفطور والسحور و أصبح همهم اليوم هو ملئ المعدة بالطعام فقط بدون الإحساس بلذته. فرغم أن ‏الطعام في الماضي قليل لكنه كان ألذ من الأصنام الكثيرة التي تحتويها الموائد هذه الأيام وعزاؤهم الوحيد ‏وأنهم لا يزالون يحيوا بذكريات رمضان عن طريق الأطباق الشعبية كالهريس والثريد وللقيمات بالزعفران ‏بها يشعرون أن الماضي لا يزال حاضراً في قلوبهم. ومع اقتراب موعد العيد كانوا في السابق يترقبون ‏شراء ملابس جديدة للعيد كما يحدث الآن ولكن ليس بنكهة أيام زمان حيث كانت الأمهات تخيط الثياب ‏بأيديهن, أما بالنسبة للصلاة في السابق فقد كان الجميع يحرص على أدائها فروضاً ونوافل وكذلك كانت دور ‏الصلاة في السابق تمتلئ بالذاكرين مما يشجع الكثير على المكوث فيها حتى بعد صلاة الفجر, ولكن هذه ‏الأيام المساجد شبه خالية لسرعة خروج المصلين رغبة في استكمال النوم.‏
‏ عادات رمضان كما يقول الكبار ورثوها من الأجداد، عادات جيدة تتعلق برمضان وعلموها لأبنائهم فهي ‏امتدادات الأجداد وهم يوعون أبنائهم بضرورة المحافظة عليها خاصة وأنهم اليوم في نعمة واستقرار بفضل ‏دعم ورعاية الدولة ومساندتها لكل ما يهمهم كأفراد مما يجعلهم يشعرون بالفضل للقيادات. أيام زمان كانوا ‏يصومون وسط الحر الشديد والعطش الشديد وشظف العيش وكان رمضان بالنسبة لهم دائماً حافزاً ‏للإخلاص في العمل إلى جانب العبادة أيضاً لا يهملون أياً منهما قيد أنملة. أما اليوم والحمد لله كل شيء ‏متوفر والحياة أصبحت أكثر راحة وهدوء وسلام وسط هذه التكنولوجيا ,ولكن مرة أخرى ليست بنكهة ولذة ‏وروحانية رمضان أيام زمان أيام الزمن الجميل الماضي الذي بقيت ذكرياته داخل قلوبهم لا تمحى ولا ‏تزول رغم التطور والحداثة التي سادت هذه الأيام والانفتاح على العالم ورغبة الناس في التواصل مع ‏علاقات جديدة من خارج الدولة وتوطيدها ونسيان الأهل والجيرة.‏



استثمار رمضان ‏" محمد أبو السعود ‏ "
جاء في الموروث الثقافي لدى العرب والمسلمين، أن العمل عبادة، وتأيدا للأحاديث النبوية الدالة على اتقان ‏العمل والتفاني في الجهد لإخراج المطلوب على أكمل وجه من وصايا الرسول الكريم، وغالبا ما ينتظر ‏الكثير منا شهر رمضان لما له من خصوصية وروحانيات تملأ القلوب وتسمو بالوجدان، فالشهر الفضيل ‏تكثر فيه أعمال الخير وتنو فيه الصدقات والبهجة وصلة الرحم مع وجود ظروف استثنائية، إلا أنها لم تمنع ‏زيارات العائلة الممتدة وتبادل العزائم.‏
وبما اننا في رمضان شهر الصوم، فهناك من يفهم العبادة على أنها ممارسة الطقوس الدينية من صلاة ‏وصيام وكف الأذى عن الآخر، ويعتبر العمل في هذا الشهر تحصيل حاصل بحجة التعب ومزاولة العبادات ‏والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، والبعض غفل تأدية الواجب وانصرف بتلك العبادات عن العبادة الحقيقية ‏في تسيير امور الخلق، وقضاء حوائج الناس، والتيسير لتخفيف الاعباء عن المحتاجين، فالعمل هنا سيكون ‏له الأثر الطيب في نفوس المجتمع، فالشهر الفضيل لا ينقسم لصوم وصلاة والعبس في وجه السائلين عن ‏أعمالهم وقضاء مصالحهم، فالازدواجية في العبادة موجودة ومنتشرة في هذه الفترة بكثافة شديدة.‏
هذا على مستوى الموظف الذي يجلس خلف مكتب، أما الوجه الآخر لمن يتهم الصيام بقلة ساعات العمل ‏والتعب والإرهاق من عمال الأشغال اليومية المرتبطة بالتجهيزات والمهن التي تتم في جو صعب وتحت ‏ظروف قهرية، فهناك من يسعى دائما لعمل التوازن بين الصيام وتأدية الواجب نحو المجتمع، فمجال ‏المقاولات على سبيل المثال شاق جدا في التنفيذ، لذا يحاول اصحاب هذه المهن أن يراعي صيام العمال ‏وتفانيهم في العمل، ومحاولة التخفيف تنهم ودعمهم معنويا وتحفيزهم بالطاقة الإيجابية باستمرار، كما ‏يراعى توقيت العمل وتغييره لمتطلبات الصيام من جهة والعمل واتقانه من جهة أخرى.‏
المهن كثيرة جدا التي يمارسها البعض، ولأن تلك المهن ترتبط بتلبية احتياجات المجتمع مثل الفران، ‏والطهاة الذين يتعاملون مع الحرارة الناتجة عن لهيب الفرن،  ما تتطلبه الوظيفة أو المهنة بالاحتكاك ‏المباشر بالظروف الاستثنائية للشهر الفضيل، وعلى المجتمع أن يتروى بعض الشيء على هؤلاء الذين ‏يقدمون الخدمات الشاقة وهم في صيام، فالعمل عبادة وسيظل كذلك ما دمنا نحرص على التقدم وضرب ‏النماذج المشرفة التى تعكس روح الإسلام السمحة في المعاملات والعبادات.‏



التخلي ‏" منال الحبال ‏/إعلامية "
من أوائل النوايا التي يجب التركيز عليها في رحلة تطوير الوعي الذاتي يكون بالتخلي عن القيود التي ‏كبلت نفسك بها، سواء بإرادتك أو بغير إرادتك بتأثير المجتمع والعادات والتقاليد المفروضة، وبالعودة إلى ‏الفطرة التي فطرنا الله عليها وبالتخلي عن الأشخاص والأشياء دون التعلق بها قبل أن تصبح مجبراَ على ‏التخلي وتقع في دوامة من المعاناة التي تنتظرك بل توقع الرحيل دوماَ وتوقع أن تفقد الأشياء بأية لحظة. ‏
يكون التخلي أيضاَ بأن تمحي الأثر المزعج من الماضي وليس الماضي نفسه لدرجة أنك عندما تستحضره ‏تبقى محافظاَ على هدوءك وتوازنك النفسي. ومن أهم المشاعر لتعزيز القدرة على التخلي هي الإحساس ‏بالقيمة بأن تعزز قيمة نفسك أكثر من أي شخص ومن أي شيء.‏
‏ ويجب أن ينبع الإحساس بالقيمة من داخلك أنت فكرة وإيماناَ وتصديقاَ فالله خلقنا من جسد ونفس ووهبنا ‏العقل للتحكم بالأفكار والنوايا والمشاعر وشحننا بالروح كنفحة إلهية فيها من قدرات الخالق وصفاته بقدرٍ، ‏ونحن نستطيع تحويل هذه المفاتيح لكنز عندما نربط قيمتنا بالخالق وليس بأي شيء قابل للزيادة والنقصان ‏والزوال والفناء.‏
فالتعلق يكون بالله فقط وبذلك أنت تدرك بقوة أن الله سيعوضك ويختار لك الأفضل والأجمل وتملك القدرة ‏لمنح نفسك الأولوية فأنت محور هذا الكون والكون كله بداخلك فلا يجب أن تلخص حياتك بأي شخص أو ‏أمر بل تعلّم أنه في التخلي تجلي، فأنت عندما تتخلى لا يعني أنك تستغني بل أنت تتوقف عن التعلق الذي ‏يولد باستمرار مشاعر سلبية كالتوتر والقلق والخوف من الفقد والتي تجذب مثيلاتها وتبعده عنك بل على ‏العكس عند فك ارتباطك يتفعل قانون الجذب وتحصل عليه عندما تتوقف عن التعلق والمطاردة وتعمل كل ‏ما بخطتك للحصول على هذا الشخص أو الشيء دون انتظار أو ترقب وبسلام داخلي وصفاء ذهني وثقة ‏عالية بالنفس وحسن ظن بالله بأنه سيتجلى في حياتك في الوقت المناسب، تخلى عن كل ما يؤذي قلبك ‏وروحك مهما تألمت في البداية واصنع النسخة الأفضل التي تتمنى أن ترى نفسك بها، وبذكائك كن أنت ‏العطار الذي يصلح ما أفسده الدهر.‏



معانٍ موسيقية ‏" سعيد عبد الله ‏/موسيقي "
ما من كلمات تقال إلا ويصحبها لحن ونغم، والموسيقي الجاد والماهر يستطيع أن يلحن دفتر المديونات عند ‏البقال، وكلنا يسمع المقامات المختلفة مع تداول الأصوات، فالكلام الملحن يدخل القلب حتى ولو لم يكن معه ‏موسيقى، كالآذان حين ينادي المؤذن بصوت عذب يرق له القلب ويجذب الأذن لسماع الصوت الجميل، ‏غير سماعها من صاحب صوت منفر، والفرق بينهما هو اللحن والالتزام بالمقام واختيار ما يناسب طبقة ‏الصوت عند المد والإيقاف.‏
حتى أن قراء القرآن الكريم يلتزمون بطبقات الصوت والمقامات لتصل الكلمة للقلب وتلمس الوجدان، ومن ‏هنا يتحقق (ورتلوه ترتيلا)، والقرآن حين يقرأ بالتجويد أو الترتيل يكون القارئ على علم بالمقامات الصوتية ‏التى تمارس في الغناء، وهذا يتضح جليا عندما يقرأ القرآن بطريقة قراءة الكتب والمقالات، فلا نشعر ‏بمعاني الكلمات ولا بالإحساس المطلوب من السمو، فالمد والإدغام والوقوف والوصل والتنوين، تسمح ‏للمستمع بالمتعة الروحية والشعور بالمعنى.‏
فالموسيقى حاضرة في الأذهان بأشكالها المختلفة، فالأناشيد الدينية ننشدها بدون آلات موسيقية كالتواشيح ‏وفيها اللحن خفي لكن الاستمتاع من السلم الموسيقي والمقامات، فالحجازي والنهاوند والبياتي وغيرها ‏يستعين بها المنشد، ولعل من أشهر الموشحات الملحنة "أقف على بابك" للنقشبندي، خير دليل على أن ‏الموسيقى تساعد على رقة القلوب وإحساسها المرهف، حتى ولو لم يكن بليغ حمدي لحن له هذه الكلمات ‏فهى ملحنة بجمالها، لكن الموسيقى أضافت للكلمة إحساساً وكأن كل آلة تنطق بلسان حالها معبرة عن ‏المضمون المراد توصيله، وكما توقع ملحن الموشح باستمراره لسنوات طويلة جدا، وقد كان بالفعل لدرجة ‏أن الكثير وضعه نغمة على الهاتف لفترات طويلة.‏
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/