رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة الأميرة جواهر بنت بندر بن محمد
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
منظومة التعليم
لا يوجد نظام في الكون لا يعتمد على قوانين وتشريعات واجبة التنفيذ، لكن ما يفرق بين نظام وآخر هو تطبيق القانون واحترام التشريع، عند معرفة جميع أفراد المجتمع أن القانون يطبق على الكبير والصغير بدون محاباة، سيلتزم الكل لتجنب العقاب والتشهير وربما الحبس.
جاءت القوانين الخاصة بتنظيم التعليم والحفاظ على الأطراف المعنية من الطالب والمدرس وولي الأمر من تخطي أحد الأطراف على الآخر، لذلك نجد قانوناً يلزم الطالب باحترام المعلم والحفاظ على مقدرات الدولة متمثلة في المدرسة والأدوات المستخدمة من مقاعد وملاعب وألعاب وأجهزة حاسوب وغيرها من الأدوات التعليمية، وأيضا المعلم مطالب بالعمل داخل القاعة بكل جد ونشاط وعدم التفرقة بين طالب وآخر، ولا يقوم بالتنمر أو ضرب الطلاب ولا يسب ولا يتعالى على أحد، ولا انتقام في وضع المعدل، أو المساس بتقديرات الطالب حتى إذا ما كان ودوداً له، أما ولي الأمر فشريك في التربية والمتابعة المستمرة مع المدرسة عن مستوى ابنه أو ابنته في ضوء القانون والتشريع.
وأرى أن القانون منظم ورادع لجميع الأطراف، خاصة في ظل التطاول المستباح لضرب المعلم من قبل الطالب أو ولي الأمر، فالقانون يعاقب بالرفد لمدة عام وقد تصل لعامين، مما يجعل ولي الأمر يفكر ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار خاطئ يعرض ابنه للفصل وضياع مستقبلة التعليمي، ومتابعة المعلم بالتدريس والتصحيح اليومي لمتابعة مستوى الطلبة باستمرار، وهذا من شأنه تنظيم منظومة التعليم
يأتي الخلل الحقيقي في عدم تطبيق القانون، ووجود شفعاء يصلحون الأطراف مما ينحي القانون جانبا وتسود المحاباة و غض الطرف عن القضية، وهنا لا نلوم المشرع أو القانون بل نلوم من تدخل لطي صفحات مواد القانون والتعامل بما يسمى بروح القانون، متناسيا أن العدالة الناجزة واجبة التنفيذ على الجميع، ولما نألف هذه المواقف وتجنب القانون وعدم التعامل به نجد أنفسنا في دوامة الفوضى وعدم وجود قانون رادع، والحقيقة أن القانون موجود، وعلينا فقط التزامه.
الشيماء محمد – خبير صحافة وإعلام
الدروس الخصوصية
بحثنا في تاريخ الدروس الخصوصية فوجدناها منذ زمن بعيد، ولها جذور في التاريخ لكن بأساليب مختلف وطرق مغايرة، فلما أراد عمر بن عبد العزيز تعليم أبنائه الفقه أشار عليه الوزير بأن يرسل للمعلم أن يأتي للقصر ويعلم أبناءه بدون جهد ومشقة الذهاب لبيت المعلم، فما كان من عمرو بن العزيز إلا أن قال: نحن نذهب للعلم ولا يأتينا، إيماناً منه بدور المعلم وتبجيله واحترام العلم فيه.
أما الذهاب للطالب في بيته فبدأ مع نجيب الريحاني في فيلم غزل البنات، وأكيد مؤلف الفيلم أنور وجدي وكاتب السيناريو بديع خيري جاءوا بالفكرة من العدم، قطعا كان موجوداً هذا النموذج في ذاك الوقت وإلا حسن الصيفي المخرج كان قد رفض، فالسينما وقتها كانت تعكس صورة المجتمع بصدق.
وجسد نجيب الريحاني دور المدرس المجتهد الذي حاول أن يصلح من شأن الطلبة فنال عقابه بالطرد من وظيفته، وظهر بمظهر يرثى له من حيث الملابس الممزقة والهندام السيء، واللحية التى لم تحلق ومنظره بائس جدا، وفجأة يأتي له عمل معلم بالأجر عند بنت الباشا فيتبدل حالة ويصبح معلم اللغة العربية في أبهى صورة وأجمل مظهر لمجرد أنه مدرس خصوصي.
وهذا هو الحال بالنسبة للمعلم في وقتنا الحالي، المعلم الذي لا يعطي دروسا خصوصية مظهره مظهر نجيب الريحاني قبل دخول قصر الباشا، أما الذي وجد الفرصة ودخل البيوت ومارس التعليم حاله تغير جذرياً.
القضية ليست في الدروس الخصوصية، القضية حالياً أن من يعطي الدروس طلبة جامعات وخريجو جامعات لم يمارسوا التعليم ولم يكونوا على قوة التعليم من الأساس، وأشهر هؤلاء المدرسين الذين يأجرون صالات ستاد لاستيعاب أعداد الطلبة، غير المدرس الذي يتبع أسلوب الرقص والطبل في تلقين الطلبة والطالبات المنهج، والمدهش أن دخل المدرس الخصوصي تخطى المليون في الشهر، مما دفعه لتقديم سيارة حديثة للطلاب المتفوقين وهواتف نقالة باهظة الثمن، وهذا كله لاستقطاب العديد من الطلاب وتحصيل الأموال نظير وصلة غناء في ذات الوقت، هناك معلمون كبار في السن لجأوا لوسائل التواصل الاجتماعي، ليشرحوا المنهج مجانا معتمدين على الدخل من التطبيقات والمواقع، وأكثرهم دقة وعلم ممن يهرعون وراء الدروس ونهب الطلبة وأولياء الأمور.
علاء رياض
الاستقرار الوظيفي
يعتمد الاستقرار الوظيفي على تهيئة المناخ المناسب للموظف ليجيد عمله ويحقق الأهداف التى رسمها في خطته السنوية، وهذا المناخ المناسب لا يأتي إلى مع التوافق التام حسب سياسة المؤسسة أو المنشأة التابع لها الموظف، ويبدأ الاستقرار الوظيفي حين يتم التسكين وعدم محاولة التهديد من قبل الرؤساء والمدراء للموظفين والعمال من المرؤوسين لديهم.
الموظف يراقب عن كثب ما يحدث مع الموظف الذي يترك العمل وكيفية المعاملة التى تعامل بها من أخذ كل مستحقاته أم تم تعقيده ونفيه والتنكيل به وإظهار مساوئه أمام الجميع، أم كان الخروج لائقاَ بدون مشاكل ولا قضايا، خروج باحترام وتقدير وأن باب الشركة أو المنشأة مفتوح في أي وقت، كل هذه الأفعال البسيطة تعود بالنفع على البقية من الموظفين، ويشاهدوا كيفية التعامل ومواعيد صرف الراتب أيضا تقع ضمن معدلات الرضا عند الموظف، فالراتب هو عصب الحياة بالنسبة لهم خاصة وأن معظم الموظفين ممن يعتمدون على الراتب فتأخيره لشهر واحد يتسبب في مشاكل أسرية وربما لمطالبات الدائنين ودخوله في مشاكل لا حصر لها بسبب تأخير حفنة أموال تمثل له الاستقرار الأسري والمجتمعي.
عدم التقدير والاحترام والتقليل من الجهد أكثر أنواع عدم الاستقرار في الوظيفة، حتى أن الموظف يمنع نفسه من التفكير والتطوير والإبداع، ويكون في حالة مستمرة من القلق بل تصل به الحالة أنه لا يرغب في الذهاب إلى العمل، أما أن يتعامل مع مدير برتبة قائد فهذا يجعل الحال في أزهى صورة، فالمدير القائد يحترم فريق العمل ويبجل فكرهم ويثني على جهودهم ويرفع من شأنهم، وينسب الجهد والعمل لصاحبه لا لنفسه، ويتحدث عن الموظفين في غيابهم بصورة طيبة أكثر من وجودهم، يعطي من يستحق ويعاقب من يخطئ، يحتوي العامل والموظف الصغير ويسأل عن أحوال موظفيه حتى يعم الاستقرار وحب العمل ويدب النشاط ويمنع النميمة والتسلق وترك باب الفتن، لذلك يطمئن كل من يعمل تحت إدارته ويصبح الاستقرار الوظيفي أسلوب حياة عند الجميع.
محمد أسامة - كاتب
أطفال السكري
كنت في مستشفى أبو الريش لزيارة طبيب صديقي، وقبل أن ندخل عيادته طلب المرور على المدير، فجلست في الردهة انتظره، وبحواري طفلة في الخامسة من عمرها وطفل في السادسة تقريباً، وبينهما حوار ولم يعرفا بعضهما البعض الآخر لكن جمعهما ظرف واحد، الطفلة تسأله من يعطيك الحقنة؟، فرد بسرعة قائلا: أنا ، وقبل أن أعرف قصتهما أو أسألهما عن سبب وجودهما وأي حقنة، جاء صديقي وجلسنا في عيادته وقت الراحة واستبدال ملابسه لنخرج.
سألته عن الأطفال وعلاقتهم بالحقن وما هو المرض الذي يستدعي جلستهم وحضورهم إلى المستشفى، كانت أسئلة كثيرة جداً وخرجت دفعة واحدة، لأنتظر الإجابة ولهفتي على الطفلين ومأساتهما فانفطر قلبي وحزنت عليهما ودعوت لهما بالشفاء العاجل.
فاجأني أن الطفلين هما من مرضى السكري، والحقة التي يأخذانها (أنسولين) يأخذانها حسب الطلب مرة أو مرتين في اليوم، وغالباً ما يأخذها الطفل بنفسه في أوقاتها، وقبل أن استفسر قال: إن هذا المرض يأتي للأطفال من الوراثة، أو عارض.
وحدثني عن السكري بقوله: هو مرض مزمن يصيب المريض مدى الحياة ويؤثر على قدرة الجسم لتحويل الجلوكوز من الطعام إلى طاقة، ويتطور في وقت مبكر من الحياة وغالبا ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة.
يبدأ عندما يهاجم المرض الجهاز المناعي الخلايا في البنكرياس مصدر إنتاج الأنسولين، دون حقن يومية من الأنسولين، والمرضى الذين يعيشون مع هذا النوع من السكري لن يكونوا قادرين على البقاء على قيد الحياة، فهذا المرض يحتاج إلى عناية كبيرة جدا من المريض في الحمية وطريقة الطعام وأنواع كثيرة من الفاكهة ممنوع تناولها وأكثر الأطعمة والمخبوزات ممنوعة ، فحياة هؤلاء المرضى صعبة، لكن هناك علاج يجعلهم مستمرين لكن للأسف هذا النوع ومع الأنسولين معناه أن البنكرياس توقف أو شبه توقف عن العمل، ولابد أن يحافظ مرضى السكري على الصحة العامة والمضاعفات، والرياضة مهمة وعدم السمنة، كذلك يتطلب من المسؤولين عنهم متابعة قياس السكري باستمرار والانتباه لنوبات فقدان الوعي، والسكري المنخفض أكثر ضرراً من السكري المرتفع، فيجب الحذر من الجروح خاصة قد مريض السكري والمتابعة على العلاج وتناول الدواء حسب المواعيد وعدم نسيانه حتى يتجنب المريض المضاعفات.
علي عبد الحميد
الوجه الأخر
لكل شيء في الوجود وجه آخر، إذا كان إنساناً أو نباتاً أو جماداً، فما نراه بأعيننا ونستوعبه بذاكرتنا وفهمنا يختلف عما في النفوس وما تخفيه الوجوه الأخرى، إذا الجبال أوتاد لتنظيم الكوكب وتحافظ عليه، فوجهها الآخر مرعب لما تحتويه من تضاريس تحوي كل مجهول خلفها وفي باطنها، وهناك نباتات تصطاد الحشرات وتلتهمها مع أن شكلها جميل ورائحتها زكية، الأمر لا يقتصر على الوجه المبهر الجميل فغالباً ما يوجد وجه شرس مختلف عن الوجه الذي نراه، وما نراه إلا عند سقوط القناع وإسدال ستار التمثيل، حتى الحيوان المفترس الذي نراه قبيحا مخادعا له وجه حسن يتعامل به مع صاحبه وأشباله، فلكل شيء وجه خفي مرعب.
لكن الإنسان مختلف في تركيبته من كثرة وجوهه التي يرتديها كلما احتاج، وجه مع الأبناء وآخر مع الزوجة وقناع في العمل وآخر مع الأصدقاء وعشرون مع الخليلة، لكن خلف كل هذه الوجوه يبقى وجه خفي لا يعرفه إلا هو أو إذا استدعى الأمر لإظهاره.
وصدق فيودور دوستويفسكي الروائي الفيلسوف الروسي حين قال: "كل إنسان يحمل في داخله صوتين، أحدهما يهمس له بالحقيقة العارية، والآخر يزيف له الواقع كي يحتمله، كم مرة نظرنا إلى المرآة ولم نرَ سوى وجوهنا، بينما كانت أرواحنا تقف خلف الزجاج، تنظر إلينا بعيون خاوية، نحن نخدع أنفسنا حين نظن أننا نعيش، بينما نحن في الحقيقة نهرب، نهرب من الفراغ القابع في قلوبنا، من الأسئلة التي نخشى مواجهتها، من تلك اللحظات التي نشعر فيها بأن كل شيء بلا معنى".
هل جربت أن تصمت تمامًا، أن تصغي إلى أفكارك وهي تتدفق بلا قيود إنه أمر مرعب، الإنسان لا يحتمل مواجهة ذاته، لهذا يملأ حياته بالضجيج، بالعمل، بالمحادثات الفارغة، بأي شيء يجعله يهرب من السؤال الذي يطارده دائمًا: لماذا أنا هنا؟ وما الذي يجعلني أستمر؟ ربما الإجابة ليست في البحث، بل في التوقف عن الهروب". هكذا تكون نظرة الفلاسفة للإنسان والحياة وما وراء الفكرة والمعتقد، يصنفون البشرية ويعرفون مهام كل الوجوه ويتركون من خلفهم علماً إذا ما حاولنا فهمه سنحتاج لعمر طويل، لكن هؤلاء المفكرين يدركون تماماً مفاهيم لعبة الحياة.
راجح محمد
نكتة القرن
عندما يتحدث أحد المسؤولين الكبار في حفل مهيب منقول على الهواء مباشرة، بكل ثقة عن خبر ويدخل مصطلحات (كبردية) اكتشفها مع فريق بحث، وعند ترجمتها وفك رموزها اكتشفوا أن الملكة حتشبسوت التي تستضيف الحفل كانت من مشجعي ناد رياضي، والمدهش أنه لم يضحك أو يحكي القصة على أنها نكتة أو مجاملة للنادي الذي اختار هذا المكان ليعلن منه عن بناء صرح جديد في مدينة الشيخ زايد.
السؤال هل أصبح التاريخ لعبة؟ يعبث به كل مخرب للعقول، الحدث على الهواء ويشاهده ملايين ومنهم الأطفال في مرحلة التكوين الفكري، ولأن المسؤول لم يوضح أنها ضحكة، فخرج مؤيدو ناد منافس بالتأكيد على أن أحمس كان مشجعا قوياً لناديهم، فأصبحت هناك مباراة بين مسؤول عن الآثار وإعلامي بعيدا عن المعرفة، وتاه الطفل المسكين الذي لم يحلل القصة ولم يعرف أنها مكيدة وكيد الكبار، وتحمس من جهة أخرى المعنيين بالآثار عن هذه الطرفة وعبروا عنها بأنه موقف سخيف على الدولة أن تتدخل في هذه الاكاذيب
وفي الحقيقة أنه مع الاستماع لهذا المسؤول بات الأمر صعباً، فهل تفتن المشاهير بعد سن معينة لدرجة أن يجزم أن امرأة من آلاف السنين تشجع ناديا؟! لم تأت ردود أفعال الأثريين كما ينبغي، واكتفوا بالمطالبة بالتحقيق ووقف هذا الهزل عن التداول، لأن العبث في التاريخ أمر جد فظيع ومضر جداً، ماذا لو كرمت جهة خارجية هذا الأثري فهل ستمنحه شرف بناء الأهرامات ، كما أهدى النادي هذه المعلومة بمناسبة دعوته للحفل.
التاريخ ليس لعبة على الأقل نذكر ما هو معلوم، وتمنح لمن يسمعك المصداقية وأنك من الكبار، ولم تفتن أو تخض صداما مع الأكاديميين الذين يحرصون على الآثار والتاريخ، ويذكرنا هذا الأثري بشخص آخر مدعي علم الآثار أن جبل طور سيناء في ينبع، وعلى الجمهور أن يصدق، على الجميع أن ينتبه ويأخذ الحيطة في التعامل مع هذه الأطروحات وغيرها لكي نتجنب الكوارث العلمية المحرفة في التاريخ.
الغريب في أمر المسؤول أنه نفى أن يكون كلامه نكته أو سخرية وشدد على أن الخبر حقيقي، مما يجعل المشاهد في ريبة من أمره، أوصل السفه إلى هذا الحد من التدني، كيف لنا أن نثق في كلامه القادم وعلى الجميع إعادة النظر في حواراته وأخباره السابقة، والسؤال هل يفتن الخبراء وتحولهم الثقة الزائدة والغرور إلى الهاوية الفكرية، فمهما كانت مكانته العلمية ففوق كل ذي علم عليم، وما يأتي به عند أخرين بالتفصيل ولديهم من الأدلة ما يكذبه ويجعله نكتة القرن. مهما كانت الدعابة والمقصود منها إلا أن مركز المسؤول ووضعه في العالم، لا يسمح بهذه المعلومة وانتشارها على الملأ، لأن المعلومات المغلوطة الصادرة من خبير في المجال تشوش الفكر وتصيب البعض بالذهول وتشكك ضعاف العلم في مصداقيته التاريخية وتصبح مكانته في الأوساط العلمية موضع سخرية.
حمادة الجنايني
في الذوق سكينة
حصر بعض المهتمين بالقضايا الأسرية، أن أسباب انتشار الخلافات الزوجية في الأونة الأخيرة، سببها الحياة الاقتصادية ومتطلبات الحياة الأساسية أو عدم تلبية رب الأسرة لأبسط المتطلبات المنزلية، ومنهم من ذهب إلى تفاقم الخلافات بسبب الضغوط النفسية في العمل، أو عدم تفرغ الزوجة للبيت وتربية الأولاد، وترفض التنازل من أجل إثبات الذات وتحقيق الحلم والطموح، أو لأشياء أخرى يذكر الزوجان أسبابا مخالفة للواقع لحساسيتها وللحفاظ على الخيط الرفيع بينما.
ولم أسمع أو أشاهد أي من هؤلاء يذكر سبب الضيق أو الضغط النفسي، لم يذكر أحد أن ديكور المنزل له عامل كبير في الراحة النفسية بين الزوجين، تنسيق الأثاث وترتيب المنزل بأسلوب بسيط يوحي لأصحاب البيت بالطمأنينة والسلام النفسي، فلو لم يكن للديكور عامل نفسي ما أنشأت الدول المتقدمة جامعات للفنون الجميلة، وتركوا الأمر للشعوذة والانهيار الفكري الذي يصيب الزوجين بعد فترة من الزواج، وقد يسفر الزواج عن أبناء، وفي لحظة ترتفع نغمة الخلاف وتغيب الأصوات ليعم الصمت بعد فوات الأوان بعد إعلان الانفصال خبراء الديكور في العالم، يهتمون بأدق التفاصيل فيضعوا كل شئ في مكانه لسبب، حتى لون الجدران والإضاءة لهما تأثير كبير على المخ والصورة الذهنية لسكان المنزل، ليس ضروري استشارة مهندس ديكور إذا كانت الحالة المادية لا تسمح، لكن على الأقل مشاهدة محاضرات في كيفية ترتيب البيت ووضع القطع بأسلوب علمي، فعلى الزوجين التجديد المستمر في تبديل أماكن الأساس، وهذا التغيير لمعرفة افضل وضع لديكور المنزل، اختيار الأساس يتناسب مع مساحة المنزل، مع الاهتمام بالستائر ، وإذا ما توصلا لديكور مناسب لوضعهما، فليذهبا إلى محلات لديهم أفكار حسب حاجتهما ومساحة المنزل، لأن الأثاث إذا وضع بشكل عشوائي فغالباً ما يصدر الطاقة السلبية ويستدعي البؤس والقلق والضجر من لا شيء، مما يسبب النكد وضيق التنفس ما يجعل الصبر في آخر الأولويات، فالذوق الجميع والتوزيع المتناسق يعطى طاقة إيجابية وراحة نفسية.
الترتيب المدروس والتنسيق العام للأشياء يمنح أفراد الأسرة الراحة النفسية، حتى غرف النوم التي يجب ألا ندخلها إلا للنوم ولا نجعلها غرفاً للمعيشة، يجب أن تكون قطع الأثاث فيها قليلة وللضرورة وفيها متسع للحركة والجلوس إذا أمكن على كرسي، وضع الملابس في الخزانة وأدوات التجميل في موضعها السليم يدخل الراحة في النفس، فالهمجية حتى ولو منظمة تألف العين مشاهدتها وتصاب بالتعود ومع الوقت يكون المنظر معتاداً عليهـ ومستمرا فيحدث الضيق والضغط ولا يعرفوا السبب، وهو ذاك السبب الرئيس في التوتر والخروج على السيطرة.
إيمان الصقار- مهندسة ديكور
هلوسات
جلس قريباً من قلبها، بعيداً عن حضورها ثم قال:
بدوني كانت أرضٌ بور، قلباً قاحلاً جافاً، حديقة بلا عنوان، عطراً محكم الإغلاق، بئرٌاً لا ماء فيه، و بدونها كنت ماءً بلا منبع، وصوتٌاً بلا قرار، وحروفاً مبعثرة في دفتر الأيام، سيفاً لا غمد له، قلماً بلا حبر، معزوفةً لا لحن لها، طارقاً لا باب له، و باباً بلا مفتاح، بدونها لم أكن أعرف الضحك بقلبي والحديث بعيني حول حكاياتي رغم دسم التفاصيل و بدونها لم أكن أتنفس.
جلست قريبا من قلبه، بعيداً عن عينه ثم قالت :
بدوني كان اسمه ناقصاً، و بدونه كنت بلا اسم، بدوني كان فلاناً معي منحته زرعاً ومنحوه معنى، أبو الزهور التي أنا عطرها، بدوني أيضاً أنا بدونه حديث سقط ولم يثمر.
ناجية الصغير عبد الله – مدربة دولية
المكان
صوت خطوات أقدامي البطيئة على الأسفلت بعد توقف الأمطار، لها رنين ورائحة أعشقها، تلك الخطوات التي تنساب وأنا أمضي بين الأشجار التي تشبعت أوراقها بالماء وتتساقط برفق كأنها حبات الندى في الصباح الباكر، ستظل هذه الحياة البسيطة هي نقطة البداية والطاقة التي تجذبني دائما إلى الحب والتمرد والجمال، كل هذه التناقضات تستحوذ على روحي وكياني منذ كنت طفلة بريئة تنجذب لتغريد العصافير وجماعات الطيور البيضاء التي تساعد الفلاحين بالحقول، تلك الألوان المتناسقة بين الزراعة المتنوعة ونسمات الهواء الشتوية تدق طبول الموسيقى فتتمايل الأغصان والأوراق في تناسق جميل وممتع.
سيظل هذا المشهد محفوراً في الذاكرة والوجدان، خاصة وأن الأشجار المترامية على جانبي الطريق والأغصان الغارقة في النيل توحي للمارة بأناشيد الحب والغزل وكتابة الشعر والنثر، فمن يقطن في الريف يشعر بالصورة والنغم والألحان الطبيعية الناتجة عن السلم الموسيقي للطيور وإيقاع الطبيعة، ومع كل هذا الجمال والمناخ المنبسط على مدد البصر فيه من الأشياء المخيفة والمرعبة وأساليب التربية والتعلم وتضارب الفكر والمنهج، في الريف الجمال ونقيضه والحسن ونظيره، مجموعة من العقد مغلفة في جو من الألفة والتماسك والقوة المفرطة
خصال حميدة وشهامة لا يعرفها إلا أبن البلد، تلاحم وود وتعاون مشترك ، في الريف لا ينام جائع ولا ينكسر فقير فالشوارع تئن حين يتعرى يتيم، والوجوه تزداد حمرة خجلا يوم تجوع ارملة، تكاتف ملحوظ ومناوبة في العمل والمساعدة وقت الحصاد وهدايا من المحاصيل ومبادلة الخبز كمبادلة الحب، ومع كل هذه الجوانب الجميلة من شخصية الريف، نجد وجه مخيف يقبع داخل المعتقدات والمفاهيم، يذكروني بقوم قنديل هاشم وإصرارهم على الشفاء القادم من زيارة آل البيت، نفس الحارة والعقلية الجمعية في الشغف بالخرافات وادعاء العلم، عندما يصبح الحلاق في القرية يمثل الصحة والطب وصاحب رأي يأخذ به، تكون العقول قد غابت عن الوعي والضمائر في إجازة والفهم يقبع في الحظائر، ولا ننكر أن اليوم يختلف عن الأمس والتعليم غذى القرى وصار الريف مصدرا للعباقرة والعلماء والمفكرين، لكن تبقى بعض الخصال التي تنتقل عبر الفكر لتعكر صفو الجمال وتخرب الضوء المشع بغبار العند والمعتقد الخاطئ.
سحر الألفي – كاتبة