رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات للشعب السوري وتطلعاته نحو التنمية والاستقرار
رزيقة طارش
رحلت أم سيف بهدوء كطيبة قلبها، عاشت بعفوية ومثلت بتلقائية لم تصارع أحد ولم تحقد ولم تنافس أحداً من الوسط الفني، فكانت الأكثر طلباً في الدراما، دخلت قلوب الجماهير بدون استئذان، ومن ينساها منذ بداياتها في مسلسل إشحفان بدور ميثاء، وهي تجري إلى دكان بو طبر وتغني “بو طبر يا بو طبر”.
استقبلت أم كلثوم في زيارتها للإمارات في نوفمبر عام 1971 عندما غنت في المسرح الوطني، وقالت لها أم كلثوم: “حتبقي نجمة كبيرة”. ظهرت في وقت لم يكن هنالك ممثلات في المجال الفني، قاومت كل المحاولات في أن لا تكون ممثلة، إلا أن إرادتها تفوقت على كل من عارضها في بداياتها.
قالت بلسانها: إن النص المكتوب قد يكون ضعيفًا فيرفعه الممثل بأدائه، وقد يكون النص قويًا ويُضعفه أداء الممثل، فالأداء يمكن أن يرفع النص أو يهبط به إلى أدنى مستوياته، ولديها الحق فكانت مصدر قوة وبسمة لكل مسلسل درامي مثلت فيه .
سافرت مصر لمدة 6 أشهر للدراسة، فقال عنها المصريون بخفة ظلهم المعهودة: “حتبقي أحسن من فاتن حمامة”.
لم تكن مجرد ممثلة على الشاشة، بل كانت رمزاً للمرأة الإماراتية بصوتها الإماراتي الأصيل ، خاضت غمار التحدي في زمن كانت فيه الأضواء حكراً على الرجال. لم يكن طموحها الشهرة، بل كانت تؤمن أن للفن رسالة، حافظت على سنع المرأة الإماراتية في أدوارها ،لم تشت ولم نشهدها إلا في أدوار نفتخر بها.
جمهورها لم يكن محلياً فقط، بل تجاوز حدود الوطن، على مستوى الخليج لأنها كانت صادقة، طبيعية، تنتمي للشخصيات التي تجسدها، وتشعر بها حتى يكاد المشاهد يظن أنها لا تمثل، بل تعيش الحقيقة بعفويتها .
نعاها العديد من الفنانين على مستوى الدولة وعلى مستوى الخليج وعدد من الشخصيات البارزة ، سلام على روحك يا أم سيف، وعلى إرث فني لا يُنسى، سيبقى فنك في ذاكرتنا كلما اشتقنا لفن نظيف، أصيل، ونابع من القلب.
رزيقة طارش صوتها هو ذاكرة الوطن قدمت برنامجاً إذاعياً في بدايات الاتحاد بعنوان (سيداتي سادتي) كانت تشبهنا وتشبه الوطن…
كرمها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة بوسام الإمارات للثقافة والإبداع وأكرمها بو زايد بقبلة على رأس الإبداع . ودمتم بخير …