بادين ولويد أوستن:
على الرئيس المنتخب أن يكون مثاليّا...!
أعلن جو بايدن مؤخرًا عن تعيين لويد أوستن التاريخي في منصب وزير الدفاع الرفيع. وإذا تم تأكيد هذا التعيين، فسيصبح الجنرال المتقاعد أول أمريكي من أصل أفريقي يدير البنتاغون.
ولئن كانت مهارات وخبرات أوستن تمنحه الصفات اللازمة لأداء المهمة بشكل جيد، فان اختيار هذا المخضرم لا يحظى بالإجماع. لماذا ا؟ لأنه باختياره، يخرق جو بادين قانونا صدر عام 1947.
تم تعديل هذا القانون عام 2008، وهو يشترط لتولي جنرال سابق هذا المنصب عدم مشاركته في الشؤون العسكرية طيلة سبع سنوات. الا ان الجنرال أوستن كان مدنيًا منذ أربع سنوات فقط. ولكي يُسمح له بإدارة الدفاع الأمريكي، فإنه سيحتاج بالتالي إلى شكل من أشكال الاستثناء.
ويواجه جو بايدن تحديين إذا رفض تغيير اختياره: يجب أن يحصل على تأكيد من مجلس الشيوخ المنقسم للغاية، بالإضافة إلى قانون يسمح للمرشح المعيّن بتجاوز قانون عام 1947.
وإذا كان منتظرا تهديد ميتش مكونيل والجمهوريون بإفشال عملية التثبيت، فلا ينبغي الاستهانة بتردد العديد من الديمقراطيين. يذكّر العديد من سيناتورات الحزب الديمقراطي أنه لا مزاح مع قانون عام 1947، وأنه تم تمريره للسماح للسلطة المدنية بأن يكون لها الكلمة الأخيرة في سلطة العسكريين. شكل من أشكال الثقل الموازن رغب فيه الآباء المؤسسون.
مأزق آخر لبايدن: من خلال تحدي القانون والمطالبة باستثناء، فإنه سيقلد دونالد ترامب. عندما اختار الأخير جيمس ماتيس لقيادة البنتاغون عام 2017، كان جنرال مشاة البحرية السابق متقاعدًا منذ عام 2013، مما جعله ثاني وزير دفاع يتلقى معاملة تفضيلية منذ عام 1947.
مدركا أن اختياره لا يتمتع بإجماع، أوضح جو بايدن قراره في نص نُشر على موقع ذي اتلنتيك. ولئن شدد أولاً على خدمات أوستن الرائعة، واكد على صفاته كمفاوض متوازن وهادئ، فإنه برّر أيضًا اختياره بتعاونهما السابق. يعرف بايدن الجنرال جيداً ويثق به. فهل هذا كافٍ لتبرير الالتفاف على معيار مهم؟
في رأيي، يجب على الرئيس المنتخب سحب ترشيح الجنرال أوستن. ليس لأنه لا يستحق، ولكن لأنه بعد أربع سنوات من التشكيك في المؤسسات والضوابط والتوازنات الموضوعة للحفاظ على توازن القوى، يجب أن يكون بايدن خال من العيوب ولا تشوبه شائبة في هذه النقطة. وإذا أراد ترميم ثقة الأمريكيين فعليه أن يلجأ إلى مرشح آخر.
لقد وعد الرئيس الجديد بتشكيل مجلس وزراء أكثر تمثيلا للتركيبة السكانية لبلاده، لكن التضحية بأول ترشيح للدفاع عن الأمريكيين من أصل أفريقي، حتى وان كان مؤسفا، فهو أمر ضروري.
وإذا أراد أن يصنع التاريخ ويظل حريصا على التمثيلية، فان جو بايدن لا يفتقر إلى مرشحين جيّدين. لقد قيل في كثير من الأحيان أنه لو عيّن ميشيل فلورنوي، فإنه سيجعلها أول امرأة تقود البنتاغون.
أقل شعبية لدى الجناح التقدمي للديمقراطيين، لكنها تمتلك كل المواصفات.