في العادة، نادرا ما اهتم بالقيل والقال الذي يحيط بحياة السياسيين، لكنني وجدت هذه الحكاية لذيذة مع بدء المحاكمة الثانية للرئيس دونالد ترامب في مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء.
منذ اتهامه ثم ادانته، لم يفوّت مايكل كوهين، المحامي السابق للرئيس، أي فرصة لإزعاج رئيسه السابق. ولئن سبق ان اعترف بالعديد من الأخطاء أثناء الإدلاء بشهادته في الكونجرس، فإننا نتوقّع أيضًا سماع اسمه بانتظام في العديد من المحاكمات التي تشمل دونالد ترامب.

في سبتمبر 2020، أطلق كوهين بودكاست باسم” اعتراف بالذنب... لا شيء سوى الحقيقة”. أحدث حلقة كانت من بطولة ستورمي دانيالز، الممثلة الإباحية التي اشترى مايكل كوهين صمتها من خلال تحويل أموال من حملة دونالد ترامب الرئاسية. وبسبب هذه المفاوضات، وجد مايكل كوهين نفسه خلف القضبان.
هناك شيء سريالي ومثير للقلق بشدة حول هذا الارتباط مع اثنين من الشخصيات الرئيسية في برنامج تلفزيون الواقع هذا، الذي كانته رئاسة ترامب. واذا لم يكن الرئيس المنتهية ولايته الأول، وربما ليس الأخير، الذي تطارده علاقة خارج نطاق الزواج، فإنني لا اتذكّر تعاونا مماثلا لتعاون كوهين ودانيالز.

إلى جانب الأسرار والحوارات العاطفية، استعاد كوهين ودانيالز ذكرى “نجم” آخر من إنتاج الدرجة الثانية: مايكل أفيناتي. هل تتذكرون محامي دانيالز السابق الذي شوهد على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي كل يوم طيلة أسابيع؟ هل تتذكرون مدى جدية تفكيره في أن يكون مرشحًا ديمقراطيًا لانتخابات 2020 الرئاسية؟
لقد انهارت شعبية أفيناتي بالسرعة التي قفزت بها. ووجد المحامي اللامع الذي يقود سيارات السباق نفسه امام المحاكم بسبب بعض عمليات التحيّل، ومنها واحدة ضد ستورمي دانيالز نفسها.

لا داعي للقلق، هذا المنشور ليس الأول في سلسلة طويلة حول الأحداث الاجتماعية أو تاريخ التفاصيل المثيرة للحياة الخاصة للنجوم السياسيين. بل هو تذكير بالطابع الغريب لسياق السنوات الأربع الماضية.
ستركز وسائل الإعلام لفترة من الوقت على محنة دونالد ترامب وحاشيته. ومن المحتمل أن يكون التعاون بين المحامي السابق ونجمة الافلام الإباحية في النهاية مجرد حلقة واحدة من بين العديد من المسلسلات الدرامية التي لا تنتهي.

من ناحيتي، آمل فقط أن يؤدي مجموع كل هذه النزاعات والجدل، إلى جانب عملية الإقالة التي بدأت أمس الثلاثاء، إلى إبعاد دونالد ترامب عن السياسة الأمريكية إلى الأبد. وكما أشرت مرات عديدة؛ يحتاج الناخبون الأمريكيون إلى حزب جمهوري أكثر نقاوة ليكون ثقلًا موازنًا حقيقيًا للحزب الديمقراطي الذي ينجذب بشكل متزايد إلى اليسار.