نافذة مشرعة

الترامبية و«الاستثناء الأمريكي»...!

الترامبية و«الاستثناء الأمريكي»...!


    إننا نشهد حاليًا مظهرًا خطيرًا لـ “الاستثناء الأمريكي”. ومثل هذا السيرك البائس لا يمكن تصوره في أي دولة متقدمة أخرى... فقط في أمريكا!
   فكرة أن لأمريكا مهمة فريدة تتمثّل في تغيير العالم من أجل سعادة أكبر للبشرية، تتنزل في قلب أسطورة الاستثناء الأمريكي، والشعور بأن العناية الإلهية قد أهدتا الولايات المتحدة تفوقّا خيريا وطبيعيا على الأمم الأخرى... شوفينية تثير ضحك بقية العالم.
   التفوق الأخلاقي المتأصل للأمريكيين البيض، هو أحد المبادئ الأساسية للاستثنائية الأمريكية. لقد تلاعبت ووظفت رئاسة ترامب، التي تضم 57 في المائة من الناخبين البيض، بهذه الأسطورة الطنانة لصالحها.

استثنائية، يجب أن تحكم أمريكا العالم
   هل تعتقدون أن هذا الكلام عفا عليه الزمن وتجاوزه عام 2020؟ أذكركم بأن “الاستثناء الأمريكي” كان جزءً من البرنامج السياسي للحزب الجمهوري منذ عام 2012. ويعلن الحزب الجمهوري: “تمنحنا أفكارنا ومبادئنا كأمة مكانًا فريدًا للزعامة الأخلاقية”، ويؤكد أنّ الولايات المتحدة يجب أن “تستعيد موقعها الطبيعي كزعيمة للعالم الحر».
   بالنسبة للسيناتور الجمهوري ميت رومني، خلق الله الولايات المتحدة لتحكم الكوكب: “لم يخلق الله هذه الدولة لتكون أمة اتباع، وليس مقدرا لأمريكا أن تكون واحدة من عدة قوى عالمية متوازنة على قدم المساواة، يجب على أمريكا أن تحكم العالم”. كان رومني هو المرشح الجمهوري للرئاسة عام 2012، ومن الواضح أنه يتطلع إلى أن يكون كذلك مرة أخرى عام 2024.
   مع أو بدون دعم الله، أصبح الحفاظ على مكانة القوة العظمى للولايات المتحدة أكثر صعوبة بشكل متزايد. معلق سي ان ان فريد زكريا يتحدث عن “عالم ما بعد أمريكا”. ويسخر المتخصص في الدراسات الأمريكية دونالد إي بيز، من الاستثناء الأمريكي باعتباره “توهّم دولة».

الولايات المتحدة: الفجوة
تتسع بين الحقيقة والأسطورة
   استخدم دونالد ترامب السلطة الاستثنائية للولايات المتحدة لكسر الاتفاقات متعددة الأطراف والانسحاب من المعاهدات والتهرب من القواعد والأعراف الدولية. واستثنائيون، يمارس الأمريكيون سوء نية في غاية الاتقان. على سبيل المثال، يدعمون المعاهدات والاتفاقيات طالما تستثني المواطنين والجنود الأمريكيين.
   إن الترامبية، التي تتميز بالفوضى والأكاذيب ورفض متعجرف ووقح للواقع، تضفي دلالة ازدراء واضحة على الاستثناء الأمريكي. لقد شددت سياسته الخارجية “أمريكا أولاً”، على الأحادية، وهي امتياز –الآن-للأمة المهيمنة في عصرنا.
   وينكر الأمريكيون أكثر فأكثر الحقائق التي تتعارض مع أساطيرهم، كما هو الحال مع ترامب، وتتسع الفجوة بين الواقع وتصوراتهم له.
   إن الولايات المتحدة حاليا حليف “استثنائي”، خطير وغير مستقر ولا يمكن التنبؤ به وغير جدير بالثقة طالما تمسك ترامب بالسلطة بمساعدة غالبية المسؤولين المنتخبين الجمهوريين.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot

https://news.asosiasi-emiten.or.id/
https://www.deriheru-navigation.com/
https://stai-barru.ac.id/play/scatter-hitam/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/-/buntut77/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/app/
https://inlic.org/ojs/scatter-hitam/
scatter hitam
https://www.prosiding.pasca.uniska-kediri.ac.id/tools/sv388/
jurnalprodi.idu.ac.id/public/scatterhitam-1
jurnal.insida.ac.id/tools/sv388
scatter hitam