نافذة مشرعة

نحو حرب عالمية ثالثة...؟

نحو حرب عالمية ثالثة...؟

 إن العدوان الروسي على أوكرانيا واستراتيجية الأرض المحروقة المصاحبة له يقلبان عصرنا رأسا على عقب وسيغيرانه إلى الأبد.  إننا نعيش لحظة محورية في التاريخ، مثل نهاية الاتحاد السوفياتي واندلاع الحرب العالمية الثانية... فهل نتجه نحو الثالثة؟
   سيتحدد المصير في الأسابيع القليلة المقبلة، وسيتوقف على عدة عوامل يصعب تقييمها، وهذا هو السبب في أن هذه الزاوية تحتوي على القدر نفسه  من الأسئلة تقريبًا ومن الملاحظات.

   الواضح، هو أن الروس يدمرون الاقتصاد الأوكراني، ويستخدمون تكتيكات إجرامية لتحقيق ذلك. خمسة ملايين أوكراني يمكن أن يفروا إلى الخارج.
   إن هدف بوتين، هو الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي البلاد، واحتلال مدنها الرئيسية، والإطاحة بحكومتها، وحتى تدمير الدولة الأوكرانية. وقد بدأ المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون في وضع خطط لحكومة أوكرانية في المنفى.

الغزو الروسي في مرحلة محفوفة بالمخاطر
   إلى متى سيتمكن الأوكرانيون من مقاومة القوات المسلحة الروسية؟ وهل ستؤدي الإطالة المهينة وغير المتوقعة للقتال إلى قيام النخب الحاكمة -وربما الجنرالات -بالتآمر للإطاحة به؟
   علاوة على ذلك، إذا أدت العقوبات المدمرة إلى تدمير الاقتصاد الروسي بسرعة، فهناك خطر أن يذهب بوتين إلى أقصى درجات التطرف، وحتى تلك التي لا يمكن تصورها.
   والصينيون في كل هذا؟ دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى “أقصى درجات ضبط النفس” في أوكرانيا، وتبنّى حتى الآن حيادًا حذرًا.
   وإذا اعتقدت بكين أن الحرب تضر بمصالحها، فقد تضغط الصين على بوتين لإنهائها. في المقابل، قد يقرر شي جين بينغ أن الوقت الحالي هو الوقت المثالي للسيطرة على تايوان حيث تخوض الولايات المتحدة حربًا في أوكرانيا.
   يعاني أصلا من مضاعفات عامين من الوباء، كم يتطلب الاقتصاد العالمي من وقت ليتعافى من الاضطرابات التي سببتها الحرب في أوكرانيا؟ من المحتمل أن يخرج من هذه الأزمة وقد تغيّر إلى الأبد.

بوتين ورجال حرب العصابات الإلكترونية
   مع الانتشار والنضج التقني للشبكة الإلكترونية العالمية، نشهد حاليًا عولمة تدفق المعلومات ونقل البيانات مع ما يترتب على ذلك من مخاطر على البنى التحتية الأساسية لجميع البلدان.
   لم تعد الهجمات الإلكترونية تأتي من الدول فقط، بل تأتي من مجموعات القراصنة، “عصابات الإنترنت” في عصر الكمبيوتر. وهم يشكلون تهديدا لكثيرين منهم بوتين.
   وهكذا، فإن انونيموس، المجموعة الغامضة من مستخدمي الإنترنت، والتي تقدم نفسها على أنها مدافعة عن حرية التعبير والعدالة، قد وضعت نظامه في مرمى النيران.

   وقد سبق أن تمكّن هؤلاء القراصنة من اختراق قاعدة بيانات وزارة الدفاع الروسية، واقتحام العديد من القنوات التلفزيونية الحكومية لبث محتوى مؤيد لأوكرانيا، منها أغاني وطنية وصور رهيبة للغزو.
   وبدلاً من إنهاء الحكومة الأوكرانية، هل ستنهي هذه الحرب حكم بوتين؟
   لكن أي حكومة ستخلفه في روسيا؟ وماذا بعد المحن السياسية المقلقة داخل هذه القوة النووية؟

* كاتب صحفي، ومؤلف كتب واسعة الانتشار منها “الكتاب الأسود لكندا الإنجليزية”، و”تحقيقات حول الأجهزة السرية” و”أسرار خيار كندا”، و”قضية جيرار بول” و”سجين في بانكوك” “سيرة ذاتية».



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot