رئيس الدولة ورئيس تشاد يؤكدان العمل على تعزيز السلام والاستقرار والتنمية لدول المنطقة
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
العلم لخدمة البشرية
بدأت اللقاءات التليفزيونية تنتشر مع أابطال الدراما الرمضانية، ولفت نظري طفل عمل في أكثر من مسلسل خلال السنوات الماضية، وفي الحقيقة لم أتابعه أو أتابع غيره لسوء المحتوى، كان في لقاء مع مذيعة مشهورة على قناة لها وزنها من المشاهدات، واتجه الحوار مع هذا الطفل عن أهم أدواره وتعامل الممثلين الكبار معه، وكانت ردوده طيبة وعلى الفطرة الطفولية.
من بين الأسئلة العادية في مثل هذه المواقف، رأي زملائه في المدرسة عندما شاهدوه في المسلسل، رد بعفوية أن معظم زملائه لم يشاهدوا المسلسل بأمر من أولياء أمورهم لما يحتويه من مشاهد لا تليق ولا يتناسب مع أعمارهم، وسألت عن مستواه الدراسي وهل يذهب إلى المدرسة بانتظام، فرد بعفوية الطفل أن مستواه عادي وأنه لا يذهب إلى المدرسة وأضاف أنه لم يذهب اليوم وكان عنده امتحان.
وهنا نقف معا المقصود من الرسالة التي أخذته المذيعة إليها، هل الرسالة أن الممثل ولاعب الكرة يحصل على الملايين والمهتمين بالعلم لا يحققون الثراء الفاحش وهم لا يتجاوزن العاشرة من عمرهم، ما هى الرسالة التي تود المذيعة والقناة توصيلها لطلاب العلم الذين يهتمون بالدراسة ويذهبون للمدارس بهدف تحقيق حلمهم بأن يفيدوا المجتمع.
أذكر حوارا لعمر الشريف قال فيه: إنني لا أهتم بالمال الذي يأتي من الفن، لأنه كلام فاضي الفنان يقدم كلاما لا يفيد المجتمع وأوزع كل أموالي على الناس، لا نستحق التكريم، الذي يستحق التكريم هو الطبيب الذي يعالج المرضى وينفع المجتمع، هذا كلام فنان عالمي أدرك أن الفن للترفيه وللعلم لخدمة البشرية.
محمد أسامة – كاتب
التعصب
صحيح أن الأعمار بيد الله، والموت حق على كل مخلوق في الكون، والجميع مسلّم بهذا الأمر لكونه خارج إرادة المخلوق في نفسه، لكن أن ينفعل مشجع في المدرجات ويحزن لخسارة فريقه ويفارق الحياة، فهذا الأمر يحتاج لوقفة جادة وصارمة، وصرخة في وجه كل شخص استهتر بحياته ووضع التوافه في أولوياته.
من حق أي شخص أن يشجع فريقا رياضيا من باب المتعة وتحدي أصدقائه بصورة مرحة، أن يحرص على مشاهدة المباريات في الملعب أو عبر الشاشة، كل هذا مقبول جدا ولا غبار عليه، إذا كان التشجيع للمتعة والمشاهدة والارتباط بناد رياضي منذ الصغر، لكن غير المقبول أن يتحول حب النادي لعقيدة والدفاع عنه بمسمى الكيان أو سب الآخر لمجرد أنه منافس، هذا غير مقبول بالمرة لأن التعصب والغضب يؤديان إلى أن يصبح الشخص أصم وأعمى في آن واحد.
المفترض أن يشجع النادي ويشجع اللعبة الحلوة، بدون سب أو تنمر أو إهانة أحد، هذه الأيام تتقطع العلاقات الأسرية بسبب الاختلاف على فريق، وهذا الأخير الذي فقد حياته لتعصب أهوج وترك أسرة في أمس الحاجة لوجوده، ولم يفكر أن اللاعب الذي يتقاضى ملايين الدولارات لا يشغله الهزيمة من المكسب لأن هذا عمل، وإذا عرض عليه سعر أكثر من ناد منافس سيلعب له بدون النظر للانتماء والتعصب، لابد أن يعي المشجع أنه يتمتع بالكرة الحلوة ولا يصل تأييده لفريق إلى حد العقيدة التي لا يستطيع تغييرها.
لم نر أو نسمع في دول الخليج عن مشجع تعصب لفريقه وأصيب بنوبة قلبية، ولكن نراهم مشجعين مثاليين يدافعون عن فريقهم برقي ويحتفلون بدون تجريح أو خروج عن النص، فالفرق كلها في تنافس داخل البساط الأخضر والجمهور يتفاعل مع لاعبيه داخل إطار اللعبة، لكن في مجالسهم يتحدون بعضهم التحدي المقبول والمضحك، بدون إسفاف وسباب، فقط الانفعالات الإنسانية من تجرع الهزيمة فقط، حتى مع اللعب مع فرق أجنبية يكون الالتزام بالتشجيع هو بطل المباراة.
علاء رياض
الوقاية خير من العلاج
بالرغم من أن الطريق لا تزال تتطلب المزيد من البحث والتجارب، فإن هذا التطور يمثل خطوة جريئة نحو علاجات أكثر ذكاءً، وأقل قسوة على أجساد المرضى، خصوصاً مرض السرطان الذي بنهش أجساد الصغار والكبار، ويكلف الدول الكثير من الأموال الطائلة لإنشاء مستشفيات متخصصة لمحاربته، ومع هذا التوسع الكبير في المنشآت الصحية إلا أن السبب الرئيس في تفشي المرض مازال مفتوحاً على مصرعيه.
ستظل الدول تعاني من انتشار هذا المرض بين الأطفال والكبار ما دام السبب الحقيقي لم يعالج، المياه والأسمدة الملوثة وجميع الأطعمة والحلويات المسرطنة موجودة ويتم استيرادها بالملايين، العلاج هو تجفيف هذا التدفق لأشياء المسرطنة، والمسببة لهذا المرض اللعين الذي يحصد أرواح الأطفال والشباب.
ونشرت الأخبار مؤخراً أن فريقاً من العلماء في كوريا الجنوبية، بقيادة الدكتور "تشو كوانغ هيون" من جامعة يونسي، تمكن من تحقيق اختراق علمي قد يغيّر وجه الطب الحديث، بعد أن نجحوا في تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا طبيعية سليمة عبر تعديل الشبكات الجينية بدقة مذهلة، وهذا الإنجاز اللافت يفتح الباب أمام ثورة علاجية جديدة، لا تعتمد على العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، بل ترتكز على إعادة برمجة الخلايا المريضة لإيقاف المرض من جذوره، وإذا أثبت هذا النهج فعاليته على البشر، فقد يشكّل نقلة نوعية في طريقة تعاملنا مع السرطان، ويوفر بصيص أمل حقيقي لملايين المرضى حول العالم.
الوقاية خير من العلاج مقولة متداولة تدل على تصفية المرض من الأساس، بتقديم حلول لعدم تفشيه والقضاء على أسبابه من البداية، فالوقاية ستحمي الشعوب من المرض وتحافظ على موارد الدول البشرية والمالية، فالبحث عن الأسباب والقضاء عليها سيقلل من بناء المستشفيات لعلاج المرضى.
إيمان إبراهيم – مهندسة ديكور
دموع زائفة
يقول أحد العارفين أن رجلا في السبعينات من عمره يجلس بمفرده بالبيت، اعتاد الاستيقاظ مبكراً يصلي الفجر، ويذهب ليشتري الإفطار ثم يشرب القهوة، ويقرأ الصحف، وعند السابعة يكون على مكتبه في أحد محلات تجارة المفروشات، فضل أن يعمل بعد خروجه على المعاش ووافقه صديقه على الفكرة وشغّله معه بالمحل، كان محاسباً محترفاً جداً في مؤسسة حكومية، وله صيت واسع في الأمانة والشرف، وجد العمل في هذه السن.
كان من الممكن أن يجلس في بيته ويكتفي بالمعاش ويكون ميسور الحال، لكنه فضل العمل للخروج والمشي والتفكير حتى لا يصاب بالعجز وأمراض الشيخوخة، لديه ولدان وبنت، كلهم تزوجوا ولكل منهم حياته الخاصة، والتليفون وسيلتهم في الاطمئنان عليه يوميا، ولأن الحياة مشاغل وكل منهم لديه أسرة والتزامات كان أقربهم زيارة لوالده يأتي كل أسبوع مرة يجلس معه أقل من ساعة ويمضي بحجة مرض ابنه أو الذهاب للنادي أو لشغل طارئ، المهم أن يعتذر عن مجالسته يوما أو طلب الخروج معه.
بعد كل زيارة من أحد أولاده يجلس في الشرفة يتأمله وهو يسير بسيارته إلى أن يختفي بين المارة في الشارع، أو نظره يحجبه لضعفه الشديد عند ارتفاع مرض السكري عليه، يكتفي بأشغال نفسه بالمطبخ ليعد فنجان قهوة أو طبق سلطة يأكل منه ملعقة ويتركه، النفسية أحيانا تتألم ولا تحتاج لا لطعام أو خروج أو حديث مع أحد.
رن على أولاده وطلبهم للحضور الفوري عنده، أول مرة يطلب حضورهم من زمن، جاءوا في طاعة وبر شديدين، كان يرقد بوجه شاحب وجسد ثقيل التصق بالسرير لا يقدر على شيء، مفتاح البيت معهم وقفوا حوله قبلوا يده وطلبوا الطبيب، كان المرض استباح جسده وعليهم أن يتناوبوا عليه كل منهم يوم، اقترح أحدهم أن يستأجر خادمة لأنه مشغول، والآخر تعلل بانشغاله، والبنت رفضت لمسؤوليتها تجاه زوجها وأولادها، ارتفع صوتهم وكل منهم يرمي المشكلة على الآخر، وفجأة وجدوا أباهم يستند على الجدار ويفتح باب غرفته ويقول لا تتشاجروا من أجلي واذهبوا وانتظروا للغد .. في الغد كان قد رحل وغادر الحياة ووقف أبناؤه يبكون، فارق الحياة عندما فقد الأمل ووجد نفسه داخل معادلة ليس له يد فيها.
راجح محمد
أناديكم بالحبّ لا بالسلاح
أنا السِّلْمُ… أنا الأَمَلُ
أنا مَنْ قالَ كَلِمَتَهُ
بِوَجْهِ الظَّالِمِ الطَّاغِي
وضعتُ رُوحِيَ عَلَى كَفِّي،
وضعتُ حُلْمِيَ الضَّائِعَ،
ووضعتُ كُلَّ مَا فِيَّ
لِدَحْرِ فِكْرَةِ الجَاهِلِ.
فلا نَحْنُ سَوَادُ الرَّايَةِ فِي العَلَمِ،
ولا نَحْنُ بِاسْمِ الدِّينِ نَقْتَتِلُ.
أنا السِّلْمُ،
أنا الحُبُّ،
أنا العِلْمُ،
أنا العَمَلُ.
فلا سِلاحَ أَحْمِلُهُ،
ولا رَصَاصَ أُطْلِقُهُ،
فكُلُّ الحُبِّ أَجْمَعُهُ
فِدَاءَ السِّلْمِ وَالأَمَلِ.
حُرُوفٌ كُنَّا نَكْتُبُهَا
بِمَاضٍ كَالِحٍ مُتْعَبٍ،
وَحَاضِرٍ يَرْسُمُ خُطْوَتَهُ
بِأَلْوَانِ غَدٍ مُشْرِقٍ.
فَأَرْضُ بِلَادِي لا تَحْلُو
دُونَ زُهُورِهَا مُجْتَمِعَةً:
بَسَاتِينٌ… وَرَيْحَانٌ،
بِقَاعُ الأَرْضِ مُمتَدَّةٌ،
هُنَا كَانُوا… هُنَا وُجِدُوا.
اختِلافُ اللَّوْنِ يَجْمَعُنَا،
يُوَحِّدُنَا وَيَنْصُرُنَا
بِحُبِّ الخَالِقِ الأَوْحَدِ.
سَنَقْطَعُ فِكْرَ مَنْ حَاوَلَ
اقْتِلاعَ الجَذْرِ، وَمَنْ زَاوَدَ.
سَيَبْقَى الوَطَنُ يَجْمَعُنَا،
ويَبْقَى الحُبُّ قَائِدَنَا،
ويَبْقَى الوَرْدُ…
مُجْتَمِعًا بِحَقْلٍ لَوْنُهُ أَخْضَرُ.
أَضَاءَ نُورُهَا العَالَمَ،
وبَاقِي الكَوْنِ يَتَّسِعُ،
كَضَوْءٍ نُورُهُ سَاطِعٌ
يُضِيءُ اللَّيْلَ فِي العَتْمَةِ.
ترِقُّ لِكُلِّ مَنْ دَبَّ عَلَى الأَرْضِ،
عَلَى البَحْرِ…عَلَى القَمَرِ.
عَبِيرُ الرُّوحِ هُوَ أَمَلِي،
هِيَ بَلَدِي…هِيَ وَطَنِي.
رنا شريف – كاتبة
دور النخب في إدارة الدولة
عندما نرى التحولات العميقة التي يشهدها الشرق الأوسط ، يجب أن تبرز مسألة دور النخب في إدارة دفة الدولة كسؤال محوري يستدعي التأمل العميق ، فالمنطقة التي تمور بالصراعات وتعاني من تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية متشابكة ، تحتاج إلى رؤية نخبوية تتجاوز المصالح الضيقة نحو آفاق التنمية المستدامة والاستقرار السياسي .
تتجلى مسؤولية النخب في بلورة مشروع وطني جامع يتخطى الانقسامات الطائفية والإثنية والأيديولوجية ، ففي عالم تتصارع فيه الهويات ، تقع على عاتق النخبة مسؤولية صياغة خطاب وطني يوازن بين الخصوصية الثقافية والقيم الإنسانية المشتركة ، ويؤسس لمواطنة فاعلة ترسخ مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
ولعل أبرز التحديات التي تواجه النخب في المنطقة هو تجاوز حالة الجمود الفكري نحو الإبداع والابتكار في معالجة المشكلات المعقدة ، فالأزمات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة تستدعي تجديدًا في أدوات التفكير وأساليب العمل ، بما يتجاوز الحلول التقليدية التي أثبتت محدوديتها.
وفي سياق العولمة المتسارعة ، تمثل العلاقة مع الآخر إشكالية جوهرية تستدعي وعيًا نخبويًا متقدمًا ، قادرًا على تحويل التحديات إلى فرص للتنمية والتقدم ، فالنخب المستنيرة هي التي تستطيع أن تقرأ المتغيرات الدولية بعين ناقدة ، وتستثمرها في تعزيز مكانة دولها في النظام العالمي ، دون التفريط في السيادة الوطنية أو الهوية الثقافية.
وقد قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ، "الثروة ليست ثروة المال ، وإنما هي ثروة الرجال" ، وهي مقولة تختصر دور النخب في إعادة بناء الإنسان قبل العمران.
ومن الضروري الإشارة إلى أن النخب ليست فئة منفصلة عن النسيج المجتمعي ، بل هي نتاج حركية اجتماعية تعكس تطلعات المجتمع وطموحاته ، لذلك فإن تجديد النخب وضخ دماء جديدة في شرايينها يمثل شرطًا أساسيًا لاستمرار حيويتها وفاعليتها في مواجهة التحديات المتجددة .
يبقى الرهان المستقبلي معقودًا على قدرة النخب في المنطقة على بناء جسور التواصل مع الشباب ، وإشراكهم في صناعة القرار ، وتمكينهم من أدوات المعرفة والتكنولوجيا ، بما يؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل الذين سيحملون مشعل التنمية والتحديث في منطقة تتطلع إلى استعادة دورها الحضاري الفاعل في المشهد العالمي.
حيدر فليح الشمري – كاتب صحفي
نشرة الأخبار زمان
قبل انتشار شبكة الاتصالات الدولية كانت نشرات الأخبار التي تبث على القنوات المحلية تخلوا من مشاهد الدمار والخراب والدماء، وتقتصر على الأخبار المكتوبة بدون فيلم يوضح الحدث، وتكتفي بالتقارير والفيديوهات التي تجمع الرؤساء مثلا أو حملات التفتيش وغيرها من الفيديوهات الطبيعية النظيفة من كل ما يجر المشاهد إلى حالة الاكتئاب والتوتر.
كانت نشرات محددة في فترة زمنية معلومة، يقدمها مقدم ومقدمة ويتناوبان الأخبار، والخبر الذي يشير إلى الحرب والدمار وفيه مشاهد تؤذي العين والمشاعر لا تبث مطلقا، ويكتفي بالنص المكتوب فقط، والسبب في ذلك يرجع إلى احترام خصوصية البيوت والخوف من رؤية الأطفال لهذه الفيديوهات إن تم بثها، فليس هناك أي سيطرة على المشاهد، فالمنع كان خياراً سليماً.
أما في وقتنا الراهن ومع التقدم التكنولوجي وانتشار شبكة الاتصالات الدولية، وصار فيديو القتل والدماء والدمار يبث ويتم التعليق عليه أو استمرار بثه ويكتب في شريط أسفل الشاشة الخبر، أي أن الفيديو هو الأساس والخبر ثانوي، ويبث بدون مراعاة للمشاهد، المهم هو السبق الصحفي والإعلامي، والغريب أن القنوات الإخبارية تبث نفس الأخبار على مدار اليوم، ومع الوقت صار لدينا تبلد نفسي لرؤية الدم والدمار والقتل، فلا يبالي أي مشاهد حاليا بما يراه على الشاشة، لأن الصورة الذهنية باتت راسخة في وجدان المشاهد ولم يعد يعرها اهتماما بحكم التعود على رؤية الأحداث مباشرة.
حمادة الجنايني
ممثل تنمية بشرية
قدم الفنان المصري سامح حسين برنامجاً في رمضان الماضي بعنوان " قطايف" ونال استحسان المجتمع العربي، خصوصاً وأن المحتوى الذي تم تقديمه من مسلسلات وبرامج كان في أردأ نموذج للفن، لذك نجح " قطايف " مع أنه يذاع على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يعرض على قنوات فضائية، وحسب ما قال إنه قام بعرضه على شركات إنتاج لكن للأسف لم ينل إعجاب تلك الشركات لذلك قام فريق عمل البرنامج من كاتب المحتوى والمصور والمخرج من بثه على صفحات سامح حسين.
وفور بث البرنامج الذي لا تتجاوز مدته ٣ دقائق، كان قد اشتهر وبدأ في الانتشار بسرعة جداً، ذهب بعض المحللين إلى أن البرنامج قصير ويقدم فكرة إعادة تقييم المجتمع في وقت تنتشر في المسلسلات موضوعات سيئة لا ترتقي بالمجتمع العربي، وخرج المصريون يقولون: ان الدراما لا تمثلهم، ويشاهدون المسلسلات ليكتشفوا المصريين، وذهب رأي آخر أن الشعب تعاطف مع سامح حسين عندما صرح بأن أمه كانت تطلب من الناس فتات الطعام لتربية الدجاج وكان هو وأسرته الدجاج الذي يأكل باقي الطعام، وتعاطف معه الجميع لما استمعوا له وهو يحكي قصته مع عمرو الليثي في برنامجه واحد من الناس.
وفي منتصف الشهر انشق المجتمع بين مؤيد وبين معارض، المؤيدون وجدوا أن البرنامج هادف ويقدم وعياً وتنويراً للشباب، وأفراد المجتمع، لكن المعارضين وجدوا أنه ممثل لا يصح أن يتكلم في الدين ولا يصنع من نفسه واعظاً يتلو آيات، ويفسر أحاديث، ويتحدث بحديث الشيوخ وعلماء الدين، ووصفوه بالممثل الذي يقدم فقرة يستخدم فيها نبرة صوته والمؤثرات الصوتية والصورة، وكأنه يقدم مشهداً في مسلسل أو عمل درامي، وهؤلاء لم يراعوا أنه شخص أراد أن يقدم فكرة جيدة في وقت عزف الجميع عن تقديم عمل مفيد. المشكلة أن المؤيد والمعارض خلطوا بين فكرة الداعية ومدرب التنمية البشرية، لأن الدعاة يتسمون بالسند والتحليل والشرح والتفسير والكلام في العقيدة والإيمان وغيره من فروع علوم الدين، أما التنمية البشرية فتقتصر على تقديم قصص ملهمة مستوحاة من المجتمع ومطعمة ببعض قصص السلف الصالح والاستشهاد بالآيات والأحاديث لتقديم البرهان وجذب المتلقي وتحفيزه، فعلى الجميع أن يفرق بين الدعاة وبين التنمية البشرية، حتى لا تختلط الأمور وتصبح في سلة واحدة وتحدث الفتنة الفكرية.
خالد سالم
المسرح المدرسي
اهتمت دولة الإمارات بالمسرح المدرسي وجعلت منه بوابة لاكتشاف المواهب واستمراراً للحركة الثقافية عند النشء، وذلك من خلال المسابقات بين المدارس وتحفيز الكوادر البشرية من هيئة التدريس والتلاميذ، وتخصيص جوائز عينية ومادية توزع على الفائزين في ختام مهرجان المسرح المدرسي الذي تشرف عليه دوائر الثقافة والفنون، لجنة تحكيم مكونة من نخبة من المتخصصين في مجال المسرح
يعتبر المسرح المدرسي من الأنشطة المدرسية التى تهتم بها الدولة لخلق جيل بعد جيل من المبدعين والمتميزين في كتابة النصوص والتمثيل، ولأن المسرح المدرسي واحدا من أهم الفنون ويعد ابو الفنون لما يشمل من تصميم وإضاءة وديكور، والأهم أن لقاء الفنان بالجمهور أثناء العرض يعتبر جائزة فورية يحصل عليها فريق العمل عندما يتفاعل الجمهور مع الأداء، ولأن المسرح هو أول فن حركي يتم إنشاءه وقبل السينما والإذاعة فصار أو أبو الفنون
المشاركة بالمسرحيات القصيرة الموجهة إلى الأطفال من الروضة إلى المرحلة الثانوية، تعتبر تنمية لقدرات الطلاب وحثهم على الإبداع والابتكار من الصغر، وليس الأمر مقتصر على فرع التمثيل وإنما هناك فروع في المسرح متعددة مثل الإضاءة والديكور والإخراج وكتابة النصوص، وقد راعت اللجنة المنظمة لهذه المسابقات جائزة لكتاب النصوص المسرحية من الطلاب، فغالبا ما يكون خيالهم واسع وهم اقدر ما يعبر عن نفسه، فهم من يعيشون المرحلة ويستطيعون التعبير عنها بأسلوبهم، بدون تقيد أو شرط ليترك لهم التفكير والإبداع بهدف بث الثقة في أنفسهم، وصناعة قادة في هذا المجال
ولا ننكر أن مشرفي نشاط المسرح المدرسي يبتكرون القصص التى تلائم الجيل وتخاطبهم على قدر عقولهم، إما بمحاكاة الهدف بأسلوب العرائس والحيوانات والطيور، أو مباشرة بالطلاب بدون اللجوء للأقنعة، وقرب المشرفون من الطلاب يمنحهم القدرة على معرفة توجهاتهم ونقط التأثير عليهم، فيصبح النص متلاصق تماما مع متطلبات واحتياجات الطلاب من جرعة فنية تغير من مفهومه أو تغرس فيه الانتماء والولاء للوطن، أو تطرح قضية محورية تناسب ظروفهم وتحميهم من التطرف
دور المسرح المدرسي مهم جدا في هذه السن، ولم اركز على المسرح فقط بل نحاول تفعيل جميع الأنشطة المدرسية لمواكبة دول العالم الذي جعل النشء من أولى أولوياته، لذلك يشارك التلاميذ في سن مبكرة بالفعاليات الوطنية ويحفزهم بالجوائز العينية والمادية، بالإضافة لبث روح الفريق والعمل الجماعي، فالأنشطة المدرسية تخلق أجيال لديها القدرة على تحدي الصعاب والمشاركة في التنمية المستدامة للوطن
الشيماء محمد – خبير صحافة وإعلام تربوي