رئيس الدولة يبحث مع رئيسة الجمعية الوطنية في أذربيجان العلاقات الثنائية وسبل تنميتها
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
تنمية الذات وأثرها على الشباب العربي
يقف الشباب العربي في هذه المرحلة ، على مفترق طرق حضاري يستدعي إعادة النظر في منظومة التفكير والعمل والإنجاز ، وهنا يبزغ مفهوم التنمية البشرية وتطوير الذات كمنارة توجيه وسط بحر متلاطم من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية .
لم تعد التنمية البشرية مجرد شعار يتردد في القاعات المغلقة، بل أصبحت ضرورة ملحة تمس شغاف الواقع اليومي للشباب العربي ، فهي ليست مجرد دورات تدريبية عابرة أو كتب تُقرأ وتُنسى ، بل منهج حياة متكامل يُعيد صياغة الإنسان من الداخل ، ويمنحه أدوات التميز والإبداع والمنافسة في عصر لا يعترف إلا بالكفاءة والمعرفة .
يشهد العالم العربي اليوم إقبالاً غير مسبوق من الشباب على برامج التنمية البشرية ، وهذا يعكس وعياً متنامياً بأهمية الاستثمار في الذات كرأسمال حقيقي لا ينضب ، فالشاب الذي يمتلك مهارات التواصل الفعال ، وإدارة الوقت ، والتفكير الإبداعي ، والذكاء العاطفي ، يستطيع أن يشق طريقه بثقة وسط المتغيرات المتسارعة ، وأن يحول التحديات إلى فرص نمو وتطور .
إن التأثير الإيجابي للتنمية البشرية على واقع الشباب العربي لا يقتصر على الجانب المهني فحسب ، بل يمتد ليشمل نسيج الحياة الشخصية والاجتماعية بأكملها ، فالشاب الذي يمتلك رؤية واضحة لذاته وأهدافه ، ويتحلى بالثقة والمثابرة ، يصبح عنصراً فاعلاً في محيطه ، قادراً على المبادرة والإنجاز والتأثير الإيجابي .
ولعل من أبرز إنجازات التنمية البشرية في العالم العربي أنها استطاعت أن تكسر حاجز اليأس والإحباط الذي يحاصر العديد من الشباب ، وأن تزرع بداخلهم روح الأمل والتفاؤل والإيمان بإمكانية التغيير ، فهي تحررهم من قيود الماضي وسلبياته ، وتمنحهم فرصة لإعادة كتابة قصصهم بأيديهم ،دك والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
إن رحلة التنمية البشرية وتطوير الذات في واقع الشباب العربي المعاصر ليست ترفاً فكرياً ، بل هي ضرورة حيوية لبناء جيل واعٍ ومبدع ، قادر على مواكبة تحديات العصر والمساهمة بفاعلية في صناعة المستقبل ، إنها رحلة تبدأ بخطوة واحدة ، لكنها تستمر مدى الحياة ، تتجدد فيها الأهداف والطموحات ، وتتسع فيها آفاق المعرفة والإنجاز .
حيدر فليح الشمري: كاتب صحفي
عبد الحكيم قاسم.. أديب يستحق التقدير
في الثالث عشر من نوڤمبر لعام ١٩٩٠ وعن ستةٍ وخمسين عاماً فقط رحل عنا رجلٌ نبيل، رجلٌ تجلت فيه الإنسانية فصار أديباً يكتب القصة، إنه عبد الحكيم قاسم، الذي ترك وراءه عالماً من صنعه، عالم الإبداع السردي الخصب، والمنبع الأدبي الذي ننهل منه حيث يمنحنا القدرة على الفهم والرؤية والنفاذ إلى عمق الظواهر الإنسانية بالإضافة إلى حسن البيان والقدرة على التعبير المناسب مع الإحساس، لأن القصة القصيرة حتى تكون جيدة لابد أن تكون حساسة.
كان عبد الحكيم قاسم مفكراً يكتب الأدب وصاحب رؤية، وأيضاً حالماً بالأفضل والأرقى.
ورغم ابتسامته التي تعكس شخصيته الودودة، إلا أنه كان حاداً في البحث عن الحق، رافضاً للكذب بكل ما أوتيَ من قوة، يحب الموضوعية ويكره الشخصنة والالتواء وقلب الحقائق في تناول الأمور.
وُلِدَ عبد الحكيم قاسم عام ١٩٣٥ وذلك حسب الأوراق الرسمية إلا أنه في الحقيقة من مواليد الخامس من نوڤمبر لعام ١٩٣٤ ولأسباب روتينية قرر كاتب القيد أن يجعله من مواليد الأول من يناير لعام ١٩٣٥ وأن يخرج له شهادة ميلاد على هذا الأساس.
و"قاسم" بلا شك أحد أبرز أدباء جيل الستينيات، وأحد المنادين بالتجديد الأدبي، وقد نُشِرَت أولى قصصه في مجلة الآداب البيروتية عام ١٩٦٥، ثم تتابع نشر قصصه في مجلة "المجلة" المصرية، والتي كان يشرف عليها في منتصف الستينيات الأديب الكبير "يحيى حقي" واستطاع "قاسم" أن يجمع قصصه ليجعل منها خمس مجموعات قصصية تضمن بعضها روايات قصيرة، والرواية القصيرة نوع أدبي معروف يفضل البعض أن يسميه باسمه الأجنبي "نوڤيلا" وهذه الروايات القصيرة نُشِرَت بعد ذلك في كتب مستقلة.
ويلفت النظر أن مجموعاته القصصية نُشِرَت في مرحلة متأخرة من حياته، فأول مجموعة قصصية له "الأشواق والأسى" نشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة ١٩٨٤ أي قبل وفاته بستة أعوام! والثانية "الظنون والرؤى" نشرتها دار المستقبل العربي عام ١٩٨٦ أما "الهجرة إلى غير المألوف" فنشرتها له دار الفكر للدراسات والنشر عام ١٩٨٧، وفي سنة وفاته أعني عام ١٩٩٠ نشرت له الهيئة المصرية العامة للكتاب مجموعة "ديوان الملحقات" وبعد وفاته بسنة نشرت له دار شرقيات مجموعة "الديوان الأخير"..
ويبدو أنه آثر ألا يرحل من الدنيا إلا بعد أن يترك لنا عصارة إبداعه وخلاصة أفكاره، وحُقَّ له ذلك، وهو القاص الشاعر، ولا أعني بالشاعر هنا أنه نظم الشعر بل أعني بالتحديد أنه امتلك روح الشاعر ورؤية الصوفي، ومن هنا قدم لنا نمطاً جديداً، فيه الوضوح الكاشف الذي يبتعد عن المباشرة الفجة بقدر ابتعاده عن الغموض السخيف الذي يتعاضل به مدعو الأدب على الناس من حولهم.
ونجد في أدب قاسم أن المناخ العام للنص هو المحرك لواقع الشخصية وليس العكس، والوصف النفسي يسيطر على الأحداث فهو الذي يوجهها وهذه لفتة جيدة منه تشي بتعمقه في علم النفس ومعرفته أن السمات النفسية للبشر هي التي ترسم عالمهم.
كما نرى أن التشكيل اللغوي عنده يحتل أهمية كبيرة، فقد كان يعتني بـ "التنضيد" يعني التنظيم والتنسيق والتنميق، ولغة "قاسم" لها دلالات تأويلية تمنح النص رَوْنَقًا وجمالاً كلما أعدنا قراءته لأنه مع كل مرة نكتشف معاني جديدة تحملها الكلمات.
ورغم قصر عمره إلا أن قاسم عاش حياته طولاً وعرضاً وتنقل بين عدة أماكن حتى أنه عاش في "برلين" عاصمة ألمانيا عشر سنوات، وكان في شبابه متفائلاً وحالماً يحمل في جوانحه أحلاماً عِطَاشاً وأشواقاً بلا حدود، ولكنه تعرض لمحن مختلفة واحتلَّهُ المرض، فاستثمر الوجع في توليد الخبرة الحياتية والوصول إلى الحكمة، وأصبح شاعراً وفيلسوفاً في الوقت نفسه..
وكان قاسم يحب الإسكندرية ويعشق مصر كلها، ويحمل للريف حباً كبيراً لأنه يجد فيه راحته النفسية وغذاءه الشاعري، وقبيل وفاته ظهرت عنده نزعة دينية فصار يصلي ويقرأ القرآن وهو الاشتراكي، لكنه آمن بالاشتراكية ليس بوصفها عقيدة تصادم الأديان بل لأنها في نظره نظام اقتصادي رأى أنه الأفضل، وآمن قاسم بالدين أيضاً وأعتقد من قلبه أنه طهارة ونبل وطاقة روحية تعين الإنسان على العيش بسلام..
حاتم السروي
الذوق العام
يبدأ الشعور بالذوق العام من العين وما تنظر إليه وتألفه، فمحيط الرؤية والبيئة التي نعيش فيها هي من تجبرنا على امتصاص الذوق العام أو الاستغناء عنه، والشاهد أن الذوق العام يبدأ من البيت ، من الترتيب والتنظيم واضفاء اللمسة الجميلة على محتويات المنزل، فكلما كان البيت يمتلك لمسة فنية ولو بسيطة عود العين على رؤية الجمال والاحساس به.
لهذا السبب نناشد الجميع بالاستعانة بالمختصين في مجال الديكور لوضع اللمسات الفنية التى تخفى على الكثير، لأن هناك من يشعر بالإحباط والكسل والاكتئاب ولم يعرف السبب، والحقيقية أن السبب في هذا القلق المزمن هو الحياة في بيت يخلو من الجمال، فممكن يكون البيت في حجم قصر لكن للأسف لا نستطيع الحياة به لوجود غيمة تكسوه، التنسيق مهم ووضع قطع الأثاث في أماكنها أكثر أهمية لنشر الذوق العام، فالراحة النفسية التى يشعر بها ساكن البيت الهادئ، سيقوم بإنجاز عمله على أكمل وجه، وستعم حياته الأمان والهدوء والسكينة والقدرة على اتخاذ القرار في قضايا حياتية مهمة. قد تكون الأمراض العضوية التي تلزم الناس الذهاب للطبيب، تكمن في تغيير نمط الحياة وتبديل قطع الأثاث وترتيب البيت من جديد وتحسين الذوق العام ما يساعد على الراحة النفسية وحب الحياة والتفاؤل، فغالبا ما يكون أصحاب الحس المرهف من الذين يحبون الجمال أكثر هدوءاً وأعمق فكراً، فالذين يعيشون في البدو لهم أراء والحياة صعبة بخلاف الذين يعيشون في بيئة زراعية تعمها الخضرة والورود ويتعامل مع النبات بألوانها المختلفة، كذلك البيت إما أن يكون في الصحراء أو في بستان من الجنة.
إيمان الصقار: مهندسة ديكور
التهاب اللوزتين
عندما يحدث التهاب اللوزتين بشكل متكرر، ولا تستجيب الحالة للعلاجات الأخرى أو يسبب الالتهاب مضاعفات خطيرة، هنا تُجرى جراحة استئصال اللوزتين، حيث تحدث معظم حالات التهاب اللوزتين بسبب العدوى بفيروس ، ولكن العدوى البكتيرية قد تسبب التهاب اللوزتين بشكل مباشر، يؤثر التهاب اللوزتين في الأغلب على الأطفال الصغار في سن ما قبل المدرسة وكذلك على المراهقين الصغار ، ومن أعراض الالتهاب، احمرار اللوزتين وتورمهما، تكوُّن طبقة بيضاء أو صفراء أو ظهور لطخات على اللوزتين، التهاب الحلق، صعوبة أو ألمًا عند البلع، الحمى، تضخم وألم في العُقَد اللمفية الموجودة بالرقبة، صوت حشرجة أو صوت مكتوم أو بحة، رائحة الفم الكريهة
ألم في المعدة، ألم أو تيبس في الرقبة والصداع.
قد تشمل مؤشرات التهاب اللوزتين في حالة الأطفال الصغار غير القادرين على وصف ما يشعرون به ومن الأعراض : سيلان اللعاب بسبب صعوبة البلع أو حدوث ألم عند البلع، رفض الطعام، تهيج غير عادي، متى تزور الطبيب، من المهم الحصول على تشخيص دقيق إذا كان الطفل لديه أعراض قد تشير إلى التهاب الابد أن يراعي المريض بهذه الالتهابات بسرعة لأنها تؤثر على القلب والعظام وتتسبب في عواقب أخرى المريض في غنى عنها، خاصة إذا تم تشخيصها في وقت مناسب.
حمادة الجنايني
الغربة
تعتبر الغربة بئراً سحيقة كجب يوسف، يلقى فيه من يبحث عن الأفضل والخروج من قوقعة التواكل، ليضرب عنان السماء بأجنحة الطائرة وسندان الهجر وترك قلوب تئن، وعيون تذرف الدمع للفراق، بحجة أننا نترك الأحبة من أجلهم ومن أجل تحسين الدخل والخروج من شرنقة الضعف لمناخ القوة والصلابة.
أي صلابة والقلوب معلقة بقلب أم وحنان أب وأهل عزوة وسند، لنرمي أنفسنا في طريق مجهول وأمواج تتلاطم في صخور شاطئ الأمان، ومع أول أيام للهجر تجف الدموع ونبض القلب يهدأ عن محاكاة الأهل، ومع تحقيق الهدف يأتي آخر وخلفه أهداف تتوالى وشريط الغربة تنسجه السنون ومع الوقت تصعب العودة، بينما الأمور عادية وقادرة على أن تمحو ما في الأذهان من خوف، فالغربة كانت مجهولا وصرنا أصدقاء متلاحمين لا نستطيع الفراق أو المضي في بحر أمواجه عالية كالجبال، تأخذنا إلى ضجيج يتلاشى عنده صوت الأم وهي تنادي، أو نبض قلبها لشدة رغبتها في رؤيتنا، ونحن نمضي في طريق الضباب الذي يحجب رؤية الحقيقة المرة.
نحن لا نستطيع الوقوف بعد انزلاق أقدامنا في جب الغربة، فماذا لو جاءنا قرار بالمغادرة هل نستطيع الحياة وسط الأهل بعد طول الغياب، سنحتاج إلى تأهيل نفسي من جديد لكي نستطيع أن نعيش مرة أخرى في نفس البيئة السابقة، مع أننا نفتقد لحض الوطن وقلوب تحبنا وسند يدافع عنا ويحمينا إلا أن بريق الغربة والأحلام المتتالية والمتلاحقة، بالإضافة لأماني الآخرين بالرحيل والسباحة في بحر الغربة، يجعل المغترب يستمر في غربته ويتذوق طعم المرارة الناجم عن البعد والهجر.
علاء رياض
مواكبة ثورة العملة الرقمية
بدأت فكرة العملات الرقمية عام (2008 )عندما نشر شخص مجهول يُدعى (ساتوشي ناكا موتو) ورقة علمية طرح فيها مفهوم" بيتكوين " كعملة إلكترونية لا مركزية وفي عام (2009) ، تم إطلاق بيتكوين رسميًا، لتصبح أول عملة رقمية مشفّرة تعمل بدون وسطاء، معتمدة على تقنية البلوكتشين. لم تعد العملات الرقمية حكرًا على رواد الأعمال، مثل: إيلون ماسك ومايكل سايلور, بل أصبح يُقبل عليها عدد متزايد من الأشخاص العاديين، خصوصًا الشباب، بفضل سهولة الوصول إليها عبر الإنترنت وفرص الربح السريع، رغم المخاطر والتحديات والتقلبات الحادة في الأسعار ،أو الاستخدامات غير المشروعة وغياب التشريعات الواضحة في بعض الدول ، إلا أنها قد لاقت رواجا كبيرا من خلال التداول وسرعة التحويلات ورسومها المنخفضة وعدم تدخل البنوك فيها فأصبحت فرصة استثمارية كبيرة ، وتم دعمها من قبل كبار رواد الأعمال لتكون وجهة حقيقية في عالم الاستثمار والتحول الرقمي .
من الناحية الشرعية الاسلامية: لا تُعد العملات الرقمية محرّمة بذاتها، لكن طريقة استخدامها تحدد الحكم الشرعي. والراجح هو جواز التعامل بها بشرط تجنّب الغرر والمضاربة المحرّمة، مع استشارة أهل العلم، لذلك سيكون لها مستقبل في العالم العربي ، فدول عربية سباقة بدأت تشهد حراكًا تنظيميًا لتقنين العملات الرقمية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية ، وتشجع مشاريع قائمة على البلوكتشين، مما يفتح أبوابًا واسعة للاستثمار تتناسب مع معايير المجتمعات العربية ولا نستطيع أن ننكر أن : العملات الرقمية أصبحت واقعًا عالميًا يفرض نفسه، ومع تزايد الاهتمام بها من كبار المستثمرين، يبدو أنها تمثل ملامح الاقتصاد الجديد، خاصة لمن يملك الوعي والاستعداد لمستقبل رقمي.
رنا شريف : كاتبة
فن الإشاعة
في مراحل سابقة من حياة الشعوب والدول كان النزاع بينها معرفاً ومشهورأ بالأسلحة التقليدية، وكانت هذه الأدوات بدائية الصنع حتى تطورت مع التقدم التكنولوجي على مستوى العالم، وصارت القوة العظمى تسيطر على مقدرات الأمم الأقل تسليحاً وتقدماً، ونشت فكرة الاستعمار بحكم القوة المفرطة التي تمتلكها هذه الدول الاستعمارية، والنزاع أصبح مع كبرى الدول لإعادة تقسيم الغنائم من احتلال الدول وتوزيعها فيما بينها بدون الرجوع للدول المحتلة على اعتبار أنها لا تملك سيادتها لتقرر مصيرها وذلك لعدم وجود العتاد المناسب للدفاع عن نفسها .
مع مرور الوقت وانتشار التكنولوجيا وفشل الاستعمار العسكري لتكلفته المادية وعدم التأقلم مع المناخ وظروف الطقس، والتكلفة الباهظة والخوف من قطع المدد بين الجيوش والقيادة، ذهبت الدول الكبرة لفكرة الاحتلال الاقتصادي، أن يحصل على كل الغنائم من غير تدخل عسكري ويكتفي بإدارة المناجم ومقدرات الطاقة بجميع أنواعها، وبعد فترة ظهرت حروب الجيل الخامس التي تعتمد على عدة عناصر منها الغشاعة، ضرب الرموز الدينية والسياسية، الفتنة الطائفية، تزييف الحقائق، بث الروح الانهزامية عند الشعوب، زعزعة الثقة بين القيادة والشعب، انتشار لجان الكترونية من شأنها نشر أخبار كاذبة، استقطاب فئة من النخبة لتوجيه الرأي العام، التشكيك المستمر في العقائد، في التاريخ وذكر الموقف وضده لتشويش عقل أفراد المجتمع.
تكثفت هذه الخصائص هذه الأيام بشكل مبالغ فيه، رأينا فتاوى شاذة حول عدم وقوع الطلاق الشفهي، أرضاع الكبير ، عدم وجود صلاة حركية، نفي السنة، ضرب الرمز الديني، المساواة في الميراث، دعم الفن الهابط والمبتذل، تغيير المسميات بأسماء تتماشى مع العصر، السخرية من الرؤساء بواسطة البرامج والتطبيقات، تغيير مفهوم القيم، التقليل من قيمة رجال الدين، الاستهتار بالعلم والعلماء، تمكين الراقصات وأهل الفجور، تبني أشخاص تافهة لمنحها مكانة اجتماعية مرموقة بهدف فقدان الشباب للأمل والنقمة على الأوطان والخروج على الشرعية لإحداث فوضى، بالإضافة لتدريب كوادر تعمل على حشد الشعوب ضد قيادتها لكسر شوكة القوة تمهيداً لتغيير الأنظمة بأفراد من صناعتهم للاستيلاء على البلاد بدون معاناة الحروب وتفادي الخسائر البشرية من دول الاحتلال.
المشكلة الحقيقية تكمن في تجنيد عملاء من نفس البلد لضعف قدرات الدولة، وذلك من خلال المعارضة السلبية وعرض السلبيات وإشاعة الأكاذيب والضغط على احتياجات ومتطلبات المجتمع، ليضمنوا تفاعل الشارع مع الخطب الحماسية للحشد الجمعي، والدفاع عن الدولة يأتي من التكاتف بين المجتمع والقيادة ونشر الوعي للحفاظ على الوطن.
خالد سالم