بينما لا يزال يعاني في تصنيفات استطلاعات الرأي، وغير متأكد من مصير خطته البالغة 2 تريليون دولار، والتي سيؤدي تبنيها إلى تقسيم القوى الديمقراطية، يواجه جو بايدن الآن عدوًا جديدًا: المتحوّر أوميكرون.
   ولئن تعرّض سلفه لانتقادات شديدة بسبب إدارته لـ كوفيد-19، فان الرئيس السادس والأربعين يقدم نفسه على أنه بطل التطعيم، ووعد بمنح الخبراء والعلوم مدخلًا متميزًا إلى المكتب البيضاوي.
   في نظر مواطنيه، يدير جو بايدن الوباء جيدًا، لكن تصنيف شعبيته آخذ في الانخفاض. ويُعدّ تعامله مع كوفيد-19 أحد المؤشرات القليلة المرضية، حيث ينهار من استطلاع إلى اخر. ويأتي متحوّر أوميكرون في أسوأ وقت بالنسبة للحزب الديمقراطي الذي يتهدّده خطر فقدان السيطرة على المجلسين.
   ولعلّكم تدركون مثلي، أن وصول متحوّر جديد قد يأتي بأخبار سيئة للاقتصاد. ولن يكون الرئيس قادرا على الابتهاج لفترة طويلة بانتصار خطته الخاصة بالبنية التحتية.

   بالطبع، جو بايدن ليس مسؤولاً عن وصول المتحوّر الجديد، وقد حاول مؤخرًا تهدئة مواطنيه من خلال الادعاء بأن 70 بالمائة منهم يتمتعون الآن بالحماية الكافية. ويحتمل أن يكون لكلماته وقرارات إدارته الأولى بتقييد دخول بعض المسافرين إلى البلاد، تأثير محدود فقط على معنويات الجميع بعد عشرين شهرًا من محاربة كوفيد-19.
   وأشار موقع هيل، صباح الثلاثاء، إلى إعلان الرئيس الانتصار على الفيروس في يوليو. وهو مجبر الآن على التراجع، ولا يمكنه تقديم تقدير سليم للوضع، ولا التنبؤ بالعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل صحيح... فلا أحد يستطيع ذلك.
   وسواء كان الرئيس مسؤولاً عن الوضع أم لا، غالبًا ما يوجه الناخبون إحباطهم أو غضبهم إلى شاغل البيت الأبيض. ومن المؤكد أن الجمهوريين، الذين لا شيء رائع في حوزتهم يقدمونه في المقابل، سيستغلون هذا السخط دون ان يزعجهم أن العديد من ممثليهم المنتخبين، ما زالوا يعارضون إدارة أفضل للتدابير الصحية، أو أنهم لا يتحدثون عن التطعيم إلا همسا.
   يبدو مستقبل هذه الإدارة على المدى القصير والمتوسط قاتمًا، وبغض النظر في أي اتجاه سينظر، يجب على جو بايدن أن يبحث بشدة عن أخبار جيدة.
 ويمكننا المراهنة على أن الأخبار الواردة من جنوب إفريقيا تتأكد... وتشير التحليلات المجزأة إلى أن ضحايا أوميكرون يعانون فقط من أعراض خفيفة.