نافذة مشرعة

قضية كومو ترسم حربا ثقافية بين الديمقراطيين...!

قضية كومو ترسم حربا ثقافية بين الديمقراطيين...!


   هذه المرة، لا يتعلق الأمر فقط بحفنة من المسؤولين المنتخبين الذين يريدون رؤيته يرحل. يوم الخميس الماضي صوت 55 نائبا ديمقراطيا من أصل 105 من الحزب نفسه  في مجلس ولاية نيويورك على بدء إجراءات عزل الحاكم أندرو كومو.
   وتجدر الإشارة إلى إنه تم فتح تحقيق لمعرفة حقيقة مزاعم الاعتداء الجنسي و”السلوك غير اللائق” تجاه ست شابات من دائرته الخاصة والمهنية. ولئن اعترف بالحقائق جزئيًا واعتذر عنها، فإنه مازال يعارض فكرة التحرش والاعتداء. كما يجري تحقيق آخر لتحديد ما إذا كان الحاكم قد أصدر أمرًا بتقليص عدد القتلى من كبار السن من ضحايا كوفيد-19 في ذروة موجة الوباء الأولى العام الماضي، وهو ما ينفيه.
   يعتقد عمدة نيويورك الديمقراطي بيل دي بلاسيو، إلى جانب اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين يمثلون الولاية في واشنطن، تشاك شومر وكيرستن جيليبراند، أنه سيكون من الحكمة لكومو التنحي عن منصب الحاكم الذي يشغله منذ انتخابه لأول مرة عام 2010. ويوم الجمعة، أكد وزير العدل السابق لولاية نيويورك، 63 عامًا، وهو حفيد مهاجر إيطالي، أنه لا مجال لكي يستقيل، معتقدًا أنه منتخب “ليس من السياسيين، وانما من الشعب”، وأن الضغط عليه لإسقاطه هو جزء من “ثقافة الإلغاء».

هل سيقدم كومو استقالته؟
   لا مجال هنا للتهوين من شأن اتهامات ضحايا أندرو كومو المزعومين. وتعطي روايتهن صورة رجل ذكوري، متسلط، غير رشيق، ومتسلط. ويستحضر كاتب سيرته الذاتية، مايكل شنايرسون، هذا الأسبوع في فانيتي فير الرجل “الذي يريد الفوز بأي ثمن”، والذي “يقلل من شأن مرؤوسيه”، والذي لطالما كانت حياته الخاصة “فوضوية».
  الأمر متروك للمحققين المعينين من قبل وزيرة العدل في ولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس، الحليفة السابقة لكومو، وأصبحت منافسة محتملة إذا قرر الترشح مرة أخرى عام 2022، لإنجاز عملهم وإقرار الحقيقة. لكن من المحتمل أن يختار كومو الاستقالة أو تفويض سلطاته لنائبه كاثلين هوشول بحلول ذلك الوقت.

   وفي انتظار نتيجة هذه القضية، أود أن أسهب في الحديث عن هذه الحجة الدفاعية التي طرحها كومو عندما تحدث عن “ثقافة الإلغاء”. أصبح هذا التعبير كلمة حقيبة، يمكن أن يشير إلى شكل من أشكال الرقابة الذاتية في الحرم الجامعي للطلاب حيث يخشى الناس التعبير عن آرائهم حتى لا تنبذهم الأغلبية. كما يمكن أن يشير أيضًا الى اعتبار أي نقد صادر عن أقلية لاغ وباطل بحجة أنه لن يتم قبوله وفقًا لمعيار الصوابية السياسية.
   هذا ما لاحظه علماء الاجتماع منذ سنوات على الشبكات الاجتماعية، حيث يفضل الجميع من يشاطرونهم الراي ويمنعون أي شكل من أشكال التعبير المعارض (صحيح غالبًا ما يكون عنيفا).

   نوقشت ثقافة الإلغاء أيضًا في الولايات المتحدة عندما تعلق الامر بمسألة محو كل آثار الماضي الاستعماري القمعي، سواء تجاه السكان الأصليين (الأمريكيين الأصليين) أو السود المستعبدين ثم الفصل والتمييز ضدهم. أو، منذ بداية حركة ميتو، لانتزاع من أي شخص مشتبه به في ارتكاب سلوك متحيز جنسيًا أو ثبت عليه ذلك، كل الأشياء الإيجابية التي ربما فعلها في مكان ومجال آخر.

   وإذا كان دونالد ترامب مخطئًا في اعتبار ثقافة الإلغاء شكلا من “الشمولية”، لأنه من الطبيعي في الديمقراطية مناقشة الحقوق ودفعها، فقد تحدث سلفه باراك أوباما عن الموضوع بهذه الطريقة في أكتوبر 2019 أمام شباب مؤسسته: “لدي انطباع أحيانًا أنه بين الشباب، وهذه ظاهرة تسرّعها الشبكات الاجتماعية، أن الطريقة الوحيدة لتغيير الأشياء هي أن تكون قطعيًا قدر الإمكان في الحكم الذي تمتلكه على الآخرين، وأن تقف هناك. (...). ولكن هذه ليست الطريقة لتغيير الأشياء. لأن العالم مشوش ومعقد وغامض وملتبس، ويمكن أن يكون هناك أشخاص يقومون بأشياء عظيمة وهم بعيدون عن الكمال».  
  في ذلك الوقت، تعرض الرئيس السابق لانتقادات واسعة بسبب شكوكه في صحة ما يسمى أيضًا بثقافة اليقظة، وهو الوعي الذي يتحول إلى معركة، لكنه يكشف عن امكانات طائفية.

   قبل هذا الخروج لأوباما بفترة وجيزة، كان حاكم ولاية نيويورك ساخطًا لأن الديمقراطيين التقدميين يمكن أن يشوهوا سجل باراك أوباما وجو بايدن في السلطة، لا سيما فيما يتعلق بالهجرة، كما لو كان الاتحاد أكثر أهمية في نظره د لقطع الطريق على دونالد ترامب. وهذا الشكل من الإجماع الديمقراطي هو الذي كان قادرًا على مساعدة أندرو كومو، عندما كان وحيدًا في مواجهة ترامب، في خضم الموجة الوبائية الأولى، فقد رفع الحاكم بشجاعة تحدي الفيروس من خلال اتخاذ تدابير حجر صحي كان البيت الابيض، في حالة إنكار كامل لخطورة المرض، يرى أنها غير ضرورية.

   لقد اعترف كومو في النهاية، بأنه أصبح من الصعب قراءة أرقام الوفيات لكبار السن في العام الماضي بعد أن اتخذ قرارًا بإرسال المرضى على وشك الموت إلى دور رعاية المسنين لتخفيف العبء على المستشفيات. هل كان هذا الاجراء لتقليل الأرقام الرسمية للوفيات في المستشفيات حتى لا يصاب السكان (والناخبين) بالهلع؟ سيجيب التحقيق.

فجوة جيلية وسياسية وأخلاقية
   أما بخصوص الشبهات التي تتعلق بعلاقاته بالنساء، وخاصة الضحايا الست المفترضات لاعتداءاته أو سلوكه غير اللائق، هل يمكننا طرح السؤال عما إذا كان يجب على العدالة أن تذهب، نعم أم لا، إلى نهاية تحقيقاتها؟ أمو أن المحافظ، الذي أشاد به الديمقراطيون العام الماضي كبطل، والمدعوم من غالبية 55 بالمائة من الناخبين الذين يريدون بقاءه في منصبه (60 بالمائة بين النساء، بانتظار استطلاع الرأي القادم)، يمكنه الاستمرار في أداء وظيفته، وعلى وجه الخصوص، للدفاع عن أول ميزانية بعد الوباء؟

   يبيّن هذا السؤال، الذي يشق الحزب الديمقراطي بأكمله (ولكن في الواقع كل المجتمع)، انقسامًا جيليًا وسياسيًا وأخلاقيًا في نفس الوقت. إنه لأمر صحي، ومن حسن الحظ، أنه بين الشباب هناك نوع من الرغبة في النقاء والمثالية يتم حملها عالياً بما يكفي لعدم الاستسلام من البداية للاستخفاف والنزعة التجارية السياسية، ومن الضروري للديمقراطية التحقيق في الأفعال غير القانونية للمسؤولين والنخب، وفي حال الجرم والادانة، فرض عقوبات نموذجية لتجنب أي شعور بالإفلات من العقاب في القمة، ومن الأخلاقي أن يظل السخط من السلوك الجنسي غير اللائق.

   لكن هل الأخطاء المزعومة لفرد تلخص، وحدها، مجمل شخصه وعمله. ان ما أنت عليه وما تفعله يشكلان شخصية وسجلا لا يتوقفان أبدًا عن التشابك. ويجب محاكمة أندرو كومو فقط، إذا كان هناك دليل على أنه ارتكب مخالفات، ولا يمكن ادانته بشدة قبل أن ينتهي المحققون من عملهم، ولا ان يخلعه مندوبو حزبه الذين يتصرفون تحت ضغط وسائل الإعلام ويخشون عدم إعادة انتخابهم.

   لم تكن سمعة آل كومو، ماريو وأندرو، الأب والابن، وكلاهما حاكمًا، ممتازة على الإطلاق. وكل من يشجبهما يقارنهما بالمافيا، في حين يعتقد من يقدسهما أنهما عملا بشكل جيد من أجل الصالح العام لولاية نيويورك، خصوصا من خلال القوانين التي عززت حقوق الأقليات والمحرومين.
   ورغم إرادته المعلنة للقتال، فإن استقالة كومو، إذا حدثت، تهدد بإضعاف الحزب الديمقراطي والبيت الأبيض، اللذين لا تحتاج برامجهما لإعادة البناء والتحرير إلى هذا النوع من الترف والإلهاء. لكن هذه القضية يجب ألا تضع حداً للجدل داخل الحزب الديمقراطي بين الوسطيين من المدرسة القديمة والتقدميين من جناح أكثر راديكالية حول ما أسماه أوباما “التغيير”. بالعمل والإصلاح؟ أم بالشجب المنهجي؟ أو كليهما في نفس الوقت؟ العمل السياسي صعب، خاصة في الولايات المتحدة حيث الحملة الانتخابية دائمة: العدالة والصبر لا يتوافقان، والكفاءة ونفاد الصبر أيضًا.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/